يقول كامل الشناوي
------------------
يارب عذب بالهيام قلبه
وزد على مر الليالى حبه
ولا تفرج بالبكاء كربه
لعله يرحم من أحبه
فلا يذيب بالحنين جنبه
ويترك الولهان يقضى نحبه
مسائلاً : كيف ذوت أحلامى ؟!
وأين مابنته لى أوهامى ؟!
:::::: :::::::: :::::::
وحقيقة الواقع الذي لا يطغيه الخيال
لم ابلغ بخيالي مدى اليأس
والاحباط الذي تملك هذا العاشق
فبلغ منه الأمر هذا الحال الأليم
والقسوه على ذاته بهذا الجلد
ولكن في ذات الوقت اتصور إن
الشاعر كان في حالة من العاطفه
تقابلها حالة من الهلع والجزع
جعلت هذا المتيم يطلق أعيرتهِ
في الهواء بشكل عشوائي حتى
أصاب نفسهِ بهذه الطلقات الطائشه
ولو تأملنا في الابيات السابقه نجده
يمطر ذاته بدعوات الهلاك وكأنه
لا يرجو غير المزيد المزيد من العذاب
والعياذ بالله ، وفي تقديري انها مرحله
من مراحل القنوط والاستسلام
وبما يعاب على من غلبت عليه العاطفه
وكانت هي مقياس التدبر في جوانب الحياة
بينما العقل اجدى بهذا القياس لان العاطفه
جياشه منجرفه الى منحدرات الخطر .
وهذا يجرني للحديث عن مجنون ليلى
وأباهـ يقول له عند الكعبه ادع ربك يُنسيك
حب ليلى فقال اللهم زدني عشقاً بـ ليلى
فهام على وجهه حيرانا حتى مات .
والتعقل لا يعني الجمود العاطفي
يقول عبدالغفار القوصي في ابيات جميله
تسعفني في هذا المقام فيما يقوله عن الحب
أنا أفتي أن ترك الحب ذنب
آثم في مذهبي من لا يحب
ذق على أمري مرارات الهوى
فهو عذب وعذاب الحب عذب
كل قلب ليس فيه ساكن
صبوة عذريةٌ ما ذاك قلب
وهذا هو كثيٌر عزّه يموت ويأتي الى الحيّ
من ينعاهـ فتخرج عزه من صمتها وخدرها
وتتلقى الناعي على اعين الملا وتقول له :
ياهذا إن كنت كذبت فقد فضحتني وإن كنت
صدقت فقد قتلتني فقال لها الناعي والله
أني لصادق فصعقت عزه وما هي الا لحظات
وتموت . والى ان يأتي حسم القرار بالقدر
لابد أن تكبح جماح المقدور عليه بالعقل والصبر
ولا يكتب على قارعة الطريق.
( إذا حلّ عشقً بالفتى كيف يصنعُ ) ؟!
بقلمي :
عصي الدمع