عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2012, 08:33 PM   #6
سهم المحبه
العضوية الماسيه
 
الصورة الرمزية سهم المحبه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 7,769
سهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء السـادس والاخير ... فأهلا بكم :


ويقبلون رأسه ويديه بشكل هستيري ويباركون له . فقال ما الخبر فقالوا له لقد رزقك الله بولد فقال على الفور وما حال أهلي فقالوا لا نعلم فخاف جدا وأعتقد أنه حصل لجميله شي فتركهم وذهب جريا الى البيت ليسأل ويطمئن على محبوبته . قد كانت بخير جميله وفي خير ولكن أخوته لا يذكرون أهله لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى يذكرون أسمها ولكنهم يقولون عمتنا الصغيرة فقط احتراما وتقديرا منهم لأخيهم وخوفهم منه أن يزعل لعلمهم بغيرته الشديدة على أهل بيته فله من الغيرة القاتلة جدا كيف لا ولديه هذا الجمال وهذه الرقة وهذه الصفات الرائعة والجميلة والاسم جميله فأن ذلك كله يجعله يموت كمدا اذا اقترب احدا من بيته فأجله الجميع واحترموه وقدروه ولا يغيظونه أبدا ولمحمد صفات وطريقة يمشي عليها في حياته وقرارات لا يغيرها بل سار عليها بدقة بالغة سنتناولها فيما بعد بالتفصل .

المهم هرع محمد جريا على قدميه وكاد يقع أكثر من مره لشدة خوفه على جميلته الحبيبة وصل أخيرا وقبل أن يدخل ألتزمه عمه عبدالرحمن وقال أن زوجتك بخير وحالتها جيدة جدا وقد رزقك الله بولد فلا تخاف ولا تحزن فكل الامور طيبه . فقال محمد لا أرتاح حتى أرى زوجتي وأطمئن عليها وقد امسكه عمه مسكا شديدا بكلتا يديه ومن وراء جميع جسده وحينا يرفعه عن الارض وحينا يتركه ولم يستطيع أن يفلت محمد من بين يدي عمه الذي كان يسطير عليه بقوة بالغة وكان محمد يجل عمه وحترمه فهدأ ولم يتفلت فقال يا عم بالله عليك أتركني أرى جميله وأعود إليك فقال صبرا يا بني سوف تأتي أمها إلينا الان فقد ارسلتها لتطمئنني مثلك عن أبنتي فتذهب معها فالبيت من الداخل ملئ بالنساء ولا تقدر تدخل فتوقف محمد عند هذا الخبر وقال لا لا قطعا لن أدخل على نساء اخواني ومحارمهم إطلاقا ولكن بالله عليك أسرع عليه بأن تدعو عمتي بترك طريق لي للدخول فسأموت ان بقيت هنا وجميله بالداخل ولم أراها فقال العم عبدالرحمن حسنا . فاذا بأم جميله تخرج وترى زوج أبنتها وهو في حالة شديدة الهلع والخوف فقالت أطمئن يا محمد فأن زوجتك في خير وعلى خير لحظة واحدة وتدخل إليها . فدخلت وعادت وهي لا تكاد تستطيع المشي فهي الاخرى ربما ولدت في تلك الليلة او الليلة التي تليها او بعد ايام قليله وهي تبتسم ابتسامة السعادة والرضى فقالت أدخل يالغالي بارك الله لك وأصلح لك شأنك كله .

فدخل فاذا جميلته في أحسن حال وألطف مآل وحالها يسر الناظرين وفي حجرها شمعة كالبدر ليلة كماله وهي كذلك كالبدر ليلة كماله . فسلم عليها عن بعد وقال لها الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي الغالية الحمد لله الذي متعك بالصحة والسلامة ومبروك مولودك المبارك ان شاء الله فتبسمت وأشارت له برأسها أن تعال فأقترب منها على حياء فهو بالاضافة الى حبه لها يجلها ويقدرها ويخشى ان يزعجزها بأي تصرف او أي قول فلها عنده مكانه كبيره وحب عظيم فأقترب منها وقبلها بين عينيها وأسفل أذنيها على الرقبة مباركا سعيدا جدا بسلامتها وقدوم أبنه الاول . فمدت يدها لرأسه فطاع وقرب رأسه لها فقبلته بين عينيه وقبلت عارضيه وأسفل لحيته تقديرا له ثم ناولته أبنه الوليد قبل ساعه فقط . أخذه منها وسم عليه بأسم الله وقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين وأذن في أذنه وأقام في الاخرى وسماه عبدالرحمن بأسم جده عبدالرحمن وأرجعه الى زوجته جميله وغمز يدها مبتسما فكادت يغمى عليها من الفرح والسرور لفرح محمد ولقدوم وليدها الاول ولأمور كثيرة تراها من محمد بالرفق بها وتقديرها وحبها حبا عظيما لا يقاس بأي حب وما أعطاها وما يحظر لها من أشياء وما يعطي والدها ووالدتها وأكرامه لهما فهذا كله جعلها لا تصدق كل ما ترى ولذلك فهي تعلم قدر حبيبها محمد وتعلم بأن أباها وأمها أن قصرت ولن تقصر سوف يزعلون عليها ويلومونها وقد ربوها تربية صالحة ومثلت فيها تلك التربية وتمسكت بها.

خرج محمد فاذا بعمه عبدالرحمن يقف على الباب فألتزمه وأحتظنه مقبلا جبينه وعارضيه وجره جرا لداخل البيت ليرى أبنته ويطمئن عليها فهو في شوق لرؤيتها ولكنه لم يستطيع الدخول تقديرا لمحمد وحبا فيه ويخاف بأن يؤذيه بدخوله . فدخل العم عبدالرحمن مع محمد وعندما شاهد وجه أبنته صاح أي بنيه وكرر الصياح عدة مرات فصاحت جميله أبي أنا بخير فهدأ العم عبدالرحمن وأقترب من أبنته وهنأها بالسلامة وفطلبت يده فمدها لها فقبلتها مرتين او ثلاث ثم ناولته الصغير فقبله وناظر فيه كثيرا وألتفت الى محمد ضاحكا مهنيئا سعيدا فرحا مسرورا . فشكره محمد وعانقه عناقا شديدا ثم خرجا ولهم خنين فهم يـبكيان من شدة الفرح والسرور . قام الجميع بكل ما من شأنه راحة جميله فقد أحضرن نساء اخوان محمد وزوجة العم عبدالباري وبناتها اشياء كثيرة مثل العسل فلدى محمد مناحل كثيره ولديه من العسل الشي الكثير وذبحوا لها دجاجا بري سمين واحضروا لها حليب مما تشتهي فيوجد حليب أبقار وحليب غنم وحليب ماعز فالذي تشتهيه ويعرفون انها تحبه أتوا به لها واتوا بتمر ورطب والكثير من الفواكه المنوعه وكل ذلك مما لديهم أذ لديهم الشي الكثير بفضل الله . عند خروج محمد اشار بيده لأحد اخوانه اشارة معروفة فنفذ اخيه أمره بذبح شاه وتجهيزها وارسال بعض لحمها وبعض المرق لزوجة اخيهم وأم أبنه . اجتمع في تلك الليلة بعد العشاء القوم وتعشوا من تلك الذبيحة وعشوا جميع أهليهم فالذبيحة تؤكل كلها في وجبة واحدة لكثرة الموجودين وكان عبدالرحمن يذبح بكثره اذا احبوا اكل اللحم وكان محمد يذهب اكثر الاوقات الى مهره والى أبنه عبدالرحمن وزوجته جميله ويبقى قريبا منها اكثر الاوقات لحبه لها وسلامتها ولرؤية صغيره عبدالرحمن وبعد مرور يومين أنجبت ام جميلة ولدا جميله وكان اول من علم محمد ..

فذهب يصيح وبيده شال أبيض يلوح به ويجري بإتجاه عمه عبدالرحمن فبشره بمولودا ذكرا فسجد العم عبدالرحمن لله شكرا وحمدا على ما رزقه . فألتزم كلا منهما الاخر احتظانا ولهما بكاء شديد وكان مات لهما ميتا ولكنها الفرحة الشديدة في قلب عبدالرحمن وفرحة محمد بأن أخلف الله على عمه بولد فطارا من الفرح فحاول العم عبدالرحمن الذهاب الى بيته للأطمئنان على زوجته ورؤية ولده فأمسكه محمد مسكا مثل مسك عمه له قبل يومين فقال له هل نسيت فضحك العم عبدالرحمن وجلس وقال يا محمد متى سمحت لي قمت فقال أني والله أشد منك رغبة في الذهاب لرؤية الصغير والتحمد بالسلامة لوالدتنا الغالية ام جميله فقال العم عبدالرحمن من الان وصاعدا لا تقولوا لها أم جميله بل قولوا لها أم محمد فصعق محمد ستسمي ولدك وأخي محمد فقال نعم هو محمد بأسمك فلن يكون أغلى منك إلا كونه من صلبي فقط . فقال محمد غفر الله لك يا عم وبارك لك فيه واصلحه ورزقك بأخوة له ان شاء الله . فقال العم عبدالرحمن آمين . فأتت محمد إشارة من قبل أحدى نساء أخوانه فقال يا عم هيا فقد سمح لنا بالذهاب فقاما يتسابقان ولكن مشيا وليس جريا فعند وصولهما لبيت العم عبدالرحمن خرجن نساء أخوانه فقبلن يدي محمد ويدي عمه فقال عبدالرحمن ابشروا بالبشاره والعطيه ابشروا فشكرنه وقالوا له بارك الله لك يا عمنا محمد وستر عليك وبارك لك في أبنك محمد وأمه .

دخل العم عبدالرحمن الى زوجته متهلل الوجه سعيدا فرحا فأقبل عليها وكأنه اول مرة يرزق بطفل فقبلها بين عينيها وبارك لها وحمد الله لسلامتها وقبل أبنه وقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين وأذن في احدى أذنيه وأقام في الاخرى ثم أعاده الى أمه فقالت العمه لطيفه أين محمد وكيف لم اراه فقال أن محمد بالباب واقف يستأذنك بالدخول فقالت وهل محمد إلا أبننا الغالي كيف يقف عند الباب فقال تعرفين حياء محمد وشدة غيرته على أهله فأنتي من أهله . فقالت دعه يدخل فأهلا به فكل ما نحن فيه منه بعد الله سبحانه وتعالى . فدخل محمد وهو في أسعد ما يكون وسلم على عمته وسلم على أخيه محمد وقبله واعاده الى أمه وبارك لعمه عبدالرحمن وعمته لطيفه وسأل الله أن يبارك لهما في هذا الولد وان يرزقهما بأخوة له . ثم خرج وذهب الى جميله ام عبدالرحمن ولم تكن تعلم فهي ملتهيه بجنينها عبدالرحمن ومولعة به فهي تنظر إليه طيلة الوقت وتداعب يديه وتتلمس جميع اطرافه بيسروسهوله فطرق أبا فقالت أدخل يالغالي فهي تعرف طرقه على الباب من بين كل أهل ذلك الوادي وتعرف حتى صوت خطواته وريحه وحسه فدخل وسلم عليها وجلس بجانبها فأحب أن يمازحها . فقال سوف أكون مشغول الليله وغدا عنك فقد أتاني ضيف .

فقالت أهلا بالضيف وحياه الله من يكون فقال لها أخا لي اسمه محمد فقالت ألم تقول بأنه ليس لك أخوة وأنك وحيد ومات ابواك فقال بلى ولكنني غلبتك هذه المرة يا جميله فأنتي الذكية فكيف مشت عليك . فصاحت وقامت تريد الخروج فقد عرفت بأن أمها ولدت وجاء لها ذكرا وسموه محمد فأمسك بها وقال لها أنسيتي بأنك ولدتي قبل يومين فقط وأخاف عليك من الهواء فقال لها أجلسي يا جميلتي ويا أم عبدالرحمن فقالت لا أقدر فقال لها بعد الغروب يعني في وقت الظلام ودعي أحدى نساء أخوتي يذهبن معك وخذي عبدالرحمن معك وسلمي على أمك وأخوك وعودي فورا فأنتي ما زلتي بحاجة للراحة فقالت أمرك مطاع يا حبيبي الغالي سأقف على الشعره تنفيذا لأمرك فقال لها بارك الله فيك وعافاك وقد كان الوقت قريبا من غروب الشمس فأشار الى أخيه كالمعتاد فذبح ذبيحه وطبخها وارسل من لحمها ومرقها لعمته الغاليه وقد أتاها الكثير من التمور والرطب والفواكه والسمن والعسل والحليب المنجور يعني المغلي فالخير كثير.. أستراحت العمه لطيفه واستمر يذبح كل ليلة ذبيحه إكراما لعمه وعمته ولقدوم ضيفين عزيزين هما عبدالرحمن وخاله محمد فالصغيرين أحدهما خال للأخر وليس بينهما إلا يومين . حتى كان يوم السابع او السابع لمحمد الخال والتاسع لعبدالرحمن الابن فذبح اربع ذبائح كتمائم للصغيرين ووزع لحمها على الجميع كل بيت دخل إليه على الاقل نصف ذبيحه بيوت أخوانه وبيت العم عبدالباري وبيته وبيت عمه عبدالرحمن وذبيحه بالكامل تم طبخها وقدمت عشاء للجميع وبالطبع ارسل لحما ومرقا للوالدات .

بعد سنه تقريبا كان هناك أحداثا جديده فاول هذه الاحداث أن محمد بدأ يركب (البدر) مهره الرائع وبدأ يدربه على الكر والفر والمطاردة واستمر شهرين على هذا الحال حتى أتم التدريب . والحدث الثاني ان محمد زاد في مواشيه بحيث اشترى اغناما أخرى بعدد كبير واشترى ايضا من الماعز عدد كبيرا واشترى ذود من الابل يصل المأتين (200) كلها نياق وبكار وجعل جملي عمه التي أتى بهما معه عند وصوله هما الفحول وليس سواهما لعراقة أصلهما وأبعد بقية الجمال بعيدا عن النياق وجعلها ترعى وتعيش في مكان مختلف وبعيدا عن الابل حتى يتم النسل من جهة واحدة . والحدث الثالث أنه تم الانتهاء من القصر وفسافر محمد بكل جماله في قافله واخذ اثنين من اخوانه معه وذهب الى المدينة لشراء ما يلزم القصر من فرش واثاث وامور لازمه وعاد بعد اربعة ايام وقد أتى بما يذهل العقل من المفروشات والسلاح وبعض ما تجمل به المجالس فجعل من قصرة آية في الجمال والروعة لما وضع بداخله فقد كان القصر ثلاثة أدوار فجعل الدور السفلي مخازن وجعل لها أبواب خاصة ووضع عليها أقفال ولا يدخلها سواه الدور الثاني جعله لأستقبال ضيوفه فقط والدور الثالث جعله سكنا له هو وزوجته جميله . والحدث الرابع وهو الاهم فقد أصبح عبدالرحمن ومحمد يمشيان وأصبح لهما من يقوم بخدمتهما خصيصا والمشي معهم وقت لعبهم ونومهم وصحيانهما خوفا عليهما .
عاش محمد في راحة بال وسعادة مطلقة جدا مع زوجته جميله التي جعلت كل وقتها وجهدها في سبيل إسعاد محمد وراحته فقد كانت تهتم بثيابه إهتماما خاصا وطيبه وأكله بشكل خاص فهي تعلم ماذا يأكل حتى ولو أكل خارج البيت فلا يقدم له إلا ما يشتهيه فقد علم الجميع بطباع محمد وكانوا يمشون على ما يوافق تلك الطباع . والعم عبدالرحمن فقد كان في أسعد حال واطيب مزاج حيث كان كلما يريده يأتيه . وكذلك زوجته لطيفه ام محمد الصغير . اما العم عبدالباري فقد كان أيضا في أعز حال حيث أعطاه محمد الشي الكثير مقابل بناء ذلك القصر على شكل هندسي جميل ورائع ودقة عاليه . اما اخوان محمد وزوجاتهم وهم عبيده العتقاء فقد كانوا في راحة بال وسعادة بالغه إذ كان يعاملهم محمد معاملة حسنه


بعد عشرين سنة


مضت على محمد وممن معه في ذلك الوادي الذي تم تسميته بوادي واحة الثعبان لما جرى في بداية القصة من الخطر الذي تعرض له محمد من ذلك الثعبان الذي ما زال يذكره محمد وحده فهو الوحيد الذي رأه وجاهده وقتله تمت الحياة واستمرت عليهم جميعا بصحة وعافية وسعادة تامة وسرور دايم وقد كثروا واصبحوا أعداد ضعف الاعداد السابقة وكثر المال وكثرت الحركة في ذلك الوادي حتى لا تعرف الاصوات لكثرتها دعونا نستعرض ما وصل إليه الحال بعد مرور الوقت لمدة طويلة وهي عشرين سنة وما حدث من تغيرات .

أولا : نستعرض الاموال لدى محمد ..

ثانيا : نستعرض من ولد خلال هذه السنون

ثالثا : نستعرض ما وصل إليه الجميع من ربح الاموال
وما وصل إليه الوادي وما صار فيه

رابعا : طباع محمد وقراراته وكيفية توجيهاته لمن يعيش معه

خامسا : شهرة وادي واحة الثعبان وصيته في الارجاء


اولا :


محمد ذلك اليتيم الذي مات أبواه وتركاه يتربى في حجر غيرهما وبعد حينا يطرد بحجة عدم وجود مال لديه وعدم رغبة احد بوجوده بينهم من القبيلة التي ولد فيهم وهو ليس منهم فوالد محمد ليس من القبيلة التي كان يقطن معهم وبعد وفاته ووفات الرجل الطيب الذي كان يربية تم طرده من القبيلة لحجج واهية وغير صحيحة . فخرج محمد ووصل الى تلك الواحة كما أوضحنا في القصة أعلاه . وحدث له ما حدث وأستمرت حياته في ذلك الوادي (وادي واحة الثعبان) الذي جعله محمد بعد توفيق الله بجهده وتصرفاته المدروسة والموفقة والتي كانت تأتي على بصيرة وتوفيق من الله . حعل ذلك الوادي الشغل الشاغل لكل من يسمع عنه وادي واحة الثعبان فقد جمع من الاموال ما لا يحصى والله المستعان بداية بالصندوق الذي وجده فنما ذلك المال الذي وجده في الصندوق فأصبح ما لديه الالاف من الابل ومثلها من الابقار ومثلها من الاغنام ومثلها من الماعز وحتى المناحل لتربية النحل وجني العسل منه كان لديه بكثرة بالغة والطيور الداجنة فكان لديه في الواحة ما لا يعد ولا يحصى والنخيل فلديه من النخيل الالاف ورطبها وتمرها لذيذ جدا ونادر الوجود . والفواكه التي كثرها ونماها بأعداد هائلة . فقد وسع الواحة ونظمها وجعل كل شي فيها يمشي بدقة بالغة . وهناك شي مميز فقد كبر مهره (البدر) وأصبح حصانا كاملا فبدأ يشبي فرس عمه منه لأصالته فتضع فرسا تلو الاخرى حتى اصبح في الوادي أكثر من ثلاثين من الجياد واكثر من خمسين من الافراس الاناث كلها اصلها واحد . وأصبح لها شأن عظيم سيتم ذكره أنفا .
الخلاصة أن محمد كان لديه عدة قوافل بعضها تذهب وبعضها تعود لنقل منتوجات مزروعاته وإيصالها للمدن المجاورة له وبيعها فقد وجد أهل المدن التي تطلب منتوجاته وبشده فلا تكاد تصل قوافله الى المدينة حتى تشرى حمولتها بالجملة وفي مكانا واحد . فأصبح يسير قوافل في وقت جني الفواكه كثيره ويسير قوافل في وقت حصاد الحبوب ومثلها في وقت جني التمور . أما المواشي فهو لا يبيعها إلا في وقت المواسم كالحج وما يطلبه الناس بكثرة . وأصبح لدى محمد من المال الشي الكثير وكان محمد يبدل الاموال التي يربحها بالذهب الخالص ولا يخزنه إلا ذهبا خالص فلديه من المال ما لا يعرف عدده ووزنه . وأصبح محمد من الاغنياء جدا لكثرة ما لديه من الاموال والمواشي وكثرة من حوله من أولاده وأولاد عمه أبو زوجته وأولاد إخوانه (عبيده) الذين عتقهم . وأولاد من ولد من البنات في ذلك الوادي فقد أتى لهن من تزوجهن وقطن الوادي برغبته وموافقة محمد وممن معه في الوادي وأصبحت قرية كاملة في ذلك الوادي وكل ذلك تم بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم رعاية محمد وجهد وحرصه على أمور ذلك الوادي وأمنه وما يلحق ذلك من الامور الاخرى


ثانيــا :


من ولد خلال العشرين سنه ولد لمحمد سبعة اولا وبنت كانت البنت أخر من ولد واصبح عبدالرحمن أبن محمد فتيا واصبح بعض أخوته الاصغر منه فتيانا فهم في أعمار متقاربة وكان محمد من أسعد الناس بأولاده الذين يربيهم ابيهم على مثل ودماثة اخلاق تربية صالحة .
وولد للعم عبدالرحمن أربعة من الاولاد أكبرهم محمد فكان سعيد بهم وحمد الله كثيرا أذ أخلف الله عليه بهم بعد مقتل اخوانهم المذكورين في قصتنا أعلاه . وولد للعم عبدالباري ولدين فقط فكان بجميع اولاده سعيدا فرحا مسرور وولد لأخوان محمد (عبيده العتقا) الكثير من الاولاد والبنات أذ

وصل عدد كل اسرة من أسر اخوانه العبيد الى ثمانية والبعض عشرة والبعض أكثر من ذلك .
فأصبح الوادي يعج بالناس وهو الذي كان خاليا لا يعيش فيه إلا ذلك الثعبان المخيف فسبحان الله محي كل شي وخالقه .


ثالثا :


ما وصل اليه الوادي من الغناء الفاحش للذين يعيشون فيه بعد توفيق الله ثم تدبير محمد بعد توفيق الله . اصبح جميع من في الوادي يملك الذهب والفضة وبقدر كبير . كيف ذلك كان محمد لا يعطي من الاموال عينا يعني لا يعطي من الثمار إلا ما يوكل فقط فهذا مجانا يأكل الجميع وبشكل واسع جدا حيث كان كثير العطاء كثير الكرم كثير مد يد العون لكل من معه أما كيفية أعطاء كل ذي حقا حقه فكان في نهاية كل موسم يحسب ما يجتمع لديه من مال فيقسمه ثلاثة أقسام فقسم يوزعه أخماسا على العم عبدالباري واخوانه الاربعة (عبيده العتقا) والثلث لعمه والثلث له وهكذا كل سنه وباقي الاموال العينية من المزروعات والمواشي فكل ذلك يملكه محمد ولا يعطي منه شي لأحد إلا ركوبه أو منيحه فهذا أمر طبيعي فهو يعطيهم ويغدق لهم العطاء وما سوى ذلك فلا يأخذ أحد من الاموال العينية شي أبدا وللعلم فقد وسع عليهم فهو بنى لهم بيوت جميعا وأثثها كلها ويصرف على البيوت مثل الملابس وبعض ما يحتاجه الجميع فهو يأتيهم مجانا من قبل محمد والجميع سوا سيه ولكن لا ينقص على أحد أي شي حتى انه اذا كان ذاهب الى المدينه يدعوهم جميعا ويسألهم هل لآحد منكم رغبة في شي فمن كان له رغبة في شي يقوله فيأتي به محمد أو من ينوب عنه في الذهاب الى المدينة وعلى هذا الحال فالكل سعيدا ومسرور بسبب توجيهات محمد وتعليماته الدقيقة والمناسبة فكان لا يأمر إلا بما يستطاع وماهو موافق للشرع الكريم فكان الجميع ينفذون توجيهاته بدقة بالغة فالجميع يحبه حبا لا يقدر .


رابعا :


طباع محمد .... الغيرة الشديدة على المحارم فكان الجميع لا يتعدون حدودهم حتى المرور من أمام بيوت بعضهم يعتبر خطأ وكانوا وقت التواجد في الاعمال الرجال لا يتصلون بالنساء وفي حالة الانس والجلوس وتبادل الاحاديث لا يحصل اختلاط أبدا النساء مع النساء والرجال مع الرجال حتى الصغار من الصنفين لا يختلطون ابدا . وأما قراراته فكانت صائبة بتوفيق الله ثم بتأنيه في إتخاذ القرارات ومشاورة من يجب مشاورته فكان له مستشاران فقط يشاروهما ويدنيهما منه ولا يفشيان له سرا أبدا وكذلك رجاحة عقليهما . إنهما عمه عبدالرحمن وزوجته جميله فكان عمه عبدالرحمن ذا أمانه وخلق ومعرفة ولديه من التجارب ما يمكنه من الرؤا الصحيحة والاكيدة أما زوجته جميله فقد كانت تنطق أحيانا كثيرة بما يريد قوله محمد بمجرد النظر الى عينيه أو الاحساس به فهي تعرف ما يريد فلا غروا فهي الحبيبة المحبة وهي ام الاولاده وهي التي ليس لأحد في قلب محمد ما لها من حب ومكانه . أما توجيهات فأنه يقول التوجيه لمرة واحدة فيحفظه الجميع ويفعله وقد رزقه الله بناس فضلا وعلى رجاحة عقل وفهم عظيم أيضا لما لمحمد من محبة في قلوب الجميع ولكرمه وفضله فقد كان يعطي دون حساب كيف لا وهو يصرف على كل البيوت وكل من يعيش في الوادي مجانا من جيبه الخاص فيأتي بكل الاحتياجات من المأكل والمشرب والملبس والاطياب وحتى الاشياء الخاصة للآولاد مثل الالعاب ومثل اطياب النساء والبنات فيوكل للبعض من يأتي بها ان لم يأتي بها هو وحتى الخصائص الخاصة يبعث أحد أخوانه وتذهب معه زوجته فتأتي بأشياء النساء التي يتسحين ذكرها لمحمد فيرسل أنثى تأتي بها وكان الجميع على أمانه بالغة فلا يضيع شي أبدا ولم يفقد محمد شي مما لديه سواء نقودا أو مقـتـنيات أو مواشي المهم لم يفقد أي شي وكان الجميع يعمل وكأن الوادي له وما فيه فهذا الذي جعل نجاح محمد في وادي واحة الثعبان جديرا بالنجاح والتمكن .


خامسا :


شهرة وادي واحة الثعبان وصيته في الارجاء


اصبح وادي (واحة الثعبان) اشهر من نارا على علم فكان كثيرا من الناس يعرفه ويسمع عنه ويأتيه الكثير من الناس وبأعداد هائلة فقد كان يأتيه مساكين فيعطيهم محمد ويغنيهم فأصبحوا لا يأتونه إلا مرة كل عام واصبحت عادة لقدوم المحتاجين فيأتون في أوقات معلومة فيجدون كل خير وهناك من يأتي لشراء المحاصيل الزراعية والبعض لشراء التمور والبعض لشراء مواشي ابل او ابقار او غنم أو معز أو عسل أو سمن فكل شي من هذه الاصناف موجود . وهناك من يأتي بقصد الشر وهذا طبعا جانب يجب ان لا يخفى اصله وأثره فالاشرار في الارض كثير مثلهم مثل الاخيار فوجود صنف يجعل الصنف الاخر الوجه الثاني له . وهنا كان لمحمد إجراء جميل وشديد وقد أدى الغرض المطلوب منه فقد جهز خيلا ورجالا تدافع عن الوادي فنعلم أن محمد كان شديد الوطأة على من يواجهه فهو شجاع وقوى وصبور وذا معرفة بركوب الخيل والكر والفر وكان عمه عبدالرحمن اشد منه وأدهى وكان العم عبدالباري كذلك أما العبيد أخوته فقد علمهم ودربهم على ركوب الخيل والفروسية حتى أصبحوا فرسانا فأصبح في الوادي سبعة من الفرسان الخياله ولديهم من الاسلحة ما يجعلهم يتفوقون على مئات من الفرسان فكل ما طرأ طارئ هب الفرسان السبعة للدفاع فكان محمد يفتك بكل من يقترب من واحته وكذلك عمه عبدالرحمن وعمه عبدالباري وأخوته وهنا هدأت الفتن فكان اذا غاب محمد يبقى الستة الفرسان في الوجود واذا أحدا من الفرسان الستة يبقى محمد فهو في بعض الاحيان يكفي عن الجميع لقوته وشجاعته وقوة حصانه (البدر) حيث دربه ونشأه على إطعامه كل غالي ونفيس حتى اصبح من أقوى الخيول واصبح صيته كصيت الوادي أو كصيت محمد فسد بهذا الشكل محمد في وجه الغزاه كل الابواب وأمن شرهم

ولهذا الوادي خصوصية كبيرة انه كان عذب الماء نقي فكانت المنتوجات الزراعية تأتي نظيفة وجيدة ولذيذة الطعم والمواشي بصحة ممتازة وسمان لما تجد من الوادي من مرعى ومشرب فكل شي خالي من الامراض والاوبيئة كذلك من يعيش في ذلك الوادي من البشر كان بصحة جيدة فلا أمراض تصيبهم إلا قليل جدا قد لا تذكر ولا يحتاجون الى علاجات فهم في صحة وعافيه وهذا الشي كان له دور عظيم في استمرار الحياة بصورة ممتازة ورائعة .

في الختام عاش محمد وجميع من معه في سعادة تامه وسرور دايم ونظام واضح ومؤكد فكثر الناس حتى من ولد من الاناث فكان من يأتي ليتزوج بهن كانوا يبقون للحياة في ذلك الوادي ويبنى له بيت ولا يذهب أبدا وبرغبته المطلقة فأمتلآ الوادي بالناس فتزوجوا بنات العم عبدالباري كلهن وتزوجت أبنة محمد وتزوجوا بنات اخوان محمد العبيد وكلا حسب جنسه وشكله وكثر الناس وأتوا ناس كثير وعاشوا على رأي وتوجيهات محمد فأصبح للأولاد أولاد واحفاد وصبح محمد شيخا كبيرا واولاده اصبحوا رجالا لا يستهان بهم وساروا على مسار أبيهم وكان النظام في الوادي دقيق جدا والسبب ان محمد كان يوجه بالمحبة والهدى والتقى لا بالقوة والضغط فكانت التوجيهات تنفذ بالحرف الواحد وساد الوادي نظام دقيق مستمر لا يتغير .

وعاش من في هذا الوادي على وئام ومحبه وتكاتف مما جعل الناس تهوي اليهم وتطلب المقام معهم لوفرة الخيرات وما يظل هذا الوادي من الصدق والمحبة والسعادة بسبب حب قاطنيه وتكاتفهم فيما بينهم .





هذا والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم







تمت بقلم محبكم جميعا

ابو احمـــ سهم المحبه ـــــد


التعديل الأخير تم بواسطة سهم المحبه ; 09-22-2012 الساعة 12:56 AM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158