[سهم المحبه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترف     سهم المحبة جمييييييلة جدا انتظر بقية القصه كي اعلق

بنيتي الغالية ترف أهلا بك . كنتي في ذاكرتي أحيانا وانا أسطر بعض أحداث قصتي هذه فجعلتها طويله
حتى تضطري للتعليق قبل مشاهدة الجزء الاخير . هناك أحداث . وهناك مفاجآت . وهناك بكاء . وهناك ضحكات وأبتسامات
ولن تصدقي ما ستقرأيه لغرابته . وتماسكه مع عنوان القصة وترابط طبيعة أهل ذلك الزمن . والقصة كلها خيال كاتب لا أكثر وليست حقيقه
شكرا لك دايما أبنتي الكريمة ولك أقول أنك من أكبر مشجعي على الكتابة وقد يكتب الكاتب من أجل قارئيه . دمتي بحفظ الرحمن دايما ويسعدني تواجدك

[سهم المحبه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو سديم     قصه رائعه يابو احمد لاهنت ويعطيك العافيه

ولا تهون ابو سديم وأهلا بك والروعة كانت لحضورك وإطلاعك بارك الله فيك
يسعدنا أستمرار متعتك ومتابعتك وأهلا بك دايما اخي الكريم تنور

[سهم المحبه]

الجزء الثالــث ..

ولكنه لم يعود . فعادت أم عبدالله قلقه مهمومة جدا على زوجها وكذلك ام سعاد

فهي تخاف على أخيها خوفا شديدا وتحبه حبا لا يوصف . عاد ابو راضي بعد

منتصف الليل بعد أن نام الاولاد . وطرق الباب على أخته وقال لها أمرا وعاد الى

المكان الذي كان فيه . وقد قال لها روحي طمني أم عبدالله لتهدأ وتنام والامر خير

خرج سريعا لئلا يراه أو تشعر به أحد البنات . ذهبت ام سعاد الى أم عبدالله وقالت

لها ما قال ابو عبدالله لها . فتبسمت أم عبدالله ونزلت عدت دمعات من عينها حبا في

ابو عبدالله ولما يقوم به من رعاية لولده وزوجته وأخته الارملة وبنتها اليتيمة وتلك

المنال اليتيمة أيضا . وسر أم عبدالله ما سمعت . عند الصباح وعندما أفاق عبدالله

ولم يجد أباه سأل أمه عنه فقالت له أنه غضبان عليك أنك ضربت منال وهي مثل

أختك وما راح يجي مرة ثانية وتسير مثل منال وسعاد مالك أبو وتصبح يتيم .

خاف عبدالله خوفا شديدا على أبوه وصدق وأكل المقلب المعد خصيصا له من قبل

والده وبالتعاون من أخته ام سعاد وزوجته ام عبدالله . والحقيقة أن ابو عبدالله ذهب

لبعض المدن القريبة منهم مثل مكه والطائف وينبع والمدينة المنوره لبعض شأنه

التجاري وسيغيب اسبوع أو أسبوعين . وخلال هذه المدة قامتا أم عبدالله وأم سعاد

بالدور خير قيام . فأصبح عبدالله يبكي ويصيح ويتويل على أبوه وصدق أنه ما

راح يعود . عاد ابو راضي كما يحب ان يكون لقبه لذكرى ولده البكر راضي

عاد خفية الى بيت أخته . وقال لها أنه موجود حولهما . وأسر أمرا أخر الى أخته

فتبسمت وشكرته . وعاد من حيث أتى . ذهبت أم سعاد الى أم عبدالله وقالت لها

ما أسر لها ابو راضي . فتبسمت هي ايضا . وقاموا بالدور الجديد . يتظاهرون

أمام عبدالله لينصاع لوالده ويسمع كلامة وتروح غلظته ودلاله الغير مرغوب فيه

**********

المهم كان حال عبدالله مؤسف وموجع جدا لما حصل له وتأثره مما سمع من أمه

وعمته عما سيقع فيه بأنه سيصبح بغير أب مثل سعاد ومنال . وكان كثير البكاء

كثير الانزواء قليل الخروج قليل اللعب قليل الاكل حتى انه ضعف حاله وبدأء

يتغير شكله نسبيا . فقالت أمه وعمته تعال يا عبدالله بعد ان نصلي جميعا الظهر

انا وعمتك وانت ندعوا ربنا أن يرد لنا والدك . فقال تم يا أمي وحاضر يا عمتي

اصلي معكم وادعوا ربي ان شاء الله يرد لنا والدي الغالي والله والله ما عاد أعصاه

وما عاد اضرب منال ولا سعاد واني اصير احبهم مثل ما احبكم يا امي ويا عمتي

ومثل ما أحب ابويه . المهم بعد تلك الصلوات الظهر والعصر والمعرب في ذلك

اليوم كانوا يدعون بأن يعيد الله ابو راضي . ويتظاهرون امام عبدالله ان ذلك يمكن

ان يحصل ويمكن ان لا يحصل والموعد المحدد بعد صلاة المغرب في ذلك اليوم

وكان عبدالله يدعو صادقا وشكله يقطع القلب قائلا يا ربي ردي ابوي والله يا ربي

اني أحبه وراح اسمع كلامه وما راح اضرب اختي منال اليتيمة واختي سعاد

وراح اكون اخوهم اللي يحبهم والعب معاهم وما اخلي أحد يقرب لهم صدقني

يا ربي والله ما اكذب عليك واذا كذبت عليك موتني يا ربي . طبعا كان عبدالله

صغيرا وعمره حوالي الخمس أو ما حولها يعني ما زال لا يفهم تماما ما يفهم

الكبار . وكان على طبيعته الطفوليه وسمته الطفولي السامي كما هم الاطفال

وقد كانت بعض الضحكات من ام سعاد وام عبدالله كادت أن تنطلق ولكنهما

حاولا كتمها لما يشاهدان من عبدالله وإخلاصه في الدعاء ورغبته في عودة

والده وبشكل براءة الاطفال المعروفة . وكانوا يدعون معهم بدعاء قريبا

من دعاءه . وبعد صلاة المغرب أجتمعت ام سعاد ومعها سعاد ومنال

عند ام عبدالله . واذا بالباب يطرق فأنطلق عبدالله سريعا الى الباب ليرى

من بالباب آملا بأن يكون ابوه قد عاد واستجاب الله لدعاءه .

**********

فوجده عند الباب فقفز عاليا الى أحظان والده مقبلا له وله شهيق لا يتوقف ويسلم

على وجنتي والده وعلى جبهته وقد أغرقه بالدموع . وكان أبو راضي صامتا

لا يتكلم . وأحظتنه ودخل الى داخل البيت . وكان يحمل أشياء كثيره أحضرها

معه اشياء لعبدالله وسعاد ومنال واشياء خاصة لأم سعاد واشياء خاصة أيضا

لزوجته أم عبدالله فقد غاب عنهم حوالي اسبوعين أو يقارب من أسبوعين

فسلم على أخته وزوجته وسعاد ومنال وبقي صامتا متظاهرا بالغضب

فقال عبدالله ليه يا ابوي ما رضيت عني والله أني قلت لربي أني ما عاد

اضرب اختي سعاد ولا أختي منال وأني أحبهم مثل حبي لك يا ابوي

وربي صدقني ورجعك ليه ما تصدقني انت مثل ربي . طبعا هذي براءة

الاطفال وقد يقولون مثل قول عبدالله ؟؟ فكاد ينفجر ابو راضي ضاحكا

على ما يسمع ولكنه خاف على خطته أن تفشل . فأحب أن يكون عبدالله

كما وعد . فقال خلاص أصدقك ولكن أن عدت لمثل ما كنت عليه من اول

ترى ربي ما عاد يصدقك مرة أخرى وبعدين وش الفائدة أنا اروح وما ارجع

مرة آخرى . فقال عبدالله صاعقا لأبوه لا لا يا أبوي ما راح أكذب والله ما راح

اكذب خلاص والله احب اخواتي مثل حبي لك وربي صدقني يعني اني صادق

وانت لازم تصدقني . فضمه الى صدره وأجهش بالبكاء لشديد حبه لولده عبدالله

وشديد حبه لليتيمتين اللتان لديه . أبنة أخته وتلك المنال اليتيمة . فقال ابو راضي

يالله يا عبدالله شوف وش جبت لك انت واخواتك من هدايا وحلوى وملابس

يالله خذها وأعطهم وأجلس معهم في الغرفة الثانية وتراني أبي اشوف وش

تسوي فقال طيب يا ابوي شال الاكياس الخاصة بالاطفال وبها الحلوى

والملابس الخاصة بهم وقام يقسم لكل واحدة من اخواته كما وعد أبيه في

حالته تلك يقسم عليهما الملابس بحرص شديد ودقة بالغة ويقسم الحلوى

واللعب قسمة دقيقة جدا .

**********

مشى ابو راضي وام عبدالله وام سعاد لينظروا ما حدث وما نتاج تلك الخطة

فوجود عبدالله وقد قسم الملابس قسمة جميله وكذلك الحلوى واللعب . وجلسوا

جميعا الاطفال يتناولون الحلوى ويلعبون مع بعضهم وقد تغير عبدالله تغيرا

كاملا فقبله والده كثيرا وكذلك قبل أختيه سعاد ومنال . وشكره على صدقه

ووفاءه ونصحه ووعده ان أستمر على ذلك ان يأتي له دائما بالحلوى واختيه

والملابس واللعب والاشياء الحلوة والجميله وكذلك حرص ابو راضي سعاد

الصغيرة ومنال بأن يحبا أخوهم عبدالله ويكونوا دايما بجواره ويلعبان معه

ولا يزعلوا من بعضهم . فقالوا جميعا وبصوت واحد حاضر يا بابا .

حاضر يا حبيبنا يا بابا . فسبقت الدموع الابتسامات من ابو راضي وأم

سعاد ومنال وأم عبدالله . وكانت ليلة جميلة جدا تخللها بكاء ودموع كثيرة

وأبتسامات وضحكات أيضا كثيرة لبراءة الاطفال . وسعادة لا توصف

وتناولوا جميعا وجبة العشاء مع بعض على سفرة واحدة وقد كان عبدالله

أكثر المهتمين ونسي حبه وغيبة والده وأنصب أهتمامه على رضا أختيه

سعاد ومنال فأجلسهما بجواره وقام يقرب لهما من الاكل ما لذ وطاب

ويأمرهما بالاكل من هذا لحلوه ولذته ومن ذاك لطيبه وحلاوته وعلى

هذا المنوال طيلة فترة العشاء وكان الكبار يتكلمون ويضحكون كثيرا

على تصرفات عبدالله ولكن بطريقة لا تشعره انه المقصود بالضحك

**********

وبعد فترة من الزمن اصبح الاولاد في السن المناسبة لدخول المدرسة

فتم تسجيل عبدالله في الصف الاول الابتدائي وبعدها بسنين تم تسجيل

البنتين في الصف الاول الابتدائي كون عبدالله يكبرهما بسنتين أو اكثر

بقليل . واصبح هناك دراسه ودوام دراسي وانشغلوا الاطفال بالدراسة

والاهل بالاهتمام بالطلاب الدارسين . وفي الفصل الدراسي الثاني وقرب

الاختبارات النهائيه سحلوا البنتين في الصف الاول الابتدائي وعبدالله في الصف

الثالث الابتدائي كونه اكبر منهما كما ذكرنا بسنتين . وعند وقت العودة

من المدارس عاد عبدالله واول ما عاد مر على بيت عمته يسأل عن اخواته

فقد كان مولع بهما ومحبا لهما واصبحت عادة وبشكل شديد لدى عبدالله

سأل عن اخواته فلم يجدهما وقد تأخرتا عن العودة من المدرسة .

فصاح يا حبيباتي يا أخواتي وين ألقاكم الحين وخرج هائما على وجهه

يبحث عنهما . وبالفعل فقد أصبح الوقت عصرا ولم يعودا . وقد كان

ابو راضي مشغولا ولم يعود الى البيت في ذلك اليوم . فقلقتا ام عبدالله

على عبدالله والحالة التي اصبح عليها وخافتا عليه بالاضافة الى خوفهما

على البنتين فقد تأخرتا ولم يعودا حتى العصر .

كونوا معي في الجزء القادم .

[سهم المحبه]

الجزء الرابـــع ..

عاد ابو راضي الى البيت وفي طريقه وهو عائدا راء سعاد ومنال وهما

يسيران وملابس المدرسة عليهما وشنط الدراسة محملة على ظهريهما وهما

يسيران بجوار بعضهما في طريق العودة الى البيت . فقال لهما وين كنتوا الى

الحين ما رجعتوا الى البيت وقد كانت المدرسة قريبة من المنزل والمسافة حوالي

اثنين كيلو فقط ولكنها كانت شوارع متعرجة وتعتبر بعيده حسب مفهوم الاطفال

فقالتا كنا عند منيره زميلتنا في المدرسة قالت تعالوا معي نتغدى ونلعب وبعدين

تروحوا الى بيتكم . فقال ابو راضي رحتوا معاها طبعا وتغديتوا ولعبتوا صح

فقالتا ايوه يا بابا . فقال يالله نروح البيت سوى . ومسك كل واحدة منهما بيد

وقد أخذ الشنط ووضعها على رقبته . وفي الطريق صادف عبدالله وكأنه مجنون

وصاح فيهما وين كنتوا الى الحين ما جيتوا البيت ليش ليش تتأخروا خوفتوني

عليكم وكان يتصرف وكأنه هو الاب وهو الراعي وهو المسئول فأعجب والده

بتلك الطريقة ولم يتكلم . ولكنه حال بينه وبين البنات لعدم تعرضهما لشي من

عبدالله البطل المهتم الخايف على أخواته . فقال ابوه خلاص يا شيخ عبدالله

لما نروح البيت نتفاهم طال عمرك عيب في الشارع تسمع الناس صياحنا

فسكت عبدالله وبعد الوصول الى البيت أشار ابو راضي لأم سعاد وأم عبدالله

بالسكوت وعدم الاعتراض على شي . فأطمئنوا عند رؤية البنات وسكتوا

ولكن كان الضحك يغالب الجميع من تصرف عبدالله وشدته في المحاسبه

فقال ابو راضي يالله تعالوا . وانت يا عبدالله حاسبهم وأسألهم وين كانوا

فأنت المسئول عن أخواتك وأنا الحاكم أحكم بينكم وطبعا راح تسمعوا

وتطيعوا لحكمي طيب فقالوا جميعا طيب يا بابا . حاضرين يا بابا

فقال للبنات روحوا في هذا الجنب . وأنت يا عبدالله تعال في هذا الجنب

وحاسبهم وبعدين أنا أحكم . فقال عبدالله لأخواته بشده وين كنتوا الى الحين

يالله تكلموا وقولوا وين كنتوا وقد كان لصوته شدة وقوة وكان شكله

كالقائد الذي يحاسب جنوده على تقصيرهم . فقالت البنات قالت لنا

زميلتنا منيره اللي معنا في الفصل تعالوا تغدوا معي ونعلب شويه

وبعدين تروحوا لبيتكم . رحنا معها . فقال عبدالله ليش ما جيتوا وقلتوا

لي اول على شان ما اخاف عليكم وبعدين تروحون . فقال ابو راضي

أيوه ليش ما جيتوا وقلتوا لأخوكم أنكم رايحين عند زميلتكم تتغدوا معها

وتلعبوا على شان ما يخاف عليكم وينزعج وكان مؤيدا لكلام عبدالله

حيث أعجب برأيه وهو عدم التصرف بدون علم الاسرة أن رأيه صحيح

فقالت البنات نسينا يا بابا . فقال تعال يا عبدالله على شان أحكم مو أنا

القاضي . فقال يالله يا بابا يا قاضي أحكم . فقال للبنات وأنتوا ليش ما تقول

مثل قول عبدالله . فقالت البنات يالله يا بابا يا قاضي أحكم .

**********

فقال الاب الحنون والراعي الحبيب والوالد الصادق وشديد الحرص

على اولاده احكم عليكم يا بنات ما تعودوا مرة ثانية وتسووا مثل اللي

سويتوا ولازم تعلموا اخوكم بأي شي تسوونه قبل ما تسوونه على شان

ما يخاف عليكم ولا ينزعج .. هااااه ريضتوا بالحكم . فقال عبدالله إيوه

يا باب يالقاضي رضيت . وقالت البنتين أيوه يا بابا يالقاضي رضينا

وخلاص توبه ما نسوي اللي سويناه مره ثانية . فقال الاب القاضي

طيب وحكمت لك يا عبدالله بجائزه كبيره على شان حرصك على أخواتك

وحبك لهما . رضيت فقال إيوه يا بابا يالقاضي رضيت . فقال الاب تدرون

وش هي الجائزه . فقالوا وش هي . فقال أجيب لكم يوم الخميس أسكريم كثير

وشوكولاته كثيره طبعا جائزه لعبدالله وهو يقسم عليكم ويعطيكم منها هو

اخوكم ويحبكم وأكيد راح يعطيكم معاه . فقال عبدالله إيوه راح أعطيهم معاي

زيي بالضبط وراح أعطي ك أيضا أمي وعمتي وراح أعطيك أنت يا بابا يالقاضي

فقال ابو راضي بارك الله فيكم جميعا يالله روحوا غيروا ملابسكم وتعالوا

اجلسوا معي وكل واحد يقول لي وش أخذ وش حافظ . وقد كاد ابو راضي

يطير من الفرحة بما شاهد من حب الاولاد لعبضهم وخوفهم على بعض

وكذلك طاعتهم لبعضهم وحسن أدبهم . وقد كانت ام عبدالله وام سعاد يراقبان

الموقف عن بعد وليس ببعيد وقد ذهب بهم الضحك كل مذهب ولكن بصوت

خافت لئلا يزعجوا المتحاكمين والحاكم وملجس القضاء . وبعد أن ذهبوا

الاولاد شاركهم ابو راضي الضحك وقد ذهب به كثيرا كما ذهب بأخته

وزوجته وكانت السعادة المطلقة على أهل هذا البيت تظللهم وتحفهم ولا تغادرهم

من فضل الله تعالى عليهم ثم بحسن تدبير ابو راضي بصبر وتأوده وحكمة بالغة

فقد سيطر على عقول هؤلاء الاطفال بقوة وبدون تعب وبدون جهد يذكر ؟

ولكنها الحكمة وبعد النظر والتصرف بدقة والمتابعة بعد ذلك شديدة تجعل الامور

تسير كما خطط لها .

**********

مرت السنون سريعا ولم يشعر بها أهل ذلك البيت السعيد وتخرج عبدالله من الثانوية

العامة القسم العلمي وأصبح شابا وأصبحتا أخواته شابات وفي تخرجوا من الصف

الاول الثانوية كونهما يصغران عن عبدالله بسنتين . ودخل ابو راضي في مشكله

لم تكن في الحسبان مشلكه كبيرة بل هي أم المشاكل بالنسبة لأبو راضي وهي كبر

الاطفال وأصبحوا شبابا كيف يفرق بينهم ويعلموا جميعا أنهم ليسوا محارم لبعض

وان عبدالله لا يجب عليه أن يرى أختيه كما تعارف عليه الحال وكيف لأختيه أن لا

يروه للوضع نفسه . فكيف لأبو عبدالله أن يفهمهم ذلك الوضع وقد فكر في ذلك قبل

سنتين أو ثلاث ولكنه لم يتمكن من البداية والدخول في ذلك لصعوبته ولعدم أمكانية

أقناع الجميع بهذا الشي . ففكر وفكر وفكر . وأهتدى الى رأي . وقرر أن يسافر هو

وعبدالله الى الطائف متظاهرا بقضاء بعض المصالح له هناك . وقد كانت أم عبدالله

ذات فقه ودين وعلم أيضا فأوكل إليها مهمة أفهام البنات هذا الشي وأنه تقرر ان

يتغطوا عن عبدالله وكان المفروض أن يتم ذلك منذو سنتين أو ثلاث ولكن لم يتسير

هذا الامر إلا هذا الوقت . وبالطبع كانت البنتين في بيت مستقل ولا يناموا في بيت

واحد أو يتواجدوا طيلة الوقت مع بعض ولكن كان عبدالله يأتي إليهم في بعض الاوقات

ويذهب ولا يطيل البقاء بأمر من والده . المهم سافر ابو راضي وولده عبدالله الى الطائف

وكانت عطلة دراسية في ذلك الوقت وبقي اسبوعا كاملا وكانت المعركة على اشدها في

الطائف وعلى أشدها أيضا في جده ولمدة اسبوع . وتلك المعارك ليست بالايدي ولكنها

بالعقول والافكار والالسن فقط وأرض المعركة هي فهم كيفية إنفصال الاطراف عن

بعضها بشكل مطلق ونهائي لا رجعة فيه إطلاقا . وهذا صعب جدا قد يصل ببعض

الاطراف الى الجنون أن لم يتم الحل بشكل خفيف وإفهام بالطرق الشرعية والمعروفة

وبالادلة من الكتاب والسنة . والمثل وما تعارف عليه وما يكون قريبا لتقبله عقول

أولئك النشئ الصغير الطري والشاب والمندفع بشدة والتفكير يكون قليلا بعض الشي

لديهم وعدم التقبل وصعوبة المحاولة شديدة مع الامكان الى حد ما .

**********

فلنبدا التعرف على نتائج معارك الطائف . بعد مضي يومين في الطائف قال عبدالله

وش رايك يا أبي الحنون نعود أشتقت لأمي وعمتي واخواتي . فقال بعد ان نتفق على

شي نعود وان لم نتفق فلن أعود معك أبدا . فقال ليش يا أبي الكريم وش السالفه

فقال الاب أبيك تتلوا آيات معينة في كتاب الله وتتعرف على تفسيرها بشكل كامل

وفهم أكيد وتقرأ بعض الاحاديث التي سأقولها لك وتعرف معاناها . وبعد ذلك

ان تم ما أريد نرجع . ونحتاج لتمام هذا الامر لكمالة الاسبوع يعني في كل

الحالات لن نعود إلا بعد تمام أسبوع . فقال خيرا ان شاء الله . ابشر يا أبي

بما يرضيك وطاعتك واجبه . فأعطاه الآيات الداله على الحجاب وكذلك الاحاديث

فقرأها عبدالله وقرأ تفسيرها وكذلك أطلع على الاحاديث في ذلك الموضوع

وقد كان يذهب عن والده في مكان لا يراه فيه ويبقى لبعض الوقت ثم يعود

فأستغرب والده هذا الفعل فراقبه . فوجده يذهب بعيدا عن والده ويجلس لوحده

ويبكي بكاء مرا وشديدا لوقت ثم يمسح عينيه ويغسلهما وينشفهما ويعود لوالده

فقال له والده ليش تسوي كذا يا عبدالله . فقال طيلة سنوات دراستي في الثانوية

وبعض سنوات المتوسط وأنا أعاني وأتألم والسبب علمي بأن أخواتي لا يجب

أن أراهم ويحرم عليه ذلك شرعا وأنا يا والدي مسلم وأعرف حقوق الله عليه

وأعرف ان ذلك واجبا عليه ولكنني كنت أتجمل بالصبر وكنت أتحاشي القرب

من أخواتي بل وعدم النظر إليهم وأحسست برأيك هذا قبل ان نأتي من جده

ولكن تعلقي بهما جعلني لا أصدق بما سيحدث فأجهش بالبكاء الشديد عبدالله

وشاركه والده خوفا على ولده وحبا فيه وفي أختيه ولكن شرع الله لابد أن

ينفذ وهذه حدود لا يجب تجاوزها . فمد يديه ابو راضي لولده وشكره على

حسن أدبه وتقبله وفهمه لما أراد دون عناء ولكنه شدة ما أصاب عبدالله

أحزن والده ولكنه كما قال ولده عبدالله تلك حدود الله ولا يجب تجاوزها

فقال خلاص وانا ابوك انت الان رجال وهذي بنت عمتك وهذي أختها اللي

ربت معها وقد أفهمه اصل منال وحالها وأنها لا تمت للأسرة بصلة إلا

من باب التبني والعيش معهم الى هذا الوقت .

تفهم عبدالله الامر وطابت نفسه وقرر تنفيذ ما جاء به الشرع الكريم وتقبله

الامر وأعتبر الموضوع منتهيا مع حزن شديد طبعا .

**********

أما معارك جده فقد كانت أسهل بكثير من معارك الطائف ولكن تخللها حزن شديد

وبكاء كبير وصياح وكأن ميت مات في ذلك البيت . فقد قامت أم عبدالله بعد مغادرة

ابو راضي الديار بالجلوس مع البنتين وبدأت تقرأ كتاب الله في تلك الآيات بكت البنتين

وأزداد بكاءهما ليومين لم يكن لهما طعاما ولا شرابا إلا ما يمسك الصلب شيئا قليلا

وكلما أقتربت أم عبدالله منهما هربتا الى داخل غرفتهما ولهما بكاء وعويل . ولكن

استمرت ام عبدالله كلما جلستا معها بتلاوة تلك الايات . وفي اليوم الثالث تكلمت

منال اليتيمة كما تحب ان تسمى وهي بطلت هذه القصة وعنوانها وعلمها ومنارها

تكلمت فقد كانت أفقه من سعاد وأكثر ذكاء وفهما من اختها سعاد ولم تكن سعاد

غبية بل هي أيضا كذلك ولكن تتفوق منال عن سعاد بعض الشي .

كما ذكرنا سابقا تلكمت منال قائلة يا عمتي .....

كونوا معي في الجزء القادم ..

[ملائكيه]

ماشاء الله متابعه
للابداع يعطيك العافيه سهم المحبه
طابت اوقاتك

[جدار الصمت]

سهم المحبه
قصه تستحق القراءه على مهل
حفظك الله وشكرا لهذا الابداع
تقبل مروري
جدار الصمت

[ترف]

صعب جدا جدا جدا
على عبدالله وسعاد ومنال
انزرع فيهم حب الاخوه حتى انهم نسوا انه مايصير
يمكن حتى الكبار ماراح يحسون بشعورهم الحقيقي
لانهم ما جربوا

همسه : عشت هذا الموقف وكان جدا صعب وصرنا نتقابل بدون محد يدري
وبعدها خلاص عقلنا

سهم المحبة يعطيك الف عافية

وبانتظار التكملة

لا هنت

[سهم المحبه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملائكية الطبع     ماشاء الله متابعه للابداع يعطيك العافيه سهم المحبه طابت اوقاتك

الله يعافيك وأهلا بك تنوري بارك الله فيك
نأمل لك أجمل الاوقات والمتعة والفائدة

[سهم المحبه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جدار الصمت     سهم المحبه قصه تستحق القراءه على مهل حفظك الله وشكرا لهذا الابداع تقبل مروري جدار الصمت

أهلا بك جدار الصمت وحياك يالغالي
مرور عطر كريم ونأمل لك المتعة والفائدة وتنور بارك الله فيك

[سهم المحبه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترف     صعب جدا جدا جدا على عبدالله وسعاد ومنال انزرع فيهم حب الاخوه حتى انهم نسوا انه مايصير يمكن حتى الكبار ماراح يحسون بشعورهم الحقيقي لانهم ما جربوا همسه : عشت هذا الموقف وكان جدا صعب وصرنا نتقابل بدون محد يدري وبعدها خلاص عقلنا سهم المحبة يعطيك الف عافية وبانتظار التكملة لا هنت

ومع ذلك هناك أفئدة ترعى فلذات الاكباد ومن يحبونهم فالوالد الحاني والحبيب كان له بصمت واضحة في هذه الاسرة
فقد جعل تصرفاته وافكاره ورعايته بلسما شافي لكل ما يعترضهم من صعوبات وسيجعل لكل ذلك حلا بأذن الله
اشكرك ترف هذه المتابعة وهذا الاعجاب . تسلمي بارك الله فيك وفي الاجزاء الباقية أكبر مما صار من الاحداث
كوني بالقرب دائما لتكمل المتعة والفائدة ان شاء الله وأهلا بك دايما وحياك يالغلا .