المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـات الأب فـمـات الأمـان .. ومـاتـت الأم فـمـات الـحـنـان


صدى الملاعب
12-04-2015, 02:37 AM
الحمد لله فرض بر الوالدين .. سبحانه أوجبهما على الثقلين
وجعل فطام الطفل في عامين ، ثم هداه النجدين
والصلاة والسلام على الهادي الأمين
محمد بن عبدالله وعلى آله وصحابته أجمعين


ثم أما بعد ...



مـات الأب فـمـات الأمـان .. ومـاتـت الأم فـمـات الـحـنـان

أبي أمي .. كلمتان رائعتان جميلتان مطمئنتان
أبي أمي .. الأولى كلها أمان ، والثانية بئر الحنان
أبي أمي .. هما لنا في الدنيا رحمة وفي الأخرة جنتان

معشر أهل الصفوة الكرام ...

إن الأب صاحب القلب الكبير .. صاحب الوجه النضير
ذالكم الأب ذا تاج الزمان ..... ذا صدر الحنان
إنه أبي وأبيك ، إنه الحبيب الغالي والقدوة المثالي
هو للقلوب أمير .. وبوسام الحب جدير
إنه صاحب القلب الذي لا يغفوا
إلا بعدما تغفوا جميع القلوب

أخوتاه ... تالله لا أدري ماذا أقول لكم
ولا ما أكتب لحضراتكم ... ولكني
أقتبس واعد من هنا وهناك لرهبة
في قلبي أفزعتني نعم أفزعتني
{ ماذا لو مات الأب }

قبل .. تعرف ثيمة الملح عندما نفقده .. وقيمة الأب عندما يموت

بكيت حتى تفقد العين ماءها ..... وحتى يكاد الجفن أن يزرف الدما

حبست الأنفاس .. وأجمت العبرات .. واستكن الفؤاد .. وحار الفكر
لمرأى ذلك الجسد المتهالك ، كاني به وغشاء الحزن يكسوه
لم أكد أميز عيناه !! فقد واراها سيل العبرات الفائض
آلمني نحيبه المتعال حتى أحسست به يلامس مشاعري
وكأنه يشكو أمرًا مهولاً قد أصابه دنوت منه
متسائلاً ... ما الخطب ؟!! وما الذي
نزل بك فجعلم من زمرة من
أهلكته الهموم

ألقى إلى نظرة بؤس وشقاء .. وأخذ يتمتم بحروف متفرقة
أدركت منها كلمة ( أبي ) !! ثم عاد إلى نشيجه وبكائه
أدخلت اناملي بين شعيرات رأسه كما يفعل من يلقى
اليتيم ... ثم سألته بصوت رخو ـ عله يستجيب
لسؤالي ـ ما دهاه أباك ؟؟؟ قـال مــات
قلت : إذا مات الأمان ، مات الأمان

نعم أخي ... الأب أمان ، لقلوب أهله لجدران بيته

تخيل معي أخي أباك الآن ماذا يمثل لك
تخيل صدى صوته بين جدران بيتك الآن ماذا تشعر
بهذا الصدى عند سماعه ، فمهما كان الأب شديد وقاسي
إلا انه مبعث للأمان في حياتك كبير كنت او صغير ، رجل او إمرأة

ماذا لو إستيقظت من نومك يومًا ولم تعد تسمع هذا الصدى
ولم تعد ترى ملامحه لا تسمع صوته وهمسه ولا نصائحه وخوفه عليك
ماذا لو مات أباك الآن الآن ؟؟؟!!

وأنت نعم أنت .. تذكر معي أباك الذي مات
كيف كنت تعيش في كنفه ، كيف كان لك
كيف كان حنوه عليك

وأنتِ أختاه هل تذكرين والدكِ وكيف كان يعاملك
كيف كان يخاف عليك ، اتذكرين اخر كلام له معكِ
أتذكرين وانت صغيرة كيف كان يداعبكِ وما هي أول
لعبة اتى بها لكِ ، اتذكرين وقت سهركم ولعبه بشعركِ

هذا هو أبوك الذي مات ... نعم مات
حقيقة مرة على القلب ولكنها قضاء من الرب
فنحن نرضى بقضاءه سبحانه ... غير قبضة قلبنا
لشوق فيه إلى أنفاس أبينا شوق إلى الأمن الذي كان
يملأ البيت بوجوده ، وكلامه الذي كان يريح من انفسنا

إن فقدان الأب أيها الأخوة فقدان للأمان الذي يحتاجه كل أنسان
فليس شهور اليتم للصغار دون الكبار لا وربي فإن الكبير يشعر بيتمه أيضًا
فبوجود الأب سد لكثير من الإحتياجات التي يريدها المرء وبوجوده تربية للأبناء
وإن لم يتحرك ، بوجوده تامن الأم ويُتربى الولد والبنت وغالبًا ما يُحترم هذا البيت

إن من يظن نفسه انه قوي في أيامه ... عمله .. شهرته .. مكانته ... غناه .. علمه
فهو أضعف ممن يتصور امام فاجعة الموت ، إنها اللحظة الوحيدة التي لا يصمد عندها
الإنسان ، فسرعان ما ترتجف يداه ، وتدمع عيناه ، وتزرق شفتاه ، ويرحل عنك
من كان ونيسًا في الحياة ... ولكن

الأب لم يكن ونيسًا فحسب ... بل كان كل شيء فهو الحجاب بالنسبة لنا
هو الدفئ في شتائنا ، هو النسمة في ليالينا ونهارنا

عند لحظة الموت سيتيقن كل منا انه ضعيف أمام غد مجهول ينتظرنا
كي يطير بنا بعيدًا عن عالم الإنس والدنيا وما فيها

تعلمون جميعًا مدى عمق الفاجعة عندما نفقد شخصًاذا بصمة
مؤثرة في حياتنا .. فما بالكم إن كان هذا الشخص هو الأب

شكت إحداهن يومًا ظلم وقع عليها وقالت كلمة قسمت ظهري
وهي في الأربعين من عمرها ولها زوج وعدد من الولاد
تقول وبدى على صوتها البكاء ( أنا يتيمه )
كانت كلمة عفوية لا مسكنة منها
ولا طلب شفقة

والله إخوتاه لا يشعر بمرارة اليتم إلا اليتيم

عيوني بالدموع تمتلئان .. ويداي ترتجفان .. قلبي ونفسي متألمتان
بما أودعك ؟؟ أبالدموع اودعك وأبقى على أمل ان ألقاك ؟!
أبالأمل اودعك وأبقى أعيش على وهم بان الله سيحيك ؟؟

أخوتاه ... اطال الله تعالى في عمر أبي وأبيكم
إن الدين لا يفرق بين بر الأب وبر الأم
بل أمر ببرهما مًعا ، ولكننا وللأسف
نجد كثير منا يتجاهل بر والده
ويغفل عن قيمته النادرة

لذا ... فكر من جديد تجاه والدك ومعاملتك له
فكر من جديد وخذ قرار صائب أكيد
فوالدك قيمة بين يديك وجنة
سهل امام عينيك فلا
تضيعها فتضيع

وانت يا من مات أبوه صبرًا جميلاً
وصبرًا على صبر ، وبره في قبره
وسامحه من قلبك ، تفز بموعود ربك


حكمتك ربي ولا أعتراض ، فكلي إيمان بعظمتك وحلمك
حييتنا من تراب وإليك نحن عائدون
نعمة الصبر والسلوان ألهمتنا
يا ربي ووهبتنا

اللهم صبر كل مصاب في مصيبته
وارزقه السلوان يا رب

( ودتث ان اكتب عن الأم ولكن المقام طال )

لـحـظـة : { نحن نستدين من غدنا .. لنسدد دين امسنا }


جزاكم الله تعالى خير الجزاء
هذا ، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .... نسألكم الدعاء


هاهو قلمي توقف عجزاً عن تسطير مكنون الفؤاد ... لقد أثرت هذه الكلمات في النفس ... فكم هو مؤلم هذا الفقد الذي يفجع القلب ..ويجعله يتجرع غصص تظل عميقة ومؤلمة كلما لاحت أطياف تلك اللحظات التي أحتوته بل حب وحنان مزجت برأفة تحيطه .. هكذا هو فقد الأبوبين تظل ناره تشتعل كلما مثلت صوريتهما أمام الناظرَين

سهم المحبه
12-04-2015, 11:43 PM
الرائع دائما صدى الملاعب . هنا كنت صدى القلوب بارك الله فيك
موضوع جميل ورائع جدا .. تسلم بارك الله فيك وجزاك الله خير

هلاليه
12-05-2015, 10:15 PM
الله يحفظ للجميع والديهم
مشكور صدى الملاعب موضوعك رائع بصدق