ابو عبدالله القرني
04-10-2016, 10:38 AM
عندمَا تَتَــــــشَاكَــى جَـــوَانِحُنا..!!
الإنسانُ منا لا يَعْدُو أن يكونَ في النهايةِ قبضَـــةً من طين الأرض ونفحـــةً روج...
صـــحيحٌ أن معدِنَه الترابيَّ يجذبُه كثيراً إلى ثُقْلــةِ الأرض إلاَّ أنَّ رِقَّـــتَه الروحيةَ هي مَنْ تصنع منه البشَرَ الذي يستعذبُ مذاقَ الحـياة فيتفاعلُ الغـــيْرُ معــه بالتأثر والتأثير،ولعلَّ هذا هو المعنى المباشر الذي عَنَاه الشاعرُ الحكيمُ بقوله:
أقْبِلْ على النفس واستكمِلْ فضائلَها
فأنتَ بالروح لا بالجسم إنسانُ..
وشفافيَةُ الروح فينا هي التي تجعلنا ننتفضُ وَجْداً ورِقَّةً إذا أحْبَبْنَا بشَغَفٍ أو تألَّمْـــنَا بحُرْقَةٍ أوحَلُمْنا بلهفةٍ أو ناجَـيْنا بِلَوْعَةٍ،لــــتبدأَ جـوانحُنا-التي بيْنَ جنْبَيْنا-في لحْـــــن شدْو الشجـــن وعَزْفِ تراتــــــــــــيل الآهــــــــــــا..!!
يبدأ الخافِقُ المعَذَّبُ-كما وَصَفَ شوقي رحمه الله-يتسرَّبُ في الدمــوع التهاباً،ويصفقُ في الصدر نبضاً حتى يكادُ يقفز وثْباً..!!
تَـسَرَّبَ في الدمــوع فقلتُ؛وَلَّــى
وصفَّـقَ في الضلوع فقلتُ؛ثَــابَــا..!!
ويبدأ طَرْفُ العيْن،يُضَـرِّسُهُ التسهيدُ والأرَقُ،ويُغرقُه يَـــمُّ العَبَرات التي تنصهرُ فيها حنايَا النفْسِ الوالهةِ،على نحْو ما قال الشاعرُ المُـعَنَّى:
وليْسَ الذي يجري في العَيْن ماؤُها
ولكنها نَفْسٌ تذوبُ وتَقْطُــرُ..!!
وتبدأ الكَــــــــــــــبِدُ القريحةُ تتنزَّى بما اكتَوَتْ من لَفْح الجَـوَى الذي سَفَحَتْهُ الأشواق..!
ماذا لو تصَــوَّرْنَا جَـــدَلاً أنّ جوانِحَنا الثلاثةَ التي تجَـرِّعُنا-في محراب أشواقنا-الصَّابَ والعَلْقمَ..ماذا لو تصوَّرْنا أنَّ الأنينَ فاضَ بها،فما فتِئَتْ تنطلقُ تتشَاكَــــــــى في ما بيْنَها،عَــــلَّ واحداً منها يُنَاطُ الوزْرُ كُلُّــــهُ بعُـنُـــقِه..؟؟!!!
إنَّ شاعراً رقيقاً تَصَــــوَّرَ ذلكَ،فإذا به ينقلُ لنا ذلكَ التشاكي البديع،في مقطوفةٍ شعريةٍ لا تخلو من لَطَافَةٍ وَ رقَّةٍ وعذوبَةٍ وصَنْعَةٍ بلاغيــةٍ...
اســــــــــــــــتمعوا أحبَّــــــــــتـي:
يقولُ قلبي لِطَرْفي إذا بَكَـى جَزَعَا:
اتبْكِي،وأنتَ الذي حَمَّلْتني الوَجَعَا..؟؟!!
فقالَ طرْفي له فيما يُـــــــــــعَاتِبُه
يأ أنتَ حَمَّلْتَنِي الآمَالَ والطَّمَعَا..!!
حتى إذا ما خَـــــــــلاَ كُـــــــلٌّ بصاحــبِه
كلاهُــــما بِطُولِ السُّقْمِ قد قَنَعَا
نادَتْهُمَا كَــبِــــــــدِي:لاَ تَتْعَبَا فـلَقَــــــدْ
قَطَّعْتٍُم َاني بــــما لاَقِــيتُمَا قِطَعَا..!!
الإنسانُ منا لا يَعْدُو أن يكونَ في النهايةِ قبضَـــةً من طين الأرض ونفحـــةً روج...
صـــحيحٌ أن معدِنَه الترابيَّ يجذبُه كثيراً إلى ثُقْلــةِ الأرض إلاَّ أنَّ رِقَّـــتَه الروحيةَ هي مَنْ تصنع منه البشَرَ الذي يستعذبُ مذاقَ الحـياة فيتفاعلُ الغـــيْرُ معــه بالتأثر والتأثير،ولعلَّ هذا هو المعنى المباشر الذي عَنَاه الشاعرُ الحكيمُ بقوله:
أقْبِلْ على النفس واستكمِلْ فضائلَها
فأنتَ بالروح لا بالجسم إنسانُ..
وشفافيَةُ الروح فينا هي التي تجعلنا ننتفضُ وَجْداً ورِقَّةً إذا أحْبَبْنَا بشَغَفٍ أو تألَّمْـــنَا بحُرْقَةٍ أوحَلُمْنا بلهفةٍ أو ناجَـيْنا بِلَوْعَةٍ،لــــتبدأَ جـوانحُنا-التي بيْنَ جنْبَيْنا-في لحْـــــن شدْو الشجـــن وعَزْفِ تراتــــــــــــيل الآهــــــــــــا..!!
يبدأ الخافِقُ المعَذَّبُ-كما وَصَفَ شوقي رحمه الله-يتسرَّبُ في الدمــوع التهاباً،ويصفقُ في الصدر نبضاً حتى يكادُ يقفز وثْباً..!!
تَـسَرَّبَ في الدمــوع فقلتُ؛وَلَّــى
وصفَّـقَ في الضلوع فقلتُ؛ثَــابَــا..!!
ويبدأ طَرْفُ العيْن،يُضَـرِّسُهُ التسهيدُ والأرَقُ،ويُغرقُه يَـــمُّ العَبَرات التي تنصهرُ فيها حنايَا النفْسِ الوالهةِ،على نحْو ما قال الشاعرُ المُـعَنَّى:
وليْسَ الذي يجري في العَيْن ماؤُها
ولكنها نَفْسٌ تذوبُ وتَقْطُــرُ..!!
وتبدأ الكَــــــــــــــبِدُ القريحةُ تتنزَّى بما اكتَوَتْ من لَفْح الجَـوَى الذي سَفَحَتْهُ الأشواق..!
ماذا لو تصَــوَّرْنَا جَـــدَلاً أنّ جوانِحَنا الثلاثةَ التي تجَـرِّعُنا-في محراب أشواقنا-الصَّابَ والعَلْقمَ..ماذا لو تصوَّرْنا أنَّ الأنينَ فاضَ بها،فما فتِئَتْ تنطلقُ تتشَاكَــــــــى في ما بيْنَها،عَــــلَّ واحداً منها يُنَاطُ الوزْرُ كُلُّــــهُ بعُـنُـــقِه..؟؟!!!
إنَّ شاعراً رقيقاً تَصَــــوَّرَ ذلكَ،فإذا به ينقلُ لنا ذلكَ التشاكي البديع،في مقطوفةٍ شعريةٍ لا تخلو من لَطَافَةٍ وَ رقَّةٍ وعذوبَةٍ وصَنْعَةٍ بلاغيــةٍ...
اســــــــــــــــتمعوا أحبَّــــــــــتـي:
يقولُ قلبي لِطَرْفي إذا بَكَـى جَزَعَا:
اتبْكِي،وأنتَ الذي حَمَّلْتني الوَجَعَا..؟؟!!
فقالَ طرْفي له فيما يُـــــــــــعَاتِبُه
يأ أنتَ حَمَّلْتَنِي الآمَالَ والطَّمَعَا..!!
حتى إذا ما خَـــــــــلاَ كُـــــــلٌّ بصاحــبِه
كلاهُــــما بِطُولِ السُّقْمِ قد قَنَعَا
نادَتْهُمَا كَــبِــــــــدِي:لاَ تَتْعَبَا فـلَقَــــــدْ
قَطَّعْتٍُم َاني بــــما لاَقِــيتُمَا قِطَعَا..!!