يَطَأُ الثّرَى مُتَرَفّقاً مِنْ تِيهِهِ
فكأنّهُ آسٍ يَجُسّ عَلِيلا
ويَردّ عُفْرَتَه إلى يَأفُوخِهِ
حتى تَصِيرَ لرَأسِهِ إكْليلا
وتَظُنّهُ مِمّا يُزَمْجِرُ نَفْسُهُ
عَنْها لِشِدّةِ غَيظِهِ مَشْغُولا
هذه صوره واضحة المعالم صافية الآفاق
قريبة الابعاد يلتقطها المتنبي للأسد .
فـ بالله أي وصفٍ دنيئٍ يضير الاسد
بعد ذاك واي وصفٍ عظيم يزيده فوق هذا .
ولـ رب سفيهٍ تزينت لهُ في القبح آمال
أو رب مغرورٍ تطاول كي ينال وهذا محال
فـ الصورة خالده والمشهد قريب .
ورحم الله المتنبي كان مغروراً منصفا
وقاتل الله سواه إذ كان سفيهاً مجحفا
وشتان بين مغرورٍ منصف وسفيهٍ مجحف
فأن تجمعهم سيئه تفرقّهم حسنات ولست
مع المغرور تالله لولا إنصاف المتنبي للأسد .
عصي الدمع