* 5 *
عند الساعة الثامنة اتصلت وأخبرتها أني جاهـز
قالت أنها تأخرت قليلا في الصالون ولم يتبقى لها غير أن ترتدي
ملابسها وستكون جاهـزة بعد قليل .
أحسست من ردها ونبرة صوتها متلهفة تُريني مفاجأة!!.
تركت الباب مفتوح وسحبت الكرسي لجهة أشاهد فيها مدخل الغرفة
سمعت نقر رقيق على الباب...... ودخلت !
كانت جميلة بل في غاية الجمال ثوبها ومكياجها الخفيف وتسريحة شعرها
تصورتها ملكة وهي تضع تاج في أعلى رأسها زاد من فخامة اللبس
دخلت تمشي بخيلاء مصطنع وتقول: هـل انتهيت أرجو أن لا أكون تأخرت؟
كنت أنظر إليها وهي قادمة بمشيتها وأنا مشدوه !!!
الفستان اسود طويل بفتحة صغيرة من الجانب مُطعم ببعض الخطوط الذهبية والشال
على أكتافها يغطي بعض ذراعها وتبدوا بين هذه الألوان كأنها لؤلؤة تشع ببياضها
وأقراطها الذهبية تتدلى متمسكة بها و كأنها تحاكي التاج.
عندما رأتني انظر إليها تبسمت بخجل وقالت: ذوقك عالي وتعرف كيف تختار
وأنا لا اعرف كيف أشكرك.
قلت وأنا اسحب لها كرسي أمامي :جمالك لا يحتاج الكثير لكي تظهري هكذا !
ردت بسرعة و أنت لن تفلت من عيون الموجودات
أعددت قهوة وفتحت ستائر البلكون وأزحت الباب قليلا فدخلت نسمة جميلة أنعشتنا
قلت:الجو جميل جدا ونحن لن نذهب للحفل قبل الساعة العاشرة فدعينا نتحدث وأنعم
بهذا الهواء و حديثك الجميل قبل أن يزاحمني الغير؟
قالت بابتسامه: كنت مستعجلة وأنا ألبس خوفا أن أتأخـر..
وتناولت فنجان القهوة وهي تقول أطلقت الطيور قبل مجيئي الآن
لا اعلم لماذا فتحت لها باب القفص لتخرج للحرية شعرت بالسعادة و هي تغادر
القفص رغم حبي لها و شعرت أنها سعيدة وهي تنعم بالحرية
ربما تفاؤل بك وبما سوف أقول
اعتدلت في جلستها وقالت: الوقت يمر سريع وأنا رحلتي ستكون غدا
وأحتاج فعلا للحديث معك.
كانت تتحدث بثقة وصراحة وبحديث الواعي لما يقول ويريد .
قالت: بعد حديثنا هذا سوف نحضر الحفلة ونعود متأخرين و على أن أرتب أغراضي
للسـفـر ولن يكون لنا مجال أن نجلس مثل هذه الجلسة.....
أكملت و هي تنظر في عيني: و أحدثك عن شعوري .ولكني لا اعرف كيف ابدأ؟.
قلت: أنا سوف أوفر لك الوقت والمقدمة.
قالت وهـل عرفت ما هو موضوع الحديث أو ما أشعر به؟
قلت : عرفت و أحسست !.أسمعي صغيرتي
سوف أكون معك صريح جدا....و أرجو أن تتقبلي ما سأقوله فأنت واعية متحضرة.
أنتي فتاة جميلة وجميلة جدا وفيك خصال كذلك جميلة تعرفنا في ظروف طيران كنت
أتوقع نهايتها بوصول الرحلة , عندما بدأتِ تتحدثي في الطائرة و رأيت نظراتنا بدأت
تتحول من استلطاف إلى إعجاب كتبت لك رقم تلفوني مسبوق (بــــ عمو)
هذه الكلمة عندما كتبتها كنت متعمد أن تكون قبل الرقم
ليس لك وحدك فقط ولكن لنفسي كذلك ! فقد تأكدت أن علاقتنا سوف تستمر لما بعد
الرحلة لذلك كتبتها بين قوسين لأتذكر !
من يتعرف عليك ولا يحبك؟.. ومن يعاشرك و يتمنى أن تنقطع علاقته بك؟
أنتي تعرفي مقدار ما تحمليه من جمال وما وهبك الله من حلاوة الروح ,
هل يبحث أدم إلا عـن ما ينقص منها؟
أنا أخبرتك بعدد وعمر أبنائي وعرفتِ آني قانع و سعيد في حياتي لذا
لا يمكنني الارتباط أو مواصلة العلاقة على أنها حب يعقبها ارتباط
أرخيت بصري وأكملت: قد لا أصدق نفسي أنا في ما قلت!...
وممكن أن ألوم نفسي لاحقا!
ولكن هذا هو الواقع أنت لازلتِ صغيرة وحتما ستجدي من يستحق ويقدر هذا
الجمال و يكون مناسب لعمرك فالواقع و النظر إلية بواقعية لابد أن يتجلى في هذه
المواقف .
ساد بيننا صمت طويل بعدها .
يتبع