[وردة الجوري]

كيــف نجعــل ألعـاب أطفالنــــا وسيلــة للمعرفـــة





هناك عدد كبير من الآباء والأمهات , يهتمون بأن تكون هناك لعب كثيرة حول أطفالهم الصغار ... لكن لابد أن نسأل أنفسنا عما إذا كانت هذه اللعب التي تملأ البيت , تساهم أو لا تساهم في نمو الطفل وتنمية معرفته بالاشياء ...
لنتأمل أحد أطفالنا الصغار وهو يلعب , ثم دعونا نسأل أنفسنا عما إذا كان يتناول بيديه أشياء منها الكبير ومنها الصغير ؟ ...
وهل يتحسس أشياء فيها الصلب وفيها اللين ؟ .. هل يعرف ملمس الورق أو المنسوجات أو الخشب أو المطاط ؟ ..
هل يمسك كرة ليس لها حواف ولا أركان , ثم يمسك مكعبا له كثير من الحوافي والأركان ؟.. هل نترك أطفالنا الصغار يكتشفون أنه يمكن للماء أن يتشكل كما يريد الطفل بمجرد وضع أصابعه في طريقه وهو يتسرب من الصنبور؟
هل يستمتع طفلنا بقدرته على أن يملأ الأواني الفارغة بالماء , وأن يفرغ الأواني المملوءة ؟
وهل يعرف طفلنا أنه يمكن أن يجمع الرمل وأن يفرقه ... وأن يشكل منه ما يريد من تكوينات؟ وهل يعرف أنه يستطيع استخدام الرمل ليخفي فيه الأشياء , ثم يعود ليجد هذه الأشياء مرة ثانية ؟.
ألعاب غنية من أشياء بسيطة ...



إن كثيرا من أدوات المنزل العادية والفوارغ البسيطة , تعتبر مولدا جيدة للعب الأطفال , متى تم غسلها جيدا , ونزع الأجزاء المدببة أو التي يمكن أن يفضلها الطفل ويلعب بها , وبعد إزالة الدهان الذي يمكن أن يمصه الطفل أو يمضغه ...



إننا إذا أحطنا الطفل بمجموعة من علب الكرتون أو الصناديق الفارغة , فإنه يمكن أن يبني بها مختلف التكوينات باعتبارها قطعا للبناء وعبوات البلاستيك الفارغة يمكن قصها وقطعها لتصبح أوعية صالحة للعب بالماء , أو لنجعل منها لعبا مناسبة إن هذه الأشياء التي نتصور نحن الكبار أنها بسيطة , تقدم للطفل إمكانيات غنية متنوعة تساعده على النمو. لكن هذا يتطلب أن نتمكن نحن الراشدون الذين حوله , من إدراك أهمية هذه المواد للطفل ...

فالتعلم باللعب والترفيه تعد من أهم أساليب التعليم الحديثة التي أثبتت فعاليتها في تلقين الأطفال كل ما هو جيد ومفيد ، والتي حققت سرعة في استجابة الأطفال واستيعابهم ، فلماذا لا تستغل كل أم تلك الطريقة أثناء قضاء الوقت مع الأولاد لجعل وقت اللعب معهم له مذاق خاص فيتوقون شوقا للحظة لعبك معهم يوميا ...


وإليك أهم قواعد اللعب مع الاطفال:

- أولا يجب أن يشعر الطفل أنك مستمتعة ومندمجة باللعب معه حتى يستجيب بسهولة . وكوني قريبه منه أثناء اللعب . واجلسي معه في أي مكان .
- خصصي للعب مع الاطفال وقت كل يوم ولا يشترط أن يكون طويلاً ، بل نصف ساعة أو أقل تفي بالغرض.

- اتركي المجال لطفلك اختيار اللعبة التي يفضلها واكتفي بالتوجيه نحو الطريقة الأمثل في اللعبة، وهذا يجعل منه صاحب القرار .
- تعلمي وصف كل يلعب به كالأشكال والألوان والأحجام. وستندهشين بعد فترة بسيطة أنه يعلم كل تلك الصفات .

- امدحي كل ما يفعله وشجعيه بعبارات جميلة، وكذلك بالتصفيق أو الإشارات بيدك وتعابير وجهك .
- استغلي فترة اللعب واشرحي له الفرق بين الطفل الجيد والطفل السيء. وكل ما هو تضاد في ما يتعلق بالأخلاق والعادات .

- شجعيه على الابتكار وحفزي عقله لاستنتاج الحلول والتخيل والتمثيل، فهذا يوسع ادراكه وينشط التفكير .
- جهزي لألعاب جماعية يشترك فيها الأولاد مع والدهم ، كالمسرحيات والأغاني الجماعية، فهذا يقوي العلاقة بين الأطفال والوالدين كثيراً .

وأخيرا لابد من خلق مساحات للأطفال حتى يلعبوا بها بحرية تامة ويطلقوا كل ما لديهم من مواهب، فلا تغضبي إن اتلفوا شيئا عن غير قصد أو اتسخت ملابسهم وأغراضهم ، ولا تنسي أن اللعب جزء مهم من حياة الأطفال ...