[عبد الرحمن الحازمي]

لا أدري إلى متى هذه الديماغوجية (1) هل تعبت الشعوب من القيود التي تنظمها ، وإلى متى هذه الدادية (2) العارمة التي تجتاح الشعوب وتضيع فيها المطالب التي هي أصلاً ضائعة ولا تقابلها الحكومات إلى بالدغوماتية (3) وتصفق لها طبقة أرستوقراطية (4) الذين هم المستفيدين من السلطة ، وتذبذب معها أحياناً البرجوازية (5) ويقع ضحيتها البروليتاريا (6) الذي تتوقف بسببها أعمالهم التي هي غايتهم ومنها مصادر أرزاقهم فهم الوحيدين المتضررين من هذه المواجهات بين ( الدادية والدغماتية التي ستسيرهم في نهاية المطاف لشمشونية (7) أي عليه وعلى أعدائي فلا تبقي ولا تذر متخطيين بها الأدولوجية ( الإعتناقية ، العقيدة ، الفكرة ) فتتحول الأنظمة إلى السادية (8) وتتحول سلطة الحماية إلى سلطة معادية تضرب هذا وتقمع ذك أليست من المفروض أن تقف الحكماء وقفة الرواقية (9) وتأخذ موقف اللوبي (10) قبل أن تتحول الشعوب إلى مليشيات(11) فتصبح دنكوشوتية (12) ويطول بها الأمد ، ولماذا لا يتخلى قادات هذه الشعوب عن النرجسية (13) كي يساهموا في عودة الشعوب إلى الشوفينية (14) ويساهموا في منع الأوليغاركية (15) التي لم تخدم دولهم بل زادت من الفساد وصبت قراراتها في مصالح محدودة أثوقراطية (16) وضيقة ، ولماذا هؤلاء الثيوقراطيين (17) لا يسعوا إلى إصلاح ذات البين بدل من التشدق بالخطب والدعاء على رؤساء الدول ، ومناشدة المسئولين بالسير قدماً في إصلاح بلدانهم والمثابرة في ذلك ،كي يتحلوا بالألترويزم (18)، والتخلي عن البيروقراطية (19) المملة التي أنهكت قواهم وضيعت أوقاتهم بين أروقة الدوائر والمصالح الحكومية .




(1)سياسة تملق الشعوب (2) إحتجاج فوضوي (3) التعصب الشديد للرأي (4) المترفين (5) الطبقة الوسطى (6) الكادحين (7) تعميم الشر (8) التلذذ بتعذيب الآخرين (9) مدرسة فلسفية عقلية تعني بالحكمة (10) جماعات ضغط (11) ( حركات مقاومة وطنية (12) محاربة الوهم (13) مدح النفس والثناء الدائم عليها (14) الغلو في حب الأوطان (15) حكم الأقلية (16) مركزية (17) رجال الدين (18) حب مساعدة الأخريين والالتفاف إلى حاجاتهم ورغباتهم (19) الروتينية

ا

لكاتب / عبد الرحمن أحمد الحازمي