عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2013, 05:03 AM   #14
سهم المحبه
العضوية الماسيه
 
الصورة الرمزية سهم المحبه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 7,769
سهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الرابـــع ..


عاد ابو راضي الى البيت وفي طريقه وهو عائدا راء سعاد ومنال وهما
يسيران وملابس المدرسة عليهما وشنط الدراسة محملة على ظهريهما وهما
يسيران بجوار بعضهما في طريق العودة الى البيت . فقال لهما وين كنتوا الى
الحين ما رجعتوا الى البيت وقد كانت المدرسة قريبة من المنزل والمسافة حوالي
اثنين كيلو فقط ولكنها كانت شوارع متعرجة وتعتبر بعيده حسب مفهوم الاطفال
فقالتا كنا عند منيره زميلتنا في المدرسة قالت تعالوا معي نتغدى ونلعب وبعدين
تروحوا الى بيتكم . فقال ابو راضي رحتوا معاها طبعا وتغديتوا ولعبتوا صح
فقالتا ايوه يا بابا . فقال يالله نروح البيت سوى . ومسك كل واحدة منهما بيد
وقد أخذ الشنط ووضعها على رقبته . وفي الطريق صادف عبدالله وكأنه مجنون
وصاح فيهما وين كنتوا الى الحين ما جيتوا البيت ليش ليش تتأخروا خوفتوني
عليكم وكان يتصرف وكأنه هو الاب وهو الراعي وهو المسئول فأعجب والده
بتلك الطريقة ولم يتكلم . ولكنه حال بينه وبين البنات لعدم تعرضهما لشي من
عبدالله البطل المهتم الخايف على أخواته . فقال ابوه خلاص يا شيخ عبدالله
لما نروح البيت نتفاهم طال عمرك عيب في الشارع تسمع الناس صياحنا
فسكت عبدالله وبعد الوصول الى البيت أشار ابو راضي لأم سعاد وأم عبدالله
بالسكوت وعدم الاعتراض على شي . فأطمئنوا عند رؤية البنات وسكتوا
ولكن كان الضحك يغالب الجميع من تصرف عبدالله وشدته في المحاسبه
فقال ابو راضي يالله تعالوا . وانت يا عبدالله حاسبهم وأسألهم وين كانوا
فأنت المسئول عن أخواتك وأنا الحاكم أحكم بينكم وطبعا راح تسمعوا
وتطيعوا لحكمي طيب فقالوا جميعا طيب يا بابا . حاضرين يا بابا
فقال للبنات روحوا في هذا الجنب . وأنت يا عبدالله تعال في هذا الجنب
وحاسبهم وبعدين أنا أحكم . فقال عبدالله لأخواته بشده وين كنتوا الى الحين
يالله تكلموا وقولوا وين كنتوا وقد كان لصوته شدة وقوة وكان شكله
كالقائد الذي يحاسب جنوده على تقصيرهم . فقالت البنات قالت لنا
زميلتنا منيره اللي معنا في الفصل تعالوا تغدوا معي ونعلب شويه
وبعدين تروحوا لبيتكم . رحنا معها . فقال عبدالله ليش ما جيتوا وقلتوا
لي اول على شان ما اخاف عليكم وبعدين تروحون . فقال ابو راضي
أيوه ليش ما جيتوا وقلتوا لأخوكم أنكم رايحين عند زميلتكم تتغدوا معها
وتلعبوا على شان ما يخاف عليكم وينزعج وكان مؤيدا لكلام عبدالله
حيث أعجب برأيه وهو عدم التصرف بدون علم الاسرة أن رأيه صحيح
فقالت البنات نسينا يا بابا . فقال تعال يا عبدالله على شان أحكم مو أنا
القاضي . فقال يالله يا بابا يا قاضي أحكم . فقال للبنات وأنتوا ليش ما تقول
مثل قول عبدالله . فقالت البنات يالله يا بابا يا قاضي أحكم .
**********
فقال الاب الحنون والراعي الحبيب والوالد الصادق وشديد الحرص
على اولاده احكم عليكم يا بنات ما تعودوا مرة ثانية وتسووا مثل اللي
سويتوا ولازم تعلموا اخوكم بأي شي تسوونه قبل ما تسوونه على شان
ما يخاف عليكم ولا ينزعج .. هااااه ريضتوا بالحكم . فقال عبدالله إيوه
يا باب يالقاضي رضيت . وقالت البنتين أيوه يا بابا يالقاضي رضينا
وخلاص توبه ما نسوي اللي سويناه مره ثانية . فقال الاب القاضي
طيب وحكمت لك يا عبدالله بجائزه كبيره على شان حرصك على أخواتك
وحبك لهما . رضيت فقال إيوه يا بابا يالقاضي رضيت . فقال الاب تدرون
وش هي الجائزه . فقالوا وش هي . فقال أجيب لكم يوم الخميس أسكريم كثير
وشوكولاته كثيره طبعا جائزه لعبدالله وهو يقسم عليكم ويعطيكم منها هو
اخوكم ويحبكم وأكيد راح يعطيكم معاه . فقال عبدالله إيوه راح أعطيهم معاي
زيي بالضبط وراح أعطي ك أيضا أمي وعمتي وراح أعطيك أنت يا بابا يالقاضي
فقال ابو راضي بارك الله فيكم جميعا يالله روحوا غيروا ملابسكم وتعالوا
اجلسوا معي وكل واحد يقول لي وش أخذ وش حافظ . وقد كاد ابو راضي
يطير من الفرحة بما شاهد من حب الاولاد لعبضهم وخوفهم على بعض
وكذلك طاعتهم لبعضهم وحسن أدبهم . وقد كانت ام عبدالله وام سعاد يراقبان
الموقف عن بعد وليس ببعيد وقد ذهب بهم الضحك كل مذهب ولكن بصوت
خافت لئلا يزعجوا المتحاكمين والحاكم وملجس القضاء . وبعد أن ذهبوا
الاولاد شاركهم ابو راضي الضحك وقد ذهب به كثيرا كما ذهب بأخته
وزوجته وكانت السعادة المطلقة على أهل هذا البيت تظللهم وتحفهم ولا تغادرهم
من فضل الله تعالى عليهم ثم بحسن تدبير ابو راضي بصبر وتأوده وحكمة بالغة
فقد سيطر على عقول هؤلاء الاطفال بقوة وبدون تعب وبدون جهد يذكر ؟
ولكنها الحكمة وبعد النظر والتصرف بدقة والمتابعة بعد ذلك شديدة تجعل الامور
تسير كما خطط لها .
**********
مرت السنون سريعا ولم يشعر بها أهل ذلك البيت السعيد وتخرج عبدالله من الثانوية
العامة القسم العلمي وأصبح شابا وأصبحتا أخواته شابات وفي تخرجوا من الصف
الاول الثانوية كونهما يصغران عن عبدالله بسنتين . ودخل ابو راضي في مشكله
لم تكن في الحسبان مشلكه كبيرة بل هي أم المشاكل بالنسبة لأبو راضي وهي كبر
الاطفال وأصبحوا شبابا كيف يفرق بينهم ويعلموا جميعا أنهم ليسوا محارم لبعض
وان عبدالله لا يجب عليه أن يرى أختيه كما تعارف عليه الحال وكيف لأختيه أن لا
يروه للوضع نفسه . فكيف لأبو عبدالله أن يفهمهم ذلك الوضع وقد فكر في ذلك قبل
سنتين أو ثلاث ولكنه لم يتمكن من البداية والدخول في ذلك لصعوبته ولعدم أمكانية
أقناع الجميع بهذا الشي . ففكر وفكر وفكر . وأهتدى الى رأي . وقرر أن يسافر هو
وعبدالله الى الطائف متظاهرا بقضاء بعض المصالح له هناك . وقد كانت أم عبدالله
ذات فقه ودين وعلم أيضا فأوكل إليها مهمة أفهام البنات هذا الشي وأنه تقرر ان
يتغطوا عن عبدالله وكان المفروض أن يتم ذلك منذو سنتين أو ثلاث ولكن لم يتسير
هذا الامر إلا هذا الوقت . وبالطبع كانت البنتين في بيت مستقل ولا يناموا في بيت
واحد أو يتواجدوا طيلة الوقت مع بعض ولكن كان عبدالله يأتي إليهم في بعض الاوقات
ويذهب ولا يطيل البقاء بأمر من والده . المهم سافر ابو راضي وولده عبدالله الى الطائف
وكانت عطلة دراسية في ذلك الوقت وبقي اسبوعا كاملا وكانت المعركة على اشدها في
الطائف وعلى أشدها أيضا في جده ولمدة اسبوع . وتلك المعارك ليست بالايدي ولكنها
بالعقول والافكار والالسن فقط وأرض المعركة هي فهم كيفية إنفصال الاطراف عن
بعضها بشكل مطلق ونهائي لا رجعة فيه إطلاقا . وهذا صعب جدا قد يصل ببعض
الاطراف الى الجنون أن لم يتم الحل بشكل خفيف وإفهام بالطرق الشرعية والمعروفة
وبالادلة من الكتاب والسنة . والمثل وما تعارف عليه وما يكون قريبا لتقبله عقول
أولئك النشئ الصغير الطري والشاب والمندفع بشدة والتفكير يكون قليلا بعض الشي
لديهم وعدم التقبل وصعوبة المحاولة شديدة مع الامكان الى حد ما .
**********
فلنبدا التعرف على نتائج معارك الطائف . بعد مضي يومين في الطائف قال عبدالله
وش رايك يا أبي الحنون نعود أشتقت لأمي وعمتي واخواتي . فقال بعد ان نتفق على
شي نعود وان لم نتفق فلن أعود معك أبدا . فقال ليش يا أبي الكريم وش السالفه
فقال الاب أبيك تتلوا آيات معينة في كتاب الله وتتعرف على تفسيرها بشكل كامل
وفهم أكيد وتقرأ بعض الاحاديث التي سأقولها لك وتعرف معاناها . وبعد ذلك
ان تم ما أريد نرجع . ونحتاج لتمام هذا الامر لكمالة الاسبوع يعني في كل
الحالات لن نعود إلا بعد تمام أسبوع . فقال خيرا ان شاء الله . ابشر يا أبي
بما يرضيك وطاعتك واجبه . فأعطاه الآيات الداله على الحجاب وكذلك الاحاديث
فقرأها عبدالله وقرأ تفسيرها وكذلك أطلع على الاحاديث في ذلك الموضوع
وقد كان يذهب عن والده في مكان لا يراه فيه ويبقى لبعض الوقت ثم يعود
فأستغرب والده هذا الفعل فراقبه . فوجده يذهب بعيدا عن والده ويجلس لوحده
ويبكي بكاء مرا وشديدا لوقت ثم يمسح عينيه ويغسلهما وينشفهما ويعود لوالده
فقال له والده ليش تسوي كذا يا عبدالله . فقال طيلة سنوات دراستي في الثانوية
وبعض سنوات المتوسط وأنا أعاني وأتألم والسبب علمي بأن أخواتي لا يجب
أن أراهم ويحرم عليه ذلك شرعا وأنا يا والدي مسلم وأعرف حقوق الله عليه
وأعرف ان ذلك واجبا عليه ولكنني كنت أتجمل بالصبر وكنت أتحاشي القرب
من أخواتي بل وعدم النظر إليهم وأحسست برأيك هذا قبل ان نأتي من جده
ولكن تعلقي بهما جعلني لا أصدق بما سيحدث فأجهش بالبكاء الشديد عبدالله
وشاركه والده خوفا على ولده وحبا فيه وفي أختيه ولكن شرع الله لابد أن
ينفذ وهذه حدود لا يجب تجاوزها . فمد يديه ابو راضي لولده وشكره على
حسن أدبه وتقبله وفهمه لما أراد دون عناء ولكنه شدة ما أصاب عبدالله
أحزن والده ولكنه كما قال ولده عبدالله تلك حدود الله ولا يجب تجاوزها
فقال خلاص وانا ابوك انت الان رجال وهذي بنت عمتك وهذي أختها اللي
ربت معها وقد أفهمه اصل منال وحالها وأنها لا تمت للأسرة بصلة إلا
من باب التبني والعيش معهم الى هذا الوقت .
تفهم عبدالله الامر وطابت نفسه وقرر تنفيذ ما جاء به الشرع الكريم وتقبله
الامر وأعتبر الموضوع منتهيا مع حزن شديد طبعا .
**********
أما معارك جده فقد كانت أسهل بكثير من معارك الطائف ولكن تخللها حزن شديد
وبكاء كبير وصياح وكأن ميت مات في ذلك البيت . فقد قامت أم عبدالله بعد مغادرة
ابو راضي الديار بالجلوس مع البنتين وبدأت تقرأ كتاب الله في تلك الآيات بكت البنتين
وأزداد بكاءهما ليومين لم يكن لهما طعاما ولا شرابا إلا ما يمسك الصلب شيئا قليلا
وكلما أقتربت أم عبدالله منهما هربتا الى داخل غرفتهما ولهما بكاء وعويل . ولكن
استمرت ام عبدالله كلما جلستا معها بتلاوة تلك الايات . وفي اليوم الثالث تكلمت
منال اليتيمة كما تحب ان تسمى وهي بطلت هذه القصة وعنوانها وعلمها ومنارها
تكلمت فقد كانت أفقه من سعاد وأكثر ذكاء وفهما من اختها سعاد ولم تكن سعاد
غبية بل هي أيضا كذلك ولكن تتفوق منال عن سعاد بعض الشي .
كما ذكرنا سابقا تلكمت منال قائلة يا عمتي .....


كونوا معي في الجزء القادم ..

__________________

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158