عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2015, 06:30 PM   #10
ذكرى
شفقي ملكي
 
الصورة الرمزية ذكرى
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 1,490
ذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond reputeذكرى has a reputation beyond repute
افتراضي

أفلام تركية داخل قاعة الدرس !!

تعودت قبل أن أبدا الدرس أن أتريث حتى يأخذ التلاميذ أمكنتهم و يسود الهدوء وأقلب نظري في أرجاء الحجرة ﻷتاكد من ﺇستتباب النظام ثم أنظر في العيون لأعرف أن الكل معي و مستعد للحصة. هذا الصباح و أنا أفعل ذلك شدّ انتباهي عبارة كتبت على الحائط المقابل لمكتبي مع أن إدارة الثانوية حذّرت كثيرا و تشدّدت مع كل من يُضبط متلبسا بالخربشة على الحيطان...كانت الكتابة واضحة, أسود على أبيض و الخط جميل ,رشيق.
طلبت من الجميع فتح الكتب على صفحة الدرس بينما فكري يدقّق في العبارة على الحائط : " العلم نور و الجهل مهنّد و الدراسة سنوات ضياع و الحب حلم ضائع و هكذا تمضي الأيام و الموت لحظة وداع ".!..أعترف أنني دُهشت..ليس غبيا من جمع عناوين الأفلام التركية الخمس التي عرضت مؤخرا على قنوات التلفزيون بهذا الشكل و هذا التركيب !..
طبعا لو وظّف بلاغته وفطنته في أمردراسته لكان أفضل له .
عدت الى البيت بعد انتهاء الحصة و العبارة تدور في رأسي..لم يحيّرني أن يحفظ طلابنا عناوين الأفلام فالأمر أصبح عاديا بعد أن أصيبت البلاد' بانفلونزا' المسلسلات التركية قبل ظهور انفلونزا الخنازير, و بعد أن غزت تلك النوعية من دراما اﻹلهاء و اﻹستغباء, عقول الكبار و الصغار, حتى أن أسرا خُرّبت بسبب مهنّد و مواليد جددا حملوا اسم نور و لميس, ولم يعد للنسوة داخل البيوت أو الأطفال في المدارس و حتى بعض الرجال من حديث سوى عن أحداث المسلسل و ..وسامة البطل و أناقة البطلة و توقعات النهاية التي تأتي,- بعد' كيلومترات' من اﻷحداث المفتعلة,- عكس كل التوقعات ! و حتى تلامذتي حين أطلب منهم تقديم أمثلة خلال الدرس أجدهم يستعملون إسم الأسمر أو يحيا أو غيرهم من شخصيات الأفلام التركية التي خدّرت عقول المراهقات و غير المراهقات و التي لم نعد نعرف في أيّ خانة نضعها فهي ' أكشن' و 'فكشن ' و ' رومانس ' و كل شيء و أي شيء !
الذي حيّرني فعلا في العبارة هو أن تكون الدراسة سنوات ضياع ! ما معناه أنني و غيري من المدرّسين نعمل جاهدين لكي يتخرج على أيدينا جيلٌ ضائع !
و تساءلت في حيرة..ما الذي يجعل شبابا مفعما بالنشاط و القوة متطلعا نحو المستقبل ينظر للدراسة على أنها سنوات ضياع ؟و إذا كان التعلّم و التعليم ضياعا فماذا يكون الجهل ؟و ماذا يمكن أن يُنتظر من جيل يؤمن أنه يضيّع سنوات عمره في الدراسة ؟ ثم فكّرت في هذا الزمن الغريب الذي طغت فيه المادة على كل القيّم.. فلم يعد الشاب ينظر الى الدراسة على أنها سبيلا لتحقيق المنى أو وسيلة لبلوغ الأهداف بل بالعكس صار يتضايق منها و يعتبرها عائقا و الأسباب كثيرة منها أنه يتخرّج بعد جهد و عناء ...فيضع شهادته في إطار جميل و يعلقها على الحائط ,ليجد البطالة فاتحة له ذراعيها في حين أن غيره من الشباب ممن اختصروا الطريق و عملوا في البزنسه و التجارة و لو بطرق غير مشروعة , يرفلون في العز و ينعمون بالراحة, أو أولائك الذين هاجروا إلى ما وراء البحر يعودون في صورة أخرى يجوبون الشوارع في سيارات فارهة .
و هكذا تاه الشباب و أصبح الإحساس بالضياع قاسما مشتركا بين الجميع و بينما نحاول نحن الأساتذة إعادة الاعتبار للتعليم و حثّ التلاميذ على التعلّم ,تأتي الأفلام من هناك, من تركيا, مدبلجة بأصوات جميلة أحببناها في أفلام سورية راقية الرؤى و الاخراج, تأتي لتعمق الاحساس بالخيبة و لتشحن, بقصصها البعيدة عن الواقع و التي هي أغرب من الخيال, نفوسا هي أصلا تقف على شفا التيه و الضياع


التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى ; 05-03-2015 الساعة 06:33 PM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158