موقف .
تكرار سفري للقاهرة جعلني اعقد صداقات مع بعض أصحاب المكتبات التي أزورها في كل رحلة
وتعودوا على طريقتي في اختياري للكتب فكانوا يجهزوا لي كرسي و طاولة صغيرة في أخر المحل
مع كوب ألشاهي و منفضة سجائر و يتركوني
حتى لو لم أجد صاحب المكتبة فالعاملين يقومون بالمهمة و تعود الكل على هذه الطريقة
...و كنت أخرج بحصيلة جيدة تعوضهم صبرهم و تحملهم .
في أحدى زياراتي دخلت أحد هذه المكتبات بعد صلاة العشاء وجدت فتاة هي الوحيدة
لم أشاهدها من قبل و يبدوا أنها جديدة في المحل سألت عن صديقي و
شرحت لها طريقتي و لم تمانع ولو أنها استغربت في أول الأمر.
من عادتي أن لا أكتفي بقراءة صفحات قليلة من الكتاب
عندما افتح كتاب و اندمج في الصفحات أنسى الوقت و أبقى أتنقل من كتاب لكتاب
فجأة رأيت أنوار المكتبة تُـغلق إلا من بعض المصابيح المتفرقة في المحل
حملت ما جمعت من كتب وتوجهت للباب وسمعت صوت المزلاج يقفل
أسرعت و أنا أنادي على الفتاة ولم أكن ساعتها عرفت اسمها
فكنت اصرخ يا انسه يا مدموزيل يا مدام
و عندما وصلت للباب كانت الفتاة تقف وهي ممسكة رأسها و تصرخ يا لهوي يا لهوي
ضحكت و طلبت منها فتح الباب قالت المفاتيح مع صاحب المحل و ترك لها القفل مفتوح
لتغلق المحل عندما تغادر في الوقت المحدد للدوام ,
الحقيقة لم انزعج للأمر كثير جدا .... فرصة أقراء بعض الكتب ألتي لم اشتريها ..
طمئنت الفتاة و طلبت منها أن تتصل بصاحب المحل و تناولت التلفون من خلال الشبك
وعندما رد سلمت عليه و عرفته على نفسي و أخبرته أني في المكتبة
و طلبت منه الحضور لأنه أوحشني هههه
عندما حضر وشاهد المنظر صرخ في الفتاة و اعتذر و فتح الباب و بعد السلام
قلت له إذا أردتني أن لا أقطع زيارتك فأعفوا عن الفتاة فأنا صاحب الشأن و عفوت عنها
بالعكس أنا ممتن لها و أشكرها على هذا الموقف الجميل الذي جعلني أراك بعد أن أوحشتني ههههه .