عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2015, 02:24 PM   #4
ذكرى
شفقي ملكي
 
الصورة الرمزية ذكرى
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 1,490
ذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond repute
افتراضي

عندما يصبح العقاد..عيبا..!!

نحن نعيش عصر الرداءة بلا منازع , و لو تنافست الأزمنة منذ بدء الخليقة على كأس الوجود لتدنّي الذوق و هبوط الحس الفني و الأدبي لكان لزماننا هذا شرف الفوز عن جدارة و استحقاق.أحيانا يُخيّل الي أنني أعيش فوق كوكب آخر او أنني جئت قبل زماني أو بعده, لكثرة ما تصدمني مواقف أجدني أمامها كالمصعوق.

إبنة أختي طالبة في الجامعة .. تعجبها كتاباتي كثيرا... أخبرتها أني أفكر في جمعها في كتاب و نشرها يوما ما...فصاحت " جميل! " ثم قالت " ولكن خالتي لا أظن أنّ أحدا سيشتريها " عندما سألتها لماذا أجابتني متسائلة و مستغربة "من الذي يقرأ اليوم مقالات عاطفية رومانسية!؟."
أحتفظ دائما في السيارة بأشرطة لأم كلثوم و كلما أردت الإستماع إليها و كان إبني المراهق معي إلاّ و صاح بي" أمي , من فضلك لا أريد أن أنام ! " و يضع هو موسيقى غريبة يهتز لها جسمه و يهتز المقود في يدي و أدعو الله أن نصل بسرعة قبل أن أفقد اعصابي و توازني و تكون الكارثة.. و أتعجب من هذا الجيل... أم كلثوم ! ..الهرم الفني !...معجزة الصوت و الأداء... تلك التي كان العشاق و غيرهم يسهرون ﻷجلها ليالٍ بأكملها...و كان مجرد سماع المقدمة الموسيقية ﻷي أغنية من أغانيها يطيّر النوم من عيون متعبة أو نعسانة...أم كلثوم أصبحت تجلب النوم!
أحيانا أضطر إلى ركوب تاكسي و أُفاجأ بما يشبه الموسيقى ينطلق من راديو السيارة و كلمات ليست كالكلمات و أنظر الي السائق و هو يهز رأسه جذلا و يردّد الأغنية مع المغنّي ...و أتعجّب من الفرق بيننا .. و أتساءل...ما الذي يجعله يطرب و يجعلني أكاد انفجر من الغيظ ؟. و أندم لأني حرصت على أن لا تتورّم ساقاي من المشي فتورّم ذوقي و أهين سمعي...
أذكر أني كنت أستمع يوما الى إحدى الإذاعات الوطنية و كان البرنامج غنائي منوّع و طرحت المذيعة سؤالا عن أغنية ' يا جارة الوادي ', و جاء الجواب على الخط من إحدى المستمعات لتقول " أغنية يا حجرة الوادي ...." و قبل أن تكمل قاطعتها المذيعة " يا أختي الكريمة...عبد الوهاب لم يغن أبدا على حجرة ".أقفلتُ الراديو بعصبية و خرجتُ الى الشرفة . أحسستُ بضيق في التنفس.
أبناءنا في الشوارع و المدارس يعرفون أدق التفاصيل في حياة الممثلين الأمريكيين والأوروبيين و مغنيي 'الراب ' و 'الروك' و أبطال أفلام الرعب و' الأكشن'...يعرفون قصص طلاقهم و زواجهم و أسماء كلابهم و مساحة منازلهم و ماركات سياراتهم...و يجهلون كل شيء عن علماءنا و أدباءنا و كتّابنا سواء القدماء منهم أم المعاصرين و ما روته لنا مؤخرا زميلة , أستاذة أدب عربي , يمكن وصفه بالبليّة التي تُضحك..فقد طلبت من تلاميذها-في الصف الثانوي-تعريف العقاد فأجابها أحدهم بكل ثقة " هو عيبٌ من عيوب القافية "...
تلميذنا النبيه يعرف أن للقافية عيوبا و لا يعرف أن للأدب و النقد علمًٌا اسمه العقاد.
و اسفاه على زمن صار فيه العقاد عيبا و أم كلثوم منوما!.

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158