[سهم المحبه]

الجزء السابع ....

كان حال الجميع متأثر والكل خايف والله المستعان كيف لا وابو راضي له جهود

وتعب من أجل الجميع . قال الدكتور الف سلامه عليك يا ابو راضي وما من شر

ان شاء الله عليك . ولكن القلب عندك ماهو كما يجب لديك ضعف بسيط ويبغالك

بعض الادوية وعليك بالراحة كم يوم وبعد ذلك الانتباه لا تجهد نفسك كثيرا

والجهد المفاجئ تجنبه قدر الامكان . فقال الدكتور عبدالله يا دكتور انا الان في

كلية الطب السنة الثالثة وابي أتخصص جراحه عامه ان شاء الله ولم اكن اتوقع

ان والدي لديه مشاكل في القلب وهذي اول مره نراه يتعب . فقال الدكتور يتم

تخرجك ان شاء الله في القريب العاجل وتقدر تتابع والدك ما دمت في كلية الطب

عن طريق استشارة الدكاتره ويمكنك متابعته . فشكره عبدالله وقال ان شاء الله

خرج الجميع والكل يحاول يمسك بالوالد الكريم . وعند وصولهم البيت قال

ابو راضي وش فيكم تراكم خوفتوني على نفسي تروني بخير وما فيه شي

فقالت منال يا أبي العزيز كله إلا هذا أنت لازم ترتاح قدر الامكان ولا تتعب

كفايه تعبك السنين اللي راحت فنظر لها عبدالله وقال تسلمي يا منال بارك الله

فيك وبارك الله في الجميع من اليوم وطالع ما يروح الحبيب لأي مكان انا

اواصل في الكليه وبعد العصر أتابع المحلات وكل شي يلزم وانا اقوم بكل

شي يبيه الوالد بس هو عليه يأمرني فقط ويوجهني وانا اتولى كل شي

فقال لهم ابو راضي لا لا ما فيه إلا العافيه كلا يشوف دراسته وانا بخير

ان شاء الله . فكان الجميع يصرون على ابو راضي انه ما يخرج من

البيت أبدا وخاصة عبدالله قال انا يا أبي اقوم بكل اعمالك انت تعمل

هنا في البيت وتوجهني وانا اقوم بكل شي تريده والحال يسير باللي

يعجبك . المهم اصروا كل العائله على ابو راضي انه يرتاح مدة

شهر على الاقل في البيت ولا يجهد نفسه . وافق بصعوبه ابو راضي

على طلب العائله وكان الجميع يهتم به ويصر على راحته ليتم شفاءه

من تلك الوعكة المفاجيئة . سارت الامور على خير يقوم عبدالله بكل

ما يريد والده والامور سارت على ما يرام .

**********

أصبح عند عبدالله الكثير من المهام والاشغال فبالاضافة لكليته كان يتابع

محلات والده التجارية ويقوم بتأثيث بيت العمر وطبعا تم تأجير الشقق في

الادوار الثلاثة العليا ما عدا شقه واحدة وسبحان الله كأن لهذه الشقة نصيب

ما زال في الطريق ؟؟ وتقرر ان يسكنوا في الدور السفلي شقه له وشقه لوالده

وأمه وعمته . وكانت سعاد ومنال يشاركانه في بعض المهام خاصة الاثاث

ويعمل الجميع بجد وسعاده وكان الوالد ينظر لهم وهم في ذلك التعاون البناء

والمثمر بسعاة بالغة جدا وأنشرح صدره لما يرى وما يحدث . أنتهت السنة

الجامعية بالنسبة للجميع . وكانت النتائج جميله ورائعة وفرح الجميع بتلك النتائج

وخاصة ابو راضي حيث كان يشك ان يأتي عبدالله بنتائج ممتازه وهو مشغول في

عدة مهام يقوم بها يوميا . ولكن الحمد لله تمت على خير . تقرر بأن تكون فرحة

العمر بعد شهر من ذلك التاريخ . حيث أوشك على الانتهاء من تأثيث البيت وتجهيز

بعض الطلبات وحجز مكان الفرح وكل الامور على وشك الانتهاء . تابع عبدالله

أعماله ومهامه كالمتعاد وأصبحت أقل من ذي قبل حيث انتهت الدراسة في الجامعة

**********

وقبل الزفاف بأسبوعين تقريبا قال ابو راضي لعبدالله هاااه يا ولدي وش سويت وش باقي

عليك ما سويته ترى الموعد أقترب ونبي نفرح بكم ان شاء الله . قال عبدالله كل شي على

ما يرام يا والدي العزيز وما باقي إلا طلبات العرائس الخاصة جابوا الملابس اللي يحتاجونها

كلها وبعض الاحتياجات الاخرى والبيت جاهز تماما واليوم كان أخر شي كملناه غرف النوم

ركبناها والفرش انتهى ما باقي غير تشريفك يالغالي تشوفه وتباركه وانت في أعز حال واطيب

مآل ان شاء الله . فقال خلاص بكره نروح كلنا نشوفه . جبت ذهب العرائس وإلا باقي قال باقي

قالت امي وعمتي يكون هو أخر شي . فقال ابو راضي أسمع يا عبدالله لا تقصر على زوجاتك

جيب لهم كل شي يحتاجونه الخير وفير عندك ولا عليك قصور . قال عبدالله الخير خير الله ثم

خيرك يالغالي وهذا تعبك الله لا يحرمنا منك ان شاء الله ونسأل الله أن يمد في عمرك ويطول

في حياتك ويعطيك الصحة والعافية . فقال وانت طيب يا دكتور عبدالله . وسالم وغانم وفي خير

وان شاء الله اشوف أولادك يلعبوا حولي مثل ما كنت تلعب انت وانت صغير ضحك عبدالله

وقال ان شاء الله يا أبي العزيز وانت طيب . كانت تستمع ام سعاد وهي في سعاده بالغة وقد

نزلت بعض العبرات من عينيها وكذلك أم عبدالله فقد كانت موجوده . المهم بيت كريم وأهله

موفقون وخيرهم كثير وقلوبهم على بعضهم وحبهم لبعض كبير جدا وتفاهمهم مميز حيث

كان كل واحد يهتم بما يعنيه ولا يتدخل في شئون غيره ولكن يبدي النصح بما يراه مناسب

**********

أقترب الموعد وما بقي إلا أسبوع تقريبا عن يوم الفرح المنتظر . طلب عبدالله من أمه وعمته

أن يستعداء للنزول معه هو وزوجاته لشراء الذهب حيث لم يبقى إلا هو فقالت أم سعاد

يا دكتور ودي نعطيك حرية الاختيار رح انت والبنات وتكفون الله يوفقكم وبلاش نكون

لمه كثيره وأنت وهن المعنيات أختاروا إلا يعجبكم والله يوفقكم . فقالت أم عبدالله والله انك

صادقه يا ام سعاد وانا أبي أقعد معك ماني رايحه يكفون هم . فأتفقن أم عبدالله وام سعاد

على ان يكون عبدالله وسعاد ومنال هم المعنيين بشراء الذهب . نزلوا كما تم الاتفاق عليه

عبدالله وسعاد ومنال الى أسواق الذهب ليختاروا ما يحتاجون . فقالت منال عندي فكره

يا دكتور عبدالله لو سمحت . وانتي يا سعاد . فقال عبدالله وش الفكره كذلك سعاد قالت

فقالت منال ودنا نشكل الاختيار أنا أختار لك يا سعاد كل ذهبك وانتي تختاري لي ولا

يتدخل أحد في ذوق الثاني . فقال عبدالله وانا لمن أختار . قالت سعاد أنت تختار للغاليات

اللي في البيت نبي نجيب لكل واحده هديه . فقال عبدالله بيض الله وجهك والله اني كنت

أبي اقول لكما عن هذا الشي وش رايك يا منال . قالت منال ما يبي لها رأي هذا الرأي

وأنا والله كان بخاطري هذا الشي . المهم أختارت سعاد ذهب لمنال وكذلك اختارت منال

ذهب لسعاد مختلف تماما ولكن بنفس المستوى ونفس الوزن تقريبا . واختار عبدالله

ذهب لأمه وعمته وبعض الاشياء الجميله والرائعة والتي تليق بمن أختيرت له وعاد

الجميع للبيت . وقالوا لأم سعاد وأم عبدالله تعالين يا غاليات شوفوا وش رأيكم في

هذه الاشياء الجميله . فقالت أم سعاد جميل ورائع وقد كان ذلك الذهب عبارة عن

عقدين جميلين جدا وبعض الاساور وبعض الخواتم والحلقان والسلاسل الجميله

فقالت أم عبدالله وأم سعاد ما شاء الله ما شاء الله جميل ورائع . فضحكن البنات

وكل واحدة منهن أحتظنت واحدة من الامين الكريمتين . وقاما بألباسهما العقدين

والاساور والخواتم والحلقان واالسلاسل التي أحضرت وباركن لهن وقالن هذا

لكما وليس لنا . وكان قريبا ابو راضي فقال بيض الله وجيهكم يالغالين كرام

وطيبة قلوبكم كبيرة أحسنتم والله وأن سعادتي بهذه التصرفات لا توصف بارك الله

فيكم جميعا ومبروك عليكم جميعا ونشكر الله على ما أعطى وما وهب ووفق .

**********

وفي يوم أحد الذي يأتي بعده أول خميس سيكون الفرح بأذن الله

كان عبدالله في مكتب والده في أحد محلاته التجاريه مهتما بعمله

ويراجع بعض الاشياء مع بعض موظفين المحلات التجاريه على اساس

أنه سيكون مشغولا في الايام المقبله أستعدادا للزواج الذي سيكون يوم

الخميس من ذلك الاسبوع فقد أصبح كل شي جاهز . المهم وهو في ذلك

المكان كما ذكرنا واذا بأحد العمال يقول له فيه رجال يبي يقابلك يا دكتور

عبدالله . فقال له خله يتفضل أهلا به . دخل رجل في العقد السادس تقريبا

له هيبة ووقار وعليه مسحة من حزن واضحة فقال السلام عليكم ورحمة

الله وبركاته ....

كونوا معي في الجزء القادم ...