عندما نعلم إن عمل شيء ما ليساهم ، في عمل أشياء وأشياء لها فائدة ، ويستفاد منها الكثير والكثير ، فالأشياء الذي أخترعها العقل البشري في العصور القديمة قد دفعتهم الحاجة لها ، وبرغم بساطتها إلا إنها أدت أعمال يستفاد منها ، وهي خلاصة فكرة طفت على السطح لتبسط أمرٍ ما صنعت لأجله وأصبحت تتوارثها الأجيال
وسأتناول في موضوعي هذا أداة يدوية صنعت منذ القدم وهو المهراس الذي ينتهي طرفه العلوي بثلاث أصابع كي يتمكن من هرس العيش وتلينه وتحويله إلى جزيئات صغيره لنستطيع تناولها بشهية مفتوحة بعد أن قام هذا المهراس بخلطها جيداً مع المواد المضافة للعيش لتصبح وجبة دسمة غنية بالفوائد لا تسبب عسر في الهظم ، وهذا الشيء البسيط يشبه بحد كبير المدرس المجتهد في تدريس مادته الذي يحاول جاهداً تبسيطها ليستوعبها المتلقي ، وتلك الركائز الثلاث التي يحملها المهراس هي تتمثل في المدرس بالإخلاص ، والإصرار ، والاجتهاد ، ليقوم بواجبه كما يجب فإن فقدت هذه الركائز الثلاث فلن يعمل ذلك المهراس كما يجب ، بل سيصبح مهراس بلا رأس ولا يصلح أو يستفاد منه سوى أن يدق على رأسه في الأرض ليصبح كوتد يربط به بهيمة الأنعام كي لا تفر من صاحبها وكأني أرى بعض المدرسين في مدارسنا قد أصبحوا كتلك الأوتاد يتناوبوا في ربط أبنائنا في حصصهم وكأننا نرسلهم لهم كوديعة تستعاد منهم كما أرسلت ، ولم نرسلهم ليتعلموا منهم شيء يستفاد منه في حياتهم . منما كتبت