غربة الاسﻻم
05-23-2014, 01:31 PM
قصة عجيبة
ذكر ابن قدامة المقدسي في التوابين عن عبد الواحد بن زيد قال :
كنا في سفينة فألقتنا الريح إلى جزيرة فنزلنا فإذا فيها رجل يعبد صنما , فأقبلنا إليه وقلنا له :
يا رجل من تعبد ؟
فأشار إلى صنم .
فقلنا : معنا في السفينة من يصنع مثل هذا ، فليس هذا إله يعبد .
قال : أنتم من تعبدون ؟
قلنا : نعبد الله .
قال : و ما الله ؟
قلنا: الذي في السماء عرشه و في اﻷرض سلطانه و في اﻷحياء و اﻷموات قضاؤه .
قال: و كيف علمتم به؟
قلنا: وجّه إلينا هذا الملك العظيم الخالق الجليل رسوﻻً كريما فأخبرنا بذلك .
قال: فما فعل الرسول ؟
قلنا: أدّى الرسالة ثم قبضه الله إليه.
قال: فما ترك عندكم عﻼمة؟
قلنا: بلى .
قال: ما ترك ؟
قلنا: ترك عندنا كتاباً من الملك .
قال: أروني كتاب الملك فينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا . فأتيناه بالمصحف , فقال : ما أعرف هذا .
فقرأنا عليه سورة من القرآن فلم نَزَلْ نقرأ و هو يبكي ونقرأ وهو يبكي حتى ختمنا السورة.
فقال ينبغي لصاحب هذا الكﻼم أﻻ يُعصى ثم أسلم وعلمناه شرائع اﻹسﻼم وسوراً من القرآن و أخذناه معنا في السفينة ,
فلما سرنا و أظلم علينا الليل و أخذنا مضاجعنا ،
قال : يا قوم هذا اﻹله الذي دللتموني عليه إذا أظلم الليل
هل ينام ؟
قلنا : ﻻ يا عبد الله هو حي قيوم عظيم ﻻ ينام .
فقال : بئس العبيد أنتم تنامون و موﻻكم ﻻ ينام ؟!
ثم أخذ في التعبد و تركنا .
فلما وصلنا بلدنا قلت ﻷصحابي :
هذا قريب عهد باﻹسﻼم و غريب في البلد فجمعنا له دراهم و أعطيناه إياها ,
قال : ما هذا ؟
فقلنا : تنفقها في حوائجك .
قال : ﻻ إله إﻻ الله , أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه و لم يضيعني أفيضيعني و أنا أعرفه ؟!
ثم مضى يتكسب لنفسه ، وكان من بعدها من كبار الصالحين إلى أن مات.
[التوابين ﻻبن قدامة : 179
،
ذكر ابن قدامة المقدسي في التوابين عن عبد الواحد بن زيد قال :
كنا في سفينة فألقتنا الريح إلى جزيرة فنزلنا فإذا فيها رجل يعبد صنما , فأقبلنا إليه وقلنا له :
يا رجل من تعبد ؟
فأشار إلى صنم .
فقلنا : معنا في السفينة من يصنع مثل هذا ، فليس هذا إله يعبد .
قال : أنتم من تعبدون ؟
قلنا : نعبد الله .
قال : و ما الله ؟
قلنا: الذي في السماء عرشه و في اﻷرض سلطانه و في اﻷحياء و اﻷموات قضاؤه .
قال: و كيف علمتم به؟
قلنا: وجّه إلينا هذا الملك العظيم الخالق الجليل رسوﻻً كريما فأخبرنا بذلك .
قال: فما فعل الرسول ؟
قلنا: أدّى الرسالة ثم قبضه الله إليه.
قال: فما ترك عندكم عﻼمة؟
قلنا: بلى .
قال: ما ترك ؟
قلنا: ترك عندنا كتاباً من الملك .
قال: أروني كتاب الملك فينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا . فأتيناه بالمصحف , فقال : ما أعرف هذا .
فقرأنا عليه سورة من القرآن فلم نَزَلْ نقرأ و هو يبكي ونقرأ وهو يبكي حتى ختمنا السورة.
فقال ينبغي لصاحب هذا الكﻼم أﻻ يُعصى ثم أسلم وعلمناه شرائع اﻹسﻼم وسوراً من القرآن و أخذناه معنا في السفينة ,
فلما سرنا و أظلم علينا الليل و أخذنا مضاجعنا ،
قال : يا قوم هذا اﻹله الذي دللتموني عليه إذا أظلم الليل
هل ينام ؟
قلنا : ﻻ يا عبد الله هو حي قيوم عظيم ﻻ ينام .
فقال : بئس العبيد أنتم تنامون و موﻻكم ﻻ ينام ؟!
ثم أخذ في التعبد و تركنا .
فلما وصلنا بلدنا قلت ﻷصحابي :
هذا قريب عهد باﻹسﻼم و غريب في البلد فجمعنا له دراهم و أعطيناه إياها ,
قال : ما هذا ؟
فقلنا : تنفقها في حوائجك .
قال : ﻻ إله إﻻ الله , أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه و لم يضيعني أفيضيعني و أنا أعرفه ؟!
ثم مضى يتكسب لنفسه ، وكان من بعدها من كبار الصالحين إلى أن مات.
[التوابين ﻻبن قدامة : 179
،