عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2015, 02:17 PM   #3
ذكرى
شفقي ملكي
 
الصورة الرمزية ذكرى
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 1,490
ذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond repute
افتراضي

رصيف مدينتي لا يجيب..


"رصيف الزهور لا يجيب " . عنوان جميل جدا و جميل أيضا بالفرنسية لكتاب قرأته و أنا في الرابعة أو الخامسة عشرة من عمري . لم تحتفظ ذاكرتي المتخمة بصدمات الطريق سوى بالعنوان و بإسم الكاتب : الأديب الجزائري الكبير مالك حداد.. لا أذكر تفاصيل المؤلَّف و لا إن كان شعرا أم نثرا .. و لكن العنوان قفز إلى ذهني هذا الصباح و أنا أمشي في شوارع المدينة راجعة إلى البيت .لقد بحثت عن الرصيف لأمشي عليه فلم أجده ! و لو كانت الزهور هي من استعمله لشعرت بالسعادة , فلا أجملَ من شوارع تنيرها الزهور و تلونها الورود, و لكن الأمر غير ذلك , .فالأرصفة التي هي في الواقع مخصّصة للراجلين و التي تعلمنا معناها مذ كنا أطفالا في المدارس و كنا نردد و راء المعلم " قبل أن أجتاز الطريق أقف على الرصيف و أنظر يمينا و شمالا "...
هذه الأرصفة يكتسحها الباعة و التجار من كل الأصناف و على مدار السنة , و في فصل الصيف تتّسع رقعة الإكتساح أكثر, فمن بائع الدلاّع الي بائع الذرة المشوية الي بائع اللعب و الدمى و بائع المثلجات و غيرهم ,و كلهم يستعملون الأرصفة لعرض بضاعتهم ..و لو حالفني الحظ و استطعت أن أمر وسط كل هؤلاء فليس نادرا أن أجدني وجها لوجه أمام أحد المجانين و قد افترش الرصيف و تمدد بكل حرية كأنه في بيته . كلما واجهني هذا الموقف الرهيب سارعت في النّزول الي الطريق المعبد ,فأن تدهسني سيارة أرحم عندي من أن يهاجمني مجنون مررت بقرب باب بيته !
مدينتي تغيّر فيها كل شيء ,تكاثرت الحوانيت و نبتت المقاهي في كلّ ركن و الكلّ يبيع و يشتري و ما أن يفتتح أحدهم متجرا حتى يتهجّم على الرصيف و يستولي عليه و كأنه تركة ورثها عن أبيه ..فصاحب المقهى يصفّ الكراسي الواحد بجانب الأخر على طول و عرض الرصيف دون حرج, و بائع الاقمشة يفرش الرصيف و يغطي الحائط و حتى الأشجار إن وُجدت بمختلف مبيعاته من زرابي و فساتين و ... ملابس داخلية !
هل قرّر الناس الإستغناء عن الأرصفة لأنها تعني الإنتظار في زمن السرعة واللا إنتظار ؟ أم أن السير على الأقدام أصبح موضة قديمة و أنه عليك أن تكون إما داخل سيارتك أو جالسا على كرسي على الرصيف تنتظر مرور الوقت و.. تجعل مرور الأخرين مستحيلا ؟ أم أن القضية قضية تحضّر و نظام ؟
أكيد هي كذلك.


التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى ; 04-20-2015 الساعة 02:22 PM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158