المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بما فيه الكفاية


محمد سعد.
02-24-2014, 01:45 AM
بما فيه الكفاية



بحرارة الابوة عانقها وبحرقة الفراق كان يقبلها...
به كانت متمسكة تضمه تارة واخرى تهوي على يديه تقبلهما دون ان يفتر لها دمع
قبل ان ينطلق القطار قال لها وقد ترقرقت دمعات على خده
:أحبك و اتمنى لك سعادة بما يكفي حياتك
عانقته بقوة وقالت : ابي لقد عشنا بحبك، وفي رعايتك، ومتعتنا بعطفك بما فيه الكفاية، وأتمنى أن نسعدك بدورنا يا ابي بما فيه الكفاية ..
تعانقا مرة أخرى وكلاهما قد بلل كتف الآخر بدموعه
حين انطلق القطار شرع الأب يتنقل بلهفة عبر نوافذه ..يرى بنته وهي تبتعد عنه شيئا فشيئا ..
كانت دموعه تزداد فورانا وهو يلوح بكلتي يديه
كنت اتابع هذا المشهد وانا ارى حرقة الابوة حين يحملها انسان واع ،يحس حب ابنائه الذين يبادلونه حبا بحب
استدار الرجل وكانه يتلمس مكانا يهوى عليه من تعب ومن غصة فراق ..
فسحت له بجانبي مجلسا ...قال بعد أن وضع يمناه على راسي امتنانا :
شكرا يابني اراحتك حياتك بما فيه الكفاية ..
ظل بصري مركزا على جسده الذي كان يرتجف ، وحيث اني احترمت خصوصيته فما احببت ان أكلمه
بعد فترة وقد سكن قليلا رفع بصره الي وكانه يراني اللحظة ، قال:
هل حدث يوما ان ودعت انسانا وانت تعلم انك تراه لآخر مرة ؟
قلت : و لماذا تتوهم انك لن تراها مرة اخرى؟
تنهد بحرقة .. صمت قليلا ثم قال : هي بنتي الوحيدة بين ذكرين وكلانا يسكن بعيدا عن الآخر
أمامها تحديات كبيرة ،فهي تحمل مسؤولية فوق طاقتها
ولن تستطيع السفر الي او رؤيتي الا اذا أتت لجنازتي
قلت وقد احسست غربته وخوفه :
ستراها مرات ومرات بما فيه الكفاية خلال عمر طويل انشاء الله : اتمنى لك الصحة والعافية بما فيه الكفاية
تبسم ضاحكا وقد أدرك ان العبارة قد اثارتني ثم تنهد وكأنه يزفر ايامه الخوالي
وقال: هو تعبير قديم حفظته عن والدي يوم كانت حياتنا بسيطة قانعين بما قل مما كنا نملكه .. كان ابي لا يتوقف عن ترديد هذه العبارات :
اتمنى ان أكون حققت لكم من السعادة مافيه الكفاية
اتمنى لكم فكرا واضحا لتفهموا حياتكم ومتطلباتها
حتى تتغلبوا على ايامها الرديئة بما فيه الكفاية
اتمنى لكم السعادة لتحافظوا على روح القناعة قيد حياتكم بما فيه الكفاية
اتمنى لكم كسبا لتلبية حاجياتكم بما فيه الكفاية في قناعة تمنعكم من التطلع لما في يد غيركم
أتمنى لكم صبرا وسعة صدر لتربوا ابناءكم كما تربيتم
بما فيه الكفاية
واتمنى لكم وداعا لتتمكنوا به من صنع وداع الى آخر اللحظات النهائية بما فيه الكفاية
غلبته حشرجة البكاء فبدأ يجهش كطفل صغير .. تنهد وهو يرفع صوته متشهدا : لا اله الا الله محمد رسول الله .. اللهم لبيك ،ثم مال برأسه على جانب المقعد .. لا ادري ان كان قد غفى او فارق الحياة
يقولون : يلزمك دقيقة لتكتشف فيها شخصا مميزا تقدره ،ويلزمك يوم لتحبه وتحترمه ،ويلزمك عمر لتنسى مثل هذا الانسان
وهيهات ان تنساه
محمد سعد

قلم لاينكسر
02-24-2014, 02:18 AM
سلم هذا القلم .. دمت مميزاً اخي محمد

شكراً

الشفق
02-24-2014, 09:26 AM
ويظل حضن الابوين
هو ذلك الملجأ الدافيء للابناء
ويبقى فلذات الاكباد هم تلك السعاده
التي تسر الوالدين ..

شكرا لك اخي ×محمد سعد×
على ما اسريت به نواظرنا
فرح خالطه لهفه وكانت رحلتي بين احرفك
هنا مفرحه ..

دام لنا حضورك الجميل
تقييمي ومودتي
،
الشفق

محمد سعد.
02-24-2014, 01:38 PM
سلم هذا القلم .. دمت مميزاً اخي محمد

شكراً

وبوركت طفلا من كبير الشخصيات
صدق من قال : الطفل ابو الرجل
بك اعتز

محمد سعد.
02-24-2014, 01:51 PM
ويظل حضن الابوين
هو ذلك الملجأ الدافيء للابناء
ويبقى فلذات الاكباد هم تلك السعاده
التي تسر الوالدين ..

شكرا لك اخي ×محمد سعد×
على ما اسريت به نواظرنا
فرح خالطه لهفه وكانت رحلتي بين احرفك
هنا مفرحه ..

دام لنا حضورك الجميل
تقييمي ومودتي
،
الشفق

عزيزي
لو اني مسحت الارض بعيوني فلن ابلغ تضحية والدتي من اجلي
حين اصابتني نكبة حياة في فقدان زوجتي بعد سنة ونصف من زواج
انشللت وفقدت النطق كلية
ما وجدت غير امي تنازلت عن وظيفتها الجامعية وسمحت في والدي طريح الفراش
ثم شرعت تطوف بي البلدان ما بين كندا وفرنسا الى ان استعدت عافيتي بعد سنة من معاناة
ورغم هذا حين توفي ابي احسست اني صرت غريبا واني فقدت الصديق قبل الاب
وفقدت رجلا منه تعلمت حياتي وعنه أحذت معارفي ونظرتي للحياة
حين اسال عن عمري يكون ردي : سنتان
فيهما نلت شهادتي العليا وفهيما توظفت وتزوجت وانجبت وتيتمت من ابي وتغير مسار حياتي
ربما عوضني الله في حياتي التجارية ولكن الى اليوم ما ابترد حنين الى الاب وما وجدت من تعوض
عبقرية زوجتي تفهمني من نظرة وتبادر الى ارضائي
لي العزاء في والدتي وبنتي
كل الودل ك