[ابو دماس]

فن الشقر هو أحد فنون الشعر العربي
والذي يرى أن أبياته لها خصوصية فنية ، ولغوية وثقافية، تختلف عن الفنون الأخرى ..

فخصوصية ( الشقر ) من السمات التي يتميز بها هذا الفن حتى سمي به ،
والعرضة الجنوبية بشكل عام تكمن خصوصيتها
في صلتها المباشرة بحياة الناس وطباعهم وبيئاتهم
مما يجعلها من أمتع الفنون الشعبية ..

نستدل من مسمى العرضة على غرضها في رقصة الحرب ،
وهي من الاستعراض أو العرض العسكري ..

والعرضة ذات مسمى واحد معروف في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي ،
إلا أنها تتخذ بعض المسميات حسب تعريفات خاصة بقبيلة أو منطقة ،
أو بحسب الألوان التي تؤدي بها فتسمى :
الحدوة و العيالة ، والسهيدة ، والبداوي ، والرزيف، والعرضة السيفية ...

ورغم تواجد العرضة في أكثر من منطقة
إلا أنها لا تختلف اختلافاً جذرياً عن بعضها البعض
فبناؤها واحد في مناطق المملكة والخليج في اللحن والأداء والرقصات
ما عدا المنطقة الجنوبية فإنها تتفق معها في المسمى والغرض والهدف وتختلف أداء وبناء ..

أما مصطلح ( الشقر ) فهو كلمة عامية تطلق على شعر العرضة الجنوبية ،
وتطلق عند تشابه لفظين في النطق واختلافهما في المعنى،
وهو ما يسمى في اللغه ( الجناس ) بنوعيه التام والناقص،
والجناس حلية لفظية تكسب الشعر جرساً عذباً وممتعاً وإيقاعاً جميلاً ،
وهو ليس بغريب على قواعد الشعر منذ الإرهاصات الأولية لفن الشعر ...

والجناس التام :
هو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة
هي نوع الحرف ، وشكلها، وعددها ، وترتيبها ..

و من الامثله على هذا الجناس التام ما يلي :

قول الشاعر سعيد بن هضبان :

يا عبد الله صدّقوا كل ما " ينقال "
ما قريت إلّا الأحاديث " والقران"
والدولة تحمى جنابك " وجانبي"
والسعيد مساعدٍ والشقيّ "معذب"
لا تسوي حزب وإلّا " مظاهرة"

الرد من الشاعر صالح بن عزيز :

عندنا الهداج ما هو بماء " ينقال"
والبحر والنهر ما بينها " قران"
البحر يرضي المواطن و" جانبي"
مير ما ابغى التحليه والشراب " معذب"
شربنا من عد أزرق " مظاهره"


اما الجناس الناقص :
فهو ما اتفق فيه اللفظان في احد الامور الاربعه السابقه
و هي نوع الحرف ، وشكلها، وعددها ، وترتيبها ..

و من الامثله على هذا الجناس الناقص ما يلي :

قول الشاعر عيضة بن طوير :

لا تنتظر ما تبصر الشهر و"النجوم"
والكهربه ما جاء على نورها "غيوم"
وابو حسن قلبي يهرّج معه " بالعاني"
واللي معه تعبات من قصف " معرفه"


والرد من الشاعر أحمد بن زربان ( حوقان المالكي ) :

لفيت جيّد قدّر الضيف و" المعزوم"
عوايده ما يكره الضيف كل "يوم"
نعمين يا اللي يكرمون الخطر " والعاني"
واللي معه عقلاً ورشداً " يصرّفه"

و يمكن في ( الشقر ) ان تقسم الكلمة إلى كلمتين

و مثال ذلك قول الشاعر عبد الواحد الزهراني :

يا مملكتنا تحدّي للزمن و"العهود"
لو كان شفت الزمان اللي "معاه ادوخان"
في نهظة المملكة واعمالها " منجزاه"
ما شفت مصفاة ينبع "بيش جاء زيتها"


و الرد من الشاعر عبدالله البيضاني :

يقول عبد الله ما حقٍ تضيع "العهود"
عرفت راع الخيانة يوم " عاهد وخان"
إن كان لابد للي خاينٍ " من جزاه"
اتعبت قلبي وروحي "بيش جازيتها"

أما ( الشقر ) الذي يتم فيه دمج كلمتين في كلمة واحدة :

و مثال ذلك قول الشاعر اللخمي :

حطوا الناس جاله واجعل " الجن .. جال"
والتقط موجة الرادي "بنص اريال"
يوم دارت و كون الخير" من ربيه"
ما ابصر إلا الصواقع في " كري.. تشي"


الرد من الشاعر عبد الواحد الزهراني :

مالي و مال ناسٍ طبعها " الجنجال"
الجنيهات نصرفها "بنص ريال"
وأنا لو كان في جيبي "مية ربية"
لاشتري كل غالي في "كراتشي"

ملاحظه :

الشطر في بيت الشعر العربي يسمى بيتاً في شعر العرضة الجنوبية ،
كما تتميز بيوت العرضه بحفاظها على الوزن وتخليها عن القافية الموحدة ..

اتمنى لي و لكم الاستفادة

و شكرا