المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قسوة الغربة وفرحة اللقاء قصة حقيقية بقلمي .


سهم المحبه
10-02-2015, 02:50 AM
قسوة الغربة وفرحة اللقاء

قصة حقيقية وأعرف جميع افرادها

لا شك ان للغربة قسوة بالغة لا يعرفها إلا من عاناها والله المستعان ...
في قصتنا هذه التي ارويها وقد شاهدت بطلها الرئيسي والذي عانا من الغربة بعيدا عن وطنه
ولم يراه من الاساس منذو مولده ولا يعرف عنه سوى أسمه وقد شغله هذا الموطن منذو
كان صغيرا أذ يسمع من أمه معلومات بسيطة قد لا تفي بشي ..
حتى قرر أن يجازف ويخاطر بنفسه لمعرفة كل ما يمكن معرفته عن وطنه وأقاربه وأهله
وعرقه وأصله الذي كان حلما يراوده لسنين طويله مضت ..

لندخل في تفاصيل هذه القصة .. في حوالي التسعينات الهجرية وفي مدينة جده
أتى شاب أسود البشرة لا يتكلم العربية بطلاقة لدى قهوة وكانت المقاهي ايام زمان
داخل البلد ... المهم هذا الشاب أتى الى مقهى وقال لصاحبه ما تعرف أي واحد من القبيلة الفلانية
تدلني عليه .. فقال له القهوجي ليه وش تبي فيه فقال له لي حاجة وودي بأي واحد من تلك القبيلة
فقال له ما اعرف احد وانا غريب في هذه البلاد أعمل ولي بلد ودولة ثانية ولست سعوديا فقال له
المهم تدلني اذا سمحت ؟ فقال له اجلس واذا أتى احد من زبائننا تسأله أحسن فأهل البلد هم أبخص
ويعرفوا أكثر مني .. فجلس في مكان من ذلك المقهى ينتظر أن يأتي احد من الناس يمكن ان يعرف
عما يسأل هذا الشاب ... وطال الوقت وبدأ يمل الجلوس .. فاذا بذلك الرجل من ذوي البشرة السوداء
يدخل المقهى ويطلب شاي ويجلس في مكان قريب من ذلك الشاب .. فأشار له صاحب المقهى يعني
أسئل هذا الرجل فربما يقدر يدلك ...

*****

تقدم ذلك الشاب من الرجل الذي أتي حديثا وقال له السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فقال له
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد أن رد عليه السلام قال له هل تسمح أن أسألك سؤال
أن سمحت .. فقال له تفضل واجلس وأسأل عما تريد .. فجلس على كرسي مقابل له وقال أنا من الحبشة
وهذا جواز سفري أتيت للعمرة وما أتي بي أصلا هو البحث عن اسرتي التي أنتمي إليها وانا في الاصل
سعودي هاجر والدي في القديم جدا واستقر في الحبشة وطال به المقام هناك وتزوج والدتي من الحبشة
ولم يستطيع العودة الى هذه البلاد الطيبة وقد وافته المنية واسمه كذا وكذا وهذا حفيظة نفوسه وهذه شهادة
ميلادي ومسجل فيها رقم حفيظة نفوس والدي واني ابنه وأنتمي إليه .. فأصاب ذلك الرجل الدهشة وقد بدأ
عليه الضيق الشديد بسبب ما سمع من قصة ذلك الشاب .. ولكنه تصبر . وقال وبعد يا أخي .. فقال الشاب
هذه قصتي وهذا حلمي أن أجد من يدلني حتى أجد أسرتي وأقاربي ومن أنتمي إليهم ..

*****

صمت الرجل وقتا ليس بالقصير وبدأ عرقه يتصبب وبدأ عليه دهشة كبيرة وهم كثير ولكنه لم يتفوه بكلمة
حتى بدأ الشاب ينظر إليه حينا وينظر الى صاحب المقهى حينا أخر وينظر شمالا ويمينا والسبب صمت ذلك
الرجل الغير متوقع وما بدأ عليه من الهم والدهشة والضيق . وبعد مدة تقارب العشرين دقيقة أو أكثر شوي
نظر إليه وقال له أنتظرني لبعض الوقت فأنا موظف وأعمل قريبا من هذا المكان ويلزم أن اذهب الى مقر عملي
وأستأذن منهم للانصراف وسوف أعود إليك وصطحبك الى بيت أعرف اصحابه وهم قد يعرفون من تسأل عنهم
فلا تذهب من مكانك حتى أعود ولن أتأخر .. فقال له الشاب طيب لن أتحرك من هنا أبدا وبدأ يأمل آمالا كثيرة
ويحلم بمن يدله على ما يريد . ذهب ذلك الرجل .. ولم يمكث طويلا وعاد وقال للشاب هيا تفضل معي ..
سار الشاب مع ذلك الرجل وهو لا يعلم الى أين يسير ولا الى أين سيصل .. فالمجهول ما زال أمامه وربما الطريق
طويل وقد تحدث مفاجأة لم تكن متوقعة وكل هذه الحسابات خطرت في نفس الشاب وقلبه يتقطع من الحيرة والضياع
اما الرجل فقد كان يتنفس بصعوبة وعرقه ما زال يتصبب ونظره لا يكاد يستقر في مكان محدد وكأنه هو من يحمل
هم ذلك الشاب ولا يعرف السبب الى الان ..

*****

وصل الرجل الى حي من الاحياء في مدينة جده .. وأوقف سيارته ونزل وقال للشباب تفضل أنزل فقد وصلنا الى المكان
المراد الوصول إليه .. فنزل الشاب وهو تائه لا يكاد يستقر على الارض فقد خاطرته آمال وأمنيات كثيرة ولكن كونه لم
يتضح شي الى الان فلا يوجد شي محقق .. المهم أظهر الرجل مفاتيح من جيبه وفتح باب البيت الذي وقف بجانبه ودخل
وقال للشاب تفضل بالدخول ولا تخف وأن شاء الله أقدر اساعدك .. فأطمئن الشاب بعض الشي ودخل معه . أدخله الرجل
الى المجلس كما هو الحال عندما يكون الزائر من غير المحارم . وقال له انتظر دقائق سوف أعود إليك ..
ذهب الرجل الى داخل البيت وبقي الشاب في المجلس وهو تائه أيضا ماذا سيحدث وماذا هناك فالرجل غامض كل الغموض
ولعلي اشير هنا بأن هناك مفاجأة لا تخطر على بال أحد وقد حدثت بالصدفة مع ذلك الشاب وذلك الرجل والله المستعان
تأخر الرجل في العودة الى ضيفه الغريب .. وبدأ يمل الشاب من البقاء لوحده ...هو لا يعلم ماذا سيحدث أو ماذا في علم
الغيب .. المهم عاد الرجل وجلس وهو منهك القوى وكأنه كان يحمل حملا ثقيلا على عاتقه ولم يضعه إلا بعد وقت
وجهد كبير مما سبب له التعب الكثير .. قال الرجل لذلك الشاب هناك إمرآة ستأتي وهي والدتي وتعرف ناس من الناس
الذين تسأل عنهم فأرغب أن تقص عليها القصة من بدايتها وكامل الاحداث التي ذكرت لي بعضا منها حتى تستوعب
المرآة ما قلت وبعدها يسير خير .. فقال الشاب ... حاضر ..

*****

بدأ الشاب يقص قصته من بداية خروج والده من البلاد الى أن أتى وبدأ يسأل عن المعلومات التي توصله
الى أهله واقاربه والوصول الى حلمه الكبير الذي كان يراوده منذو بدأ يفهم وعرف انه ليس حبشيا بل سعوديا
وأن له الحق في أن يحصل على وثيقة مثله مثل أي سعودي والتعرف على أهله واصله وأقاربه ويحق له ان
يعيش في بلاده التي لم يولد فيها ولا يعرفها إلا بما يقال له ..
كاد الشاب أن ينهي قصته ولكنه توقف بسبب بكاء تلك المرآه ونشجيها الذي بدأ يرتفع شيئا فشيئا حتى أصبح
واضحا وضوحا كبيرا .. بل وبدأت تفقد السيطرة على نفسها .. فأقترب منها ولدها وأسندها الى صدره وكشف
عن وجهها وأنفجرت المفاجأة على لسانه قائلا ...
هذه عمتك أخت أبيك وانت في دارك وفي وسط أهلك الان فأهلا بك فصعق الشاب من هول المفاجأة وبدأ
بالمشاركة بالبكاء فأمسك بيدي عمته وقبلها وقبل رأسها وقدميها وهو يجهش بالبكاء غير مصدق ما حدث وبقي
كذلك هو وعمته وقتا ليس بالقصير .. فأمسك الرجل بأمه وقام بتهديئتها وتهديئة ذلك الشاب ايضا ..
وعند المساء اجتمع جميع الاقارب والاهل في ذلك البيت ليتعرفوا على ذلك الشاب ويسألونه عن أمور كثير
وكان يجيب قدر استطاعته عما يسألون عنه ..
توالت الافراح بقدومه فلم يكن متوقعا مجيئه فقد أنقطعت اخبار والده منذو سنين طويله وأعتبر في عداد
المفقودين .. فالامر كان صعبا ان يجد معارفه وأهله بتلك السرعة والتي لعبت المصادفة دورا
كبيرا وكانت صدفة محضة .. وبعد أن أستقر أمره تقدم بالوثائق التي معه الى مشايخ القبيلة والجهات
المعنية بطلب للحصول على الجنسية السعودية . وبعد مدة حصل على الجنسية السعودية وأستقر مقامه
بين أهله واحبابه وأقاربه .. عاد الى بلاده التي ولد فيها الحبشة ووالدته .. وقضى بعض الوقت هناك
ثم عاد الى السعودية ليستقر فيها بشكل دائم وطلب والدته زياره ثم المقام معه بشكل دائم على جنسيتها
الحبشية تحت كفالته لها ووهو ولدها السعودي بعد الحصول على الجنسية التي يحملها والده في الاصل
بموجب الوثائق المتوفرة ...

أحبتي هذا ما في هذه القصة وانني أعرف هذه الاسرة أصحاب هذه القصة بالاسم فردا فردا
وهم من المنطقة الجنوبية ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

محبكم ..

أبو احمـــ سهم المحبه ـــــــه

الشفق
10-02-2015, 03:03 AM
انسجمت مع القصه
مالم انسجمه مع اي قصص اخرى
لا سيما انها كانت حقيقيه ..

شيخ شفق

لايفيك الشكر مهما بلغ
حفظك المولى وادام عليك الصحه والعافيه
وننتظر القادم..

تقييمي والتميز
ومودتي
،
الشفق

البلقاوي
10-02-2015, 07:14 AM
بارك الله بكم على الطرح الجميل اخي سهم المحبة

قصة روعه

وسلم الله يدكم ولسانكم

فلق
10-03-2015, 03:24 PM
http://dc20.arabsh.com/uploads/image/2015/10/03/0c3e424e60fb06.png

سهم المحبه
10-04-2015, 12:08 AM
اشكرك الشفق الاطلاع والاطراء الكريم
وتسلم على التقييم والتميز بارك الله فيك
ونأمل ان تكون هذه القصة مفيده ويؤخذ منها العبرة والعضة

نسأل الله أن ينفع بها .

سهم المحبه
10-05-2015, 11:36 PM
الروعة حضورك اخي الكريم ابو احمد {البلقاوي}
تسلم بارك الله فيك واشكرك على المرور العطر

سهم المحبه
10-05-2015, 11:37 PM
حضور رائع وجميل اخي الكريم فلق
تسلم بارك الله فيك وأهلا بك دائما

الصح
02-26-2016, 07:29 PM
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ان لا تلاقيا

قصة جميلة و سرد اجمل

تقديري اخي سهم المحبة