المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ريحة المرة ... قصة بقلمي مع أجمل التحايا


سهم المحبه
08-09-2017, 02:01 AM
{ ريحــــــــة المـــــــره }

جديدي قصة بقلمي ..

أخواني اخواتي وأحبتي الاعزاء
السلام عليكم ورحمة وبركاته ..

يسعدني أن أتواجد معكم بعد غياب وقد تعذروني لو
عرفتم السبب فهي الظروف نسأل الله أن يعافينا
وأياكم والمسلمين اجمعين ..
ويسعدني أن أقدم لكم هذا الجهد المتواضع وهي قصة
بقلمي مما يؤنس من قصص الماضي الجميل وهي ليست
حقيقية ولكن قد يكون حدث مثلها في الازمان البعيدة
نسأل الله العافية والسلامة للجميع ..

{ مـــقـــدمـــــة }

تدور احداث هذه القصة حول أسرة مكونة من زوج
وزوجة وولد أسمه ( سعييد ) وهو بطل قصتنا وقد عانا
شظف العيش ومرارة الحياة منذوا نعومة أطفاره ولم
يهنأ بالعيش الرغيد ولا الأمن والطمأنينة كأقرانه ومنهم
في مثل سنه .. نأمل أن تنال إعجابكم واستحسانكم
وتجدوا في مضامينها الفائدة المرجوة مع كل الامنيات
.........

الجزء الاول

كان سعييد يبلغ من العمر الرابعة او يزيد أشهر لسيت
كثيرة ومرض والده مرضا شديد ولم يكن هناك
مستشفيات في زمنهم إلا بعض المداواة الشعبية أو بعض
من يعرفون بعض الادوية العشبية أو ما شابهها وهم
قليل ولم يستفيد من الدواء وكانوا يسكنون قرية من
من القرى في جنوب المملكة بعيدة عن الحاضرة كثيرا
ولم يكن بالقرب منهم إلا بعض الاسواق الشعبية المتنقلة
حيث يكون السوق هنا يوما ويوما أخر في مكان أخر
وعلى هذا الحال .. عانا والد سعييد من المرض كثيرا
وتعب تعبا شديدا وبقي على هذا الحال عدة أشهر وهو
يعاني ولكن لم يطول به الحال أذ وافاه الأجل يرحمه الله
وحزن عليه أهل قريته كثيرا ولكن كان الحزن محدود
إلا في بيت هذه الاسرة أذ لم يبقى إلا سعييد وأمه
محسنه والتي كانت من أكثر الناس حزنا في تلك القرية
وولدها سعييد عندما قيل له أن أبوه مات بكى بكاء شديدا
وصايح ولكن كما هم الصغار ينسون بعد حين أما أمه
محسنه فقد بكت وناحت ولم تنم ليالي طويله حزا على
زوجها الذي كان رفيقا لها في حياتها وكانت من أسعد
الناس بجواره ومعه وفقدته وحست بفقده جدا فلم تكن
بعد وفاته مباشرة تنام ولم تكن تأكل إلا قليلا حتى أنها
كادت أن تلحق بزوجها من كثرة الحزن والألم وبعض
التقصير في المعيشة بسبب الحزن والألم الذي ألم بها
ولكنها بعد أشهر فكرت أن الحزن لن يعيد لها من فقدت
وفكرت في ولدها سعييد الذي هو نور قلبها وبهجتها
وسرورها الباقي .. فقالت الحي أبقى من الميت وترحمت على
زوجها بألم شديد وعاودت التفكير في ولدها الصغير
وقررت أن تحاول تسعده بشكل أو بأخر ولو أن فقد
والده كان صعبا جدا .. ولكن سعييد كان عندها غالي
جدا فهو البقية الباقية .. وكان لديها بعد وفاة زوجها
بعض الضأن وبعض الماعز وكانت تهتم بها لتستفيد
منها .. فكانت تسرح بها هي وولدها سعييد وكانت
تكلمه وتسايره وتلاعبه أحيانا ليأنس بها ولا يتأثر بفقد
والده وبقيت على هذا الحال مدة .. ففكرت بأن تذهب
لعم سعييد الذي يدعى علي وتطلب منه حصة
زوجها من الأرض الزراعية التي تخص زوجها لتقوم
بزراعتها والاستفادة من منتوجها .. ولكنها تفاجئت
بقوله الذي أصم أذنيها أن زوجها باع ما يخصه
فصرخت في وجهه قائله تكذب فلطمها لصرختها
وقال أسمعي يا محسنه لولا أنك زوجة أخي لطردتك
من القرية كلها وأخذت سعييد وخليته عندي ولكن كوني
حذره ولا تعودي .. وقام بإحضار شخصين وقال لها
هؤلاء الشهود على بيع زوجك قسمه مني .. ولا تعودي
لمثل هذه المطالبة أن بغيتي تعيشي أنتي وولدك بهدوء
في بيتكم ما أحد يتعرضكم أبدا وأن عدتي بالمطالبة مرة
أخرى تشوفي وش اسوي .. فخافت منه ولم تذكرله ذلك
الامر مرة أخرى خوفا منه فقد كان شديدا وصعب جدا
والله أعلم بما قال ولكن شك محسنه أم سعييد كان كبيرا
فيما قال ولم يذكر لها زوجها أبدا عما قال علي شقيق
زوجها بذلك البيع المزعوم فقالت الله ينتقم من الضالم
وسكتت .. أستمرت أم سعييد في سيرها تسرح بحلالها
هي وولدها سعييد وهي لا تفكر إلا في أسعاده وتعليمه
المثل والقيم التي كان عليها والده يرحمه الله وتحكي له
بعض القصص التي تدل على ذلك وتذكره بوالده بما
كان يفعل من الامور الطيبة والجميلة من باب أن يعلم
ما كان عليه والده من الطيبة والكرم .. حتى يأخذها
سعييد مثالا يحتذى له .. كانت تستفيد من حليب تلك
المواشي ولبنها وما ينتج عن ذلك من سمن فكانت تبيع
السمن في الاسواق القريبة وتشتري ما تحتاجه بثمن
السمن وكانت تبيع من المواشي البعض بين الفينـــــة
والاخرى خاصة قبل الاعياد مثل عيد الفطر وعيد
الاضحى لتمتار وتجلب لها ولولدها ما يحتاجون من
الملابس وما ينقص عليهم من المعيشة ... مرت السنين
سريعا وكبر سعييد أذ اصبح عمره في العاشرة وأصبح
هو الذي يسرح بتلك المواشي ويرعاها من الصباح الى
الليل فيعود الى أمه والتي كانت تعمل بعض الاعمال
الخصفية مثل القفاف والبسط وتشغل بعض الملابس
النسائية وتبيعها مقابل أثمان بسيطه ولكن كانت تسد
حاجتهم ولله الحمد ..
كانت أم سعييد سعيدة سعادة لا توصف عندما ترى
ولدها يسرح أمام عينها وتراه يعود مساء وهو يكبر
يوما بعد يوم وكانت تأتي له بكل ما يحب ويرغب
من جراء عملها وما تبيعه من الملابس والخصف
والسمن ولا يشتهي شي إلا وتأتي به حبا فيه وإكراما
له فهو يتيما وهي فاقده والحال هذا فكانت تشعر في
نفسها بحزنا مستمرا لا يتوقف ولكنها كانت تتجمل
بالصبر وتحاول إسعاد ولدها سعييد وهذا حالها ..
......
مرت السنون أيضا واصبح سعييد في الرابعة عشر
أو أكثر بقليل وكانت أمه ترعى حياته رعاية خاصة
فلا تغفل عنه أبدا في كل الاوقات وتوانسه في ليله
وكل وقت تجد فرصة لذلك وتحييه وتجمله وتقول أقوالا
جميلة مثل ارحب يا رجال ويا بطل والطيب وكانت
تقول له أنت راعي البيت ورجال البيت وأنت من بعد
والدك أصبح لك المكانة مكانة الرجال وهكذا ترفع من
شأنه وتقويه بهذه الالفاظ حتى يتعود على الفهم الطيب
والاقوال الحسنة والمقبولة وتعلمه كيف يسلم على من
يواجه من الرجال واذا انصرف كيف يستأذن منهم
واذا حضر مع جماعة يكون أقلهم كلاما واكثرهم سمعا
وكل ذلك تريده ان يتعلم كيف تكون حياته جميله وطيبة
وعلى هذا المنوال ...
لم يدوم لها الحال لتواصل تربية ولدها سعييد تربية
طيبة وكاملة بسبب مرض كان يتعاودها بين الوقت
والاخر ولكن في المرة الاخيرة كان هذا المرض شديدا
جعلها طريحة الفراش ..فكان سعييد حزينا بسبب مرض
أمه محسنه فكان لا يهدأ يذهب الصباح ويسرح مواشيه
ويعود الى أمه يصنع لها ما تفطر به ويسوي لها القهوة
ويقرب لها الماء وما تحتاجه فاذا قالت له أذهب لحلالك
يذهب ولكن يعود عند الظهر ويقوم بما تحتاجه وكانت
بعض نساء القرية يأتون إليها يعودونها ويأتون ببعض
ما تحتاج ولكن هيهات هيهات فقد أشتد المرض بها
وساءت حالتها حتى أن ولدها سعييد لم يعد يبتعد عنها
وبعض نساء القرية ايضا كنا يبقين عندها أكثر الاوقات
فكانت تفقد الوعي مرارا وتعود لها الحياة ...
وفي ليلة من الليالي سمعوا أهل القرية صياح سعييد
الكثير والكبير فأتوا إليه فوجدوا أمه محسنه قد توفاها
الله الى رحمته .. يرحمها الله .. فأمسكوا سعييد وأبعدوه
عنها بعض الوقت ؟؟ .. ولكن لم يسكت حتى الصباح
فأتى عمه علي وأمسكه وحاول أن يهديه ويسليه بعض
الشي ولكن هيهات هيهات أن يسلى سعييد عن من كانت
له الدفء والحياه والحنان والطيبة أمه محسنه يرحمها
الله فقد أصبحت هالكه يرحمها الله ولم يعد لسعييد من
يواسيه ويسليه ويطيب خاطره ويهتم به واصبح وحيدا
في هذه الدنيا لا حسيس ولا ونيس الله المستعان ...
قمن نساء القرية بغسل الميته وتكفينها وتجهيزها في
الصباح الباكر وكنا يمنعنا سعييد أن يراها وأفهموه
إنها ماتت ولا يجوز أن يراها إلا بعد أن يكفنوها للمرة
الاخيرة قبل الدفن وقبل الظهر أدخلوه ليرها تلك
الرؤية التي لن يراها بعدها فسروا عن وجهها وسمحوا
له وهن معه أن يقبلها ويودعها وخلوه عندها بعض
الوقت ثم أخذوه وكملوا كفنها وتجهيزها وتمت الصلاة
عليها بعد صلاة الظهر وتم دفنها في مقبرة القرية مع
زوجها الذي دفن في نفس المقبرة وكان سعييد يعرف
قبر أبيه وايضا قبر أمه محسنه يرحمهم الله جميعا ..
عاد سعييد مع من عاد من المقبرة بعد دفن الام الغالية
والحبيبة محسنه يرحمها وكان حول سعييد بعض من
رجال القرية يمسكون به ان صاح او بكى فكان يلتف
عند عودته من القبرة فكانوا يعزونه ويسلونه ويقولون
له من الاقوال ما يجعله هادئ بعض الوقت ووقف
عم سعييد مع أبن أخيه للعزاء وقت العزاء وكان يأخذه
معه الى بيته ويحاول أن يحسن إليه ولكن ما قدر سعييد
رغم صغر سنه أن ينسى أمه فكان لا ينام إلا قليلا ولا
يأكل إلا قليلا ومرت عليه أيام صعبه جدا .. ولكن هذه
سنة الحياة والله المستعان ..
لم يبقى مع سعييد الكثير من مواشيه القليلة أصلا إلا
اربع أو خمس من الضأن ولعدم الاهتمام بها عقر منها
الذئب اثنتين ولم يبقى إلا ثلاث فباعها عمه علي خوفا
أن يعقرها الذئب مثل من كان قبلها وأعطاه ثمنها ..
بقي سعييد في بيته بجوار عمه الذي لم يكن يهتم به كثيرا
وكان أحيانا يذهب الى بيت عمه واحيانا يذهب لبعض
البيوت المجاورة من أهل الخير وكان يأتيه من أهل
الخير بعض الاحسان ولكن ؟؟؟ ولكن ساءت حالته
واصبح شبه ميت وهو حي فيقف هنا وهناك ويذهب
لبيت عمه مره ومره الى بيت أحد اهل القرية وهكذا
الى أن اصبح في حالة مزرية وسيئة جدا ...

الى الجزء القادم لنا لقاء ..

أنثى حالمه
08-09-2017, 04:21 AM
تحيه عطره

الفاضل والنبيل سهم المحبه

قصة مؤثرة تلامس الوجدان ذات حبكة رائعة

ننتظر بقية الاجزاء بكل شغف وتوق

واهلا بعودتك لـ بيتك الدافئ فقد عمّ الضياء

لك قوافل ورد

مودتي

سهم المحبه
08-09-2017, 06:48 AM
هههههه
اهلا بك فاضلتي الكريمة نورتي هذا المتصفح
لا ادري لماذا لا استطيع الرد على مشاركاتك
كما يجب ان يكون ولكن لعل ذلك لطيب حضورك
وجمال أدبك الكريم والفاضل فلك إطلالة ليست
لغيرك ..
اشكرك وطبتي وطابت كل اوقاتك واهلا بك
في القصة إثارة كبيره جدا والقادم اجمل

الشفق
08-09-2017, 11:52 AM
اهلا بإطلالتك من جديد شيخ شفق
سعداء بعودتك ...


لا يساورنا الشك بإننا سنستمتع هنا
فقد عودتنا دوماً على الجمال القصصي لا عدمناك

تقيمي مقدما يسبقه اعجابي

متابع لما هو آت ..

مودتي

سهم المحبه
08-10-2017, 01:47 AM
اهلا بإطلالتك من جديد شيخ شفق
سعداء بعودتك ...


لا يساورنا الشك بإننا سنستمتع هنا
فقد عودتنا دوماً على الجمال القصصي لا عدمناك

تقيمي مقدما يسبقه اعجابي

متابع لما هو آت ..

مودتي


اذا لم يكن لك بصمة على أي إطلالة فلن تكون
كما يجب ذلك لتزدان بمرورك العطر
اشكرك شخينا الكبير وحياكم الله
وللعلم هناك مفاجأت كثيرة وإثارة لا تصدق
سعييد جدا بتواجدك شفقنا الغالي

سهم المحبه
08-10-2017, 01:49 AM
الجزء الثاني ....

فمن هو في مثل وضعه وسنه تصل به الاحوال الى
أسواء من ذلك ... المهم بقي سعييد يتقلب من سيئا الى
أسوى وبعد سنه لم يبقى معه من المبلغ الذي باع به
الثلاث نعجات شي وهو قليل لم يدم معه طويلا ..
واصبح في حالة صعبة جدا .. واصبحت ملابسه رثه
وبالية ولم يهتم به عمه فأن حضر وقت وجبه أكل مع
أسرة عمه وأن لم يحضر لا يسأل عنه .. فأتى سعييد
الى عمه في أحدى الليالي وقال له يا عم أعتقد أن
لوالدي حصه من البلاد التي وخرها جدي يرحمهم الله
جميعا فهل تسمح توريني إياها لعلي أستطيع القيام
بزرعها والاستفادة من إنتاجها .. فنظر إليه عمه نظرة
فيها من الكره الشي الكثير فلم يجبه .. فأعاد عليه ما
قال .. فنظر إليه مرة أخرى نظرة أقوى وأكبر من
الاولى وقال ليه أمك محسنه ما قالت لك شي عن هذا
الموضوع .. فقال وش تقصد يا عم الله يحفظك ويرعاك
وش دخل أمي محسنه .. فقال أمك محسنه تدري عن
كل شي..فقال سعييد لا لم تقولي شي ولا عمرها ذكرت
شي عن هذا الموضوع .. فقال بإختصار شديد ابوك
باع حصته مني قبل وفاته وفيه على ذلك شهود ولا عاد
اسمعك تذكر لي هذا الموضوع وقم أنقلع من وجهي
ترى ماهو عاجبني كلامك ..فقال ياعمي العزيز ما فيها
شي اطلب حق والدي .. فقال قلت لك والدك باع حقه
مني واستلم القيمة وخلاص يالله قم انقلع ولا عاد اشوفك
هنا تفهم .. فقال وين اروح وأنت عمي وفي مقام والدي
فقال في مقام والدك وانت تطالبني بشي راح وانتهى
ابوك باع حصته وعليها اثبات تبيني اوريك الشهود
وتسمع منهم بكره وخير .. في اليوم الثاني أتى بالرجال
الذي اتى بهم لمحسنه وأقنعها بالبيع وزهم على سعييد
وقال للشهود وش تعرفون عن حصة والد سعييد ..
فقالوا باعها منك واستلم القيمة بالطبع ربما هذا شي
متفق عليه والله أعلم ولكن الحقيقة غائبه الله يعلمها
المهم سعييد شاف وهذا الامر هكذا لن يستطيع المطالبة
بماهو لوالده فالامر عليه شهود فترك الكلام في هذا
الموضوع وقال الله يعلم بكل شي وهو العدل وصاحب
العدل سبحانه .. وصرف نظر عن حكاية البلاد وحق
والده وبقي وحيدا مهموما تأخذه الافكار وتأتي به
ويصمت احيانا كثيرة لا يعلم ماذا يقول أو ماذا يريد
الى أن أتى ذلك اليوم فقرر أن يذهب الى أحد الاسواق
التي قريبا من قريته ولم يكن يعلم لماذا ذهب أو ماذا
يريد من ذهابه .. وعندما وصل السوق وكانت الاسواق
شعبية متنقله كما ذكرنا .. مشى في السوق وتنقل من
مكان الى أخر ولم يكن معه شي يشتري به ما يأكله
وكان قد بلغ منه الجوع مبلغا عظيما .. جلس في زاوية
من مكان يرتاده البعض للأكل وشرب القهوة والشاي
والراحة بعض الوقت .. فأتى رجل له هيبه ووقار
وجلس فأتاه صاحب ذلك المكان فقال له كلام لم يسمعه
سعييد وكان ينظر ذلك الرجل الى سعييد وسعييد ينظر
إليه أحيانا .. وبعد لحظات أتى عدة رجال وجلسوا الى
ذلك الرجل وأتى صاحب المكان بقهوة وتمر ووضعه
أمام الجميع وبدأوا يتناولون القهوة والتمر وسعييد ينظر
إليهم ولكن بدون أن يلاحظون نظرته وبه من الجوع
والحاجة الى تميرات يسد بها رمق الجوع الشي الكثير
وبالطبع ذلك الرجل الذي أتى اول مره كان ينظر إليه
والى حالته وملابسه بإهتمام ولم يتكلم بأي شي فقط
ينظر إليه وكان يطرق الى الارض بعد كل نظره
المهم بعد تناول القهوة والتمر من الجميع .. وبعد
وقت يقارب الساعه او اكثر قليلا .. أتى صاحب
المكان بقرصان من البر كثيرة وبعض ما يتأدم به
ووضعه امام الجميع ؟ .. تعدل الجميع استعدادا
للأكل إلا ذلك الرجل بقي على حاله ولكنه نظر الى
سعييد نظره طويله حتى رفع سعييد نظره إليه فقال له
تعال يا ولد فقال سعييد أنا فقال الرجل نعم انت تعال
فقال سعييد ليش وش تريد مني فقال تعال يا ولدي ولا
تخاف الله يهديك فأتى سعييد قريبا من الرجل وكان
عفيفا فلم ينظر الى الطعام فقال له الرجل اجلس جانبي
وكل معنا .. فقال سعييد لا شكرا يا عمي انا ما أبي
أكلت قبل شوي فكرر عليه الرجل أجلس الله يهديك
بجانبي وكل معنا فرفض سعييد فقال الرجل أن لم تأكل
معي فلن أكل وحلف .. فجلس سعييد بجانبه وبطنه
يتقطع من الجوع وله اصوات .. فأمسك الرجل بقرص
كامل ووضعه امام سعييد وقال هذا لك وحدك ولازم
تأكله وحدك وانا لي قرص غيره والقرصان كثيره
فبدأ سعييد يأكل ونسي مع من هو من شدة الجوع
فأرتاح الرجل وبدأ يأكل ولكنه مهتم بسعييد ويريده
أن يأكل ويشبع .. وبالفعل سعييد طاح في القرص
وكان كبيرا حتى خلص عليه ولم يبقى منه إلا شيئا
يسيرا وقد شبع فعلا .. فمسح فمه وقال شكرا يا عم
أنا شبعت والحمد لله جزاك الله خير .. فقال له الرجل لا
تروح ابي اقول لك كلام وافهم منك شي الله يحفظك
يا ولدي .. فقال سعييد طيب ابي اروح وارجع فقال له
الرجل لا تأخر .. ذهب سعييد وكانه ملك شيئا عظيما أذ
أكل وشبع .. عاد سعييد بعد وقت يسير وبقي واقفا أمام
ذلك الرجل الطيب وقال هااه يا عم ماذا تريد ان تقول
وتسألني عنه أنا حاضر .. فقال وش اسمك فسكت
سعييد .. فأعاد عليه لا تخاف قلي وش اسمك انا مثل
والدك وان شاء الله ما تشوف مني إلا خير .. فقال له
اسمي سعييد فقال له الرجل وش اسم والدك ومن أي
قريه أنت فلم يجبه ونكس رأسه ونزلت دموعه على
خديه وكادت العبره ان تقصف أضلاعه عندما ذكر
له والده فتذكر والده الذي لا يتذكر ملامحه جيدا وتذكر
والدته الحبيبه فحصل له ما حصل فقام الرجل ومسح
دموعه وذهب به الى داخل ذلك المكان وغسل له وجهه
وعاد به واجلسه قريبا منه وطلب منه ان يقول له
حكايته وما اسم والده ومن أي القرى هو ..
فقال له أنا اسمي سعييد واسم والدي كذا وكذا وانا من
القرية الفلانية وقص عليه كل ما يعرفه عن نفسه وعما
حصل له ووفاة امه وما قال له عمه وما عامله به بعد
وفاة أمه وحكى له كل شي وكان تقطر قطرات من
الدمع من عيون سعييد وهو يقص على ذلك الرجل
قصته .. فقال ذلك الرجل وكان اسمه ( اسحاق ) اسمع
يا ولدي لو حصلت شغله تشتغلها تأكل منها وتستر
على نفسك حتى تكبر وتعرف كيف تعيش حياتك
تقبل .. فقال سعييد أيه أقبل يا عمي ولكن كيف آمن
على نفسي وأنا ما أعرف أحد .. فقال انا عندي زوجة
وبنتين فقط كلهم أصغر منك وعند حلال أرعاه انا
أحيانا واحيانا ترعاه زوجتي واحيانا أبنتاي وودي
احصل على احد يرعاه واعطيه أجر ذلك واذا تحب
يا ولدي حياك الله عندي مثل ولدي وانا ما عندي اولاد
أعاملك مثل ما أعامل بناتي من الحب والرعاية ولا
يجيك ضير أو مخافة والله على ما اقول شهيد ..
فقال سعييد خلاص يا عم اسحاق انا اروح معك واعيش
معك مثل ولدك ولا أبي منك شي .. فقال اسحاق لا
يا ولدي ما كان شرط كان حق عليه ما ابيك ترعى
حلالي إلا بأجره ولو بعد حين .. فقال سعييد اللي تشوفه
يا عم اسحاق .. فقال هيا تعال خير البر عاجله وذهب
به الى السوق واشترى له ثوب جديد وعمامه وحذاء
وكل ما يحتاجه من الملابس واشترى لبيته وبناته وامهم
ما يحتاجون وعاد الى بيته .. وعند وصوله قالت له
زوجته من هذا الولد فقال لها هذا ولدي فقالت مازحه
اشتريته من السوق فغضب اسحاق وضحك سعييد
فقالت أمزح واشارة الى سعييد وقالت له تعال مادام
اسحاق والدك فانا أمك ان شاء الله تعال أجلس ولا
تخاف تراني أمزح لا تزعل مني وكان أسمها مريم ..
وأسم أبنتها الكبيرة جميله وأبنتها الصغيرة ثريا والكل
شاف سعييد أما اسحاق فكان فرحان لكون سعييد وافق
أن يكون لديه وأعجب به وأحبه .. وأما مريم زوجة
اسحاق فكانت مستغربة غرابة شديدة وطبعا باقي ما
عرفت أي معلومات عن سعييد ولكنها تعرف زوجها
رجل رحيم وحكيم وذا رجاحة عقل ومحب للخير
بشكل كبير جدا ودايم .. وأما البنات فكانت غرابتهم
أشد لقول والدهما أن هذا ولده ولم يفهموا شي عن
وجود هذا الانسان وبشكل مفاجئ .. ولكن اسحاق بدد
هذه الدهشة والاستغراب من زوجته وبناته بعد أن جلس
واستراح وجلس سعييد قريبا منه أتت زوجته بالقهوة
وبعض ما أتى به من السوق مثل التمر وما شابه ويقدم
مع القهوة وأعطت بناتها مما أحضر والدهما وكذلك
سعييد ولكنه رفض محتجا انه لا يريد ولكنها قالت له
اسحاق والدك كما قال فمن أكون أنا ومن يكن بناتي
ألست والده لك وبناتي أخواتك وكلنا أهل هذا البيت فقال
سعييد بحياء شديد صحيح فقالت خذ ما أعطيتك مثلك
مثل أخواتك ولا تردني الله يحفظك فشكرها وأخذ ما
أعطته .. فقال اسحاق أن سعييد من أهل الديرة الفلانية
وهو وحيد توفيت أسرته وليس له أخوان ولا أخوات
وقد تعرفت عليه في السوق وأبديت له أني أحتاج لمن
يرعى لي حلالي وعرضت عليه ذلك على أن يعيش
معنا كواحد منا وبأجر شهري يدفع له متى ما أحب
فوافق وحضر معي وهذه هي القصة ولهذا السبب كان
حضوره .. ولكن اسحاق أردف قائلا أن سعييد أمانه لديه
ولا يحب أن يزعله أحد أو يؤذيه بأي شكل من الاشكال
وأنه سيغضب غضبا شديد لو حدث ذلك فأنتي يا أم
بناتي يكون سعييد مثل ولدك بالضبط وتعامليه كبناتك
وأنتن يا بنات سعييد أخوكم فلا تزعلوه وأحبوه كما
تحبون بعضكن .. وأفهم فيما بعد زوجته كيف يكون
التعامل مع سعييد والحدود المسموح بها والغير مسموح
بها .. الخ .. ففهمت وقالت أن شاء الله ما يشوف إلا
خير .. وأفهم سعييد ايضا بكل ما يتوجب عليه تحديدا
أن يسرح بأغنامه من الضأن والماعز ويرعاها وقال له
عن الاماكن التي يذهب اليها للرعي وقال له أيضا أن
لا يكون له مع أحد سواء ممن يرعون أو غيرهم أي
مشاكل واذا حدث لا سمح الله مشكله عليه العودة اليه
وكان قصد اسحاق ضمان حياة وبقاء سعييد معه وفي
جواره بشكل دائم لما لسعييد من ظروف إحسانا إليه
وحبا في تقديم الحسنى له .. فهمت زوجة اسحاق تماما
ما أراد زوجها وفهمن البنات ايضا كلما قال لهم والدهم
وتقريبا فهم الجميع بالضبط الاحوال التي سيكون عليها
سعييد وعمله وحدوده وما هو مسموح به وما هو غير
مسموح به وكان قصد اسحاق ان يكون الجميع على
بينة حتى يتم له ما أراد .. طالة الجلسة تقريبا من
العصر الى قريبا من المغرب .. وبدأت المواشي في
الاقتراب من البيت .. فقال اسحاق قم يا سعييد انت
واخواتك وشوف الحلال وتفقدوه وأوصى البنات أن
يعرفوا سعييد على مكان المواشي ومراحها وطريقة
التعامل معها وكان سعييد يعرف ذلك ولكن قصد اسحاق
ان يمكن سعييد مما يريده ويمكن بناته من التعامل مع
سعييد ولا يكون بينهم رهبه وخوف وما شابه ذلك ..
فقام سعييد بتثاقل حياء وخجلا فلم يكن له إلا حوالي
ساعتين منذو وصوله الى هذه الاسرة التي أستقبلته
بشكل جميل ورائع وسبقنه البنات يتسابقن وعندما لحق
بهما سعييد سألنه البنات وش اسم ابوك واش اسم أمك
وش اسم ديرتك وش كنت تسوي في دياركم وكثروا
عليه من هذه الاسئلة ولكنه اجابهم عن كلما سألوا عنه
وقد غدرته عبرة أطلت من عينيه غصبا عنه لما تذكر
ديرته ووالده ووالدته وايضا عندما شاف جميله وثريا
وهن يتسابقن فرحات سعيدات بوجودهما بين أبويهما
وفي منزلهما وديرتهما وهن يتضاحكن .. حاول سعييد
أخفا تلك العبرة وأستدار للخلف ؟؟ ولكن جميله كانت
حاذقه وذكيه وعلمت ما به ولما حصل له ذلك فأتت من
أمامه ومدت يدها ومسحت عبرته وقالت له أسفين اننا
ذكرناك بأهلك وديرتك .. فقال سعييد ما في شي خلاص
وأيدت ثرثا كلام أختها جميله قائله ما يعجبك أن يكون
لك أبو مثل ابي اسحاق وأم مثل أمي مريم وأختين مثلنا
فقال إلا يعجبني كثيرا الله يحفظكما ويحفظ الوالد والوالده
فقالت جميله لسعييد تعال نوريك مراح حلالنا ومراح
البهم وقالت لشقيقتها ثرثا روحي جيبي القدر الكبير
والطاسة اللي نحلب فيها خلينا نحلب حلالنا قبل ما
يمصوا البهم كل الحليب ولا نلقى شي فقال أبشري
وراحت تجري .. فقالت جميله لسعييد ....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

هدوء الجوري
08-10-2017, 07:02 AM
نحمد الله انك بخير
واتابع هذة الروائع بشغف
شكرا لاثراء المنتدى بطرحك
المميز والجديد ،
دمت لنا ودام نبض احساسك
سأكون اين ماحل قلمك هنا
مودتي يافاضل واكثر ،،

سهم المحبه
08-17-2017, 11:05 AM
نحمد الله انك بخير
واتابع هذة الروائع بشغف
شكرا لاثراء المنتدى بطرحك
المميز والجديد ،
دمت لنا ودام نبض احساسك
سأكون اين ماحل قلمك هنا
مودتي يافاضل واكثر ،،

الحمد لله انا بخير وفي خير ولله الحمد
وأساله تعالى ان لا يحرمك أجر هذا الشعور الطيب
والاحساس الجميل هدوء الجوري ..
وقد أسعدني إعجابك بما قرأت جدا سلمك الله
ورعاك ويسعدني أن أميزك في إطراءك الرائع
وأهلا بك فأنت تضيف دائما لكل موضوع إضاءه
تشع نورا وبهجة وسرور
اشكرك وأهلا أهلا أهلا بتشريفك

سهم المحبه
08-17-2017, 11:07 AM
الجزء الثالـــــــث ....


اسفه يا أخي أننا ذكرناك بما لا ينسى ولكن ما قصدنا والله
فقال لا عليك هذا شي غصب عني وانتم ماقصدتم
فقالت له توعدني ما عاد اشوف هذه العبرة في عينيك
فقال ان شاء الله .. كان الوالد اسحاق يرى ما حدث
دون أن يراه أحد طبعا ليعرف مدى تقبل بناته وجود
سعييد بينهم وفي وسط اسرته فقد أحزنه وضع سعييد
جدا وأراد ان يعوضه عما حصل له وفي نفس الوقت
يستفيد من جهده في رعي المواشي ويأمل أن يكون
لسعييد مستقبل جميل .. وقد كانت زوجته مريم معه
تشاهد ما يشاهد وفرحت فرحا شديدا بوجود سعييد
لترتاح من السروح بالمواشي وأيضا يرتاحوا بناتها
ولكنها سألت اسحاق ليش كان ذلك القرار فقال لما
كنت في السوق جلست أنا وبعض الجماعه نتقهوى
وكان سعييد قريبا منا وكان في حالة يرثى لها وكان
ينظر لنا ونحن نتاول التمر والقهوة وبه من الجوع
ما الله به عالم وبقيت ألاحظه فأحزنني جدا حاله وعندما
أتي صاحب القهوة بالقرصان لنا قلت له تعال فرفض
وأتعبني حتى جاني وجلس قريبا مني فقلت له تفضل
وشاركنا في الاكل فرفض فكررت عليه فقال لي أنه
أكل قبل ما نجي .. ولكنني كنت أعلم أنه لم يأكل وأن
به من الجوع الشي الكثير فأصريت عليه أن يأكل وأنني
لن أكل أن لم يأكل معنا فحزت قرصا كاملا ليأكل
ويشبع .. فأكل القرص وحده ولم يبقى منه إلا جزء
بسيط جدا .. فعلمت كم كان جائعا..وبعد ذهاب الجماعة
سألته عن حاله وقصته فلم يجبني إلا بعد محاولات
كثيرة وفهمت منه ان والداه توفيا وأن عمه غدر به
وأستولى على حقوق والده وبهذا الحال فهو يتيم ووحيد
فقلت أقدم له المساعده والحسنى وفي نفس الوقت استفيد
منه برعي مواشينا طبعا بأجرة كل شهر ولعله ينفعنا
وشفت في وجهه البراءة والحزن الحقيين والحاجة الى
مد يد المساعده وهذا اللي جعلني أقوم بما قمت به ولكن
تكفين يا مريم لا تقصري عليه وأجعليه يفهم حدوده
وانتبهي لبناتك وعرفيهم بحدودهم معه واعتقد انك
فهمتي قصدي .. فقالت أبشر فهمت ما تقصد والله
يتولانا جميعا برحمته .. عادتا البنات بالحليب الذي
حصلوا عليه وسألتهم أمهم وين سعييد فقالتا أنه قال
يريد البقاء عند المواشي لوحده شويه .. وكان الوالد
الحنون يسمع فأتى سعييد وقال السلام عليكم يا سعييد
فوقف سعييد وقال وعليكم السلام يا عمي العزيز أهلا
بك فقال له اسحاق اجلس وانا أبي أجلس معك نسولف
وش رايك فقال سعييد تم يا عم .. جلس اسحاق وقال
هاااه يا سعييد وش شفت وش رايك في حلالنا وفي بيتنا
وأخواتك وأمهم فقال سعييد الله يبارك لك يا عم في بيتك
وأهلك وحلالك . كل شي طيب وجميل .. فقال له
اسحاق ما اوصيك في الحلال وأخواتك وأهلك ترانا
أهلك الحين وكل شي لك لا تخجل ولا تخاف وكلما
حصل لك شي قلي عنه او إي سؤال أو استفسار لا تخبي
عني شي .. فقال سعييد ابشر يا عم ..
قام اسحاق وقال هيا يا ولدي يا سعييد قم تعال معي فقال
سعييد ودي اجلس هنا شويات يا عمي .. فقال لا يا سعييد
الظاهر انك متريب من الاختلاط معنا والجلوس في
وسط الاسرة وانت الان واحد من أهل هذا البيت ولا
يجوز منك الخجل والتريب والخوف تراك ولدي ولن
أبخل عليك بشي أبدا انت واخواتك .. تعال خلنا نشوف
وش سوت أم جميله لنا عشاء ونتعشى ونبات ترى بكره
نقوم من بدري نفك الريق وكل واحد يشوف عمله وما
وكل إليه ليقوم به فقال سعييد بخجل شديد طيب يا عمي
ابشر باللي يسرك ويرضيك..فقال له اسحاق الله يحفظك
ويبارك فيك .. وكانت أم جميله وبناتها جميله وثريا في
الانتظار .. فقال اسحاق هاااه يا راعيت البيت وش
سويتي لنا عشاء فقالت الخير كله ابشروا به الحين يجيكم
قامت ام جميله وقد أتى اسحاق بلحم من السوق طبخته
وصلحت عليه رز وكان الرز نادر وجوده في تلك
الازمان .. وقدمته وقام الجميع للعشاء وتعشوا وحمدوا
الله .. قال اسحاق حطيتوا فراش لسعييد في مكانه اللي
ينام فيه فقالت نعم واللي سوته جميله .. فقال لها الله
الله يبارك فيك يا بنتي أهتموا كلكم بسعييد تروني احبه
مثل ما أحبكم أهل بيتي ولا أفرق بينكم ..
قام اسحاق وشاف المكان المخصص لسعييد ليتأكد منه
فوجده من أحسن ما يكون رجع وقد تعشا الجميع وقال
لسعييد مكانك جاهز رح أرتاح وبكره الصباح ان شاء
الله اسرح انا وانت بالحلال على شان تتعرف على
الاماكن الخاصة بالمراعى وفي نفس الوقت تتعرف على
من يسرح من أهل القرية وأعرفهم عليك .. فقال سعييد
خير ان شاء الله ..ذهبن البنات للنوم في المكان الخاص
بهمن وبقي اسحاق وزوجته .. فقال لها الله الله يا مريم
في سعييد .. فقالت اشوفك توصي فيه كثير يا ابو جميله
فقال لها لو شفتي حاله اول ما رأيته كان سويتي أكثر
مما اسوي فقالت الله يجزاك خير وابشر بسعدك اواسيه
ببناتي ولا أقصر عليه أن شاء الله ومن غير ما تقول انا
أعرفك ما تسوي إلا الشي الطيب طيب الله اعمالك ..
نام الجميع وفي الصباح الباكر قام الجميع وأفطروا مع
بعض وبعد الفطور فكوا المواشي ووجهوها الى الجبال
القريبة والاودية التي بها مرعى .. ورافق اسحاق سعييد
وكان حريصا أن يوصيه في الاهتمام بالمواشي وبنفسه
وان لا يحدث منه شي تجاه أحد حتى يضمن سلامته
وراحته في كل الاحوال..أختلطت المواشي في المراعي
وكان فيه مكان في وسط الوادي تحت شجرة كبيرة
يتواجد فيها كل الرعيان للراحة والحرص ان لا يذهب
قطعان المواشي الى جهة المزارع فهو يشرف على كل
الجهات التي ترعى في المواشي .. فوجدها فرصة
اسحاق ليعرف بسعييد للجميع ويفهمهم أنه الراعي
الخاص به وأنه مثل ولده وأوصى الجميع به وعدم
التعرض له بسوء فسلم الجميع على سعييد ورحبوا به
وبعدها قام اسحاق وقال لسعييد بعد الظهر مباشرة تأتي
بحلالك لجهة البير لنسقيه .. وبالطبع كل المواشي في
ذلك الموعد تتواجه لجهة المسقى وكلا يعرف حلاله
المهم عاد سعييد بحلاله الى المسقى فوجد اسحاق وبناته
في انتظاره عند البير فقال اسحاق يا سعييد رحت تحت
الشجرة ذيك فيه غداء لك وشاهي تغد واشرب الشاهي
وحنا نسقى الحلال فقال بعدين اذا خلصنا فقال له لا
يا ولدي هذا عاده اذا ورد الحلال نسقيه حنا والراعي
يتغدى ويشرب الشاهي ويرتاح حتى ينتهي الحلال من
المسقى وايضا يرتاح الحلال شويات وبعدها تعيده الى
المراعي وفي مكان أخر غير الذي كنت فيه الى المساء
فقال سعييد حاضر يا عم ..راح فوجد غداه طيب ورائع
تغدى وشرب شاهي وارتاح فجاءه عمه وبناته وقال له
كيف شفت المراعي يا سعييد والرعيان والناس في
ديرتنا ؟ قال سعييد المراعي طيبه وفيها مراعي جيده
والرعيان كلهم طيبون الله يحفظ الجميع ..
شاف سعييد الجبال والاوديه والاشجار فأعجبه كثيرا ما
شاف وأسعده ذلك جدا والسبب ان هناك تشابه فيما
شافه في دياره وكان يشوف فيها عندما كان يسرح مع
أمه قبل وفاتها ..المهم عاد سعييد الى البيت قبل غروب
الشمس وأستقبلنه أخواته بالماء ليشرب وبدأوا في فك
البهم ليذهب الى أمهاته ليمص كالمعتاد وأتوا بالقدر
الكبير والطاسه ليحلبوا فكان سعييد يمسك الشياه لتحلبها
جميله وثريا الى أن
أنتهوا وعادوا وبقي سعييد يضع البهم
في أمكانها ويدخل الاغنام والضأن الى مراحها
ويقفل عليها زربها .. وبعد ذلك عاد وأتى الى المكان
المخصص للجلوس وسلم على عمه اسحاق وعمته
مريم وجلس قريبا من عمه اسحاق فتبسم اسحاق له
وسأله كيف حاله وكيف كانت سرحته أول يوم وهل هو
مرتاح أم لا .. فقال سعييد انه مرتاح جدا وفي خير ..
مرت الايام والشهور وبعد ثلاثة اشهر او أكثر بقليل
كان هناك عدة مفاجأت لأسحاق وسعييد أما اسحاق
فقد شاف مواشيه سمنت والبعض منها ولدت والبعض
منها قريبا تلد وكانت أكبر مفاجأه من الله تعالى ثم من
مريم أذ قالت لأسحاق في صباح يوما جميل بعد أن
سرحت المواشي والبنات ذهبن لسقيا أبقار لديهم ثيران
لحرث الارض وبقره لحلبها والاستفادة مما تلد ..
فتبسمت مريم وقالت لك عندي خبر يسعدك يا أبو جميله
فقال اللهم أجعله خير .. فقالت أظن أني حامل ففز
اسحاق فرحا مستبشرا وقال تظنين أم أنك حامل بحق
وحقيق فقالت مواري الحمل صحيحه والله يجعله خير
ان شاء الله فقال بشرك الله بالخير وابشري بالبشارة
أما سعييد فقد كانت أمه قبل وفاتها تسولف له عن كثير
من الامور ومن ضمن سوالفها أن رجل كان يسرح
بقطيع له يرعاه في الجبال فوجد مجموعة من النحل
متكومه في غار ويأتي برحيق الازهار ويجعله عسلا
فأتي بخلية للنحل وحاول أصطياد ملكة النحل ووضعها
في الخلية ولحق بها النحل ونقل بعض أقراص العسل
داخل الخلية فثبت النحل في الخلية وقد تكرر ذلك معه
فصار لديه مجموعة من خلايا النحل وضعها في الجبال
والاوديه وبنا لها عريشا ووضعها تحت وكان يستفيد
من عسل تلك الخلايا ويبيع منه حتى أصبح لديه مال
كثر واغناه الله .. هذا مما كانت تقص عليه أمه وقد
كانت تجمع اللبان من شجر البشام (المسواك) بطريقة
وشافها وحفظ الطريقة وقد كانت أيضا تجمع المر من
شجر العصر الذي ينتج المر وبنفس الطريقة وقد شاف
تلك الجبال والاودية بها من الاشجار المذكور كثيرا جدا
وقد يكون بها من اثوال النحل ايضا وقرر أنه يمشي في
تلك الجبال ويتفقدها ويعرف مداخلها وكل أماكنها ..
ولم يكن يجلس كثيرا مع الرعيان في مجلسهم المعتاد
وكان يقضي وقته في البحث والاطلاع على تلك
الاماكن ولم يفعل شيئا ولكن كان يتفرج ويبحث فقط
ويقارن بين ما يراه وما كان يراه سابقا مع أمه فوجد
الاماكن التي هو بها أجمل واكثر اشجارا وخاصة ما
ذكرنا من شجر البشام وشجر العصر .. وقرر في نفسه
قرار وكان فرحا بذلك جدا ... كانت جميله واختها ثريا
يهتمون بسعييد كثيرا ويسألونه عن حاله كلما سنحت
الفرصة وهل هو مرتاح ام ينقصه شي وبالطبع كان
ذلك بريئا لم يخطر ببال أحدى البنات شي غير عادي
ولا في بال سعييد وكن يجلسنا معه ويجلس معهن بشكل
عادي جدا وكان أهتمام جميله أكثر من أختها ثريا بهذا
الانسان اللي هو سعييد .. عندما اجتمعوا في المساء وبعد
العشاء قال اسحاق عندي لكم خبر جميل جدا ومفرح
يا أولادي فقال الجميع اللهم أجعله خير يا والدنا العزيز
فقال راح يجيكم أخ أو أخت قريبا أن شاء الله فنظر
الجميع الى الام مريم وهي تبتسم وقاموا يباركون لها
جميله وثريا .. وقام سعييد وهو في خجل عظيم جدا
كيف يبارك لها وهي ليست أمه وليست محرم له فكيف
يكون ذلك .. فقرب منها وقبل رأسها وقال لها الله
يطول في عمرك ويجعل لك العافية والسلامة وان
شاء الله يجينا أخ ونفسي تسموه سعييد .. طبعا
قال سعييد كذا ليس لشي ولكن قد يكون في نفسه
أن يرى أخ لأخواته جميله وثرثا وقد يكون يحب
ان يكون له هو أخ والله المستعان .. تبسم اسحاق
بل ضحك وارتفعت ضحكته وقال ان كان ولدا
لك الحرية في تسميته يا سعييد .. فقال سعييد الله يرزقك
يا عم اسحاق بالولد الصالح والذرية الموفقة والطيبة ..
وألتفت سعييد الى أخواته وأن كنا نقول اخواته فكان
ذلك بسبب ما يقول اسحاق دايما يقول لسعييد اخواتك
.. أخواتك فصار السائد هذا المنطق .. المهم ألتفت
سعييد لأخواته وقال وش رايكن يا أخواتي أن جانا أخ
جديد ماذا نسميه فقالن بصوت واحد ومع بعض
( سعييد .. سعييد ) وان شاء سعييد سعيد الكبير
والصغير .. ضحك الجميع بفرح بالغ وتمنوا خيرا
لهذا الحمل .. كان ذلك الوقت في أواخر الشتاء وكان
المكان في المنطقة الجنوبية تحديدا تهامه وكانت تهامه
معتدله في الشتاء والربيع شديدة الحرارة في الصيف
والخريف .. المهم هطلت أمطار في ذلك الوقت في
اوقات متكرره واصبحت الجبال والاودية كثيرة
المراعي خضراء جميله وكان الجو رائع وجميل
غيوم ومناظر حلوه .. مرت الايام وكان سعييد
على طبيعته البحث والتجوال في الجبال بأستمرار
واذا به يرى .............

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

سهم المحبه
08-17-2017, 11:09 AM
الجزء الرابـــــــــــــــع ....



ثول نحل في غار واقراص العسل كثيرة
والعسل في ذلك المكان كثيرا جدا ولكن في مكان شاهق
جدا وعالي وصعب جدا الوصول إليه ولكن حفظ المكان
وقرر ان لا يقول لأحد عن ذلك المكان .. وكانت
المفاجأة كبيرة جدا أذ وجد غار ليس بالبعيد به ثول نحل
وبنفس الطريقة اقراص عسل وعسل وباين العسل ينزل
أو يقطر من اسفل الغار .. فقام بالبحث في الاماكن
القريبة من ذلك المكان لعله يجد ثول ثالث وكان حظه
جيدا أذ وجد ثولين وليس واحد فقط وفي مكانين ..
المهم قرر العودة الى مواشية لقرب وقت ورودها
ليسقيها ولكن المكان كان صعب النزول منه ولكن
مع الفرح كاد يطير من فرحته فزلت قدمه ووقع وكاد
يهلك لكون المكان كان عالي جدا والسير فيه صعب
جدا وتعور في أحدى رجليه من عند الورك وجرح
في نفس رجله في الساق سالت منه الدماء وبان الدم
في ثوبه ولكنه تحامل على نفسه وحاول بحذر شديد
النزول وأعانه الله .. وكان يعرج من شدة الجرح
وألم شديد في وركه .. المهم وصل بصعوبه الى البير
مكان سقيا المواشي ولكن لم ينتبه له العم اسحاق ..
أما جميله فقد شافته من بعيد يعرج فقالت في نفسها
اللهم أجعله خير ولم تخبر أحد المهم وصل سعييد
وذهب ليتناول غداءه فقربت منه قليل جميله وشافت
الدم على ثيابه في مكانين عند الورك واسفل منه
فصرخت صرخة قويه قائله ابوو أخووي .. فنظر
إليها والدها وأتى مهرولا وأمسك بسعييد وقال له
اش فيك يا ولدي فقال سلامات حاجة بسيطه ما فيه
شي .. فقال له ورني وش فيك لا تخوفني عليك اكثر
فكشف عن ساقه فاذا الدم ما زال ينزف من ساقه
ووركه بها كدمه كبيره وبعض الدماء ولكنها قليلة
فأخذت جميله ثوب كانت تضعه على رأسها فوق
ما تضعه على الرأس دائما وشقته وأخذت قطعه
وربطت ساق سعييد وكانت خايفه جدا مما حصل
له وقد شاف والدها أرتباكها الكبير وهو يتبسم لما
تقوم به .. وقال لسعييد اذا تحب اوصلك للبيت ترتاح
او تتغدى هنا وترتاح وبعدين نوديك البيت ونداوي
جروحك .. فقال أتغدى هنا واواصل مع حلالي ولا
فيه شي .. فقالت جميله تواصل وانت بهذا الحال
لا والله ما تروح أنا اروح بدالك وانت ارتاح حتى
تطيب جروحك ؟؟ وبعدين وش مسوي في حالك
ليش صار لك كذا .. فقال قدري وهذا شي بسيط
لا تخافوا انا بخير .. فقال اسحاق خلاص نسقي
الحلال وتروح جميله به وانت تروح البيت ولا
تقول لا فاهم .. شاف سعييد الامر لا بد منه ووافق
وهو خجل جدا .. راحت جميله بالمواشي بعد ان
اسقوها وهي تلتفت بين الفينة والاخرى وشافها
والدها وأعجبه منها ذلك وهو الخوف على اخوها
الذي ليس من أمها وابيها إلا للعادة التي تعودوا عليها
وهي مخاوات سعييد .. وقام سعييد مع عمه اسحاق
وثريا متجهين الى البيت ولكن زاد الالم على سعييد
واصبح لا يستطيع السير لشدة الالم ولكن أخذ اسحاق
عصا كانت معه عند البير واعطاها سعييد ليتوكأ عليها
ووصل البيت بصعوبه لم تكن مريم تدري عنه ولكنها
لما رأت سعييد جالس لاحظت عليه الدماء التي على
ثوبه فأنزعجت وقالت الف سلامه عليك يا ولدي ليه
سلامات يا سعييد .. فقال الله يسلمك بسيطه ان شاء الله
فقالت وريني وش فيك فكشفت ثرثاء عن ساقه وشافتها
مريم فشهقت من المنظر اللي شافته حزنا على سعييد
وحبا فيه ان لا يصيبه شي يضره.. وقالت الحين اداويك
يا ولدي لا تخاف ان شاء الله سلامات .. وراحت
جابت مره وماء ساخن وأتت به وفكت الرباط اللي
على ساقه وغسلت الجرح بماء دافئ وسحقت المره
ونعمتها ووضعتها على الجرح وربطته برباط غير
الاول .. وقالت له أنسدح وأرتاح سلامتك يا ولدي
يا سعييد .. فقالت ثريا باقي جرح ثاني فقالت الام
يا ويلي وينه فقالت ثريا في الورك فوق وأظنه
اكبر واكثر ألم .. فقالت ورني يا سعييد فرفض
وقال هذا ما يوجعني وهو بسيط ما يحتاج علاج
فنظرت الى زوجها فأشار لها أن لا تصدقه وقال
شوفيه وحطي عليه مره تريه اقوى من جرح الساق
فقامت مره أخرى وجابت غطا وغطت به سعييد
ورفعت ملابسه وهو على جنبه عدلته ولم يكن يرغب
في ذلك ولكن أرغمته أن يطيعها .. المهم غطته
ومسحت بماء ساخن المكان ووضعه عليه المره
حيث لم يكن هناك علاج غير المره متوفر لديهم
وأرجعت ملابسه عليه وقالت مجار يا سعييد والف
سلامه والله أنك خوفتني ولكن تراني زعلانه عليك
أنك ما تأخذ عليه وأنا مثل أمك الله يهديك فقال
لها اسحاق لا تزعلي على سعييد هو شديد الحياء
ولا وده يتعبك .. فقالت بصوت عالي بعض الشي
الله المستعان عليكم يستحي مني وأنا اشوفه مثل ما
اشوف بناتي ولا فيه بينه وبينهم فرق فقال اسحاق
طيب من طيب أصله الله يخليه ويعافيه .. فتبسم سعييد
وقال شفت اليوم حاجتين اسعدتني رغم هذه الجروح
والالم الشديد اللي أحس به .. فقالت مريم تحس بألم
يا سعييد فقال شويه .. فقالت الحين اجيب لك فنجان
قهوه وفيه مره تشربها تراها زينه تخفف عنك الالم
فتبسم وأطلت عبره من عينيه فقرب منه اسحاق وقال
أفاا تنزل دموعك وانا بجانبك يا سعييد الله الله ليش
يا ولدي فقال سعييد هذا غصب عني لما ذكرت الغاليه
أمي الله يرحمها ويحفظ امي مريم ووالدي العزيز
اسحاق .. ولكن الله يرحم الاموات ويعافي الاحياء
وفي الليل اقول لكم عما شفته اليوم وما اضحكني
وابكاني فقال قل الحين ليش تنتظر لليل فقال أختي
جميله ماهي هنا وانا ما اقول وهي غائبه .. فتبسم
اسحاق وكذلك مريم مما سمعوا وتأكد لديهما أن سعييد
طيب وانه من أصل طيب وان قلبه طيب جدا حتى
الخيال لما يتمتع به من خلق كريم وطباع جميله ..
المهم جاء الليل وبعد العشاء قال اسحاق ما نسيت الوعد
يا سعييد قلنا وش الحاجتين اللي شفتها بيوم واحد وش
اللي اضحكك واباك .. فقالت جميله ليش وش صار
لأخوي سعييد وانا ماني هنا .. فضحك سعييد وقال
شفتوا وصدقتوا ان معي حق ان ما اتكلم واختي الغاليه
جميله ما هنا .. فقالت جميله وش صار خوفتوني الله
يحفظكم .. فقال سعييد ما فيه شي يخوف بس أهدئي
وانا اقول الحين كل شي .. فقالت جميله المهم ان شاء
ان جروحك أحسن وخف الالم فقال الحمد لله المره
المره أحس إنها ريحتني لما وضعت على جروحي
ولما شربت فنجان القهوة ممزوج فيه مره من يدي
الغاليه أمنا مريم .. فقال اسحاق المهم هات وش تريد
تقول شوقتنا .. فقال حاضر الحين اقول لكم .. فقص
عليهم قصة الرجل الذي وجد النحل في الجبال والاوديه
وهي القصة التي قصتها عليه أمه وشاف حقيقتها بعينيه
ولم يقول لهم عن اثوال النحل التي وجدها .. وأما الشق
الاخر فهي المره التي كانت تجنيها أمه ويعرف إنها
يتداوا بها للجروح والريح للمشموم كما أعطته مريم
القهوة بداخلها مره ممزوجه مع القهوة وقال لهم أنه
تذكر أمه عندما كانت تداويه بالمره اذا انجرح او صابه
ريح وشمم .. وهذا الذي اضحكه وابكاه .. فقالت جميله
بس ما قلت لنا كيف طحت وتعورت وهذا اللي يهمنا
الان .. فقال طيحه بسيطه ولله الحمد في الجبل ولكن الله
سلم .. فقالت أكييد فيه أمر مخبيه ما قلت فقال سعييد
وش دراك فقالت باين من كلامك ما قلته كله فقال
صدقتي ولكن انا تعبان الان وودي انام وبكره وخير
اقول كل اللي تريدونه .. فقال اسحاق يالله قوم أوديك
فراشك فنطت جميله ومثلها ثريا وقالتا وأحنا وين
رحنا .. ما يودي أخونا إلا حنا .. وكان سعييد شديد
الحياء من الاقتراب من البنات وحريص جدا في ذلك
الامر .. ولكن أصروا عليه وكل وحده أتت من جانب
وساعداه حتى وصل فراشه وقالوا تصبح على خير واذا
احتجت حاجه أزهم علينا نجيبها لك .. وقالت جميله
بكره انا اسرح بالمواشي .. فلم يجبها حياء منها ..
وعادتا البنات وقالت جميله لوالدها أنا اسرح بالمواشي
حتي يتشافا اخوي سعييد فقالت ثريا وانا اسرح معك
فقال والدهما وهو كذلك عافيه عليكم يا بناتي الله
يحفظكم .. المهم صارت البنات يسرحنا بالمواشي
والام مهتمه بسعييد حيث انه لما أصبح وجد ألم شديد
في رجله .. فأحضرت له حليب منجور (حار) ممزوج
به مره وكانت مستمره تخلط المره مع الحليب أو مع
القهوة وفي اليوم الثالث أتت بما حار وبه مره ناعمه
وقطعة من القماش نظيفه وبدأت تبلل الجرح وتمسحه
حتى وصلت للجلد فوجده ملتئم بعض الشي فوضعت
عليه مره جديده وقد كان خف الالم عن سعييد واصبح
يستطيع المشي وبعد يومان قام سعييد واصبح بخير
متماثل للشفاء .. وطلب من عمه اسحاق أن يرافقه
بدون علم أحد غيره يرافقه للمراعي لشي هام يريد
أن يقوله له .. فقال خير ان شاء الله .. وفي سادس
يوم قام بعد الافطار وذهب للمواشي يريد ان يسرح
بها فقالت جميله وثريا وين وين أنت مريض ولا يمكن
ان تسرح .. فقال الله لا يجيب المرض انا بخير شوفوا
وقام يمشي أمامهما ويريهم أنه بخير ويستطيع المشي
فقال الاب خلوه يسرح وانا راح اسرح معه اليوم لأتأكد
أنه بخير واساعده أن أحتاج شي .. وفعلا سرح اسحاق
برفقة سعييد وبعد أن سرحوا مواشيهم جلس اسحاق في
مكان ليس بالمكان الذي يجلس في الرعيان وقال لسعييد
كأن عندك شي مهم جدا وتريد تقولي عليه وما ودك احد
يعرف عن هذا الشي .. فقال سعييد نعم يا عم أسحاق
يا والدي العزيز ولو لم أكن من صلبك فوالله أني أراك
كما يرى الانسان والده واحبك حبا كبير ولا أستطيع أن
أفكر أن أبتعد عنك لما لك عندي من مكانه طيبه
وكريمه فقال اسحاق كفو يا أبن الطيبين .. هذا العشم
الذي كنت أتمناه وحصل ولله الحمد.. وقد أعجب اسحاق
ما سمع وفعلا كان يتمنى أن يبقى سعييد عنده طول
العمر لما له من محبه كبرت مع الوقت ولما يقوم به
سعييد ولما له من دماثة أخلاق وطباع جميله وطيبة
المهم قال سعييد يا والدي العزيز ضحكت اليوم وكاني
لم أضحك من قبل وبكيت بعمق لا تعلموه وكان شديدا
في نفسي والسبب أني تذكرت أمي الله يرحمها وما قالت
لي في قصتها عن الرجل الذي وجد النحل في الجبال
واصبح بسبب ذلك غنيا لما جناه من خلايا النحل التي
صارت عنده فيما بعد وفي الحقيقة ما اضحكني وابكاني
فأني قد وجدت اثوال نحل في مكان شاهق وبعيد وهناك
طحت وكدت أموت لولا رحمة الله وحفظه .. وما رأيته
من أمي مريم قد رأيته من أمي محسنه يرحمها الله
فقال اسحاق اسم امك محسنه فقال سعييد نعم لم اقول
لكم عن اسمها من قبل .. وقد رأيت الشجر الذي كانت
امي محسنه تجني منه المره واللبان هنا كثيرا وأعرف
الطرق التي يمكن أن أجني كميات كبيره من تلك
الاشجار .. وبغيت اشاورك يا عمي وودي تدلني
وتساعدني فيما نويت عليه .. فقال اسحاق وش نويت
عليه يا سعييد وانا معك وابشر بالمساعده التي تريد
فقال أولا ودي احصل على خلايا نحل وانقل النحل
الذي وجدته في الجبال في الخلايا واضعه في مكان
أمين ومعروف .. وودي ايضا أن لا اضيع وقتي واجني
المر واللبان وأذهب به للسوق وابيعه على من يشتريه
فهما مهمان جدا ولهما طلب في الاسواق وهذا الامر اللي
ودي اشاورك فيه وارغب في المساعده ..
فأقترب اسحاق من سعييد أو بالاحرى امسك بيدي
سعييد وسحبها اليه وضمه الى صدره وقبله وقال ونعم
الرجل انت يا سعييد هذا الامر اعرفه وجود النحل في
الجبال والكهوف وشجر العصر الذي يجنى منه المر
وكذلك شجر البشام الذي يجنى منه اللبان ولكن لا
أعرف الطريقة والكيفيه لعدم أهتمامي بذلك وعدم
الحاجة الى ذلك فهما موجودين في الاسواق ونشتري
ما نحتاجه ولا نتعب في أحضاره .. أما النحل فعندي
الطريقة وخلال ايام بسيطه اجيب لك الخلايا التي
تحتاجها ونعمل لها عريش قريبا من بيتنا ونجهز مكان
للخلايا ومن ثم تقوم بنقل النحل الى الخلايا وانت تعرف
كما ذكرت في القصة التي روتها والدتك محسنه الله
يرحمها .. كان لقول اسحاق وقعا قويا في قلب سعييد
واسعده ما سمع جدا حتى أنه لم يتمالك نفسه وقام وقبل
رأس عمه اسحاق شاكرا وقال بالطبع سيكون ما نجنيه
من العسل لنا جميعا بأذن الله تعالى ..
فكر اسحاق بعض الوقت وكأنه يستذكر شيئا ثم قال
يا سعييد أبيك تسمع ما أقول لك وتحفظه تماما ولا
تغيره أبدا فقال سعييد خير يا عم اسحاق كل ما تقوله
وتأمر به على راسي ولن أتأخر في تنفيذ ما تقول وما
تحب .. فقال هذا أمر لا يتعلق بنا كأسره ولكنه يتعلق
بك وحدك فأفهم ما أقول ..فقال سعييد أمرك مطاع مهما
كان .. فقال اسحاق عندما رأيتك أول مره أحببتك حبا لا
يعادله شي ولا أعلم لماذا ولكن الله هو مقدر الاقدار
سبحانه وهو من يحبب الناس في بعضها والله المستعان
وبعد سماع قصتك قررت طبعا بعد موافقتك أن تكون أبنا
لي وتبقى معي طيلة حياتي ولا تفارقني ويكون ذلك
برضاك ودون أجبارك عليه.. فقال سعييد وأنا كما تحب
يا عمي .. فقال اسحاق كل شي تمام ولكن ما يكون لك
يبقى لك ولوحدك ويحفظ لك ولا تهاون في ذلك بالنسبة
للنحل تنقله ويبقى لك لوحدك ولن أخذ منه شي أبدا أما
ما ذكرت عما ستجنيه من المر واللبان أن كنت صادق
وتعرف وبعد أن يصبح لديك كمية طيبه أوصلك للنساء
في السوق اللائي يروجون هذا المنتج ويبيعونه وتبيعه
عليهن وقيمته لك لوحدك وأجرتك على رعي المواشي
الخاصة بي يكون على تمامه ولن أنقصه شي والخلايا
التي سأتي بها لك هدية من عندي ولن أقبل منك أي
قول مخالف لما سمعت فحاول سعييد أن يتكلم فوضع
اسحاق يده على فمه واسكته وقال نفذ كلامي يا سعييد
واذا كبرت ستعلم وتعرف ليش سويت كذا وتقدر وقتها
تكافئني كما تحب ولن أقبل منك إلا الحب والطاعة لما
اقول لك .. بكى سعييد بكاء مرا فتركه اسحاق ولم
يضايقه وعندما هدأ قال له لا تبكي يا سعييد وأنت
السعيد بأهلك وأسرتك التي تعيش معها وأن كنت تحبنا
مثقال فأننا نحبك اضعاف ذلك ونود لك الخير والسعادة
فقال سعييد الله يجزاكم خير ويكتب لكم الاجر وأنا
ولدكم الذي يبركم ويحبكم ويرعى كل ما يعود عليكم
بالخير والصلاح .. فقال له اسحاق بارك الله فيك وتسلم
المهم قام اسحاق من وقته وذهب لمكان يعرفه واشترى
من حر ماله عشر خلايا وطلب من البائع أن يحملها
ويأتي بها إليه.. وذهب لشخص أخر وطلب منه أن يبني
له عريش قريبا من البيت..وتم ذلك خلال يومين وعندما
سألنه بناته وزوجته لماذا هذا العريش وهذا الخشب
فقال أسئلوا سعييد هو أرادها فأتيت بها إليه ..عاد سعييد
كعادته وكانت جميله بالذات تنتظره على أحر من الجمر
لتسأله عن تلك الاشياء .. وكانت وجلة ومستعجلة على
معرفة ذلك .. فقال لها أنا وعمي اسحاق قررنا أن نربي
نحل وهذه الخلايا والعريش من أجل ذلك..سمعه اسحاق
فقال له هكذا قلت لك يا سعييد .....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

سهم المحبه
08-20-2017, 12:08 PM
الجزء الخـــامــــــــــس ....

من أولها غيرت وبدلت
فقال سعييد العفو يا عمي ولكن وش الفرق بيني وبينك
فقال كلامي اللي قلته لن يتغير أبدا أفهم يا ولدي ولا
تزعلني فقال سعييد أمرك وعلى راسي ما قلت
وتسلم الله يحفظك ويخليك لنا جميعا .. المهم في اليوم
الثاني ذهب اسحاق مع سعييد الى المراعي
وحاول أن لا يلاحظه أحد عندما ذهابه هو وسعييد الى
المكان الذي فيه النحل .. وقد أخذوا معهم الاشياء
المطلوبة التي يحتاجونها لنقل النحل من الجبال الى
الخلايا ..وتم ذلك وطبعا نقلوا الكثير من قرصان العسل
والعسل ليتم دهن الخلايا بالعسل حتى تكون مؤهله
ليعيش فيها النحل ويستقر ولا يطير مرة أخرى او
يخرج من الخلايا .. وبعد أتمام العمل سأل سعييد
لماذا أتيت بعشر خلايا فقال ربما تحتاجها أو تجد
أثوال من النحل جديده تنقلها بدون تأخير وان شاء
الله تكون العشر كلها مليئة بالنحل وتجد فيه خيرا
كثيرا وطيب .. فشكره سعييد شكرا كثيرا .. طبعا
اسحاق لم يكن يعرف التعامل مع النحل ولكن سعييد
شرح له الطريقة والكيفية حتى عرف تماما ما يقوم
به .. عندما عاد سعييد في المساء واجتمعت الاسرة
كلها باركوا لسعييد بهذه الخطوة الموفقة وتمنوا له النجاح
وكان اكثرهم فرحا اسحاق وأبنته جميله لهذه الفكرة
وكانت جميله لا تقر في مكان لكبير فرحها وطبعا
لاحظها والدها ووالدتها ولم يبديا شيئا ..
كان وقت نقل النحل وقت نهاية الشتاء وبداية الربيع
وهذا الوقت تزهر فيه الاشجار وأكثرها يثمر فكان
النحل في وقت أنتاج كبير .. في اليوم الثاني بدأ سعييد
المعل بشجر (العصر) فوجد الكثير والكثير جدا
ولكن كان الوقت الاجواء بارده أو معتدله بعض الشي
ويكثر انتاج هذه الاشجار في الصيف والاوقات الحاره
المهم جمع ما وجد وقد وجد الكثير لعدم أهتمام البعض
في هذا المنتج الغالي والمطلوب في الاسواق الشعبية
ووضعه في عبوات وخزنه في مكان ما ينام وأتى وقت
المساء فكانت رائحة المر شديد في سعييد كون المــــر
رائحته شديدة وتمسك في الثياب والايدي حتى بعد
الغسل يفضل لها رائحة ولو بسيطه .. فلاحظ الجميع
ذلك وسألوه عسى ما بك شي يا سعييد حاط مره ريحتها
طالعه فيك .. فقال أيه أيه يا (ريحة المره) الله يرحم مـــن
علمني عليها وقال لي وشرح لي عنها وكيفية أخــــــذه
من شجر العصر .. وأتى معه بكمية من اللبان وأعطاه
عمته مريم وأعطى أخواته جميله وثريا .. فقالوا ما شاء الله
من وين جبت هذا اللبان نظيف ومذاكه رائع .. فقال من
شجر البشام المعروف .. شكرنه وكان اسحاق سعيدا
بهذا الشي ويآمل لسعييد أن يصبح رجلا ذا مكانة
وسمعة طيبة .. فقال سعييد المره واللبان في مكاني
ومسموح لمن أراد أن يأخذ براحته يأخذ ما يشاء فقالت
العمه مريم اما اللبان فنحبه وما أعطيتنا كثير وأما المر
فعندنا الكثير منه ولا نحتاجه الان ؟؟ لكن وش تسوي
به وليش جمعته فنظر لها اسحاق وكأنه يقول لا أحد
يسأل سعييد عما يفعله كل شي راح يتضح ويبان ولو
بعد حين .. أستمر سعييد في البحث عن النحل وعن
مايجمعه من اللبان والمر .. وبعد فترة قال لعمه اسحاق
عندي كميه كبيره حاطها في خريطه من اللبان والمره
فقال له تجده بيسر وسهوله يا سعييد فقال يا عمي الغالي
أجده ولكن بعد أن أخذ الموجود لا أجد مرة ثانية إلا بعد
سنه تقريبا ولكن هناك طريقة علمتني إياها أمي يرحمها الله
فقال اسحاق وما هي .. فقال سعييد أخذ حديده أو حجر
وانقر جذور الاشجار فيطلع من ذلك المكان مادة لونها
في البداية شفافة تتحول بعد ذلك الى لبان بأذن الله أو
مره طبعا عندما تسيل من جذوع الاشجار تكون شفافة
ولكن الشمس تحولها الى اللون الذي تظهر به المرة
تظهر بين الصفار والحمار واللبان بين الابيض والبني
وهكذا وبهذه الحالة أقدر احصل على كميات كبيره
خلال وقت قصير شهر مثل أو عشرين يوم حتى يكون
المنتج في وضعه الصحيح .. فهزت رأسها جميله
وتبسمت فقال والدها على ماذا تبسمتي يا بنتي قالت
كنت في عجلة أرغب في فهم هذا الشي وفهمته الان
الله يوفقك يا خوي يا سعييد مو عيب المرجله الله يجعلك
في أعلى المراتب واحسن الناس فقال الجميع آمين آمين
وكانت ثريا تشارك جميله بهز رأسها وكأنها هي التي
تقول وأسعدهما ماسمعوا وعرفوا .. كذلك أسعد اسحاق
وزوجته مريم .. ما يفعله سعييد .. المهم قال اسحاق
لسعييد أبعد اللبان عن المره حتى لا تصل ريحة
المرة إليه .. وحطهما في خريطتين أخريتين حتى
أخذهما يوم السوق وأعطيها أم صالح التي تبسط
في السوق وهي أمينه وراح تبيعه لك ولن تقصر
واذا حبيت اجيب لك القيمه حاضر واذا حبيت تحفظها
عند عمتك مريم على راحتك فقال سعييد وهل لي أحد
غيركم طبعا أعطها العمه والام الحبيب مريم ولن
اطلبها ابدا فقال هذه الاموال لن يقربها أحد أبدا كما
قلت لك واذا اصبحت كثيره اجيب بها لك غنم وتضعها
مع غنمنا وهي لك وبأسمك والله يبارك لك فيها .. فقال
سعييد كما تحب أنت العم والوالد والحافظ والحافظ الله
المهم أستمر سعييد في تنقيب الاشجار التي تنتج المره
واللبان ويجمع ما يمكن جمعه وكل شهر أو شهرين
يصبح لديه كمية لا بأس بها ويعطيها عمه يوصلها لأم
صالح في السوق وهي تبيعها وتعطي قيمتها لأسحاق
واسحاق يعطيها زوجته ترفعها مع ما لديها لسعييد
طبعا لدى اسحاق عمل أخر غير ما يقوم به من
ملاحظة مواشية والتي يصل عددها أكثر من مائة
وخمسون رأس ولديه أبقار وعمله هو الحراثة وزراعة
الارض ويسني أحيانا ليسقي الزروع اذا لم يأتي مطر
وهذه هي حياة هذه الاسرة .. عاد سعييد عند الظهيرة
بمواشية ليتم سقياها .. فأتت جميله وثريا بغداءه وشاهيه
ولكن لاحظ على وجهيهما عبوس بعض الشي فقال
مالكما لستما على بعضكما فقالت جميله أمي تعبانه
ويظهر أنها ستلد قريبا .. فلم تكمل كلامها إلا وفز
سعييد الذي أفزعهما وذهب الى البيت جريا وكأن هناك
شيئا ليس عاديا فقال اسحاق لأبنتيه وش السالفه فقالتا
قلنا لسعييد أن أمي تعبانه فأنخرع وذهب كما ترى وهو
وجل ومتأثر فقال ما عليه الله يصلحه ويوفقه خايف على
عمته مريم ويغليها ..وقع سعييد في الطريق وهو يجري
لتأثره وأتسخت ثيابه ولكنه لم يبالي وواصل جريه حتى
وصل البيت ورفع صوته قائلا يا عمه فقالت تعال تعال
تلك عمته مريم فدخل عليها فتبسمت في وجهه وقالت
تعال .. سلم عليها وبقي واقفا فلاحظت أتساخ ثيابه
فقالت وش في ثيابك هكذا فقال ما عليها شي المهم
كيف حالك يا عمه وعساك بخير ولا باس عليك فقالت
الحمد لله ما فيه شي ولكن بعض الاوجاع وهذه عادة
تصير مع قرب الولادة يا ولدي فلا تخاف انا في احسن
حال فتقدم وقبل رأسها وقال ان شاء الله ما عليك إلا
العافية وان شاء الله يشرف المولود وأنتي بأتم حال
فقالت ان شاء الله .. لا تخاف يا ولدي هذه أمور النساء
رح لعمك واخواتك وتراني بخير والحمد لله .. خرج
سعييد يمشي على مهله وعاد لمكان سقيا المواشي عند
البير فضحكت جميله وكذلك ثريا عليه وقالوا له طحت
فقال لا مشكله الحمد لله تطمنت على عمتي وهذا المهم
فقال اسحاق تعال يا سعييد وغسل وجهك ونظف ثيابك
على شان تتغدى وجميله تسرح بالغنم حتى ترتاح
وتلحقها غسل سعييد ورجع وتغدى وشرب الشاي
ولحق بجميله ليذهب بالمواشي تعشي وكانت هذه أول
مره يتواجد سعييد وجميله لوحدهما فلما رأته تبسمت
بل ضحكت فقال تدوم البسمه يا أختي قالت الله يدوم
عليك الصحة والعافية اضحك على طيحتك كنت مثل
المجنون وانت تجري .. فقال الوالده عزيزه وغاليه
فقالت الله يعز مقدارك وتراك عزيز وغالي وأغلى من
الروح وأتجهت الى البيت بسرعه وكأنها خجلت من
قولها لسعييد فوقع كلامها كالصخرة على دماغ وعقل
سعييد وعلى قلبه ولكنه لكبير حبه لهذه الاسرة لم يعتبر
هذا الكلام بغير أعتباره وهو تألف الاسرة وحبها
لبعضها مع أنه أثره فيه تأثيرا مختلفا بعض الشي
ولكن لم يظهر شي يسي لها أو للأسرة كلها فهو يحبهم
ويقدر الجميع ولن يكون حسنا أن يفعل أو يضمر شيئا
غير مناسب .. المهم مضى على سعييد عند هذه الاسرة
سنتين تقريبا واصبح عمره يقارب السادسة عشر
وجميله أصبحت في العاشرة أو الحادية عشر ..
عاد سعييد ملهوفا ليعرف أخبار العمه .. ولكن جميله
وثريا كانتا في استقباله ليحلبوا الاغنام فبادراه بالقول
أن الوالده بخير ولم يحصل شي جديد ولكن ان شاء الله
قريبا تلد بالسلامه .. انتهوا من حلب الاغنام وعادوا
جميعا وأتي بالعشاء الذي سوته جميله وثريا ولكن
قال ماني جيعان ولم أتغدى إلا قريبا من العصر فقالت
جميله أمي وصتني عليك أن تتعشا معانا وإلا ما تريد
تذوق العشاء اني اللي سواه أنا واختي ثريا .. فقال
لا مو هذا السبب ولكن ما دام وصت الغاليه آكل ولو
ما اريد .. المهم تعشوا وكانت بعض النساء القريبات
لمريم موجودات عندها للأطمئنان عليه والقيام بما
تحتاج فهي في وضع مخاض كما يعرف ..
نام الجميع ولم يناموا جيدا فقد كان الجميع في حراوي
البشارة ولكن لم يحصل شي .. المهم في الصباح قام
الجميع وافطروا ودخل اسحاق لزوجته يطمئن عليها
وأستأذن سعييد كذلك للأطمئنان عليها فقال له عمـــه
اسحاق هذه امك ادخل عليها متى شئت فقال له شكرا
يا عمي والله يحفظها لك ولنا وييسر عليها ان شاء الله
دخل ولكن قبل يدخل قال انا سعييد ادخل فقالت مريم
أيه يا ولدي لو ما جيت طلبتك تجي انا بعد ودي أطمئن
عليك .. فدخل وسلم عليها وقبل رأسها وهكذا دائما
سلامه وقال كيف حالك يا أم سعييد فقالت فالك ان شاء الله
يجيلك اخو وان شاء الله نسميه سعييد كما طلبت فقالت
احدى الجالسات وليش اسم سعييد فأحمر وجه مريم
غضبا مما قالت.. فقالت أمرآة أخرى اسكتي وش دخلك
انتي في عيال الناس يسمونهم كما يشاءون .. فسكتت
وأدارت وجهها مريم..خرج سعييد وأخذ مواشيه وسرح
بها وفي وقت الظهيرة أوردها وكان كل همه ان يعرف
الاخبار فأستقبلته جميله واشارت له بيدها أنه لم يحصل
شي بعد .. سألها كيف حال أمها فقالت هي بخير ولكن
الولادة ما هي سهله والله يسهل عليها فقال سعييد آمين ..
نظرت إليه جميله وقالت هالكثر تحب أمنا فقال وهي
أمي أيضا كيف ما أحبها الله ييسر عليها وتقوم بالسلامه
ونفرح بسلامتها .. اسقوا المواشي وذهب بها سعييد
بعد أن تغدى وشرب كأسة شاي ولم يهناها ولكن الصبر
والله المستعان .. عاد في المساء وكانت جميله وثريا
في أنتظار ليحلبوا الاغنام فعرف من وجهيهما انه لم
يحصل شي .. بعد أن أنتهوا قال سعييد لجميله ممكن ؟؟ .
فقالت سم فقالت أنجري بعض الحليب (سخنيه) وحطي به مرة
مدقوقه وأعطيه الوالده تريه زين فقالت أبشر ما كان على
بالي وانا بنتها ولكن راح اقول انك انت من قال هذا
فقال الله يحفظ الجميع .. قدم العشاء فلم يتعشا أحد منه
وبعد ذلك قال اسحاق قوموا ناموا وقبلها مر سعييد على
عمته مريم وسلم عليها وتمنى لها السلامه .. ناموا وفي
الصباح قاموا كما هي العاده وأفطروا وأستعد الجميع
للذهاب كلا لعمله .. ولكن جميله قطعت على الجميع
ذلك وصاحت سعييد سعييد .. فركض سعييد إليها وقال
خير خير .. فقالت مو أنت يالغالي ..

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

هدوء الجوري
08-22-2017, 08:59 AM
ابدعت سلم لنا قلمك
الراقي وهذا الغيم
الذي تجلى باحججوة فكرك
ساكون هنا فاثري المنتدى
وقلوبنا بروائع حديثك

سهم المحبه
08-22-2017, 11:29 AM
الجزء الســــــــــادس ....

سعييد اللي أقصده سعييد الصغير .. ابشركم أمي ولدت
وجالها ولد .. فعانق سعييد عمه اسحاق مباركا وسأل
الله ان يحفظه ويقوم أمه بالسلامة فركضت جميله وثريا
في أتجاه والدهما وهو معانق لسعييد وعانقوهما مع
بعض وطال العناق والفرحة .. ولكن لم يكن ممكنا
أن يدخل سعييد ولا حتى اسحاق في هذا الوقت ..
المهم .. سعييد عانق عمه اسحاق مرة أخرى وقبل
رأسه ويديه وفعلن أخواته مثله وقال هل هذا هو اسم
اخي الجديد فقال اسحاق نعم سيكون اسمه سعييد بأسمك
ان شاء الله والله يحفظكم جميعا .. تجرأ سعييد وأمسك
بيدي جميله وثريا كل واحدة من جانب له وأخذهما معه
وهو متجه الى جهة المواشي .. وحرصهم أن يهتموا
بالوالده وبالصغير وسيطول عليه هذا النهار حتى يعود
ويرى الغالية ووليدها الصغير .. فشكرتاه وتمنوا له
الصحة وطول العمر .. بعدها ذهب ولكنه عاد الى عمه
وقال بهذه المناسبة يا عم حصلت على ثولين نحل جديده
ولكن لم استطيع ان اقول لك بسبب ما كانت فيه الوالده
أما الان فيمكن وأبي أجيبهما قبل الظهر واضعهما في
خلايا جديده .. فقال سأتي لأرى كيف تفعل ودي يكون
عندي خبره فقال حياك الله سوف أنتظرك .. وبعد أن
ذهب سعييد غير بعيد زهم عليه عمه اسحاق وقال
أمسك لي جدي أوعناق ويكون سمين وأربطه اريد
اذبح وأعطيه لأخواتك يقدموا لحم مسلوق ومرق لعمتك
فقال حالا وفعل ما أمر به ..وأكمل الباقي اسحاق وقدمه
لبناته واوصاهم يأخذوا منه جزء مع الكبد ويسلقوه
ويقدموه للوالده ويسووا غدا له ولسعييد من الباقي لأنه
سيعود قبل الظهر.. وابشركم يا بنات حصل أخوكم
نحل جديد رايحين نجيبه .. فقالتا الله يرزقه ان شاء الله
المهم بعد أن انتهى اسحاق لحق بسعييد في المراعي ..
وعندما رأه سعييد أتي إليه سعيا وراقصا وله اصوات
جميلة وسعيدة جدا وضمه الى صدره وبارك له بالمولود
وتمنى ان يحرسه الله ويصلحه.. فبادله اسحاق الامنيات
وقال هيا نذهب الى مكان النحل ونأتي به .. ولكن وش
رأيك ندور بلكي نلقى شي جديد على حظي فقال سعييد
على بركة الله .. انتشروا وقال سعييد من وجد شي
يصيح سعييد سعييد مرتين وهي علامه أنه وجد ..
بعد وقت ليس بالكثير صاح اسحاق سعييد سعييد
واذا سعييد يصيح سعييد سعييد .. اجتمعوا بعدها
وقال سعييد وجدت ثولين وقال اسحاق وانا بعد وجدت
ثولين .. فقال سعييد يعني عندنا ستة أثوال اللهم لك
الحمد .. فقال اسحاق الفال طيب اسم سعييد وهو اسمك
فقال آلا يمكن ان يكون فال أخي الصغير .. فقال فالكما
يا آل سعييد .. ضحك الجميع وقال سعييد لن نستطيع نقل
الستة أثوال في مرة واحده خوفا أن يتأثر النحل ولكن
اليوم ننقل ثلاثة وبكره ثلاثة فقال اسحاق على خير ..
قاموا طبعا على معرفة سعييد بطريقة النقل وهي اولا
معرفة الملكة والامساك بها ووضعها في مكان لا تخرج
منه فيتكوم عليها النحل ويتم نقله في وسط قطعت قماش
مبلوله مثلا عمامه او ما شابهها تكون بيضاء وخفيفه
وقاموا بنقل ثلاثة اثوال من النحل واخذوها وعادوا بها
الى البيت ووضعوها في خلايا جديدة بعد ان وضعوا
بعض أقراص العسل ودهون الخلايا بالعسل حتى تكون
جاهزة لبقاء النحل بها ..وبعد ان انتهوا ذهبوا الى البيت
وقد كانت حالة الوالده أحسن فدخل اسحاق وسلم على
زوجته وبارك لها وقبل الصغير وزهم على سعييد
فدخل وسلم على عمته مريم وقبل رأسها ويديها وقال
من الان انتي أم سعييد وانا سعييد ولدك الثاني فقالت
بل ولدي الاول وأخوك الثاني الله يحفظكم .. فقال سعييد
ماذا فعلت بالصغير يا عم فقال لم أفعل به شي .. فقال
سعييد من السنه أن تحنكه في فمه بتمره بعد ان تمضغها
لتصبح طريه على فهمه وتؤذن في أذنه اليمنى وتقيم في
أذنه اليسرى هذا من السنه وتسميه بعد ذلك بما شئت ..
فقال اسحاق من قال لك هذا القول وانه من السنه ؟؟
فقال أمي قالت لي هكذا وهكذا يفعلوا أهل السنه
والجماعة .. فقال تسلم بارك الله فيك .. وانا سمعت بهذا
الشي ولكن مع الفرحة نسيت والان اسوي كما قلت الله
يصلحك ويهديك ويوفقك .. فقال سعييد وأياك وأخواتي
واخوي وأمنا جميعا..سما بالرحمن اسحاق وأخذ الجنين
وحنكه بتمره بعد ان لينها وأذن في أذن واقام في
الاخرى وقال اسمك سعييد الله يسعدك ويسعد أخوك
سعييد واخواتك وأمكم جميعا .. فقال سعييد وأياك
يا عم يا أبو سعييد .. فتبسم اسحاق واعجبه قول
سعييد جدا وخرج هو وسعييد وأتت جميله وثريا
بالغداء من اللحم الذي وصى به ابوهما وتغدوا جميعا
مع بعض وسأل سعييد هل تغدت امنا وأكلت شي فقالت
جميله نعم سلقنا له بعض اللحم مع الكبد وجبنا لها مرق
وأكلت وشربت مرق فقال هل حطيتوا لها مره في القهوة
فتبسمت جميله وقالت وش عرفك بهذه الامور فقال
الحاجة يا بنت الرجال الله يحفظ الجميع فقالت نعم ذوبنا
لها مره في القهوة وشربتها وذكرتك بخير لأنها تتذكرك
كلما ذكرت المرة وريحة المرة..فضحك الجميع وحمدوا
الله على العافية والسلامه .. عاد سعييد بالمواشي بعد
الظهيره ليسقيها ولم يحضر اسحاق فأسقاها هو وجميله
وثريا وجعلها ترتاح وقت ثم ساقها للمراعي قريبا من
البيت حتى قريبا من المغرب فساقها الى المرحان وأتت
أخواته وحلبوا وارضعوا البهم وأدخلوها المراح وعادوا
والجميع في فرح وسرور ..وتم تقديم العشاء فقال سعييد
والغاليه .. فقالوا له تطمن الغاليه قدمنا لها كلما تحتاج
وزياده ولكنها مشغوله بمن اشغلها .. فقال سعييد الله
يخليه لها ويحفظهما .. وفي اليوم التالي وبعد الافطار
والاطمئنان على أم سعييد خرج سعييد بالمواشي وعمه
معه لياتوا ببقية النحل وبالفعل أتوا به كما في اليوم
السابق وتغدوا من بقية اللحم وقدم لأم سعييد بعضا منه
فقال سعييد الحمد لله اصبح معنا عشر خلايا من النحل
وان شاء الله نجني منه العسل الوفير ونبيع ما يزيد عنا
فقال اسحاق اسمعك تقول معنا فقال سعييد ايه معنا انا
وانت واهل البيت منا وفينا فقال لا تعيد هذه العبارة مرة
أخرى فأنت تعلم ماذا قلت لك والله العظيم ما يجينا مما
هو لك شي إلا بشراء فأحمر وجه سعييد تأثرا من كلام
عمه اسحاق فقال ستجعلني اترك كل هذا ولن تعرف لي
طريق يا عم فقال وان فعلت ذهبت ابحث عنك ولا
أعود حتى القاك وهل لنا بركه وراحه ألا بوجودك بعد توفيق
وبركة ربنا .. فقال سعييد ليش تقول ما قلت فقال
اسحاق لي أمنيه ان شاء الله تتحقق فقال سعييد وما هي
حتى أرتاح مما أعانيه .. فقال ودي يصبح لك مال وفير
وأشتري لك حلال به تربية ويرزقك الله من فضله
واشوف عندك مالا وفيرا وأزوجك وافرح بك كما
أفرح بأولادي وانا عندي من فضل الله الشي الكثير
بلاد ومزارع وابقار ومواشي وعندي من المال الكثير
فقال سعييد وهو متأثر من ممانعة عمه تلك
هذه الامنية يا عمي كل انسان يتمناها بكل تأكييد ولكن
تأتي مع الوقت والصبر ان شاء الله وانا ودي ان يكون
لي يد معك وشي أقدمه مقابل تضحيتك ومساعدتك لي
فقال اسحاق تقدر ان شاء الله فيما بعد وهاأنت تقدر الان
وتقوم بخدمتي ورعي حلالي بأمانه وأمين وأنت في
بيتي ووسط أسرتي وهذا لا يأتي إلا من أنسان ذا صفات
عاليه وأخلاق كريمه .. ولا تعذبني واتركني أسوي اللي
في نفسي حتى أصل لما خططت له وهو رفعت شأنك
وتعويضك عما فاتك في فقد والديك وحقوق والدك التي
راحت بدون حق شرعي..فقال سعييد على كيفك يا عم
اسحاق الله يوفقك ويكتب لك الاجر والصحة والعافية
ويفرحك بالصغير سعييد ويجعله من مواليد السعادة
ويكون سند لك .. فقال ان شاء الله بوجودك يا وجه الخير
المهم .. تم نقل النحل كما قلنا واصبحت حالة الوالدة
مريم أحسن وطبعا أتى اسحاق لها بكل ما يلزمها من
ملابس وغيرها ويوجد سمن وعسل وذبيحه قدم لها
منها الكثير وذبح اسحاق مره أخرى في اليوم الثالث
وفي اليوم السابع ذبح ثلاث ذبائح واحده خاصة لمريم
وقدم لها الكبود وبعضا من اللحم الطري وفي الليل
قدم ذبيحتين كتمائم للصغير سعييد وعزم أهل القرية
وبعضا من أهالي القرى المجاورة وتم اعداد مكانا
خاصا في جهة من البيت بعيدا عن محارم البيت
الخاصة ووجهته وتم فرشه واعداد ما يلزم وكان
سعييد موجود وهو الذي قام بأكثر العمل وكانت
جميله معه تساعده وثريا مع صغر سنهما ولكن
سعييد كان يوجههما المهم أنتهى ذلك العمل قبل
المغرب بدقائق وجاب اسحاق من يذبح الذبائح
ويطبخها وجهزوا البنات القهوة والتمر ليقدم لمن
سيأتي من المعازيم وبعد المغرب حضر البعض
وحضر البقية بعد صلاة العشاء وكان اسحاق فرحا
جدا بما رزقه الله به وفرحا جدا بالصغير سعييد
وسعيدا بما يفعله سعييد وأخواته أمام عينه وفي
حضوره .. أكتمل حضور الضيوف فسأل أحدهم ماذا
سميت مولودك يا اسحاق فقال سميته سعييد بأسم سعييد
الذي ترونه أمامكم يقدم القهوة .. فقال السائل وكيف
تسميه بهذا الاسم وهذا غريب ما تعرفه إلا قبل
وقت قصير .. فغضب اسحاق واحمر وجهه وتغير صوته
ولكنه تصبر حيث الوقت والمكان لا يسمح بالرد ولكنه
قال سعييد ولدي وسعييد ولدي والاثنين لا فرق بينهما
ومن قال غير ذلك سيسمع مني ما لا يحب وعلى كل
حال الله يحييكم جميعا وأهلا بكم وأسعدنا تشريفكم لنا
وأردف قائلا سعييد الكبير معروف له أصل كريم وأهله
كرام ماهو مجهول نسبه معروف الله يحفظ الجميع ..
فقال السائل الله يدلك أنت أبخص بنفسك ومن هو قريبا
منك .. كان سعييد يباشر على الضيوف بالقهوة والماء
لمن طلبه ويذهب ويعود ويتحرك عند الضيوف وعند
العشاء وداخل البيت وخارجه وله حركة لا يتوقف أبدا
وكان اسحاق يلاحظ كل ذلك ويسعده ما يراه ..
تم تقديم العشاء التمائم وتعشى الجميع وكان الحضور
كبيرا جدا فقد حضر أكثر أهل القرى المجاورة وأهل
القرية التي هو فيها اسحاق بكاملهم ولم يتأخر أحد وهذه
عادة جميلة بأن يحضر من تتم دعوته ولا يتأخر أبدا ..
بعد العشاء وذهاب الجميع ولم يبقى إلا أهل البيت فقط
اجتمعوا جميعا حول مريم وأبنها الصغير وكان سعييد
يتحرج من الدخول عليها ولا يدخل حتى يرفع صوته
خارج الباب ويقول انا سعييد أدخل فتسمح له مريم
بالدخول مرحبتا به .. فلما أجتمع حولها الجميع قالت
وين ولدي الكبير .. سمعها من خارج البيت وقال أنا
هنا يا أم سعييد الله يحفظك فقالت تعال تراك ولدي
الاول والغالي .. فقال اسحاق نعم ولا يسير غير هذا
بأذن الله ما دمت حي .. فصفقا البنات وقالتا الحمد لله
صار عندنا سعييدين ولله الحمد.. فضحك اسحاق وكذلك
مريم .. دخل سعييد وقبل رأس عمته مريم ويدها وقبل
رأس عمه ويديه وقال أعطوني الغالي خلوني اشوفه
وأتبين ملامح وجهه الله يحفظه فمدت به مريم لجميله
توصله لسعييد وقالت لن تراه الان تماما ولكن بكره
في النهار تعال وشفه وتبين ملامحه كما تحب .. فقال
ان شاء الله سمر الجميع حول مريم وصغيرها بعض
الوقت ثم ذهب الجميع للنوم .. وفي اليوم الثاني بعد
الافطار قال سعييد لعمه يا عم اسحاق انتصف وقت
الربيع في هذه الايام أو نحن في نهايته وشفت النحل
اليوم وكشفت عن واحدة من الخلايا فوجدت العسل كثير
جدا بفضل الله .. وودي بكره او بعده نجمع العسل من
الخلايا ونفصله عن الشمع ونعبيه في جلود مناسبه فقال
اسحاق كم يكفي من الجلود فقال لا أدري حسب كمية
العسل فقال انا عندي حوالي سبعة جلود مدبوغه بشكل
جيد وجديده لم يوضع بها شي من قبل وراح ازيد لك
ثلاثة لتصبح عشر واللي الله يرزق به من العسل خير
وبركه .. فقال بأذن الله تكفي .. المهم في ذلك اليوم
سرح بالحلال للمراعي وفي اليوم الثاني سرحت جميله
وثريا بالحلال وبقي هو في البيت وفي وقت الضحى بدأ
سعييد وعمه أسحاق بأخراج أقراص العسل من الخلايا
العشر في صحاف كثيرا وكانت الكميات كبيرة جدا
وجيده جدا .. وقام سعييد بفصل العسل عن الشمع وقام
بتعبيئة العسل في تلك الجلود فكانت العشر مليئة بالعسل
فشكر الله تعالى على ما وهب .. وكان العسل ذا أهمية
في تلك المنطقة وفي كل المناطق وخاصة الجيد منه
أذ كان يطلب بخصوصية كبيرة .. وأخذ سعييد اثنين
من تلك الجلود المليئة بالعسل وتسمى (نحوا) أو (نحي)
وذهب به الى عند عمته مريم وقال هذين لك يا عمه
عساه بالعافية وكان اسحاق لحق به ليرى أين يوديها
ونظر إليه وكاد يتكلم رافضا ولكن سعييد سبقه وقبل
رأسه وقال الخير خير الله ولا تكسر في خاطر يا عم
وأنت والد وهذه والده والبقية اخواني كما تقولون ؟؟
فقال اسحاق تسلم يا سعييد البيت بيتك والاهل أهلك
وأفعل ما تريده لن يعارضك أحد .. وخرج وترك
سعييد عند عمته مريم .. فقال لها خذي على أصبعك
يا عمه واطعمي سعييد من العسل تريه طيب له وهو
في هذا السن وكان عمر سعييد الغصير أكثر من
شهرين .. فقالت ان شاء الله الله يخلف عليك يا سعييد
ولا تهون يا ولدي..ولا تخالف عمك اسحاق تراه يخطط
ويحاول أن يجعلك من أحسن الناس .. فقال سعييد الخير
خيرالله ثم خير عمي اسحاق وأنتي كذلك وأخواتي خليتوني
كأحدكم ولم اشعر بالغربة أبدا وكأني أنولدت هنا وهنا
تربيت والله أني من أسعد الناس وانا في جواركم ومعكم
فقالت لا تقول كذا يا سعييد الله رزقنا بك ومن جيت الى
هذا الوقت والخير كثير شف مزارع عمك اسحاق
وحلاله يتكاثر بشكل منقطع النظير وهذا بجهودك
يا سعييد .. فقال الحمد لله على كل حال .. عاد سعييد
الى عمه ورأه في هواجيس لم ينتبه لحضوره ..
فقال الله يجعل ما تفكر فيه يا عم خير أنت وين رحت
فأنتبه وقال هو خير ان شاء الله يا سعييد .. افكر في
هذا العسل وكيف نبيعه وأخاف السوق ما يشجع على
البيع .. فقال سعييد ما لنا إلا ما كتب الله وانت خبير
بهذه الاشياء فقال أكثر منك فقال طبعا في السوق
والاسعار وما شابه انت أكثر خبره .. فقال اسحاق
بعد كم يوم يكون السوق ونروح بالعسل وستكون
معي وحط ما عندك من المرة واللبان في خرائط على
شان أوديه عند أم صالح تراها كل ما شافتني تسألني
عنك وتقول ما عندك شي لأن من تحضره من اللبان
والمر .. نظيف وجيد جدا وهو مطلوب سواء ممن
يبيع ويشتري فيه أو ممن يطلبه ويشتريه .. فقال ان
شاء الله .. نظر اسحاق في سعييد وقال له ألبس احسن
ثيابك وتعدل وخذ في يدك عصا ولا تمشي بدون عصا
وخلك في السوق معي والله يرزقك من فضله .. فقال
ان شاء الله يا عم .. المهم جاء وقت السوق وذهب
اسحاق ومعه العسل محمل على جمل في وسط حصيره
وضعت على ظهر الجمل وتم أنزاله في السوق في
المكان الخاص ببيع العسل والسمن وتم عرض العسل
واذا بواحد من قرية سعييد يراه .....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

أنثى حالمه
08-22-2017, 01:36 PM
مستمتعه جدا بـ تلك السطور

وانتظر ماتبقى بكل شغف

لك قوافل ورد

مودتي

الشفق
08-22-2017, 10:09 PM
شيخ شفق


متابع ....
:36_1_55:

للنهايه

دمت بخير

سهم المحبه
08-31-2017, 03:18 AM
اشكرك إيتها الحالمه لهذا الحضور والمتابعة
وأتمنى أن تنالي وفرا من المتعة وكمال الاستمتاع
طبتي وطابت أوقاتك

سهم المحبه
08-31-2017, 03:19 AM
تزدان الاحداث وتكمل بهذه المتابعة
اشكرك الشفق وآمل ان يكون وجودك دائما

سهم المحبه
08-31-2017, 03:21 AM
الجزء الســــــــــابـــع ....

وقد تغير سعييد طولا
وعرضا وشبابا فقد قارب عمره الثامنة عشر وبانت
شواربه ولحيته وهو في أبهه من اللباس والشكل
والثقة وفي تواضع كبير وكان وجه سعييد جميلا
بشكل كبير وبانت عليه النعمة وراحة البال وصحته
جيدة جدا .. المهم في السوق أتى رجل ممن يتاجر
في العسل ويشريه بكميات كبيرة وهو معروف ..
وقال هل أحد سام هذا العسل فأشار اسحاق الى سعييد
وقال هذا صاحبه فنظر الرجل الذي من قرية سعييد
الى العسل الكثير في ثمانية أنحيه مليئه وبهت ودهش
جدا ولم يتكلم .. المهم قال الرجل أنت صاحب العسل
فقال لا صاحب العسل الذي قال لك أني صاحبه وهو
الذي يقطع في أمر العسل .. فقال لا تبيعوا قبل ان
تعطوني خبر فأنا اشريه وأزاود عليه في السوم ..
فقال اسحاق ان شاء الله ولكن لم تضع سوم انت حتى
نعرف .. فقال أنا شفت العسل وذقت طعمه ولي فيه
رغبه اشريه .. وتروني ازود على أي سعر وقال هذا
القول بشكل خاص لأسحاق .. فقال اسحاق ضع سوم
طيب على شان نقول ان فلان سام بكذا .. فقال سومي
هو كذا وكذا ووضع مبلغ كبير جدا في ذلك العسل ..
طبعا ذلك الرجل الذي من قرية سعييد ما زال موجودا
ويسمع وكاد ينهبل لما سمع سوم الرجل الراغب في
شراء العسل كون سومته كبيرة جدا وألتفت ينظر
ويستغرب هل هذا العسل له فعلا وهل حاله تغير فعلا
الى هذه الدرجة بعد الحال الذي كان فيه وسأل اسحاق
وقال من أي قرية أنتم فقال له اسحاق من القرية الفلانية
هل تريد شي محدد فقال له لا فقط احببت أعرف الله
يبارك فيكم .. حضروا بعد ذلك من يتاجرون في العسل او
من يحب شراءه للأستفادة منه واستخدامه ولكن اسحاق
رفض التجزئه وقال البيع بالكامل لكل العسل دفعة
واحدة وكان ذلك طمعا في أعلى سعر .. فكان التاجر
الاول يأتي ويذهب وكلما زاد أحد في السوم زاد هو
حتى وقف عليه السعر النهائي ولم يزود أحد على سومه
ونظر اسحاق الى سعييد وقال وش رايك فقال انا مالي
رأي هنا أبدا أن أردت البيع بع وانت حر تتصرف بما
تعرفه وتراه..فقال للرجل الذي وقف عليه السوم النهائي
الله يبارك لك .. فأتى ودفع السعر وأخذ العسل وذهب ..
ذلك الرجل الذي من قرية سعييد ما زال ينظر بدهشة
بالغة وأستغراب كبيرلما يحدث أمامه ولم ينصرف حتى
أنصرف اسحاق وسعييد معه .. جلس اسحاق في المكان
الذي كان جالسا فيه لما شاف سعييد لأول مرة وطلب
قهوة وتمر وسعييد معه وطلب قرصان البر وما يقدم
معها بعد ذلك وكان سعييد مبتسما وكان ينظر بين الفينة
والاخر الى المكان الذي كان جالس فيه أول مره ..
وأتى صاحب المحل بالقرصان البر ومعها اللحم
الحنيذ واشيا أخرى ولم يكن إلا اسحاق وسعييد
وكان ذلك الرجل يتابع اسحاق وسعييد عن بعد
دون أن يرياه والله يعلم ما يخفي بتلك الحالة التي
هو فيها .. قال اسحاق يالله وانا عمك يا سعييد
بسم الله .. فقال سعييد انا ما اريد أكلت قبل سوية
فقال متى وانت معي ولم نفترق ؟؟ ولكن اسحاق
فكر وتذكر قول سعييد عندما تقابل هو وعمه اسحاق
اول مره فضحك اسحاق ضحكا كبيرا وكثيرا وقال
الحمد لله الذي يغير وهو لا يتغير .. صحيح يا سعييد
تغير الحال وأسأل الله أن تدوم علينا الصحة والعافية
والرزق الحلال .. والمفاجئة التي قررت أن أفاجئك بها
كبيرة وجميله جدا ستفرحك يا سعييد .. فقال مالي من
بعد شورك شور يا ابو سعييد فتبسم وشكر الله على ما
وهب .. بدأوا يأكلون ولم ينتبهوا لذلك المنحوس الذي
يراقبهما وكأن العقارب والحنشان تنهش من لحمه
من كثر أستغرابه ودهشته وحسده .. الله المستعان
عاد اسحاق وسعييد الى بيتهما بعد أن أخذ اسحاق
كل ما يحتاجه لأهله ووصل البيت وكانت أم سعييد
جالسة وفي حجرها سعييد الغصير وهو يلاعب
يديها وهو أبن الشهرين والنصف تقريبا وبانت ملامحه
وصحته وأصبح يتبسم لمن يلاعبه ويسمع صوته ..
فقالت أم سعييد بشروا ان شاء الله توفقتم فقال اسحاق
كل التوفيق باركي لولدك سعييد باع عسله بقيمة خياليه
جملة ودفعة واحدة ولله الحمد .. فقالت مبارك عليك
يا سعييد والله يرزقك من فضله .. شكرها وقال بعد
خيرك يا أم سعيد وبعد خير عمي ابو سعييد .. شكروه
على ما قال .. قام سعييد وقال اسحاق وين يا سعييد
فقال رايح لأخواتي اولا اعطيهم مما جبت لهم وأكفيهم
فقال اسحاق بل نقابلهم عند البير نسقي لهم حلالهم
وبعد ذلك تروح انت بالحلال وهن يأتين الى البيت
وانا عند مشوار قريب وأعود المغرب او بعده ان
شاء الله .. فقال سعييد حبا وكرامه يا ابو سعييد
وكان اسحاق يستطيب أن ينادونه ابو سعييد
وخاصة سعييد .. ذهب سعييد الى البير لتحضير
الماء فقد قرب وقت السقيا .. وأنتظار أخواته
وصلن أخواته وأوردوا جميعا الحلال على الماء
وشرب واستراح بعض الوقت حيث كانت العادة
بعد أن يسقون المواشي يتركونها ترتاح وتجتر
لنصف ساعه أو ساعه كامله ثم يسوقونها الى
المراعي لتكمل رعيها الى الليل .. ذهبن البنات
الى البيت وتناولوا الغداء وبعض ما احضر والدهما
من السوق .. وأنتظروا سعييد حتى يأتي قراب المغرب
بمواشيه كي يحلبونها ويرضعون البهم .. كالعادة ..
وبعد ذلك أتوا الى أم سعييد وجلسوا قريبا منها في
أنتظار ابو سعييد حتى يأتي كما وعد .. بالفعل حضر
ابو سعييد قريبا من العشاء وهو مبتسم وفي أحسن
ما يكون .. فقال تعال يا سعييد بجانبي هنا .. وأجتمعت
الاسره كلها حول بعض وتناولوا العشاء وبعد ذلك قال
ابو سعييد عندي مفاجئة للجميع ولسعييد على وجه
الخصوص .. فقالوا جميعا خير الله يجعل بوجهك
الخير يا ابوسعييد .. فقال وش تتوقع يا سعييد والمفاجئة
لك .. فقال لا علم لي ولكن في وجهك الخير .. فقال
اسحاق وش تبي تسوي بقيمة العسل وما بعناه مما
تجنيه من اللبان والمر .. فقال انا ما عندي شي ولا لي
شي يا ابو سعييد .. فقال بل نحن الذين ليس عندنا شي
ولا لنا شي .. والمال مالك وانت حر فيه .. فقال سعييد
اللي توجهني به اطيعه ولا أعارضه أبدا وأنت والد وانا
ولد والله يوفق الجميع .. فقال ابو سعييد لقد شريت لك
(80) رأس من الماعز والضأن بعضها بأولادها
وسوف تأتي بكره ان شاء الله ولك من عندي عشرين
رأس بأولادها مقابل تعبك معي وجهدك الكبير والذي
رأينا من خلاله الخير والبركة..فسكت سعييد وغرورقت
عيناه بالدموع وأستغرب الجميع مما حصل فقالت أم سعييد
سلامة قلبك يا ولدي ليش تزعل وتسوي في نفسك هذا
الشي هذا فضل من الله ولا لأحد فضل فيه فأحمد الله
وأفرح كما فرحنا .. فقال فرحي بكم اكبر وأجمل مما سمعت
ولكن هذا لا يعني أن لا أتذكر ما كنت فيه وما أصبحت
فيه .. ولولا فضل الله ثم فضلكم عليه لما وصلت لهذا
بجهدي فالحمد لله على كل حال .. فقال اسحاق هل
تعرف يا سعييد للعمل في البلاد والزراعه والسنواني
فقال سعييد ليش ماني ولد هذه الديار وهذا عملهم الدائم
نعم يا عمي اعرف وتحت أمرك فيما تريد وتأمر به
فقال بكره يأتي حلالك وقد أتفقت مع شخص من القرية
الفلانية أن يقوم برعي مواشينا وأنت تستريح من رعي
المواشي وتكون معي عند البلاد نقوم بما يلزم ...
فقال سعييد تحت أمرك يا عمي كما تريد فقال الله
يحفظك ويرعاك خلاص هذا هو ما أرغب فيه ..
وانتي يا جميله بكره في المغرب أفرزي من الماعز
والضأن الفلانيات بأولادها وحطوها في مراح لوحدها
وتكون لسعييد تضاف الى مواشيه التي ستأتي وهو حر
فيها وتكون على حظه .. فقام سعييد وقبل رأسه ويديه
وشكره على هذا التصرف وقال يا عمي لا أقبل ما
قررت إلا بشرط فأن قبلته أقبل وأنت رفضته فأنك
ستجعلني في مأزق وتكسر في خاطري فقال ابو سعييد
أفا وأنا ابو سعييد فضحك الجميع .. فقال اللي يعجبك
يعجبني يا سعييد وانا عمك وما اريد إلا الشي الطيب
لك .. فقال سعييد أطلق يديه اروح السوق واشتري
لبيتنا ولأخواتي ولأمي الغاليه أم سعييد اذا رغبت في
ذلك وأجعلي تصرف اكون حر فيه ولا تقيدني بهذا
الشكل .. ففكر ابو سعييد لحظات وقال خلاص اللي
يعجبك أفعله ولكن لا تسرف .. فقال سعييد بيض الله
وجهك وجزاك عني خير الجزاء .. أصبح سعييد مرافقا
لأبو سعييد بأستمرار عند البلاد يعملان فيها ويشرفان
على المواشي في مسراحها ومسقاها ومراحها ويتفقدونها
بأستمرار وزاد الرزق وأصبح سعييد لا يذهب للجبال
لجني اللبان والمره كعادته فيما سبق وأصبح الشاب
سعييد هرجة السمار في قريته والقرى المجاورة التي
عرفت قصته وأشتهر علمه وما صار إليه .. واضبحن
البنات لا يخرجن الى المراعي ولا الى البلاد واستقرن
في البيت حيث اصبحت جميله في الخامسة عشر او
قريبا منها واصبحت شابه وكانت جميله جدا كما
ذكرنا من قبل وكذلك أختها ثريا فهي قريبة منها
جمالا وشبابا وكبر سعييد الصغير واصبح عمره
يقارب السنة وبدأ يمشي وينطق ببعض الكلمات
وكان يحب سعييد سميه جدا اذا شافه يركض إليه
ويجلس في حجره ولا يفارقه إلا اذا نام ..
ايضا سعييد كان يأخذه معه عند البلاد ويحمله على
رقبته ويسليه ويلاعبه وكان حريصا جدا عليه ويخاف
عليه جدا .. وكان والديه يطمئنان عليه مع سعييد جدا
لما بينهما من ألفة ومحبه ..
*******
لا شك أن العمر يتغير ويتغير الحال والشكل مع مرور
الوقت بالنسبة للصغير عندما يكبر فقد ظهر على سعييد
الشباب وجمال هيئته الرائعة يزاد على ذلك أخلاقه
وطيبته وقلبه الطاهر والجميل .. وكان يتحاشا النظر
الى أخته جميله ولا يقف معها في مكان لوحدهما
إحتراما لعمه وعمته وخوفا على السمعة أن تصاب
بأذى أو أن يذكر عنه شي يسيئ لأهله الذين أووه
وحفظوه وساعدوه بكل أمانه ويريد أن يرد لهم
الجميل بالاخلاص في كل شي .. فكان دأبه أن لا
يقال عنه شي يمس كرامته وشرفه أو كرامة وشرف
جميله ومن ثم العائلة بكاملها ..
ولكن بالفعل كان هناك ما هو أكبر من الاحترام
والاخوة المتبادله بينهما والثقة البالغة فكان هناك
بعض؟؟ بل الكثير من الاحساس النفسي والحب الذي لم
يصرح به أحدا منهما ولم يقال فيه قول أطلاقا ولكن
كانت العيون فقط تتكلم والاحاسيس والمشاعر طبعا
بين جميله وسعييد .. وكان سعييد يبتعد كثيرا وفي كثيرا
من المرات عن الاماكن التي تتواجد فيها جميله ويغلق
الكلام كلما أتجه إتجاها نحو تلك الاحاسيس والمشاعر
وكان سعييد جدا يقضي وقته عند البلاد ومع سعييد
الصغير والعائلة بكاملها في سعادة مطلقة ..
بالطبع كان هناك ما يلاحظ من ابو سعييد وأم سعييد
فالعاقل لا تفوت عليه مثل هذه الامور ولكن ما رأوه
من سعييد جعلهما يرتاحان ويثقان فيه بشكل كبير ..
خاصة لما يصدر من سعييد من اقوال وأفعال وحركات
فكان أكثر الوقت أما ساكتا أو مبتسما أو في عمله وما
هو مكلف به وما يقوله عمه ابو سعييد ..
فكان بين ابو سعييد وأم سعييد كلام أذ قالت أم سعييد
يا ابو سعييد ما تلاحظ شي على سعييد فقال . ؟؟
بلى وعلى جميله أيضا .. ولكن العقل الذي يتمتع به
سعييد والامانه تجعلني أثق فيه ثقة كبير .. وكذلك أبنتنا
جميله فهي عاقله ومؤدبه ولا تأتي بما يرتاب فيه أحد
فهل ترين معي ما أراه فقالت أم سعييد صحيح وكلامك
صادق فيه ولكن ؟؟ فقال ما هناك لكن اذا توافقا ورغبا
ما عندي مانع وذلك أسعد ما يسعدني.. فقالت على بركة الله
ولكن نترك الامر حتى يأتي وقته وزمانه ..فقال ان شاء الله ..
كان سعييد لا يقرر له قرار في عمله ومع سعييد
الصغير أذ أكثر الاوقات مع بعضهما .. ولم يكن
يعلم سعييد ما يحاك ضده في الخفاء من مكايد ؟؟ ..

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

سهم المحبه
09-07-2017, 01:25 AM
الجزء الثامـــــــــــــــــن ....

ذلك الرجل الذي رأه في السوق وكان يعرفه بأسمه
ورسمه ويعرف كل شي عنه في قريت سعييد الاولى
أذ ذهب الى عمه علي بشكل سري ولوحدهما .. وقال
يا علي ما تدري عن ولد أخوك سعييد وين راح وش
صار فيه وأين دياره .. فقال لا والله ما ادري ولكن
روحة اللي ما يرد عساني ما اشوفه تراه أزعجني
في مطالبته بقسم والده وأنت تعرف الحقيقه .. فقال
الرجل لا يا علي أقتنع وصمت أذنيه بما قلنا له ولن
يطالب مرة أخرى ولكن لو رأيت ما رأيت لحدث لك
صدمه .. فقال وش رأيت الله يكفينا شرك وشر ما رأيت
فقال له ما صار إليه سعييد من الشباب والصحة
والعافية وجمال الخلقة والغناء الفاحش الذي صار فيه
واعتبروا بيعة العسل تلك عناء فاحش وكبير .. فقال
عم سعييد يا رجل من جدك فقال والله العظيم أني شفت
ذلك بعيني وفي حضوري ولكن ما عرفني سعييد ولم
يلاحظني وفضلت متابعهم حتى راحوا الى القهوة
وتقهووا وأكلوا التمر وبعد ذلك القرصان والحنيذ
وهم يضحكون ويتبادلون الكلام بشكل لم أراه من
قبل .. فقال من الرجل الذي كان معه فقال واحد يسمونه
اسحاق من أهل الديرة الفلانية والقرية الفلانية ..
فقال له علي هل تعرف القرية اللي تقولي عنها فقال
نعم .. فقال علي عم سعييد طيب وش لنا فيه خله
في حاله وعساه ينسانا وينسى ديرتنا وقريتنا ولا يعود
لها أبدا .. فقال الرجل يا مسكين تخليه في ذلك الحال
وذاك الغنا عند الاغراب يأكلون حقوقه وأنت عمه ولك
عليه سلطة وتقدر تجيبه يعيش معك هنا ولن يفوتك ما
هو فيه من الغناء الكبير وقد تحصل على بعضا منه
فهو ما زال قاصر وتقدر تحتج بهذه الحجة للمحافظة
على ماله وحقوقه وأنت أولى من الغريب .. فقال معك
بعض الحق ولكن اذا رفض أو حصل من الرجل الذي
اسمه اسحاق معارضة .. فقال سعييد ماهو بكيفه تقدر
تضغط عليه وتخوفه وذلك الرجل لن يستطيع
المعارضة فأنت أقرب منه .. فقال خلني أفكر واشوف
ويصير خير .. فقال اروح معك اذا حبيت وما راح
تنساني ان شاء الله ان حصلت على شي فيما بعد ..
فقال عم سعييد على خير نشوف ؟؟ ..
فكر عم سعييد وخالط تفكيره الطمع والجشع وعدم
مخافة الله وأعتقد أنه يقدر الهيمنة على سعييد واحضاره
بشكل أو بأخر والاستفادة مما لديه من أموال فقد
أعتقدوا هو ومن نقل إليه الخبر أن سعييد لديه مال كثير
لن ينقص منه اذا أخذوا بعضه والحال غير ما أعتقدوا
فسعييد ما زال في بداية الطريق وما لديه ليس بهذا
القياس .. المهم قرروا أن يذهبوا الى القرية التي هوفيها
وينفذوا مخططهم الذي يفتقر الى الحق والعدالة ومخافة
الله في القول والعمل وما كان همهم إلا أخذ سعييد وماله
معه ليأكلوه أويأكلوا بعضه كيفما كان الوضع ..
كان سعييد في أجمل أوقاته وأحلاها وهو عائد من عند
البلاد وعلى رقبته سعييد ؟؟ سعييد يمشي وسعييد راكب
ويلاعب أحدهما الاخر ؟؟ واذا ذاك الرجلين يمشيان
على ركائب متجهين الى بيت أسحاق وقال مرافق
علي عم سعييد شفت هذا هو سعييد وصار له ولد
ما قلت لك ألحق قبل ما يقوى عوده ويشتد تفكيره
فلا تجد شي ؟؟ .. فقال عمه معقول هذا سعييد الذي
كان عندنا اصبح بهذا الكبر وهذا الشباب والجمال
وصار له اولاد بعد ؟؟ الله الله .. لاحظ سعييد وجهتهم
وسبقهم الى البيت ووضع سعييد عند أمه وخرج ورحب
بهما فعرف عمه علي وزاد في الترحيب وسلم على
عمه وعلى راسه تقديرا له فهو عمه مهما كان وسلم
على مرافقه ورحب بهما واكثر من الترحيب ..
لم يكن بعيدا اسحاق فأتى ورحب بالجميع وقلطهم في
مجلس الضيوف ولم يأمر سعييد بشي فهو سيتصرف
وبالطبع قام سعييد بذبح ذبيحتين من حلاله الخاص
وطلب من أهل البيت الاستعداد بأعداد القهوة وما
يتطلبه الامر فالضيوف مهمين .. وقد بلغ سعييد
عمته أم سعييد واخواته جميله وثريا بأن أحد الضيوف
عمه شقيق والده .. فكان الامر جلل بالنسبة للبيت
وأهله وحتى سعييد فكان جدا مهتم بما سيقدمه
لهؤلاء الضوف .. لم يتحرك اسحاق من المجلس
فعنده من يثق به فقد قام سعييد بكل شي وايضا
دعا أهل القرية للحضور للعشاء كما هي العاده
وقامتا أختاه جميله وثريا بتقديم كلما يحتاج
تقديمه للضيوف فعم سعييد عزيز على الجميع
مهما كان ومهما كانت مطامعه وشره ..
فأهل البيت كلهم لا يعلمون بشر علي عم سعييد
وشر مرافقه ولكن سعييد أوجس منهما ماهو غير
طبيعي .. ولما يعرفه عنهما سابقا علم أنهما لن
يأتيا لتقديم التهاني أو الهدايا ولم يأتيا إلا لأمر به من
الشر ما الله به عالم .. هذا كان أحساس سعييد ..
المهم حضر الكثير من أهل القرية وبالطبع عرف
سعييد عمه ابو سعييد على عمه شقيق والده وأهل
القرية الذين حضروا عرفهم ابو سعييد على الضيوف
وأن أحدهما هو عم سعييد شقيق والده فأكبروا سعييد
كون عمه أتاه ضيفا ومعه أحد ربعه .. وفي هذه
الاثناء جهز سعييد العشاء الذبائح وقال لعمه ابو سعييد
قدم ضيوفك يا عم كل شي جاهز .. فقدمهم ابو سعييد
على العشاء ورحب بهم .. تعشا الجميع وبعد العشاء
أنصرف الحضور من أهل القرية بعد أن قدموا دعوه
لعم سعييد ليضيفوه وأصروا ولكن عم سعييد رفض
محتجا بوجود شغل لديه لا يستطيع التأخر عنه واعتذر
منهم شاكرا .. ترك اسحاق فرصة لسعييد وعمه ومن
معه ربما يكون بينهما ما يقولانه لسعييد فما أحب أن
يكون عائقا لذلك .. جلس سعييد مع عمه ومرافقه وهما
في حيرة مما صار إليه والمكانة التي يتمتع بها لدى
اسحاق وأهل القرية التي هو فيها وحب الناس له وكان
الحقد والطمع والجشع معمي قلبيهما ولا يهمهما إلا
كيف الحصول على سعييد وماله معه ويعودان به
لقريتهم .. فقال عم سعييد ما شاء الله يا ولدي ما شاء الله
صرت في حاله طيبه وصار عندك مال وعياله وقدر
كبير .. فضحك سعييد وعرف إنهما أعتقدا ان الولد
الذي كان يحمله هو ولده وأن ماله يغطي الارض وعلى
هذا الاساس .. فقال الحمد لله الذي يرزق الناس وكلما
خلق سبحانه .. فقال المهم يا ولدي العزيزانا جيت
من ديرتي رغبة في عودتك الى أهلك وديرتك
وأحبابك وتكون عندنا في أحسن حال .. فضحك سعييد
وقال أهلي وديرتي وأحبابي وأحسن حال .. فقال عمه
نعم هذا الاساس ولا غنى لك عنه ونحن ما لنا غنى
عنك وهذا اللي يعرفه الناس والعادات .. فقال حياك
الله يا عم ومرحبا بك يا عم وخير ما قلت وجميل ما
ذكرت .. الان أمسينا وخذوا راحتكم الان وباتوا واذا
أصبحنا أفلحنا وابشروا بما يسركم .. فقالوا على خير
طبعا أعتقدوا أن حاجتهم قضيت وان سعييد لم يحس
بما يخفيانه بحقدهما وطمعهما الجشع وخسة ما
يخططون له .. فباتوا وبات معهم يسامرهما في غير
ما ذكروا وأجل ذلك للصباح .. ولكن لم يخفي عن
عمه ابو سعييد شي فقد قال له كل شي عما يعرفه عن
عمه وما أعتقده وان ما حضر له عمه علي ليس بالامر
الحسن .. وفي الصباح قدمن أخوات سعييد الافطار
من قرصان البر والسمن والعسل للضيوف وافطر
معهما سعييد وابو سعييد وكان اسحاق وسعييد في
وضع متفق عليه تقريبا يبتسمان للضيوف ويقدران
لهما مكانتهما ويجلانهما وخصوصا اسحاق فهم
أهل سعييد ولا يعترض على ذلك من حيث المبدأ
.. المهم بعد الافطار قال علي عم سعييد هااه وانا
عمك متى نفرح برجوعك الى أهلك وديرتك ومن
يحبك ويحب وجودك .. ضحك سعييد ولم يجاوبه فور
كلامه بل طول في الرد وهو يبتسم وابو سعييد ساكت
لا يتكلم كون الامر خاص بسعييد .. فقال سعييد بعد
أن أحمر وجهه وكبر غضبه وزاد من عمه الذي تجاهل
ونسي حالته التعيسة عندما كان عنده وأكله حق أبيه
وانكاره له وقد تأكد لديه ان البيع المذكور كان خدعه
ونصب وكذب .. فقال سعييد ما بعد أنقلع يا عم زود
عندما قلت لي أنقلع من وجهي وإلا تسمع ما لا يسرك
وتركتني وانا في أمس الحاجة الى برك وأحسانك لي
وقد كنت في ضعفه ذاك الوقت وحاجة ماسة الى لقمة
اسد بها رمق الجوع وكنت في حال طيب ولم تكن فقيرا
محتاج .. فهل تراني أصدق قولك بأن أهلي واحبابي
في قريتي صحيح .. فقال عمه علي وش تقول يا سعييد
.. ورد مرافقه عيب عليك تقول لعمك هذا القول .. فقال
أنت بالذات شاهد الزور الله ينتقم منك هل نسيت انك
من شهد بالبيع كذبا وزورا .. أسكت ولا أسمع لك
قول يا شاهد الزور والكذب .. وانت يا عم ما اقبل
منك أي كلام أن لك حاجة قضيتها أو أي خدمه فأنا
حاضر إكراما لمن مات وهو كريم .. ولن أعود حتى
تعيد لي حقوقي التي أكلتها ظلما وبهتانا وتعترف بأن
أبي ما باع منك شي وترد لي جميع ما هو له مع ما
استفدته طيلة السنين الماضية .. وبعدها لي حرية
العودة من عدمه وحقي لن يضيع وان أضعته بطمعك
فأن لم يكن في الدنيا ففي الاخرة ستدفعه راغما ..
وحقك عليه كعم أبشر به من البر والاكرام طيلة حياتي
ولا كلام بعد هذا .. فقال علي عم سعييد وش تقول
يا اسحاق فيما قال سعييد .. فقال الحشمة والكرامة لك
مني وانت ضيفي وما ذكرت وذكر سعييد فهذا بينكما
فأنتم قرايب من دوني ولا أتكلم في شي مالم يسمح لي
سعييد بذلك .. فقال سعييد تقول وتطول يا ابو سعييد
ولا أرد لك أمر إلا فيما بيني وبين عمي فأتركه لي وانا
أعرف كيف أتصرف فيه .. فقال ابو سعييد لك ما تريد
فقال سعييد وعلى فكره يا عم اللي رأيتوه أحمله عصر
أمس لم يكن ولدي بل هو ولد أبو سعييد العم أسحاق
وهو سميي ويسرني ياعم علي أن أتقدم بخطبة جميله
بنت عمي اسحاق وانت حاضر رضيت او رفضت
والامر يعود للعم اسحاق طيب الله أفعاله وكرمه فقد
أخذني من زاوية المكان الذي تركتني فيه يا عمل علي
وأعطاني وكفلني وأطعمني وأشبع جوعي وكسى
جسدي وآمن خوفي وطيب نفسي جزاه الله خير
ومكافأته عندي أن لا أفارقه طيلة حياتي لما قام به
.. فبهت علي عم سعييد وبهت مرافقه وبهت أيضا
ابو سعييد من جرآت سعييد وقوة حجته وأقدامه
وصلابة رأيه ومعرفته بالعادات والتقاليد وإكرام
من له الكرامه والحق .. وسكت الجميع كأن على
رأسهم الطير ؟؟ وأنتظر اسحاق ردا من علي عم
سعييد فقد يقول شيئا .. فلم يتكلم ولم يتكلم مرافقه
وفضل الجميع ساكتا لا يتحرك أحدا سوى أبتسامة
سعييد وأبو سعييد التي كانت وساما لمن يعرف الحقوق
فقال ابو سعييد مرحبا بك يا علي وبمن معك وأهلا بك
ضيفا ونسيبا .. واهلا بك يا سعييد أولا وأخيرا ولو لم
تخطب بنتي لخطبتك لبني لما تتمتع به من أمانة
وأخلاص وأخلاق فأنت رجل تحب قبل ان تحب فبنتي
هدية لك وعلى الطلاق مالها مهر سوى ما تقدمه أنت
لها من هدية لا تكون مهرا عن طيب خاطر .. فقام
سعييد وقدم عمه اسحاق بالسلام على رأسه شاكرا له
ما قال ثم ذهب على عمه علي وسلم على رأسه وسلم
على رأس مرافقه أحتراما وتقديرا وعاد الى مجلسه
بقي علي عم سعييد صامتا لا يدري ماذا يقول بل نكس
رأسه وقد خاب مسعاه وفشل ظنه ولا يستطيع أبدا أن
يعترف بخيانته التي حدثت وهو شراء حق أخيه الباطل
والخائن .. قام سعييد وذهب الى عمته مريم وقبل رأسها
ويديها وكانتا جميله وثريا بجوارها ولم يعلم أحد بما
صار .. قال يا عمه مريم لقد خطبت أبنتك جميله أمام
عمي شقيق والدي وابشرك أعطاني ابو سعييد ووافق
فما تقولين أنتي موافقتك مهمة لدي وموافقة الغاليه
جميله .. فقالت العمه مريم تفداك جميله ماهي بظفر من
أظافرك وما أزيد على الطيب إلا طيب .. ألتفت الى
جميله وقال وانتي وقد نكس رأس ولم ينظر لها حشمة
منه ماذا تقولين .. فقالت ليش ماني أختك وهذا الذي كنا
متعودين عليه منذو رأينا بعض .. فقال أن أحببتي ان
تكوني أختي فأقسم بالله العظيم مالك عندي إلا الاخوة
والكرامه وأن أحببتي تكوني كما طلبت فهذا أحب
ما لدي .. فقالت طابت حياتك وطاب وقتك ورأيك
وطلبك أنت عزيز وغالي من غير ما ذكرت فكيف
أن أصبح ما تطلب حقيقه فلا أعتراض لي أبدا ..
عاد سعييد الى المجلس ويا لهول ما صار بعده ؟؟

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

حسن مدهش السهيمي
09-08-2017, 12:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أحمد
كل عام وانت بخير
ودمت عنوانا للوفاء يا الغالي
قرأت جزئين
وسأمر للأرتوي مما بقي
رعاك من لا تنام عيناه
وفي أمان الله

سهم المحبه
09-09-2017, 02:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أحمد
كل عام وانت بخير
ودمت عنوانا للوفاء يا الغالي
قرأت جزئين
وسأمر للأرتوي مما بقي
رعاك من لا تنام عيناه
وفي أمان الله

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالغالي حياك الله ابو مدهش
ذكرتني بالايام الخوالي في منتدانا القديم
بتواجدك وبقية الاخوان ذكرك الله الشهادة
تسعدني جدا بهذه الاطلالة الجميلة والرائعة
ويزدان هذا المتصفح بحضورك ويتباها
في حفظ الله دايما وتنور يالغالي ..

البلقاوي
09-09-2017, 10:02 PM
لاارك الله بكم احسنتم الاختيار

سهم المحبه
09-13-2017, 01:07 AM
لاارك الله بكم احسنتم الاختيار

وإياك وتسلم بارك الله فيك
واهلا بك تنور

سهم المحبه
09-13-2017, 01:11 AM
الجزء التاســـــــــــــع ....

لم يجد عمه علي ومرافقه .. ووجد عمه ابو سعييد
يضحك لأستغرابه بما حدث من ضيوفه .. فقال أين ضيوفنا
فقال لم يتكلموا بكلمة واحدة قاموا بعدك مباشرة وركبوا
ركائبهم وذهبوا حتى أني قلت لهم يبقون لدينا للغداء
فلم يردوا عليه .. فقال يحفظهم الله هذا ما أختاروا
ولم أختاره أنا .. قام ابو سعييد وأمسك بيد سعييد
وذهب به الى أم سعييد وهو يهز رأسه ويزداد
ضحكه ودهشته .. فماشاه سعييد وذهب معه ودخلوا
على أم سعييد وابو سعييد يزداد في الضحك والدهشة
فقالت عسى خير اليوم كله خير ان شاء الله وش تضحك
منه يا ابو سعييد .. فقال طيلة عمري لم أسمع مثل ما
سمعت اليوم .. فقالت خير وش سمعت .. فقال سعييد
وما قال .. فقالت ماذا قال .. فأعاد عليها ما قاله سعييد
لعمه علي وكيفية خطبته لجميله وهي طريقة كياديه
ورد اعتبار لظلم عمه الذي حصل منه .. فقالت كفو
يا سعييد رجل كريم من رجل كريم الله يرحم والديك
فقد أخذت اصالة والدك وطيب امك التي ربتك الله
يرحمهم .. فقال نعم ما قلتي يا أم سعييد اصل وطيب
والد وكرم أم وتربية صالحة .. فألتفت الى جميله
وقال وش تقولين تريني أعطيتك سعييد وحلفت يمين
الطلاق ما يكون لك مهر إلا هدية يقدمها لك اذا صرتي
في بيته .. فقالت ما بعد قولك قول ؟؟ ولكنها أرادت
أن تزيد في الجو فرح الى فرح وسعادة ومزاح .. فقالت
بس يا ولدي العزيز هذا أخي دائما أقول له يا أخي وهو
يقول لي يا أختي فكيف تزوجني لأخي ..فضحك الجميع
ضحكا يسمع من خارج البيت .. فقال ابوها يا بنتي ذاك
طيب من سعييد وطيب منك فأنتي من أصل كما هو من
أصل فاذا أجتمع ذهبا بذهب لا يتغير الظاهر والباطن
فكله أصيل أوله وأخره .. الله يمتعكما بالصحة والسعادة
ويرزقكما الذرية الصالحة .. وألف مبروك مقدما لكما
قام سعييد وقال شكرا لك يا عم وقبل رأسه وقال أنا
وانت في سباق ودائما تسبقني واتشرف أن اكون بعدك
وقبل راس عمته ايضا .. فقال ابو سعييد لا سباق
ولا مسبوق تستحق ما جاك مني ولاني خسران
فقد أسعدتنا بوجودك وخدمتك لنا وجهودك المباركة
والطيبة وهذا ما كنت أتمنى ان تصبح كما رأيتك اليوم
من صلابة الرأس وقوة الشكيمة والرأي الصحيح
وان كنت لا أحرضك على عمك وأهلك فأنت لك الخيار
طبعا كان لسعييد قصد من أستعجاله في خطبته لجميله
وهو قطع رجاء عمه من عودته وتمكينه من أستغلاله
ومحاولة التسلط عليه وعلى ما هو له وكفاه ما أخذ من
قبل بالكذب والاحتيال .. وبالفعل قطع نفسه من كل ذلك
وخرج بدون أستئذان ونفسه مكسورة وعاد الى قريته
وهو في حالة كسيفة اولا لرد سعييد الشديد وثانيا فقد
وجد سعييد غير ما كان يعتقد ..
المهم في طريق العودة لعم سعييد وصاحبه الذي
حرضه ونقل إليه أخبار سعييد كانوا في أشد الخجل
والكسافة لما قاما به وقد أنكشفت مقاصدهم تقريبا
وأصبح واضحا ما كانا يقصدانه ولكن سعييد ألجم
أفواههم .. فقال رفيق علي عم سعييد الله وأكبر عليه
ما أقواه وما أشد كلامه .. فقال علي عم سعييد كان
والده هكذا شديدا وفاهما وحكيم وخلف من بعده من
هو أشد منه وأقدر .. فكه منه عساه ما يعود حتى بيته
راح أخذه وأحط فيه العلف والحب وما لا أحتاجه
كمخزن على شان يصبح كل ما له لي وأفتك منه تماما
ذهب الى بيت سعييد وحاول يفتحه عدة محاولات ولكن
كانت الصدفة والطامة الكبرى بالنسبة له أنه أتلفت فشاف
سعييد خلفه مبتسما ..فقال له ترغب في الاستحواذ على
كل شي يا عم الله يسامحك ..بالنسبة للبيت أن قربت منه
أو حصل له شي فلن أسامحك وسوف ترى مني ما لا
يعجبك وبالنسبة للبلاد التي أخذتها بحيلك وخيانتك فالله
ينتقم من كل ظالم .. وهذا العلم يصلك فلا تعتقد أني
عاجز ولكن ما ودي اسحب بك في المحاكم قدام الناس
وانت عمي .. فقال ودك تشكيني يا سعييد فقال لو بغيت
ما أحد يقدر يمنعني ولكن تركتك من أجل صلة القرابة
والطمع في رحمة الله ماهو في النهب والاحتيال ..
عاد سعييد من فوره لعمه اسحاق ولم يبات إلا عندهم
ولكن خطرت له فكره أن عمه علي لن يترك شي له
فمشى خلفه وهو متعتقد بأنه سيفعل شيئا وبالفعل صدق
ظنه .. المهم عندما عاد سأله عمه اسحاق وش لقيت يا
سعييد فضحك فقال كما أعتقدت وجدت عمي علي
يحاول فتح بيتي ولا أدري وش يريد ولكن بكل تأكييد
له مطامع في أخذ البيت .. وحذرته من الاقتراب من
البيت وأن فعل سيرى مني ما لا يحب .. فقال الله يستر
الحال ويهدي الجميع ..
لم تكن جميله وثريا موجودتان في المكان الذي هم فيه
فلاحظة أم سعييد على سعييد أستغرابه فضحكت وقالت
مستغرب عدم وجود البنات فتبسم وقال ما تعودت على
غيابهما فقالت حياء البنات وقد فجرت اليوم كل التوقعات
بطلبك جميله وردك على عمك القاسي والشديد وأظهرت
ما لم نتوقع نحن وربما عمك .. فقال سعييد مرمرتني
السنين والايام وياما جلست وحدي أفكر وياما بكيت بشده
لما أصابني ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
هذا أمر الله وقدره .. وما أخفيته في نفسي أكبر وأعظم
مما أظهرته والله لا يحرمني منكما أنتي وعمي اسحاق
وجعلكم ذخر وسند أن شاء الله تعالى.. فقال اسحاق أنت
في مكانك ومع أهلك وعندك الان ما يسندك بأذن الله
حلال ومال والله يبارك لك ويفتح عليك أبواب فضله
فقال سعييد وأم سعييد اللهم آمين .. نظر سعييد لعمه
ثم نظر لعمته وأراد أن يقول شيئا؟؟ولكنه تراجع وسكت
فقال عمه وقد لاحظه كأنك بغيت تقول شي فقال نعم
ولكن أن سمحتم أزهموا على أخواتي فضحكوا وقالوا
باقي فيها يا سعييد .. فضحك وقال هم أخواتي وأحب
ما ألي وسيظلن كما هم لن يتغير شي أبدا .. فصوتت
أم سعييد لجميله وثريا وقالت لهما تعالوا .. فأتيا وجلسا
بجوار أمهما وما كانت العادة هكذا ولكن قد يكون تغير
في الامور أمور .. المهم قال سعييد بعد أن نظر لجميله
وقد نظرت إليه قبله .. وش الرأي يا عمي الان وش
تشوفون .. فقال اسحاق لن يكون لنا رأي إلا ما تراه
أنت نوافقك عليه .. فقال الحقيقة ليس لي رأي انا
والامر يعود لكما وتحديد ما ترون .. فقالت ام سعييد
يقصد سعييد الزواج ووقته وما الى ذلك .. فقال اسحاق
فاهم عليه وأنا ما ودي اقول شي ربما يكون معاكس لما
يحب ويريد سعييد..فقال سعييد قد رأيت يا عمي ما قلت
لعمي وأوضحت ما في نفسي ورغبتي وهي البقاء في
هذا المكان ما بقالي من عمر وديرتي لن تطردني أن
أردت الذهاب إليها متى شئت ولكن هذا مكاني وهذه
هي ديرتي وقريتي وأهلي .. فقال اسحاق وما دام الامر
هذا هو فأول ما تبني لك بيت جميل ورائع وواسع في
المكان اللي يعجبك وشوف الاماكن حولنا كثيرة وواسعة
ولن تجد من يقول لك لا تبني هنا .. وبعد ذلك متى ما
رغبت الزواج فلك ذلك .. فقال هذا ما كنت أحب ولكني
أستحيت أن أقوله لك .. وهناك أمر أخر قد لا يساعد في
الوقت الحاضر .. فقال اسحاق وماهو قال سعييد تعرف
بناء البيت يحتاج مال ومصاريف وانا الان لا يوجد لدي
شي إلا أن كان أبيع من حلالي .. فقال هذا الامر سهل
أعطيك انا ما تحتاج واذا الله سهل عليك وجليت العسل
تبيعه وتسددني وخل غنمك ولا تبيع منها شي ..
فقال سعييد أخاف اني أكلف عليك فقال لو بغيت تبني
عشرة بيوت عندي ما يكفي يا سعييد وقد قلت لك أني
بخير وفي خير ولا ينقصني شي والحمد لله رب العالمين
فقال على بركة الله تعالى ولكن يا عم اذا سمحت ولك
أيضا الرأي .. ودي بأمر أن يصير حتى أكون على
راحتي أكثر فقال ابو سعييد ترغب تعقد على جميله
حتى لا تكون في حرج .. فتبسم وهز رأسه .. فقالت
أم جميله الله يوفقكم ويكتب لكم الصحة والعافية والسلامة
الامر عند ابو سعييد وهو على كيفه .. فقال ابو سعييد
انا ما عندي مانع متى ما بغيت أبشر .. فقال على خير
أرد عليك وأقولك وين المكان المناسب لبناء البيت
قريبا ان شاء الله ..
قام الجميع للنوم وفي الصباح قاموا وأفطروا وذهب
ابو سعييد وسعييد الى البلاد وقال ابو سعييد يا جميله
سوي لنا قهوة وشاهي وجيبي ما نتوقى به وألحقي به
فقالت ولكن يا أبوي ؟؟ فقال لا بأس يا بنتي الله يحفظك
ما هنا إلا أخوك وزوجك ان شاء الله وفي القريب
العاجل سيتم كتب كتابكما وش تغير في الامر الله يهديك
فقال أبشر يا أبي ..أتت جميله بما طلب والدها ووضعته
وأرادت الذهاب الى البيت ولكن سعييد نظر لها وكأنه
يريدها أن تبقى فبقيت وأتى والدها وجلس وقال ليش ما
تصبي القهوة يا بنت الرجال وإلا ما تعرفي ؟؟ فقالت
كيف ما أعرف يا أكمل الرجال وأنا بنتك .. فضحك
سعييد وضحك عمه قامت جميله بصب القهوة ولكن
يدها ترتجف وكاد الفنجال يطيح من يدها فقال سعييد
هاتي القهوة انا أتولى أمرها وأبي منك شور فأنتي
شريكة الان فيما أريده وأعزم على عمله فلا تستعجلي
بالذهاب طبعا أن سمحت يا عم اسحاق .. فقال خذ
راحتك وسوي اللي تريده .. فجلست وتقهووا وأكلوا
مما أتت به جميله .. وقد كان بين الفينة والاخرى تأخذ
نظرة خاطفة من سعييد على حياء شديد .. قام اسحاق
وقال انا عند شغله ودي اسويها فقال سعييد أجي معك
يا عم فقال لا خلك مع جميله وشاورها فيما تريد ولا
تتردد وانتي يا جميله دائما شوفي وش يريده خطيبك
سعييد ولا تقصري وأتركي التردد والحياء فأنتي لستي
مع غريب وسعييد صار منا وفينا والله يتمم لكما بخير
فقالت أبشر يا أبي .. ذهب اسحاق لما يريد وقد كان يريد
أن يعطي فرصة لسعييد .. بقي سعييد وجميله وقت لا
يتكلمان ولا ينظر أحدهم الى الأخر إلا بشكل خاطف
فقال سعييد أنا حبيت أشاورك .. وقبل أن يكمل كلامه
قالت إلا قلي وش هالمصيبة اللي سويتها .. فقال وش هي
الله يستر .. فقالت الخطبة التي كانت مثل الصاعقة
بدويها وسويتها في وقت غير متوقع ولم تشاورني ولم
تأخذ رأيي .. فقال ان كان ما ودك وترغبي نهون هونا
فقالت صارخة مو ذا قصدي .. فضحك وعرف ما تكنه
له من ود وحب وتأكد أن العيون لا تذكب أبدا فيما تشير
إليه في كثير من الاحيان .. فقال وش قصدك ؟؟
فقالت ما ادري ولكن فاجئتني جدا .. فقال أسمعي
يا جميله أنا من أتيت إليكم ما كنت أتوقع أن أجد
ما وجدت من الرحمة والمحبه والاخوة والرضى
والصدق فكنت أجلس لوحدي أو في خلوتي وأفكر
وأقول وش هالناس الطيبين والله حطني عندهم بأمره
وكرمه وجدت ما لم أجده في قريتي وأهلي وقرابتي
فحددت آرائي ووجهتي منذو وقت بعيد وقررت أولا
أن أرد الجميل لمن أهداه إلي وثانيا أن أكون الرجل
المثالي والصادق وأعتمد على نفسي وجهدي بعد الله..
وكانت تستمع له جميله بكل حواسها وهي مبتسمه
وتكاد تطير من سعادتها .. فأكمل سعييد وقال وما
أحببت أن اشاورك فيه هو بيتنا ان شاء الله وأين نضعه
وكيف يكون شكله ومدخله وواجهاته وأيش تقترحي
عليه أن اسويه قبل كل شي .. فقالت أكييد راح تسمع
كلامي ويعجبك شوري فقال ما شاورتك إلا وانا صادق
فقالت أما البيت فيكون محل العريش حق النحل وننقل
النحل بعيدا عنا وعن حلالنا على شان ما يؤثر علينا
وحددت له المكان والجهات وكل شي .. فضحك ؟؟
فقالت خير ان شاء الله ما أعجبك رأيي فقال لا والله
ولكن كان رأيك مشابه لرأيي تماما ولم يختلف شي
فشكرا يا جميلتي وحبيبتي الغاليه ..
أما موضوع الخطبة ووقته فكان رد أعتبار لي ولما
واجهته ووجدته من عمي الله يسامحه والذي معه فقد
لقيت من عمي ما لا تحمله الجبال وأهانني وقسى عليه
جدا وأحببت أن يعرف أني ما راح أضيع وأني أقدر
أحافظ على نفسي وقيمتي وفي نفس الوقت حتى لا عاد
يفكر اني سوف أعود إليه واتشكره وأترجاه وأنه لن
يستطيع السيطرة عليه ولا على ما أملك .. وأما لماذا
لم اشاورك أو أعرف مدى موافقتك فقد قلتي لي مرارا
انك تحبينني وتموتي في القرب مني فصرخت قائله انا
فقال نعم أنتي فقالت هاااه متى ؟؟ فقال أسئلي عيونك
وقلبك .. فنظرت إليه نظرة طويله وأشبعت ناظريها
من النظر إليه ولم تجيب فقال هااه وش قالوا ؟؟ .
فقالت يا سعييد يجمع الله من أراد الى من أراد ولا راد
لأمره أما قلبي وعيوني فكانت تعترف لك كل يوم آلاف
المرات بأنك غالي وقريب من القلب والفؤاد والله الشاهد
على ما اقول .. فقال كان قلبي وروحي تحدثني دائما
بما قلتي وأكثر والحمد لله تمت بأذن الله ومن بكره راح
أبدأ في العمل وفي الربيع القادم سيكون لم الشمل فما
ترين .. فقالت الله يقوم حظك ويحفظك ويرزقك من
فضله ورحمته فقال اللهم آمين .. فقال وش رايك نروح
عند الوالد يمكن يحتاج مساعده فقال ما عندي مانع فمد
يده الى يدها بعد أن وقفا .. فلم تعترض ومدت يدها له
فأمسك بيدها وكانت يدها ترتجف فهذه أول مرة يمسك
يدها وأول مره يكون ذلك بعد أن تحققت الاماني
والامنيات وكانت ترتجف بكاملها فالموقف من جهة
كان فجائي ومن جهة أخرى كانت أمنية وحصل ما
حصل في وقت واحد .. المهم وصلا الى ابو سعييد
وهم على ذلك الحال ولكن قبل الاقتراب منه فك سعييد
يد جميله وتقدم عنها الى عمه .. وقال لجميله خذي
الاشياء وروحي الى البيت الله يحفظك .. سلمت
على والدها وبقيت بعض الشي بقربهما وكان ابو سعييد
يشتغل في شغلة لم تكن مهمة ولكن كما ذكرنا أراد ان
يعطي فرصة فالقلوب تكاد تتفطر رغبتا في الاجتماع
وتبادل الكلام أيا كان المهم يسمع أحدهما الاخر ويقول
ما يقول لا يهم .. عادت جميله الى البيت وكانت تلتفت
من حين الى أخر وكذلك سعييد كان ينظر إليها كلما
وجد فرصه من عمه .. المهم بقي سعييد وابو سعييد
عند البلاد يعملان في أعمال مختلفه الى وقت صلاة
العصر .. فصليا وأستظلا تحت أحد الاشجار وجلسا
يتحدثان في أمور البلاد واعمالها .. فقال سعييد يا عم
قلت لي أن أختار مكان مناسبا لبناء بيت لي فشاورت
جميله وأتفقت رؤيتنا أن أنقل النحل من مكانه وأجعله
في مكان بعيد عن البيوت والحلال حتى لا يؤذينا ويؤذي
الحلال ويكون بيتي في مكانه .. فقال ابو سعييد بعيد
بيتك عنا .. فقال سعييد ليس بعيد يا عم باقي أحط
زربه ومراح لغني ان سمحت لي والقلوب قريبة من
بعضها وبعد المكان لا يبعدها .. ولكن يا عم ودي
أستوضح من شي .. فقال له تفضل يا ولدي ما أعتقد
أن في شي غامض وغير معروف ولكن قل ما تريد
فقال سعييد تعرف يا عم أني لست من هذه القرية والقبيلة
تختلف وأن كنا من بعضنا في الاصل .. ولكن ماذا بعد
بناء البيت فأنا ليس لي شي هنا ولست منكم في الاصل
فأنتخا ابو سعييد وقال أفااا وأنا ابو سعييد وش تقول وانا
عمك هذا الغلط وهذا يزعل .. كيف تقول هذا القول أنت
منا وفينا والبيت وكلما فيه وحوله يعتبر من حلالك
وأنت ولدي وأخو أولادي ولا اشوف غير هذا ولم
يخطر في رأيي شي يخالف .. الله يهديك ويوفقك
كانت أمنيه أن تبقى عندي ومعي وبعد أن طلبت
جميله تحقق الحلم الله يتمم لكما بخير .. فقبل سعييد
رأس عمله وشكره على ما قال .. وأستأذن منه وقال
ودي أبيع بعضا من غنمي يا عمي بعضها كبير في
السن وفيها ذكور لا أرغب في بقاءها .. فقال ابو سعييد
قلت لك كل ما تريده عندي فقال سعييد لا بأس يا عم
ولكن لي شرط ترى لا تزعل من كلامي فقال وش
شرطك فقال سعييد كلما أخذه منك أرده عند الاستطاعه
فلا تزعل من كلامي ولا تردني فقال كيف أقول أنا
وأراك مثل اولادي وتحسب هذه الحسابات بيننا فقال
سعييد هذا حق وانا أحب هذه الطريقة ان سمحت لي
فقال ابو سعييد اللي يعجبك يسير لا تهتم .. أخذ سعييد
بعضا من غنمه تيوس سمينه وبعضها كبار في السن
كما قال وذهب بها الى السوق وعددها يقارب العشرين
وفي السوق باعها بثمن طيب ولم يكن عمه ابو سعييد
موجودا معه في السوق بقي هو في البيت قام سعييد
بشراء ما يحتاجه البيت من أشياء وطلبات وتوجه الى
البيت ؟؟ فسمع من يناديه من وراءه قائلا يا سعييد
يا سعييد .. فألتفت إليه ووقف ينتظره فكان يحث
الخطى حتى وصل فقال أنت سعييد أبن فلان الفلاني
فقال نعم فقال أنا من قريتك وعمك علي مريض مرضا
شديدا وقد شارف على الموت فأحببت أن أخبرك لما
شفتك .. فقال جزاك الله خير سأكون عندكم بكره
بأذن الله فسأله عن حاله وأحواله فقال أنا بخير ولله
الحمد .. فقال ذلك الرجل وش عندك وش تسوي
وش تعمل فقال أنا بخير كما قلت لك وعندي من الله
خيرا كثير فقال شفتك تبيع غنم لمن هي .. فقال لي
فقال من وينك حصلت عليها ؟؟ لا تزعل مني يا ولدي
حبا في الخير لك واحب ان اتطمن يوم شفتك الله يرزقك
من فضله .. فقال يا عم الله يحفظك عندي غنم وسوف
أبني بيت كبير وواسع وسوف أتزوج ان شاء الله قريبا
ونسأل الله لنا ولك وجميع المسلمين العافية والسلامة
فقال الله يوفقك ويحفظك ولا تنسانا من العزيمة والقيام
بالواجب تجاهك ترانا نحبك وقد سمعنا بعض الكلام
عنك وما حصل بينك وبين عمك علي ولكن لا تكون
ممن يقصرون فأنت ولد رجلا كريم الله يرحمه فقال
سعييد الله يجزاك خير ويوفقك تسلم بارك الله فيك
عاد الرجل الى السوق واستمر سعييد في طريقة
وعندما وصل وشاف عمه ما أتى به عاتبه وقال
ليش تكلف على نفسك .. فقال سعييد ما قلت لك
يا عم اني في سباق انا وأنت ولكن دايما تسبقني
الله يحفظك ,, فضحك ابو سعييد وسكت وكانت
جميله غير بعيد فأشار إليها فأتت مبتسمت لا تكاد
تستطيع الوقوف على الارض حياء وأعطاها أشياء
وهمس لها وقال في وسطها شيئا أحفظيه فهزت رأسها
وذهبت .. تبسم عمه وعرف ماذا أعطاها وقال بشر عساك
توفقت في بيعك فقال الحمد لله .. ولكن جاني خبر
ازعجني يقولون ان عمي مريض مرضا شديد وقد
شارف على الموت وودي اروح اسلم عليه له حق
وواجب فقال وانا معك السلام واجب لا يمنع ..
ذهب سعييد وعمه ابو سعييد عند الفجر على ركائبهم
متجهين الى قرية سعييد للسلام على عم سعييد ولم
يصلوا إلا قريبا من الظهر ؟؟ ولكن سأءهم ما شافوه ..

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

البلقاوي
09-13-2017, 10:24 AM
بارك الله بك واسعدك الله

سهم المحبه
09-17-2017, 12:26 AM
اشكرك البلقاوي لهذا الحضور الجميل والرائع

سهم المحبه
09-17-2017, 12:28 AM
الجزء العاشــــــــــــــــر ....

فقد شافوا ناس كثير حول بيت عمه علي والحال ما يطمن
ولكنهم استمروا في السير ووصلوا وسلموا فسمعوا بكاء
ولجة فقالوا عسى ما خلاف .. فتقدم الرجل الذي بلغ
سعييد وقال تأخرت يا ولدي عمك توفاه الله عند الفجر اليوم
الله يرحمه .. فقال سعييد نسأل الله له الرحمة والمغفرة
زاد الرجل وقال سوف يتم دفنه اليوم بعد صلاة الظهر
وهو جاهز وقد جهزنا القبر وبعد الصلاة نصلي عليه
في مسجد الجماعة وندفنه الله يتغمده برحمته .. طبعا
كان لعم سعييد اولاد اكبر من سعييد وكانوا موجودين
فتقدم لهم سعييد وسلم عليهم فهو يعرفهم ولكنهم كانوا
لا يحبون شوفته الله المستعان ..
المهم صلوا صلاة الظهر وصلاة الجنازه على الميت
وذهبوا به الى المقبرة ودفنوه وعادوا وجلسوا لأخذ
العزاء .. فكان سعييد بين أبناء عمه يأخذ العزاء مثله
مثلهم وكان يرد على من يقدم العزاء ردا جميله وطيبا
لم يقول سعييد لعمه اسحاق شي عند العودة الى ديرته
فلم يسئله عن ذلك عند الليل خرج سعييد وأخذ عمه ابو
سعييد معه وذهب الى بيته وفتحه فاذا هو غير نظيف
وغير مرتب فحاول ترتيبه ولكنه تفاجأ بالرجل الذي
واجهه في السوق وقال له يا سعييد تفضل انت وعمك
الذي معك عندنا فبيتك لا يصلح للمقام فيه الان والحال
كما تعلم لا يمكن ولا يمديك القيام بتنظيفه او ترتيبه
فقال شكرا لك يا عم لا بأس .. فقال يا سعييد أقبل
دعوة من يحبك ويحب مجيئك فألتف إليه سعييد
وقال سم وأبشر والله يبيض وجهك ويرضى عليك
ذهب سعييد وعمه مع ذلك الرجل الى بيته فذبح
لهما وعشاهما ودعى كثيرا من أهل القرية وقدم
سعييد لهم وقال هذا ولدنا وأبن أخونا الله يرحمه
وليس مستغرب وجوده بيننا فقال الجميع أهلا به
وحياه الله في كل الاوقات .. في اليوم الثاني ذهب
سعييد الى بيت عمه مكان العزاء ليكون بين أبناء
عمه في ذلك الوقت وذلك الموقف .. فقال أحد
الرجال يا سعييد معنا أمانه لك ونحب أن نعطيك
إياها ولكن المكان والوقت لا يسمح .. فقال سعييد
اليوم وبكره غير ممكن ولكن بعد أنتهاء العزاء
اكون تحت أمركم .. فقال على خير .. بقي سعييد
طوال ذلك اليوم وعند المساء أخذهم مضيفهم اليه
وباتوا عنده ثم عاد الى مكان العزاء في اليوم الثالث
الى المساء وعاد أيضا لمضيفه وفي الصباح لليوم
الرابع أراد ان يستأذن ولكن الرجل الذي قال له
أمانه قال لا تستعجل وخذ أمانتك .. فقال هاتها ماهي
وممن .. فقال وصية من عمك علي مكتبوه وعليها
شهود بأنه لم يشري بلاد أبيك وأقر بأنها لك وحددها
لنا .. فقال أحضروا أولاد عمي كلهم الى هنا ودي
يكونوا موجودين عند تسليم الامانه فقالوا لك ذلك
تم احضار أولاد عم سعييد جميعا وكانوا ثلاثة
وكانوا لا يحبون رؤية سعييد ولكنهم استحوا
من فعله للبقاء في وقت العزاء بينهم وحصل في نفوسهم
بعض الحياء وتغيرت نظرتهم إليه بعض الشي ..
تقدم أحد الرجال الكبار في السن وأخرج من جيبه ورقة
مكتبوة وسلمها لسعييد بحضور الكثير من كبار أهل
القرية وحضور أبناء عم سعييد .. وقال ذلك الرجل
أن عمك علي يا سعييد قبل وفاته طلبنا أنا وكلا من
فلان وفلان وعدد اربعة من الرجال وقال أنه يعترف
بأن بلاد ابيك لك وأنه لم يشريها وهذا أعتراف مكتوب
منه وعليه شهود ويطلب منك أن تسمح فيما حصل لك
منه وتعفي عنه .. سكت سعييد بعض الشي وسكت
الجميع ينتظرون ماذا يرد سعييد به .. فقال سعييد
أمنووا على قولي..اولا الله يرحمه ويعفي عنه ويسامحه
وأشهدوا عليه كلكم أني متنازل لأبناء عمي الحاضرين
معنا الان عن كلما هو لي في هذا المكان وهذه القرية
من البلاد وأهدي إليهم البيت مع البلاد وآمل ان لا
تنقطع الروابط بيننا فنحن أهل وبيننا قرابة الدم والاصل
وهذه الورقة لن أفتحها ولن أقرأها ولكن سوف أتلفها
وأنتم ترون وأن أرادوا مني أن أكتب لهم فعلت وهذا
مفتاح البيت وبيض الله وجيهكم يا جماعتي وأهلي
ولن أنساكم أبدا وان شاء الله أقوم بزيارتكم كلما أمكن
ولا تنسوني زيارتكم تشرفني وتسعدني .. فلم يتمالكوا
من احتضانه والسلام عليه وشكره على ما فعل وطيب
نفسه وترحموا على والده وذكروا بعض محاسنه وطيبه
وكذلك ترحموا على عمه علي وسألوا الله له الرحمه
وتقدم أبناء عم سعييد وسلموا عليه وأعتذروا منه لما
كان منهم في استقباله وتقصيرهم في حقه واحترامهم
قبل منهم اعتذارهم وودع الجميع .. ولكن اكبر أبناء
عم سعييد حلف أن يكون لسعييد ضيافه في ظهر
ذلك اليوم ودعى جميع أهل القرية .. قال سعييد
اولا بيت العزاء لا يجوز ان تقام فيه ضيافه
الان ولكن في وقت أخر لا يمنع فقال الرجل
الذي استضافه تلك الليالي .. يجوز ان تكون
الضيافة عندي وعلى حساب أبناء عم سعييد
جبر الخواطر على الله ولعل الله يقرب ما بينهما
ويكونوا أخوة متعاونين لما يحب الله ويرضى
فقال سعييد لا بأس وكثر الله خيرهم وخيرك فأنت
قمت بالجميل بارك الله فيك وجزاك خير .. دخلوا
جميعا الى بيت ذلك الرجل وقام أبناء عم سعييد
بذبح الذبائح وقدموها ضيافة له ولعمه اسحاق
ولجميع من حضر .. قام سعييد بالتعريف على عمه
اسحاق وذكر لهم أنه سيتزوج أبنته وذكر لهم الموعد
ولكن ما حدد الوقت بالضبط وقال سيتم دعتكم جيمعا
ان شاء الله .. فقالوا باذن الله وسنحضر ونبارك ونكون
من الحضور ان شاء الله .. بعد الغداء أستئذن سعييد
وعمه اسحاق وشكروا أهل الضيافة ومن كانت في
بيته وخرجوا متجهين الى ديار ابو سعييد ..
وفي الطريق قال اسحاق مستغربا ليش سويت يا سعييد
ما سويت وتنازلت عن كل أملاكك لأبناء عمك بهذه
السهوله .. فقال سعييد ما شفت وجيههم عندما رأوني
اول مره نظرتهم لي..كل هذا كان بسبب الطمع والشجع
في نفوسهم وقد أذهبه الله بعد تنازلي وظهرعليهم الاسف
لتقصيرهم واعتذروا مني كما رأيت هذا من جهة ومن
جهة أخرى مالي في الديرة التي أهنت فيها وقسوا عليه
أهلها ولم يقدروا حاجتي لمساعدتهم في وقتها ولا
ودي أن يربطني بهم رابط أملاك والرجاء في الله أن
يغنيني عنهم من فضله..ومن جهة ثالثة يا عم ابو سعييد
بعد وفاة والدي ووالدتي ووجودي بقربك تكون ديرتي
واهلي وقريتي أن لم يكن عندك مانع .. فقال ابو سعييد
وعزة الله أنك أحب ألي من كل شي وبقاءك عندي هو
آملي بعد الله وأمنيتي .. فأهلا بك يا سعييد وحياك الله
تراك اثلجت صدري وأرحتني جدا بما قلت ..
*****
كان هناك من أكلت قلبه الحيرة والانتظار وعدم راحة
البال بشكل كبير .. فكانت جميله في مساء اليوم الذي
ذهب سعييد ووالدها تدخل وتخرج في البيت ولها حركة
غير معتادة فقالت أمها وش فيك الله يهديك يا جميله ؟؟
فقالت أبويه تأخر مدري وش أخره عساه خير ..
فضحكت وقالت أبوك بس .. فقالت ابويه وسعييد طبعا
وانفشلت وأستحت من أمها جدا وأختفت عنها ولكن أمها
زهمت عليها بعد وقت يسير وقالت لها أولا المكان بعييد
اللي راحوا له وثانيا الغائب عذره معه هم راحوا يسلموا
على رجل مريض يمكن تأخروا لسبب أو لأخر الله يعلم
والله يجعل الامر خير..فقالت جميله ان شاء الله وعساهم
في احسن حال .. المهم بقيت جميله غير مرتاحه لهذا
التأخير .. ولم تنام ألا في أخر الليل وقامت من الصباح
الباكر ولكن لم تجد ما يريح قلبها .. بقيت طول النهار
على هذا الحال حتى الليل .. فكانت ثريا تمازحها وتعلق
عليها ولكن أم سعييد قالت لثريا عيب عليك يا بنت وش
ذي الحركات أستحي على وجهك فتوقفت عن مضايقة
جميله ولكن كانت تنظر لها بعينيها وتضحك فكان ذلك
كافي ان يزيد من حيرة جميله وعذابها .. ومر اليوم
الثاني وكأنه سنه وليلته وفي اليوم الثالث قامت جميله
ولم تجد أحدا عاد فقالت الله يستر وش اللي أخرهم ..
قالت أمها فعلا تأخرهم لابد يكون له سبب وان شاء
الله يعودون الليله ولا بهم بأس .. قالت جميله أن شاء
الله يا رب .. فنظرت لها ثريا فبكت جميله وقامت أمها
على ثريا فهربت ثريا وعادت أم سعييد الى جميله
وقالت لها الله يطمن قلبك يا بنتي والله اني مثلك محتاره
وخايفه عليهم الله يجيبهم على خير ..
وقبل غروب الشمس شافتهم أم سعييد عائدون فصاحت
سعييد يا جميله سعييد يا جميله أفتت جميله تجري
ومعها ثريا .. فأحتضنت ثريا أختها جميله وقالت لها
سامحيني يا حبيبة أختك كنت أمزح معك .. فقالت لها
مسامحه ودخلت الى داخل البيت .. فلقحت بها أمها
فوجدتها تبكي بحراره وقالت وشك فيك يا بنتي عادوا
وهم بخير وعافيه ليش تبكين فقالت مدري يا أمي هل
هو بسبب تأخرهم أو فرحا بعودتهم فقالت لها ما من
خلاف ان شاء الله قومي غسلي وجهك لا يشوفك
خطيبك كذا .. فقالت لها حاضر يا أمي ..
وصل ابو سعييد وسعييد ودخلوا وسلموا فقالت أم سعييد
عسى ما باس عليكم لتأخيركم فقال ابو سعييد ترحموا
على عم سعييد فقد مات وحضرنا الصلاة والدفن
والعزاء وهذا اللي أخرنا .. فقالت أم سعييد أحسن الله
عزاك يا سعييد في عمك والله يرحمه وتقدمت ثرثا
وسلمت على والدها وقالت احسن الله عزاك في عمك
يا سعييد والله يرحمه .. وخرجت جميله وكادت تطيح
كونها مضطربه وقد أثر فيها غياب والدها وخاصة سعييد
وقالت بصوت مرتفع بعض الشي أنتوا تأخرتوا ليه ..
فضحك ابو سعييد ضحكا لم يضحكه من قبل وضحكت
أم سعييد مثله وبقي سعييد صامتا لم يضحك ولم يقول
شي .. فبكت جميله وعادت مسرعة الى داخل البيت
فلحق بها والدها وقبلها وضمها الى صدره وقال لها
ما باس يا بنتي الله يصلح شأنك ويهديك ويطمن قلبك
ولكن عم سعييد توفاه الله وتأخرنا للصلاة عليه ودفنه
وحضرنا العزاء لمدة ثلاثة ايام وهذا اللي أخرنا ..
قومي لخطيبك وعزيه في عمه وسلمي عليه الله
يهديك .. فخرجت جميله وتقدمت من سعييد وقالت
له أحسن الله عزاك في عمك والله يرحمه وقربت
منه وقبلت رأسه .. تفاجأ الجميع من حركتها تلك
ولكن أعجب بها الجميع فهي الحبيبه والصادقه
واكثر تأثرا من غيرها .. لم يتحرك سعييد ولم
يقول شي سوى جزاكم الله خير وما تشوفون باس
أستراح الجميع وخاصة الذين أتوا من سفر وتعشوا
وباتوا وفي الصباح اليوم الثاني تأخر سعييد عن القومة
فجاءت عمته ام سعييد تصحيه فوجدته محموم وفي غير
وضعه الطبيعي .. فرجعت وقالت لعمه ابو سعييد ترى
سعييد ماهو كما يجب ..فذهب إليه وصحاه وقال ما باس
يا سعييد فقال له لا يا عمي ما من باس ان شاء الله
ولكن أحسن أني تعبان بعض الشي وسوف اقوم وألحق
بك عند البلاد فقال له لا لاتقوم أنت محموم وعمتك
بتجيب لك شي تفطر به وتعطيك حاجه تريحك ولا
تسرح اليوم خلك مرتاح .. عندما عادت أم سعييد
وحضرت أفطار لسعييد وكانت جميله ما زالت نايمه
كونها طيلة الثلاثة ايام الماضية كانت مجهده ولم تنام
جيدا .. فأتتها ثريا المشاغبه وقومتها وقالت أنتي نايمه
وسعييد يرجف من الحمى فصرخت وفزت وراحت
تجري بإتجاه سعييد فأمسكت بها ثريا وقالت انتظري
اولا ما غسلتي وجهك وثانيا وش يقول عنك سعييد
مجنونه فقالت وش اسوي .. فقالت غسلي وجهك وروحي
بالفطور له بدل امك الله يهديك وخلي جنانك فقالت
جميله طيب وقامت واصلحت شأنها وقد حضرت
ام سعييد إفطار سعييد وأعطته لها وقالت روحي صبحي
بالخير على سعييد وخليه يفطر وانا أبي أجيب له حاجة
للحراره عساها تروح عنه .. ذهبت جميله لسعييد في
المكان الذي ينام فيه وطقت الباب وقالت صباح الخير
ياللي هنا .. فجلس سعييد وعرف صوتها وقال يزدان
الصباح والمكان باللي جاء يا هلا وتعالي يا أجمل جميله
فضحكت بحياء شديد ودخلت وقالت ألف سلامة عليك
يالغالي وما تشوف باس ان شاء الله .. فقال يروح الباس
اذا شافك بحول الله .. قدمت إليه الافطار ولكن لم يأكل
وقال ماني مشتهي شي الحين خليه بعدين .. فقالت أن
ما أفطرت ما تشوفني أبدا .. فقال تقدري فقالت ما أقدر
ولكن افطر على شاني الله يخليك .. فقال طيب قام
وأفطر بلقيمات ماهي كثيرة وجاءت أم سعييد وفي
يدها فنجال قهوه وعندما نظر إليها تبسم وقال ريحة
المره يالغاليه فضحكت وقالت نعم بالعافية فقال من
أيد ما نعدمها هاتها لو كانت سم ما ترددت في شربها
فقالت جميله بسم الله عليك وش تقول فقال ما قلت شي
المهم تناول القهوة وكانت مره ورائحة المرة شديدة كما
هو معروف ولكن تصبر وشرب الفنجال كله .. عادت
ام سعييد وتركت جميله مع خطيبها .. فكان .....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

البلقاوي
09-17-2017, 10:33 AM
الاخ سهم المحبة بارك الله بكم

مجموعة قصصية روعة

اشجعك على مواصلة هذا الطريف

سهم المحبه
09-19-2017, 12:37 AM
الاخ سهم المحبة بارك الله بكم

مجموعة قصصية روعة

اشجعك على مواصلة هذا الطريف

الاخ الرائع بتواصله وحضوره البلقاوي
أهلا بك وحياكم الله ومنور هذا المتصفح بارك الله فيك
وللعلم لدي في متصفحي الكثير من القصص
تستطيع الاطلاع عليها أن أحببت وأهلا بك دائما
سعييد جدا بهذه المتابعة الكريمة والرائعة

سهم المحبه
09-30-2017, 11:07 PM
الجزء الحادي عشــــــــــــــــر ....


العتاب
بين الاحباب وقالت أكلت قلبي بتأخرك يا سعييد انت
والوالد الله يهديكم وكنت احس ان اليوم سنه لطوله
فقال لها ما كان بخاطري ولكن تعرفين الواجب هذا
عمي وما قدرت أروح وهم في عزاء حتى أنتهى
وكان عمي ابو سعييد معي وكان المشجع لي على
البقاء .. فقالت الله يرحمه .. المهم الحمد لله على
سلامتكم وعودتكم وعساها ما تعود غيبة مثلها
فقال تخافين عليه يا جمولي فقالت الله المستعان
لو كان لي جنحان لطرت بها إليكم ولكن تعرف
أن البنت لا تستطيع فعل شي وما تجد إلا البكاء
فقال بكيتي يا جميله .. فقالت والله أني بكيت بكاء ما
بكيته من قبل وخفت خوف الله يعلم به ..
فقال الله يحفظك ويخليك ويمتعك بشبابك ولا ترين بأس
في حياك ان شاء الله ابدا .. فقالت عرفت الان وش ما
يسببه غيابك عني تكفى سعود قلبي وعمري لا تخوفني
عليك مرة ثانيه .. فقال ابشري ان شاء الله ما يصير ما
صار .. عند الضحى عاد ابو سعييد وسأل عن سعييد
وكيف حاله فقالت أم سعييد سويت له فطور فرفضه
لولا ان جميله غصبت عليه وأعطيته علاج وان شاء
الله ما عليه خلاف حراره وتروح بأذن الله تعالى ..
قال أنا رايح له .. وقبل أن يدخل ابو سعييد رفع
صوته وقال مخلين اعمالكم انت وهي وجالسين
تسولفون ففز سعييد واقفا وقال أهلا بك يا عم
فحلف عليه ابو سعييد أن يعود في مكانه وقامت
واقفه جميله وقال لها عودي في مكانك وسلم وجلس
معهما وقال تغدينا ان شاء الله فقال سعييد خيرك سابق
يا عم فقال انا رايح للمراعي اجيب لنا حاجة اليوم
ونتغدى بها ونغدي أهلنا وش رايك فقال سعييد مني
فقال ابو سعييد اللي يروح يجيبها تكون منه فقال انا
اروح اجيبها فقال له أنت مريض خلك مكانك ولا
تتحرك وانتي يا جميله وانا ابوك شوفي سعييد ولا تخليه
تريه غالي عندي مثلك وازود فقالت حاضر يالغالي الله
يحفظك خرج ابو سعييد وقال لزوجته انا رايح اجيب
حاجة نتغداها وانتي جهزي لها .. فقالت ابشر ..
بالطبع كان لحلال ابو سعييد راعي خاص يرعاه وكذلك
سعييد له راعي خاص ومراح خاص لحلاله ..
عاد ابو سعييد وقد ذبح جفره سمينه وجذعه واعطاها
لزوجته وعاد عند سعييد وكانت جميله ما زالت عنده
فقامت عند شوفت والدها وكذلك سعييد فقال له عدت
الى مكانك وانتي يا بنتي روحي عند امك ساعديها
وجهزوا لنا الغداء بسرعه وجيبي لسعييد مرقه
وسنعوها .. فقالت ابشر .. قال ابو سعييد متى تبدأ
في بناء البيت فقال سعييد ان شاء الله قريب يا عمي
فقال تراني أعطيت جميله فلوس على اللي عندها
وقلت لها تعطيك إياها متى ما طلبتها ولا تتردد اذا
نقص عليك شي تقولي .. فقال ان شاء الله .. بقي
ابو سعييد بعض الوقت وخرج وأتت جميله بمرقة
لسعييد وقال لها ابوها الله يعطيك العافيه يا بنتي تسلمي
فقالت الله يسلمك ما تشرب مرقه مع سعييد فقال لها
مبتسما انتي اشربي مرقه معه بدالي وانا ابي اروح
عند امك ما راح تقصر عليه ان شاء الله ..
قدمت المرقة جميله لسعييد وشرب منها قدر كفايته
وقال لها كم اعطاك الوالد فقالت ما عديتها وحطيتها
في الصندوق مع اللي أعطيتني إياها قيمة حلالك اللي
بعت فقال لها أعجبتك الاشياء اللي جبتها فقالت عساني
ما أعدمك تسلم ان كان ما دريت كل شويه افتح الصندوق
واطالع فيها واقبلها وارجعها الى محلها انها منك تسلم
عساك دايم الوجود أسعدتني جدا وما كأني على الارض
كاني طايره في السماء من سعادتي بها وبك ..
وكان سعييد راضي جدا بكل ما حصل وما صار وكأن
الحرارة خفت بعض الشي وجاءت ام سعييد وجلست
معهما وقالت سلامتك يا سعييد وما تشوف باس ان شاء
الله .. فقال ما تشوفين باس يا عمه الله يحفظك أرتحت
بعد ما شربت المره وكان كالبلسم وريحيتني الله يريح
بالك ويجزاك خير ..
قام سعييد في صباح اليوم الثاني وهو بحال أفضل
وسرح مع عمه كالمعتاد وطلب من عمه ان يبحث له
عن شخص يجيد البناء فهو لا يعرف أحدا ويكون ذا
تخصص في ذلك الامر فقال فلان الفلاني في القرية
الفلانية القريبة منا هو من أحسن البنائين في هذه الديار
وطيب وصادق .. أذهب إليه وقله أنك من قبلي وسيقوم
بما تريد وفي أقرب وقت .. ذهب سعييد لذلك الشخص
وبعد السلام قال له ما قال له عمه ابو سعييد .. فقال
ذلك الرجل من أنت يا ولدي ما أعرفك فقال أنا سعييد
فعرفه لما يسمع عنه وقال سمعنا عنك خير يا ولدي
عز الله انك أبن رجال ومن اصل طيب فقال الله يطيب
اصلك يا عم .. قال ذلك الرجل ابشر يا ولدي انا راح
اجيكم قريبا ولكن ادور لمن يساعدني ان كنت مستعجل
على البناء فقال على راحتك .. اذا جيت قلت لك عن
المكان فقال لا تقول شي عمك اسحاق كلمني وقال لي
عن المكان وكل شي فقال سعييد على بركة الله ..
عاد سعييد وقال رحت للرجال وقال قريبا سيأتي وقال
لي ايضا انك كلمته وحددت له المكان .. فقال أيه ذكرت
له ذلك ولكن أنت اللي يحدد تماما كيفما شئت ولا تفكر
اني راح اغير وأبدل فيما قلت سابقا انت في مقام سعييد
ولدي واكثر .. فشكره سعييد على ذلك ..
كان يتفقد سعييد حلاله كلما سنحت الفرصة كل ليلة
او كل ليلتين .. وكان يأخذ جميله معه وهو يفعل ذلك
وكان يأخذ ايضا ثريا معهما حتى لا يكون هناك أي
شي يحسان به والديهم .. وقد أخذها ايضا هي وثريا
وذهب الى النحل فوقفتا بعيدا خوفا من النحل أن يلسعهما
وأقترب سعييد وفك أحدى الخلايا فوجدها مليئة بالعسل
فأخرج أحد الاقراص وأعطاه لجميله وأختها فلم يجدا
ما يأخذاه فيه فقالت جميله لأختها جيبي صحن نحط فيه
قرص العسل .. وعند ذهابها قال لجميله ما تذوقين العسل
يا عسل فقالت بمكر ما أحد ذوقني العسل..فضحك وقال
أذوقك العسل وبيدي فأخذ عسل من القرص ووضعه في
فم جميله فأطبقت على أصابعه ولكن لم توجعه .. فنظر
اليها وقال بدون مكر يا جمووول وخلينا مرتاحين الله
يريح بالك ويحفظك فقالت حاضر تأمر أمر ولكن لا
أستطيع عدم ممازحتك اذا رأيتك وسنحت الفرصة
فهل نقف قبال بعض كالأخشاب .. فقال ما يخالف على
راحتك سوي اللي يعجبك ولكن والدينا لا يرون علينا ما
يخالف ثقتهما فينا .. فقالت الثقة في محلها يالغلا . فقال
الله يغليك .. عادت ثريا وأعطهما قرص العسل وزاد
عليه أخر وقال للجميع .. وفي اليوم الثاني قال لعمه
العسل في الخلايا كثير وودي أجليه مثل المرة السابقة
فهل تأتي معي فقال أن شاء الله ولكن وين الظروف
التي وضعنا فيها العسل سابقا فقال موجوده جابها الرجل
الله يجزاه خير الذي أشترى العسل منا سابقا .. وكان
النحاله في ذلك الوقت لا يبيعون الانحية التي يعبأ فيها
العسل ولكن يأتي بها الشاري في وقت أخر بعد أن
يفرغها .. المهم في اليوم الثاني قام سعييد وعمه بما
أتفقا عليه .. ولكن العسل كثير تم تعبيئة عشرة ظروف
(نحو أو نحي) كما يسمى وزاد صحفة كبيرة مليئة بأقراص
العسل .. فقال سعييد هذه للبيت فقال عمه هذا كثير
فنظر إليه سعييد وقال لا تقطع يدي يا عمي تراني
اصبحت في منزلة أكبر من التي كانت قبل .. فضحك
وسكت وقال بكيفك .. فحملا أولا الصحفة وأوصلوها
الى أم سعييد وقال لها زوجها أفصلي العسل عن الشمع
وعبيه في مواعين تحفظه وعلمي البنات كيف يكون
ذلك فقالت أبشر .. كيف حال سعييد فقال تقصدين هل
وجد رزقا طيبا في خلاياه .. فقالت نعم فقال الخير كثير
الله يرزقه .. تعاون سعييد وعمه على حمل العسل
ووضعه في مكان جيد ليكون فيه وهو عسل مصفى
معزول العسل عن الشمع ليكون فيه حتى يتم بيعه
********
أستقرت اوضاع سعييد وأرتاح باله من وجيه كثيرة
اولها أنه مرحب به في جوار ابو سعييد وجميع أسرته
ومحبوب جدا من قبل الجميع وثانيها أنه برد قلبه من
جهة عمه شقيق والده أذ ظهر الحق وأعتزاله قريته التي
أهين فيها مرات كثيره وأخرها عدم أرتياح أبناء عمه له
عند حضوره وقت دفن عمه وثالثها تصفية الخلاف أو
عدم قبوله من قبل أبناء عمه الذين كانوا غير مرحبين
به وتغير الوضع بالنسبة لهم عندما ترك لهم أرث والده
عن طيب خاطر وكذلك بيته . وأهمها أنه وجد الانسانة
التي يرتاح لها قلبه لحبه لها وهي جميله وأخرها
أستقراره أصبح له حلال ومال وتحققت أمنيته وأمنيت
والدته محسنه أذ وجد النحل وأصبح جهة من جهات
الثروة المحتملة له وبالتأكييد قد تحقق جل أمنياته في
جوار ابو سعييد الذي أثلج صدره بترحيبه به وجعله
ذا مكانة رائعة وكبيرة في تلك القرية وأصبح ينظر
للحياة بمنظار السعادة والفرح والطمئنينة والحمد لله ..
********
بعد عدة اسابيع وبعد التأكد أن موسم بيع العسل السنوي
الذي يعرفه الجميع قد حصل قام بإيصال العسل للسوق
وقد كان هو الواقف عليه رغم وجود عمه ابو سعييد
الذي قال له هذه المرة أنت الذي يقف على العسل وبيعه
وسأكون قريبا منك فقال شكرا لك يا عم وتسلم بارك الله
فيك لو فضل الله ثم جهودك لما وصلت لما وصلت إليه
فشكر الله لك .. فقال نسأل الله التوفيق للجميع ..
صادف ان الرجل الذي أبلغ سعييد بمرض عمه
وأستضافه أثناء وجوده في قريته الاصلية كان موجودا
في السوق ذلك اليوم فرآه سعييد فتقدم وسلم عليه فقال
له ما شاء الله يا سعييد أصبحت في نجاح كبيرة وجميل
فقال الحمد لله الذي يرزق الجميع .. عندي هذا العسل
أعرضه للبيع .. فقال له الله يرزقك من فضله ويعوضك
خير عن والديك .. فشكره سعييد وسأله عما حدث بعد
ان عاد من عندهم .. فقال كل أهل القرية يشكرون لك
تصرفك وجميل إحسانك لأبناء عمك وصبرك على
تصرفهم تجاهك وتصرف والدهم قبلهم وترى اثنان
منهم موجودين في السوق ربما رأوك فكن طيبا معهم
فقال لا توصي حريص هم أبناء العم مهما كان وأرحب
بكل جميل بيننا .. فقال الله يحفظك ويوفقك يا سعييد كان
والدك يرحمهم الله محبوب من جميع من يعرفه فكن
مثله .. فقال ان شاء الله .. المهم مر الذي أشترى العسل
في المرة السابقة وسلم على سعييد وقال له اشوف عندك
عسل عساه مثل العسل الذي اشتريته منك قبل فترة فقال
سعييد هو مثل أن لم يكن أفضل منه .. فقال سومته عليه
بكذا وكذا ولا تبيع حتى ترد عليه تراني راغب في
شراءه فقال ان شاء الله .. وأثناء حديثهم اذا به يشوف
أبناء عمه الكبير والذي يليه مقبلين فأبتسم لهما وتقدم
للسلام عليهما والترحيب بهما .. فبادلاه الابتسامة
والترحيب وكررا الاعتذار منه عما بدر منهم تجاهه
وطلبوا منه أن يعود لبيته وبلاده وقريته وجماعته
ورجوه كونه أبن عمهم ولا يمكن أن ينفصل الفرع
عن الاصل مهما كان .. فشكرهما وقال لهما لست بعيدا
عنكما ولكن لي مصالح وحلال وسيصبح لي بيت كبير
ان شاء الله تعالى وسوف أتزوج قريب وقريتي لن أكون
بعيدا عنها ولا عنكم حفظكم الله .. فقالوا له أعطنا خبر
قبل موعد زواجك حتى نستعد ونكون من الذين يتشرفون
بالحضور بارك الله فيك .. فقال ان شاء الله تعالى وأهل
القرية جميعا بالطبع .. بعد ذلك عاد الذي سام العسل
اول مره ودفع في العسل أعلى سومه وأستقرت
عليه وحضر ابو سعييد وعرف ذلك وقال لسعييد بيع
عسلك تراه وصل أعلى سومه في السوق لجودته ..
فقال سعييد خير ان شاء الله .. أعطى سعييد كلمة البيع
لذلك الرجل وأستلم القيمة وكانت كبيرة جدا .. وذهب
الى المكان الذي كان يجلس فيه اول مرة وهو بحال
سيئ عندما رآه ابو سعييد .. المهم لحق به عمه ابو
سعييد وكالعادة يطلبون قهوة وتمر وما يقدم معها
وقد طلبوا غداء ايضا كالعادة حنيذ وقرصان وتغدوا
قال سعييد لعمه وصوني أهلي بما يحتاجون لا تجيب
شي يا عم وانا سوف احضر كلما يحتاجون فقال له
عمه تطييب لخاطره براحتك... عاد سعييد وعمه لمنزلهما
وقد احضر سعييد احتياجاتهم وأعطى جميله قيمة العسل
لترفعها .. فتبسمت لسعييد وقالت من أيد ما نعدمها
والله يبارك لك في مالك وحياتك وصحتك .. شكرها
وجلس بجوار عمه .. وقد كانت ثريا تشاكس جميله
فقالت لها ما عليه منك ولكن العقبى لك فأنتي صرتي
عروس وبكره يجيك نصيبك ان شاء الله وما راح اسوي
مثل ما سويتي يا مشاكسه .. فضحكت ثريا وشكرتها
لجميل قولها ... أتى سعييد الصغير وأستقبله سعييد
ضاحكا له وقبله وأعطاه لوالده الذي حضنه وقبله
ثم عاد لسعييد ليجلس في حضنه فهو يحبه كثيرا
وسعييد يحبه اكثر .. تحينت الفرصة جميله لمقابلة
سعييد ؟؟ ولكن لم يكن هناك فرصة أذ كان الجميع
موجود في تلك الجلسة .. ولكن بعد العصر ذهب
ابو سعييد لبعض شغله وذهبت أم سعييد ايضا لمثل
ذلك فأتت جميله لسعييد وقالت أصبح عندك مبلغ كبير
وش ناوي تسوي به .. فقال كم يعني فقالت كذا وكذا
فقال الحمد لله الذي رزقنا من فضله .. راح يجي البناء
الذي سوف يبنى لنا بيتنا يالغاليه وان شاء الله يخلص
بوقت قريب حتى يتم لم الشمل فضحكت بحياء كبير
وقالت الله يتمم لنا بخير .. نظر لها سعييد وهو مبتسم
وقال ؟؟ ...

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

البلقاوي
10-01-2017, 03:29 PM
الى اخي سهم المحبة

ابداع على ابداع

انار لك الله طريق الامل

كتابات روعة

وقصة متكاملة

انت جميل ياعزيزي

واصل .......................

سهم المحبه
10-02-2017, 09:22 PM
الى اخي سهم المحبة

ابداع على ابداع

انار لك الله طريق الامل

كتابات روعة

وقصة متكاملة

انت جميل ياعزيزي

واصل .......................

اشكرك اخي الكريم على ثناءك العطر والجميل
وتواصلك المميز وحضورك الراقي مكان تقديري
كل الشكر لهذا النور الدائم والجميل

سهم المحبه
10-06-2017, 04:01 AM
الجزء الثانـــــي عشــــــــــــــــر ....

تمت بأذن الله المال موجود والحلال موجود والصحة
على أحسن ما يرام والجميع في سعادة وراحة بال ما
بقي إلا وقت يسير وتكون الفرحة الكبرى بأذن الله ..
فقالت الله يسعدك يا سعييد كما هو أسمك المبارك
ويكتب لك خير وسعادة أنت صادق وذا خلق ولن يخيب
الله لك رجاء .. شكرها سعييد .. كانت أم سعييد قريبة
منهما وقد سمعت بعض ما قالوا فقالت الله يوفقكم
يا أحبابي ويكتب لكما السعادة والذرية الصالحة والحياة
السعيدة .. قام سعييد ولحق بعمه عند البلاد .. وكان
الرجل الذي سيبني البيت موجود عند عمه ابو سعييد
عند البلاد سلم عليه سعييد وقال له هاااه وش العلوم
فقال من بكره أن شاء الله سوف نبدأ البناء وقد أحضرت
كل ما يلزمنا لإحضار الاحجار وما نحتاج من الاخشاب
لبدء البناء .. بالطبع البناء سيكون بالاحجار والاخشاب
كون ذلك الوقت كان قديما جدا وهذه حالة شرائح
المجتمع في ذلك الوقت .. فقال سعييد للبناء يا عم
ودي تقول لي كيف سيكون البيت مداخله ومخارجه
وشكله الخارجي والداخلي .. فقال قلي أنت كيف تريده
هل يكون واسع وله فسحات في الداخل واحواش ويكون
على شكل قصر فخم وكبير .. فقال سعييد هذا ما أريده
فخم قدر ما تستطيع وواسع وكبير ويا ليت يكون أكثر
من دور وله غرف في داخله كثيرة ومخازن وما يشبه ذلك
فقال له البناء الان فهمت وترى راح يطول شويه ولكن
اسويه لك أعجوبة زمانه ويحتاج الكثير من الرجال
الذين يعملون ويلزم قدر كبير من المال فقال سعييد فيه
كل خير المهم يكون كما قلت ولا تهتم من جهة الاجرة
مهما كانت سنرضيك ونرضي ممن معك فأستعينوا بالله
فقال البناء على بركة الله .. عاد سعييد وابو سعييد مساء
وعندما أجتمعت الاسرة .. قال سعييد وش رايك يا عم
فيما قلت للبناء فقال ابو سعييد هذا ما كنت أرغبه واريده
ودي لك ببيت أو قصر يكون أفضل القصور في هذه
المنطقة ويكون له واجهات جميله وملاحق تكون جزء
منه ومجالس للرجال تكون في جهة منه ويكون محرم
البيت واسع ولا يطلع عليه أحد من خارج البيت ..
او القصر كما نحب ان يكون ان شاء الله .. فقال سعييد
نأمل ذلك يا عم والله يبارك فيك وفيما تقول وتفعل من
أجلي .. كانت أم سعييد تتبسم وكانت بناتها بجوارها ..
أما جميله فسرحت بها الافكار والاماني الى مكان بعيد
وهي ضمن الجالسين وهي تسمع لما يقال ..
بيت كبير بل قصر كبير جدا وله مداخل جميله ومخارج
وغرف كثيرة بداخله ومجالس في أطرافه فكانت أفكارها
وأمنياتها على مستوى ما تسمع وكانت تبتعد وتقترب
في أفكارها تصدق وتقول في نفسها هل هذا ممكن
ولم تفيق إلا على ضحك أمها وأبيها وقالوا وين .. وين
يا جميله ما أنتي معنا .. فضحكت وقامت الى داخل
البيت وأستحت وخجلت مما قيل لها بسبب سرحانها
وبعدها عن المجلس .. وفي اليوم الثاني ذهب ابو سعييد
الى شغل له خارج القرية وذهب سعييد الى البلاد لعمل
عنده وقد أخذ سعييد الصغير وقد كبر وأصبح يمشي
ويتكلم قليلا .. فقالت أم سعييد خذي فطور للسعييدين
وقهوة واللي يحتاجونه وأذهبي إليهم.. فقامت وأحضرت
وجهزت ما قالت أمها وذهبت على الفور فأرادت ثريا
مرافقتها ولكن أمها قالت لها لا .. جميله تذهب عند
خطيبها وهي عاقله ومؤدبه وعيب عليك تكوني معها
فقالت وأنا ماني عاقله ومؤدبه يا أمي وبكت ثريا لقول
أمها .. فقالت أمها لا يا حبيبتي انت الخير والبركه
أنتي أصبحتي شابه ولا يصير تكوني معها حيث
ان سعييد سيكون زوج أختك ولا يجب عليك ان تكوني
دائما قريبة منه هو وزوجته في المستقبل ولا الحين ..
فقالت ثريا طيب بحزن ولكنها تفهمت كلام أمها وتركت
الذهاب مع جميله .. أما جميله فذهبت كالريح سريعة
حتى وصلت وسلمت فرحب بها سعييد وجاها سعييد
الصغير يجري حتى حظنته وهو يضحك .. فقال سعييد
أهلا بالغاليه وأرحبي فقالت الله يسلمك ويغليك .. وبعد
أن جلسوا وتناولوا الافطار والاعين تتعانق في جو رائع
جدا وله آماله وأمنياته الكبيرة من خلال المستقبل
المنتظر .. وكذلك الابتسامات كلما ألتقت الاعين .. قالت
ودي تفهمني عن الكلام اللي سمعته البارح ؟؟ ..
بيت كبير
وقصر ؟؟ هل هذا صحيح ويمكن أن يتحقق فقال ان
شاء الله وسترين ماذا أفعل ان شاء الله اذا انتهى البناء
راح ازرع لك حوله اشجار جميله وبداخله وحواليه
أحواض رياحين وما له رايحة جميله وأزينه بكل ما
يسر الناظر ويريح القلب .. فقالت من جدك يا سعودي
فقال يا عيون سعودي أكييد كل ما قلت ان شاء الله
فقالت ما كنت أحلم بنصف هذا ولا ربعه الحمد لله رب
العالمين .. فقال سعييد تستاهلي اكثر من ذلك والله يكتب
لنا ما فيه الخير ...قام سعييد وحمل سعييد الصغير على
رقبته وقال تعالي شوفي وش سويت في أماكن حول
البلاد .. فقالت وش مسوي فقال لها شوفي وأحكمي ..
مشت بجواره وكانت كأنها طاؤوس وهي تتخيل ما
سيكون عليه مستقبلها مع الحبيب سعييد وقد كان
سعييد أكثر منها أمنيات وأفكار ولكنه خجول بطبعه
ولا يريد أن يرى عليه أمر فيه خلل .. المهم وصلوا
للمكان المراد الوصول إليه ؟؟ وجدت جميله أحواض
كثيرة مزروع بها ريحان بكثرة وبرك وحبق ونعناع
وكذلك أنواع كثيرة لها رائحة زكيه فقالت يا الله وين
كنت ما شفت هذه الروعة ولم تقول لي يا سعييد عنها
فقال كنت أريد ان تكون مفاجئة لك وسيكون مثلها في
بيتنا أو قصرنا أن شاء الله وبشكل مثير لا يتوقعه أحد
أن شاء الله تعالى .. فصفقت بيديها جميله وقالت صحيح
يا سعييد .. فقال ان شاء الله .. وسيكون لنا حفلة زواج
بهيجة بأذن الله تعالى وأعزم أبناء عمي وأهل قريتي
للحضور والمشاركة في زواجي ان شاء الله ..
فقالت واجب ومرحبا بمن يكون من أهلك وأقرباءك
وحياهم الله .. فقال سعييد ؟؟ وش يعني لك سعييد
فقالت أخي .. فنظر لها بأبتسامة كبيره وطويلة
ولكنها أردفت وقالت أخي وحبيبي وقرة عيني ..
والله العظيم لما تأخرتم عندما رحت لقريتك انت
ووالدي أني ما كنت أنام ولا أقدر أجلس في مكان واحد
وركبني من الهم والخوف ما الله به عالم وقد وصل بي
الامر أن أتخيل الموت أمام عيني من خوفي عليكم وقد
أحرجتني ثريا كثيرا ولم أجد إلا البكاء والبكاء الصامت
لوحدي وكنت أبكي في فراشي بصمت والبقية نيام وهذا
من خوفي عليكم .. ولكن الحمد لله كان الامر على خير
فقال وانا كنت أشوفك في صور من أراهم ولكن
وضعي حرج أذ معي عمي وكنت في وضع عزاء
ولم أتمكن من الرجوع حتى عندما شفت هذه القرية
الكريمة بأهلها ومن أحب رأيتك بقلبي قبل أن أراك بعيني
وفكري .. فقالت صحيح يا سعييد في قلبك لي كل هذا
فقال وأكثر لولا الحياء لطرت بك الى قمم الجبال بعيدا
عن الناس أو في مكان خالي من الخلق لا لشي ولكن
لأتوحد بالنظر إليك دون أن يراني أحد ولا يراك ..
فقالت ألم تراني طيلة هذه السنين الماضية ألم تشعر في
قلبك بما كنت أشعر به فقال ألم أقول لك أن العيون
كانت مراسيلي منك وإليك .. فضحكت وأستمر تبسمها
حتى عادت الى البيت فأول من شافها ثريا وقالت خير
اشوفك مبسوطه فقالت الله يرزقك يا أختي من فضله
بمن اذا رأيتيه تكوني مبسوطه ومرتاحه لا تشرهي
عليه ففي القلب ما فيه .. فقالت لها ثريا الله يسعدك
يا أختي ولا تنحرجي مني تريني أمزح معك ولولاك
أختي وحبيبتي ما تجرأت عليك ولكن أسمحي كل ما
ترينه مني الله يوفقك ويسعدك .. فقالت مسامحتك
وانتي أختي وأتمنى لك كل خير ..
*******
بدأ البناء في إحضار عدد ممن يعملون معه في البناء
وكسر الاحجار وإحضارها للمكان المحدد .. المهم بدأوا وكان
سعييد عندهم اكثر الوقت لتحديد المكان والمداخل
والواجهات وأشياء يريدها سعييد أن تكون مثل الجماليات
والمناظر التي يكون لها ندرة وجمال وأتضح للبناء كل
الامور التي يريدها سعييد وفهمها.. سارت الامور
كما يجب وبدأوا من يعملون في ذلك البيت بهمه شديدة
وسعييد يلاحظهم ويحظهم ويوعدهم بكل خير لما سيدفع
لهم من أجور ترضيهم .. كان سعييد ينقل الامور المتفق
عليها في بناء البيت الى جميله كلما سنحت الفرصة
لتفرح وتسعد وبكل الاحوال يبحث عما يسعدها ويريح
قلبها ..
خلال سنة وأربعة أشهر كان البيت على وشك الانتهاء وكان في
شكله ومنظره قصرا كبيرا وله أدوار وقد جعل في
الادوار العليا سكنه هو وزوجته المنتظره وكان ذلك
المكان كبيرا فسيحا يرى الجالس فيه كل ما حوله من
القرية والمزارع وبعض الجبال وفي كل الجهات الاربع
وكان جمال ذلك القصر فريدا فلم يكن له شبيه في تلك
القرى ولا في المنطقة أراد سعييد أن يبيع من حلاله
ليتمكن من تكملة البناء وجلب ما يحتاجه القصر من
التأثيث والكماليات المعتادة وشاور جميله فضحكت
وقالت ليه نسيت ابو سعييد وما قاله لك .. فقال ما ودي
أكلف عليه يكفي ما أعطاني وانتي تعلمي فقالت لقد
أعطاني مبلغ كبير قبل شهرين من الان وقال لا أقول
لك إلا وقت الحاجة لذلك المال .. فأطمئن يالغلا ..
المهم استمر البناء وأستمر سعييد يخطط لما سيأتي به
وما يحتاجه القصر والزواج ويتشاور مع خطيبته كلما
سنحت الفرصة له .. فقد كان يقضي أكثر وقته عند
البلاد أو في متابعة البناء .. المهم أكتمل القصر خلال
تلك الفترة .. وقام سعييد بإحضار ما يحتاجه القصر من
آثاث وكماليات .. وقد كان له مجالس خارجية كبيرة
وواسعة فأغدق على ذلك القصر الشي الكثير ليكون آية
في الجمال والروعة والندرة.. وقام كذلك بزراعة الكثير
من الرياحين والازهار الجميلة وذات الروائح الجميلة
والزكية داخل القصر وعلى أطرافه العليا والسفلى وحول
المجالس حتى أصبح لا مثيل له ..
********
أجتمعت الاسرة في مساء جميل بعد العشاء وكان الكل
في أجمل وأسعد ما يكون .. وكان سعييد الصغير أكثر
تلك الاسرة حركة ولعب فأمسكت به أمه وقالت ؟؟

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

سهم المحبه
10-27-2017, 04:24 AM
الجزء الثالــــــــــــث عشــــــــــــــــر ....

ودك يا حبيبي يكون لك أخو صغير تلعب معه ..
وكان أبو سعييد ينظر لسعييد الصغير بأبتسامة كبيرة
جدا وسعادة بالغة وسمع ما قالت أم سعييد .. وكان متكئا
فجلس وقال صحيح يا أم سعييد فقالت الله أعلم ونقول
أن شاء الله فصاحت جميله وثرثاء فرحا واقبلوا على
أمهم يقبلونها وهما فرحتين وقبلوا أبيهم وباركوا له
كذلك سعييد قال أن شاء الله يا أم سعييد وهذا يفرح
الجميع .. وبهذه المناسبة لكم عند جميله القابلة عشاء
إحتفالا بهذا الخبر الجميل ويكون في بيتها المنتظر حيث
أنتهى البناء وما بقي إلا أمور بسيطة جدا لأحضار بعض
التأثيث والكماليات اللازمة.. فقالت أم سعييد ودنا نتفرج
على قصرك الجميل نراه من الخارج ولا نعلم ماذا يكون
في داخله فقال هذا اللي أحببت أن يكون عشانا بكره فيه
بأذن الله أن سمح عمي ابو سعييد.. فقال ابو سعييد باذن الله
ولكم يا عمه أنتي وكل أهل هذا البيت الحق والبيت بيتكم ..
بات الجميع كلا فرح بما في نفسه ام سعييد وأبو سعييد
فرحين بالحمل الجديد وسعييد وجميله فرحين بقرب
الموعد للفرحة الكبيرة وألتقاءهم المنتظر وثرياء فرحة
ايضا وتأمل أن يأتي النصيب قريبا .. في الصباح بعد
تناول الافطار قام سعييد يريد الذهاب فقالت له أم سعييد
الى أين فقال عندي بعض الاشغال فقالت خذنا معك انا
وأخواتك نتفرج على قصرك الجميل ونبارك لك فقال
تتفرجوا على الرحب والسعة فهو لكم وأنتم أهله بأذن
الله ولا تكون السعادة فيه إلا بوجودكم فأهلا ومرحبا
فقال ابو سعييد أنا رأيت القصر من أول بدء إنشاءه
حجرا حجرا الله يبارك لمن هو له ويسعد أهله فيه ما
يحتاج ارافقكم روحوا أنتم وأنا عندي شغل عند البلاد
ذهب سعييد الى القصر وكان باقي فيه بعض العمل
البسيط جدا وباقي بعض الرجال الذين يعملون لإتمام
كل ما يحتاج القصر فقال لهم أذهبوا اليوم وعودوا غدا
لإكمال الاعمال الباقية أهلي سيأتون الى القصر ..
فقالوا حاضر وذهبوا ثم عاد سعييد الى عمته وأخواته
وقال لهم تفضلوا وحياكم الله القصر سعيد جدا وينور
ويزهوا بتشريفكم لرؤيته .. وصلوا وأذهلهم ما رأوا
فقد كان عدة قصور في قصرا واحد ويتسع للكثير من
الناس لكثرة غرفه وملحقاته وشرفاته ومجالسه وكانت
روعة في التصميم والانشاء وزادها ما وضع سعييد بها
من الآثاث والمزروعات والاشكال الجمالية والمناظر
الرائعة .. فقالت أم سعييد ما شاء الله تبارك الرحمن ما
أجمل هذا القصر وما أبهاه تستاهل يا سعييد والله أنك
وفيت بما وعدت فكان هذا القصر جميلا نادر الوجود
في هذه الديار ولن يكون مثله أبدا .. زادت ثرياء بقولها
الله يجعله مسكنا مباركا ويكتب لأهله الخير والسعادة فيه ..
أما جميله فقد كانت مذهولة متفاجئة وغير مصدقه لما
تراه .. رغم ان سعييد قد وعدها بكل ذلك ولكنها شافت
أكثر مما قال .. فكانت تنظر إليه وكأنها ملكت الدنيا وما
فيها من كنوز فأكبرت ما تراه أعينها وأجلته لكرامة
سعييد لديها وحبها له وتفانيه في إسعادها فكانت الدهشة
مسيطرة عليها حتى أنها لم تكن تعي تنقلها في أرجاء
القصر .. وقد لاحظ سعييد عليها ذلك فقال لها تعالي
يا راعيت البيت وأمسك بيدها وقال لا تندهشي فكل ما
ترين لك ومن أجلك ومن أجل من يأتي بعدنا وأهلك أهلي
وقريتك قريتي ومكاني بارك الله لنا جميعا وبارك علينا
وجمعنا جميعا في مستقر رحمته فقال الجميع آمين ..
تقدمت إليه جميله وقد أرادت أن تضمه الى صدرها
فرحة به وبما فعل ولكنها أستحت من أمها وأختها ثرياء
فقبلت جبينه وشكرته لكل ما فعل .. فكانت الابتسامات
من الجميع وتبادل التهاني بهذا القصر الجميل والرائع
وجلس الجميع في أعلى القصر في مكان رائع وجميل
جدا وكانوا ينظرون الى الاودية والمزارع وأكثر الجهات
من مكانا واحد .. فأردت ثرياء إثراء المكان والوقت
ببعض مشاكساتها .. فقالت لو سمحت يا سعييد ممكن
سؤال ؟؟ .. فقال لها تفضلي .. فقالت أنت وجميله وحدكم
في هذا القصر بس ؟؟ .. فضحك الجميع لما قالت
فقالت أم سعييد بالطبع هم لوحدهم وهذا حلالهم
وبيتهم الله يسعدهم فيه .. وكانت جميله صامته
لم ترد فقط تلك الابتسامات وإشراقة الوجه والمحيا
يظهر عليها فما زالت في دهشة وغير مصدقه ما
شافت عينيها .. بالطبع قد تم عقد الزواج لسعييد على
جميله قبل وقت ولم يبقى إلا إتمام الزواج وانتقالها الى
القصر وقد أصبح ذلك قريبا جدا .. عادت أم سعييد وثرياء
الى بيتهما وبقيت جميله وسعييد فقال سعييد هااه يالغاليه
أعجبك ما رأيتيه ؟؟ .. فقالت فوق الاعجاب فلم أتوقع
أبدا ما رأيته الله يخلف عليك ويسعد قلبك يا سعييد أستحقيت
كل الاحترام ممن يعرفك فأنت صاحب الخلق والصادق
الذي لا يخلف وعده .. فقال يا جميلتي الغاليه أن كنتى
لا تعلمي فأنني أرى ما أراه في نومي ويقظتي شي واحد
اولا أن أرد الجميل لأبو سعييد وأم سعييد ولك أنتي
وأختك لما أوليتوني من أهتمام وحب وتضحية فقد لقيت
منكم ما لا أستطيع الوفاء له مهما عملت . وثانيا فأني
أراك في كل أوقاتي في نومي ويقظتي وعملي وكل ما
أقوم به مرافقتي حتى أني أرى صورتك فيمن أراه من
الناس والحلم أن أراك في هذا القصر قريرة العين هانئة
سعيدة وبجواري وهذا اكبر أحلامي ..
فأغرورقت أعين جميله بالدموع وكادت أن تقع لهول
ما تسمع من مشاعر سعييد وأحلامه فلم يستطيع تفكيرها
وعقلها تحمل ما تسمع فأمسك بيدها سعييد وقال هذا من
فضل الله يؤتيه من يشاء فالحمد لله على ما وهب وأعطى
وحاول أن يسليها ويضحكها ويغيير الكلام حتى تعود
مما هي فيه وقال المهم وش تتمني في المستقبل القريب
من الاولاد أو البنات فكل الامور والاحلام تحققت ..
فنظرت إليه وهي مبتسمة والعيون تذرف العبرات
لسعادتها .. وقالت الله يحفظك ويخليك ويطول في عمرك
ويهديك لكل ما يحب الله ويرضى .. أسكتني تماما فلم
تترك شي جميل إلا وفعلته وأتيت به .. شكرها سعييد
لما قالت .. وقال المهم الليلة العشاء هنا في قصرنا أن
شاء الله رايح أجيب لنا عناق أو جفر سمين وأجهزه وآتي به
لك لتجهزي لنا العشاء أنتي وثرياء وراح يكون عشاءنا
هنا وسهرتنا بأذن الله وراح أتفق مع العم ابو سعييد
على موعد إتمام الزواج فأتسعت أبتسامها وقالت لعيونك
أبشر بكل خير .. فقال لها تسلمي .. لحق سعييد بعمه وعادت
جميله وقالت لأمها وأختها العشاء كما قال سعييد في
القصر أن شاء الله وقال لي أجهز لذلك فقالت أمها موفقه
يا بنتي .. شفتي الصادق والامين سعييد ماذا جاب في
القصر ووش زينه بكل شي جميل ورائع .. فقالت الحمد
لله على كل شي .. قامت ثرياء فقالت جميله وين رايحه
فقالت ليه وش قلتي ؟؟ .. العشاء والتجهيز له يالله قومي
يا عروس خلينا نشوف وش يلزم للعشاء ونجهزه ..
فتبسمت العروس لذلك القول وقامت تساعد أختها وكانت
أمهما تنظر لهما بسعاده بالغه ..
أكمل تواجد الجميع في القصر وجلس سعييد وأبو سعييد
وأم سعييد وسعييد الصغير في أعلى القصر في مكان
جميل ورائع وكان القمر منيرا في منتصف الشهر
وكانتا جميله وثرياء يجهزان العشاء فقالت أم سعييد
حيا الله الفأل الطيب سعييد وحيا الله ابو سعييد ..
فقال ابو سعييد الله يحيي فالك وكذلك قال سعييد
أبتسم العم الكريم ابو سعييد وقال لسعييد كأنك ؟؟..
ودك تقول شي أو بنفسك شي يا ولدي العزيز ..
فقال سعييد كل الامور تحت شورك ولا يكون شي
إلا بأذنك وموافقتك .. فضحك ابو سعييد وقال أسمع
يا ولدي تصرف كما تريد وحدد الوقت اللي يعجبك
لحفلة زواجك ولا تسألني عن شي إلا في حالة أن
ينقص عليك شي قلي وأبشر بما يسرك .. فقال
سعييد الله يوفقك ويحفظك يا والدنا جميعا ويسلم
راسك ما ينقص إلا رضاك .. وأشوف يا عم في
نهاية الشهر عند الهلال تكون مناسبة الزواج
فقال ابو سعييد بإن الله تعالى وأسئل الله لكم التوفيق
فشكره سعييد وتبسمت أم سعييد وقالت نشوفك في بيتك
أنت وزوجتك سعداء بأذن الله يا سعييد الله يسعدكم
ويوفقكم .. فقال سعييد اللهم آمين ..
جهز العشاء وكانت جميله في أجمل وأحلى اوقاتها
فهي تجهز العشاء في بيتها الذي لم يبقى على ذلك
إلا أيام معدودة فكانت توزع الابتسامات كلما كلمها
أحد أو نظر إليها أي واحد من افراد الاسرة وخاصة
سعييد .. أتت الاختين بالعشاء وقدماه وجلس سعييد
بجوار عمه وكانت عمته في الجهة الثانية وجلستا
الابنتين بين أبيهما وأمهما وسعييد بين الوالدين ...
وبعد الانتهاء من العشاء أتوا بالقهوة والشاهي وجلس
الجميع في ذلك المكان الجميل والرائع ولا يشاركهم
أحد وأشاد ابو سعييد بكل ما عمله سعييد من البناء
ثم التأثيث والمزروعات حول القصر وداخله وكذلك
أم سعييد فشكره سعييد وقال هذا القصر يعتبر قصر
للجميع وليس لي وحدي يا عمي العزيز فأنت من سمح
وساعد وشجع في الكثير من الاوقات فالله يخلف عليك
ويكثر خيرك وعساني أستطيع رد الجميل بارك الله فيك
فقال ما سويت شي وأنت تستاهل الله يوفقك والله العظيم
أني أنظر إليك وكأني أنظر لسعييد الصغير فأنت ولدي
الذي ليس من صلبي حفظك الله ورعاك ..
في اليوم الثاني عند الضحى ذهب سعييد الى القصر
يتفقده وهل باقي شي يحتاج الى أكماله .. وكان وحده
وأذا به يسمع صوتا يقول ....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

أنثى حالمه
10-27-2017, 01:57 PM
تحية عطرة

متابعة لـ هذا الالق بكل شغف

لك خمائل ورد

مودتي

الشفق
10-27-2017, 07:04 PM
مع الجميع على مدرجات المتابعه بشوق
شكرا لك شيخ شفق

سهم المحبه
10-29-2017, 02:54 AM
تحية عطرة

متابعة لـ هذا الالق بكل شغف

لك خمائل ورد

مودتي

تزداد سعادتي بهذا الحضور الجميل والمميز
متابعتك تزيد إضاءة بين أسطر هذا الجهد
اشكرك الحالمة وأهلا بك دائما تنوري

سهم المحبه
10-29-2017, 02:56 AM
مع الجميع على مدرجات المتابعه بشوق
شكرا لك شيخ شفق

أهلا بالشفق متابعا مميزا ودافعا لمزيد العطاء
تتويج حضورك لهذا الجهد وآمل أن المتعة
والفائدة لكم وحياكم الله ..

سهم المحبه
11-05-2017, 02:57 AM
الجزء الرابـــــــــــــــــــــع عشــــــــــــــــر ....

أدخل يا راعي البيت ففز سعييد وقلبه يخفق وقال أهلا
ومليوون مرحبا بمن جاء البيت بيتك يا أجمل جميله في
الدنيا أهلا بك وهل يستأذن صاحب الملك في ملكه
فقالت تاج راسي ودفء قلبي وروحي يا سعييد أنت
المالك وأنت كل شي في هذا الكون بالنسبة لي ...
ودخلت وهي تبتسم وسلمت على سعييد وقالت ألف
مبروك عليك القصر يا صاحب القصر وملكه وراعيه
فقال الله يبارك فيك ويبارك عليك القصر وصاحبه ..
تقدمت إليه وأمسكت يده وضمتها الى صدرها وقالت
الله يحفظك ويخليك ماني مصدقه اللي أشوفه يا سعييد
فقال لها تعالي أوريك شي داخل في المكان المخصص
لك يالغالية فقالت أنت تكفيني عن كل شي يا سعييد
الله يسعدك ويريح قلبك .. ذهبا وفتح المكان المخصص
لها وقال أدخلي وتفرجي وش جبت لك وشوفي هديتك
وأنا أجلس هنا ماني داخل معك ؟؟ فقالت لا يا سعييد
انت راعي الفهم والعقل كيف ما تدخل معي وحنا في
بيتنا ومكاننا وأنت زوجي وأنا حلالك الان ما فيه أي
أمر يمنعك من الدخول معي .. فقال ما ودي أحرجك
فأمسكت بيده وأدخلته معها .. المهم شافت ما لم تكن
تعتقده أو تتمناه ولا في الاحلام حتى... ملابس وعطور
وحلي من كل الانواع الذهب والفضة وأشياء كثيرة
فقالت هذا كله لي ؟؟ .. فقال سعييد ومثله أن كان
ما يكفي فقالت بل يكفيني طول العمر ما أحتاج شي
ثاني وأنت معي وحولي لا خلا ولا عدم ويسلم راسك
وأكرمك الله بالتوفيق ان شاء الله تعالى .. شكرها سعييد
وهو في حالة لا يحسد عليها فالوضع صعب عليه ؟؟..
وخرج وقال لها أنا راح أرسل لك الوالده وثرياء خليهم
يشوفوا ويفرحوا .. وتريني جبت للوالده ولثرياء أشياء
ما تخفى عليك أعطيهم أياها وأنا رايح للوالد عند البلاد
فقالت في حفظ الله .. بعد وقت ليس بالطويل أطلت
أم سعييد وثرياء وقالت لها سعييد قال أنك في أنتظارنا
خير ان شاء الله .. فقالت ضاحكه لا تسعها الدنيا من
سعادتها تعالي شوفي وش جاب سعييد لنا جميعا ..
فلما شافوا ما أحضر سعييد أكبروه وتفاجئوا به ولم
يكونوا يتوقعون إحضاره لتلك الاشياء كلها وكيف
عرف يختار لجمال ما أحضر من الهدايا والامور
الخاصة بالنساء فقد أحضر لكل واحده على مقاسها
وحسب عمرها ووضعها .. أعطت جميله كل الاشياء
الخاصة بأمها وأختها وقالت هذا الانسان ليس له مثيل
في ذوقه وكرمه وطيبه الله يحفظه .. فقال الجميع اللهم
آمين .. وصل سعييد الى عمه ابو سعييد وسلم عليه
فقال أهلا بك وش جابك فقال ما عندي شي اسويه
قلت أجي أساعدك .. فقال ابو سعييد الله يحييك ولكن
ودي تهتم بأمورك والتجهيز لزواجك .. فقال سعييد
كل شي جاهز ولا ينقص شي فقط ودي اروح لقريتي
أعزم أولاد عمي وبقية أهل القرية .. فقال بالتوفيق
أن شاء الله رح متى ما رغبت فقال بكره أن شاء الله
أروح لهم .. فقال ابو سعييد أروح معك اذا ودك
فقال له لا يا عم ما يحتاج ما ودي أتعبك أروح لهم
وحدي وما راح أتأخر أعود في نفس اليوم بأذن الله
فقال له على راحتك .. أجتمعت الاسرة عند المساء
وكانوا مسرورين جدا وقالت أم سعييد ما دريت
يا ابو سعييد وش سوي سعييد فقال ما يسوي سعييد إلا
الشي الطيب الله يبارك فيه ..قالت له جاب لجميله أشياء
لا تصدق وجاب لي ولثرياء مثلها .. فقال في هذا الحال
ما أقدر أعاتبه هي زوجته وأنتي في مقام أمه وثرياء
أخته الله يكثر خيره ويخلف عليه .. وكانت جميله تستمع
وهي باسمة الثغر والمحيا .. وقال ابو سعييد سعييد عنده
مشوار بكره ؟؟ .. فتغير وجه جميله .. وقالت هاااه ..
فقال لها والدها لا تخافي عليه رايح يعزمه أهله وربعه
ويعود في نفس اليوم ان شاء الله .. فنظرت لسعييد
وكأنها تسأله عن شي فقال سعييد .. فبادلها نفس النظرة
وقال أرجع أن شاء الله قبل الغروب .. ولكنها لم ترتاح
لما قال فهي تخاف عليه جدا ولو لم تراه في كل أوقاتها
لا ترتاح .. وتظل مشغولة البال .. المهم في الصباح اليوم
الثاني بعد الافطار ذهب ابو سعييد الى البلاد وكان سعييد
نائما في قصره فقد اصبح جاهز ومجهز من كل النواحي
ولم يكن موجودا عند الافطار ذهبت إليه جميله وزهمت عليه
قبل ان تدخل فأفاق وظهر إليها وقال أدخلي فقالت الافطار
جاهز وكانت مستحية أن تدخل عليه فقال أنا ما أفطر إلا في
بيتي وقد كان يمزح عليها فقالت أبشر بسعدك أجيب الافطار
لك وتفطر في بيتك يالغلا .. وذهبت مسرعة الى البيت
لتحضر الافطار لحبيبها وقرة عينها .. ولكنه لحق بها
وقال لها كنت أمزح معك فالقصر بيتي وبيت ابو سعييد
بيتي وأنتم أهلي وستكونون أغلى كلما مر يوم بأذن الله
فضحكت وقالت له أين ما كنت فأنت في مكانك ومحلك
وقد كانت أم سعييد قريبة وقد بان حملها .. وقالت تعال
يالغالي الله يحفظك .. فسلم عليها وسلم على جميله من
بعيد واشار إليها بعينه فضحكت وغطت وجهها وذهبت
لأحضار الفطور له .. المهم بعد الافطار قال أني ذاهب
الى ربعي وجماعتي اعزمهم فقالت أم سعييد تروح وترجع
بالسلامة ان شاء الله .. خرج وخرجت وراءه جميله وهي
دامعة العين وقالت لا تشغلني يا سعووودي الله يخليك وتتأخر
فقال بأذن الله اجي سريعا ولكن أخاف أن يمسكوا بي للعشاء
وهذا مؤكد ولكن بكره أن شاء الله أكون عندكم .. فقالت وش
يصبرني الى بكره عن شوفتك فقال هانت الامور وما بقي إلا
أيام ويكون الزواج والاحتفال .. ودعته جميله وامسكت بيده
ومشت معه عدت خطوات ؟؟ فقال لها عودي الله يحفظك عن
عيون أهل القرية فتبسمت وعينيها مغرورقة بالدموع ..
وعادت الى البيت .. أما سعييد فقد سار راكبا على ركوبة
فالمكان ليس بالقريب .. وصل الى قريته ومكان مولده
ومدرجه وأصله ونظر في أرجاء القرية والديار وتذكر
أمه محسنه يرحمها الله وتذكر والده ولو أنه لم يكن يعرفه
تماما فقد توفى وهو صغير في حوالي ثلاث أو اربع سنوات
فدمعت عيناه حزنا عليهما وعلى تلك القرية العزيزة على
نفسه ولكنه تذكر ما قاساه فيها وما تعرض له من المعاناه
وقال الحمد لله الذي عوضني بخير مما فات ..
رآه أبناء عمه فأستقبلوه قبل أن يصل ورحبوا به ترحيبا
كبيرا جدا وأدخلوه وفرحوا بقدومه .. فقال أكبرهم أهلا
بالحبيب أبن العم وحياك الله ومرحبا بملفاك الطيب وقال
مثل ذلك الاخوان الاخران .. وقدما له القهوة وما يقدم
معها .. وقبل أن يتكلم قالوا عساك جيت تخبرنا عن موعد
زواجك فقال نعم فقد تحدد الموعد وذكره لهم فقالوا الف
مبروك ونسأل الله أن يتمم لك بخير وسعاده وسنحضر ان
شاء الله .. ولكن لا تستعجل فلن نسمح لك بالعوده قبل القيام
بواجب ضيافتك ولا تحرمنا من الجميل .. فقال البيت بيتي
وانا ماني غريب .. فقالوا لابد من القيام بواجبك يا أبن العم
المهم وافق سعييد بصعوبة لرغبته في العوده في نفس اليوم
ولكن أستحى من أبناء عمه .. حضر جميع أهل القرية للسلام
عليه وتم ذبح خروفين سمان بهذه المناسبة حضور سعييد ..
وسأله الجميع عن حاله وأحواله وعتبوا عليه أنه لم يعود
لقريته ولكنه أقنعهم بما هو فيه من رغد العيش فقد صار له
بيت وأموال ومكان وعزه .. فقالوا له على راحتك وين ما
كنت الله يحفظك .. وبعد العشاء وتقديم العزيمة للجميع
وتحديد الوقت أراد أن يعود فلم يقبل الجميع بذلك وقالوا
بكره أن شاء الله تعود ... بات عند أبناء عمه وفي صباح
اليوم الثاني بعد أن تناول الافطار أستئذن ومشى ...
وصل الى الحبيبة الغالية قبل العصر .. وقد كانت واقفة
تنتظره طيلة صباح ذلك اليوم الى قبل العصر عندما
أطل كادت تأتيه قبل وصوله ولكن أمها نهرتها قائله
عيب عليك يا بنتي وش يقول عنك أهل القرية أنجنيتي
فبقيت على أحر من الجمر حتى وصل سعييد فأحتظنته
وقبلت جبينه وهي تجهش بالبكاء .. فأمسك بيديها وقال
لها الحمد لله كل أموري على ما يرام وأهدئي أنا بخير
وفي خير .. فقالت له أم سعييد عساك دائم ..
فقال سعييد بوجودك ياعمه بارك الله فيك تسلمي
أخذ بيد جميله واجلسها بجواره وقال لها الله يهديك
حبيبتي الغاليه هكذا الرجال يروحون ويغيبون أوقات
ليست بالقصيره وأحيانا يغيبون سنين طويله من أجل
مصالحهم وأنا يمكن أغيب لقضاء حاجة أو مصلحة أيش
راح يكون حالك فقالت أن غبت أغيب معك وما أخليك تغيب
وحدك فضحك وقال لها أن شاء الله ما أغيب عن هذا الفال
الغالي .. هاااه وش صار معك وان شاء الله ما تعبت في
طريقك .. فقال سعييد الحمد لله وصلت ورحبوا بي أبناء
العم واكرموني جزاهم الله خير وأهل القرية فرحوا بي وكم
عاتبوني على عدم عودتي .. ولكن أعتذرت منهم بأنه أصبح
لي بيت وحلال ومكانه وعساها تدوم بجوار الغالية ..
ضحكت جميله وقالت بالتأكييد ان شاء الله تدوم بك ومعك
حبيبي .. قال سعييد ان شاء الله والله يوفقنا ويكتب لنا الحياة
السعيدة والموفقة ويرزقنا من فضله .. المهم يالجميل ما بقى
إلا أيام قليلة ويتم الحفل ان شاء الله .. وأبغاك تنقلي حاجات
الى القصر وترتبيه وتضعي كل شي في مكانه وما راح
أكون موجود .. فقالت وهذا يصير ما يحلي القصر إلا
بصاحبه وعلى كل حال راح تكون معي أمي وأختي ثرياء
فقال سعييد الوالده تشوفيها تعبانه ولا تتعبيها قالت ما راح
تتعب تجلس معي انا وثرياء والشغل حنا نسويه فعلا القصر
يحتاج بعض الترتيبات الخاصة اللي ما يعرف لها إلا النساء
فقال موفقه يا حياتي ان شاء الله .. فقالت له وانت وش باقي
عندك من الامور فقال كل شي جاهز وكلمت اللي راح
يقومون ويذبحون الذبائح وكل الامور وأتفقت معهم ...
*******
بالفعل كل شي كان جاهز وتم دعوة المعازيم من قرية سعييد
والقرى المجاورة لها ومن كان يعرفهم سعييد أو ابو سعييد
وفي قرية ابو سعييد تمت دعوتهم والقرى المجاورة لها ...
وقبل موعد الحفل بيومين حضر رجل يسوق عشرة خرفان
وسأل عن سعييد وعندما قابله سلم عليه وقال له هذه الخرفان
مرسوله من أبناء عمك لك بمناسبة زواجك وسيأتون هم
وأهل القرية مشاركين في الحفل ورفاده .. فقال سعييد الله
يحييهم ومرحبا بهم ألووووف .. سلم عليهم وشكر الله لهم
وعساهم على القوة ودام عزهم ابناء العم ..
وفي اليوم المحدد للعرس تم وحضر حضور كبير جدا
من القرى المجاورة ومن قرية سعييد والقرى المجاورة
لها وكان حفل بهيج جدا وقدم سعييد وعمه ابو سعييد
ولائم كثيرة جدا وكان الترحيب كبير جدا وحضر شعار
تمت دعوتهم وصارت عرضه وإحتفال كبير جدا بتلك
المناسبة الغالية على سعييد وأهله الذين لم ينجبوه والذين
أحبوه وأليفوه ويتمنون له التوفيق .. وحضر أبناء عم سعييد
وكثير من جماعته وأهل قريته وقدموا له هدايا ورفد نقدي
كبير .. وقد شاهد أهل قرية سعييد وأبناء عمه وأهل قريته
قصر سعييد الذي بناه وأعجبوا به جدا وقد تفاجأوا به ولم
يكونوا متوقعين أنه سيكون له مثل هذه المكانة وهذا القصر
وما لديه من الاموال والحلال .. وخلاصة القول تمنوا له
حياة مديده وأحوال سعيده عند أنصرافهم من الحفل بعد
أنتهاءه .. أنتهى الحفل وعاد كلا الى مكانه وأنتقل سعييد
الى قصره بحبيبته جميله وقد كانت في أجمل وأروع ما
يكون وعند دخوله عليها بعد إنتهاء الحفل تماما رحب بها في
بيتها الدائم ورحبت به وعانقته .. ذلك العناق الذي تمنته
طويلا وهي باكية العين بادلها العناق الطويل وهم وقوف
وقال لها في مثل هذه الليلة المباركة والجميلة تبكين ..
فقالت لا أبكي لسبب غير مناسب ولكن هذه الليلة أمنيتي
وأجمل أوقاتي التي لا تنسى وحبي لك يا سعييد جعلني
لا أستطيع امساك دموع الفرحة .. فقال لها ترفحي دائما ان
شاء الله وأهلا بك ومرحبا وهذا القصر كنت أحلم به من
زمن طويل وكنت اتصوره وأخطط له من وقت بعيد وكنت
أتخيلك بداخله وأرى أبتسامتك عندما أتي وانتي فيه ..
دخل العروسين الى قصرهم .ووو
.................................................. .......
.................................................. .......
وفي الصباح اليوم الثاني ضحى أتت أم سعييد وزهمت
على العرسان من أسفل القصر فطل عليها سعييد وقال
أهلا بالغاليه تفضلي مثلك لا يقف أدخلي يا عمه ..
دخلت وصبحت على العرسان بالخير واحضرت معها
فطورا طيبا وجميلا جدا للعرسان .. وسأل سعييد عن عمه
فقالت ذهب الى البلاد وسيأتي عند الظهر ان شاء الله
واسمحوا لي جبت لكم الفطور وودي أعود فقال مستحيل
هذا البيت بيتك وأهله من بعدك .. فقالت الله يحفظه ويحفظ
أهله ويهنيهم به .. وكادت تنصر ولكن أطلت العروس كأنها
طاؤؤس وقالت معقول تروحي وأنتي ما سلمتي على بنتك
غاليتك فقالت الله يسلمك يا بنتي ويهنيك انتي وزوجك
سلمت جميله على أمها وعلى رأسها وقبلت يدها وقالت
تعالي أدخلي الله يهديك تقهوي معنا وأرتاح يشويه وبعدها
على راحتك .. نظر سعييد الى عمته أم جميله فرآها غير
مرتاحه فقال لها يا عمه انتي غير مرتاحه في شي مؤثر
عليك فقالت تعبت البارح في الحفل وأحس أني ماني كما
يجب .. ولكن ان شاء الله ما فيه خلاف .. فقال لا تتعبي
حالك جميله وثرياء يقومون بكل شي وانتي أرتاحي الله
يحفظك .. نظر سعييد واذا به يرى ابو سعييد عائدا من
البلاد فنزل وسلم عليه وقال تعال يا عم تقهوى معنا
وتراني وصيت أحد الرعيان يجيب لنا خروف نتغداه
فقال له ابو سعييد الله يخلف عليك ومبارك عرسك
وفقكم الله وكتب لكما الصحة والعافية والذرية الصالحة
الموفقة .. شكره سعييد وأخذه معه وعندما دخل سلم على
جميله وجلس هو وسعييد وأم سعييد طبعا في القصر مكان
خاص للجلوس وللقصر محارم كثيره ومجالس كثيره ..
ولكن وهم جالسين رأوا أم سعييد على غير طبيعتها فسألوها
عسى ما شر فقالت ما من شر ان شاء الله أحس ببعض الآلام
وراح أنزل الى بيتي وان شاء الله الامر خير ..
فقالت جميله انزل معك .. فرفضت أم سعييد أن تنزل فهي
عروس ولكن اصرت جميله وكذلك سعييد ..
وفي اليوم الثاني كانت أم سعييد في حالة صعبه فهي تتألم من
اول الليل في الليلة الماضية وما زالت تتألم .. وقد كانت في
الشهر الاخير .. ولكن ...

الشفق
11-08-2017, 12:04 AM
ولكن ...
ننتظر م تخفي وراءها ..

متابع للنهايه
شكرا ابو احمد لهذا الابداع
ومودتي

سهم المحبه
11-08-2017, 12:56 AM
ولكن ...
ننتظر م تخفي وراءها ..

متابع للنهايه
شكرا ابو احمد لهذا الابداع
ومودتي

حضورك يالغالي جعل جهدي المتواضع أبداعا
شكرا لهذا الحضور والاطراء بارك الله فيك

سهم المحبه
11-09-2017, 01:51 AM
الجزء الخامس عشـــــــــر ....

لم يأتي الوقت الصحيح فقد أجهدت نفسها في ليلة
وهي في الشهر الاخير فكانت هذه الآلام والاحساس
بها شي طبيعي..المهم أخذت بعض الادوية من
الاعشاب المتعارف عليها في ذلك الوقت لمثل هذه
الحالة من الآلام .. المهم بعد يومين هدأت هذه الآلام
بعض الشي واستمر الحال طبعا سعييد أتاه رفد من
أبناء عمه وأهل قريته ومن الكثير ممن حضر الحفل
وباع عسل مرتين في اول السنة وأخرها وباع أيضا
بعض مواشية من الذكور وكبار السن من الاناث
وأصبح لديه مبلغ كبير لا يحتاجه فذهب الى عمه
وقال له اذا سمحت يا عم انا مديون لك ولا أستطيع
اسددك دينك حتى الممات ولكن أحاول أسدد ما أستطيع
أن سمحت لي بارك الله فيك وأخلف عليك .. فقال
ما لي عليك دين ولا أطلبك شي يا سعييد وانت ولدي
ومساعدي في وحدتي ويدي اليمنى بارك الله فيك وما
عندي سيكون لك ولأخوانك والله يخلف على الجميع
فقال سعييد مثل ما قلت لك لن أستطيع تسديد ما قدمته
لي مهما حاولت ولكن قدر الاستطاعه .. المهم أعطاه
مبلغ جامد وطلب منه العذر والسموحه .. فضحك
ابو سعييد وسكت طبعا قد سأل سعييد جميله عن كل
المبالغ التي أعطاها لها والدها وقالت له بالضبط وهذا
هو سبب ضحك ابو سعييد حيث ان سعييد دفع له كامل
المبلغ .. المهم حالة أم سعييد وقد مر على آلامها
أكثر من خمسة عشر يوم تقريبا يعني من وقت العرس
وأصبحت في حالة ولاده وأصبحت لا تقوم كثيرا
وجميله لا تذهب عنها مع أختها ثرياء إلا وقت المبيت
وبقيت على هذا الحال عدة أيام .. وحولها بناتها ونساء
القرية وطبعا سعييد يحبها ويأمل لها العافية دائما ويسأل
عنها ويأتيها والجميع في إنتظار فرج الله لها ..
كان ابو سعييد عند البلاد في يوم مبارك أتاه سعييد
وسلم عليه وهو مبتسم بادله عمه الابتسامة ولكن لم
يفرج عنها سعييد .. فقال ابو سعييد عندك علم يا ولدي
لا تطيل عليه الله يسعدك فقال البشارة يا عم فقال
أبشربها ... فقال أبشرك أن الله فرج على أم سعييد
وجاها ولد وهما بخير وعافيه ففز ابو سعييد وعانقه
وأفلت يريد أن يذهب ليري أم عياله ويهنئها بالسلامة
فأمسكه سعييد وقال لا تتعب حالك .. أولا حولها نساء
أهل القرية وبناتها وهي بخير ولا عليها خلاف وقد
ذبحت جدي سمين وقلت لبناتها يقدمون لها لحم ومرق
وأكلت وهي بخير .. فقال ابو سعييد الله يسلمك ويخلف
عليك هذه أمك التي لم تنجبك والتي تخاف عليك مثل
اولادها بل ولدها شرعا .. فشكره سعييد على ما قال
وأردف ابو سعييد وقال أسم المولود عندك مثل ما سميت
أخوه سمه .. فقال سعييد لا بد فقال نعم .. فقال أسمه
أحمد لما نحن فيه من نعمه ورضى وأشتقاقا من نعمة
الله علينا نحمده ونسمي أحمد فقال ابو سعييد وهو أحمد
احمد الله على ما أعطى .. عادوا من عند البلاد قبل
المغيب ودخل ابو سعييد وسلم على زوجته وبارك لها
بالسلامه والمولود وقال أسمه أحمد سماه سعييد الكبير
وأنا طلبت منه أن يسميه قالت ام سعييد الله يسلمك
ومبروك المولود والله يحفظه هو أخوانه فقال معاه أخو
واحد فقالت وسعييد الكبير ماهو أخوه كما تعودنا فقالت
إلا أخوه ونعم الاخو .. سأل عن سعييد الصغير أين هو
فقالت أسكت ما أخذه سعييد إلا بالحيله يريد يشوف
الصغير أعطوني إياه يلعب معي .. ضحك الجميع
واستبشروا خيرا .. بعد أيام يعني في السابع للمولود
الصغير صباحا قال سعييد تمايم احمد عندي يا عم الليله
أن شاء الله فقال ابو سعييد يا ولدي المفروض وشرعا
انا اللي أتمم عنه فقال سعييد الحلال واحد وهذا أخوي
ومني ومنك واحد .. فقال تسلم والله يخلف عليك ان شاء
الله .. ذبح سعييد أثنان من الخرفان الكبار والسمان
وعزم أهل القرية جميعا ومن يعرفون من القرى
المجاورة وجهز لذلك وقامت جميله وأختها ثرياء بكل
الاعمال الاخرى من تجهيز القهوة والشاي وما يلزم
معها وتمت تمايم أحمد .. وفرح الجميع بقدومه وأسعدهم
ذلك .. وفي الليلة التالية أجتمع الجميع في المساء عند أم
سعييد وحولها وتم طهار أحمد في ذلك اليوم .. وكان
سعييد يذبح يوم بعد يوم ذبيحه ويقدم المرق واللحم
لأم سعييد وكذلك العسل وكان سعييد يوصي زوجته
جميله أن لا تنسى ريحة المره لأمها وكانت تضحك
وتقول أبشر من غير ما توصي يالغالي .. وكانت
تغطي وجهها وهي تبتسم لسعييد اذا قال لها قولا
لطيفا أو نظر لها أو أشار لها بعينيه .. المهم أستطاعت
أم سعييد أن تعود لها صحتها وأصبحت في أحسن حال
فقالت لبنتها جميله خلك مع زوجك وشوفي احتياجاته
أنا بخير والحمد لله وأختك عندي ما تقصر .. فقالت
جميله يا يمه مدري وش فيه هاليومين ما أشتهي الاكل
ونفسي عايفه .. فضحت الام وقالت فأل خير يا بنتي
لا تكوني ؟؟ فقالت والله ما ادري ولكن لا تقولي شي
حتى أتأكد ودي أفرح سعييد وتكون مفاجئة .. فقالت
طيب وسألتها عن أمور تخص النساء فأجابت جميله
فقالت أنتي حامل يا بنتي والله يرزقك من فضله وهذه
علامات الحمل .. فقالت أصبري لنهاية الشهر حتى
يكون الخبر صحيح .. فقالت ان شاء الله والله يوفقك
ويرزقك من فضله .. ذهب سعييد مع عمه عند البلاد
كعادته كل صباح وكان ينظر الى القصر بين الحين
والحين .. وكانت جميله تطل وتدخل أكثر من مره
فأستغرب ؟؟ .. فذهب إليها وكان يعرف أنها في غير
حال مستقر ولم يخبرها أنه لاحظ ذلك .. المهم عندما
دخل عليها وجدها واقفه باسمة المحيا ماده يديها إليه
وقالت أبشر يالحبيب .. فقال بشرك الله بالخير والسعاده
أطن أني عارف وعساه مبروك يالحبيبة .. فقالت عن
أيش تعرف فقال أنتي حامل .. فقالت كيف عرفت فقال
لاحظت عليك علامات الحمل .. فقالت أنت ما تخلي
شي ما تعرفه .. فقال من فضل الله عسى فضله يدوم
تقدمت إليه وعانقته وقبلت جبينه وقد فعل مثلها وأخذها
ويده من خلفها ودخلوا .. بعد أن جلس وأستراح قال لها
العشا يا بنت الرجال .. فقال سم وأبشر يستاهل الجميع
العشا وانت تقدر الله يخلف عليك .. وجهزت للعشاء
وجاب هو الذبيحة الطيبة وجهزها .. وبلغ عمه عن
ذلك وهي قالت لأمها وأختها .. واجتمع الجميع في
القصر عنده على العشا وبعد العشا قالت أم سعييد
مبروك يا سعييد انت وجميله .. فنظر ابو سعييد
مبتسما فقال على أيش تباركين وهذا العشا ما عندي
خبر فقالت جميله حامل الله يرزقهما الذرية الصالحة
فقال ابو سعييد مبروك يا ولدي وانتي يا بنتي والله
يرزقكم خير من الله كثير .. شكره سعييد وجميله
وكان احمد الصغير مع أمه وكذلك سعييد الصغير
وهو دائما بجوار سعييد أو معه كما تعود ..
المهم كانت الفرحة كبيرة لدى الجميع .. وأستمرت
الايام على خير وسلام .. وفي مساء أحد الايام قدم
أبناء عم سعييد فرحب بهم وأجلهم وعمل لهم وليمة
كبيرة وعزم أهل القرية جميعا .. وقد جاء معهم الرجل
الذي أستضاف سعييد عندما قدم إليهم وقت وفاة عمه
وأثنان من أهل القرية والجميع سته .. وقد أسر أبناء
عم سعييد له بأمر وأرادوا أن يتكلم هو بذلك الامر
كان الترحيب حارا من سعييد وابو سعييد جدا وأسعدهم
قدوم الضيوف بالنسبة لسعييد يعرف سبب قدومهم ولكن
ابو سعييد لا يعرف وكان ذلك كافيا أن يسعده حضورهم
المهم بعد أنتهاء العشا وذهاب أهل القرية ومن حضر
غيرهم ولم يبقى إلا الضيوف وسعييد وعمه ابو سعيد
فقال سعييد .. أفلح من ذكر الله وصلى على رسول الله
اللهم صلي وسلم وبارك على رسول الله ..
ذكر الله الجميع وصلوا على الرسول عليه افضل
الصلاة والسلام .. يا عم ابو سعييد حضر من ترى
ولهم طلب عندك ويأملون أن يجد طلبهم القبول ان
شاء الله .. فقال ابو سعييد حياهم الله وحياك واعتبر
طلبهم مقبول مهما كان فهم أبناء عمك ومن دمك ولهم
عندي التقدير والاحترام .. فقال سعييد يطلبون أبنتك
زوجة للأخ الأصغر منهم فهو لم يتزوج بعد وقد قالوا
أن أتكلم انا وفيهم الخير ومن معهم ولكن كوني نسيبك
الاول وأبن عمهم أرادوا ان يقدموني بالكلام ..
فقال ابو سعييد أبشروا بسعدكم جميعا وطلبكم ما يرد
إلا أني لا أجبر بنتي فأن وافقت فأنا موافق وحياكم الله
جميعا .. بات الجميع في أحد مجالس القصر عند سعييد
وفي اليوم الثاني بعد الاطفار أستئذنوا بالعودة وقالوا
متى ما أستقريتوا على رأي رودوا علينا وترونا
جاهزين بما تطلبون ..فقال ابو سعييد ما نطلب إلا رضاكم
وأن شاء الله خير والخير فالكم .. عند المساء أجتمعت
الاسرة وقد علم الجميع بالخبر .. فقال ابو سعييد وش
ترين أم سعييد وأنتي يا ثرياء .. فقالت أم سعييد الخير
فالكم ابناء عم سعييد يكرمون وهم الخير والبركه
وسعييد غالي على الجميع .. ونظر الى ثرياء وقال
لها ترين يا بنتي انا موافق فهم رجال وأصلهم كريم
ويذكرون بخير .. وسعييد هو من تكلم بأسمهم ولا فعل
ذلك إلا كونهم أبناء عمه ويعلم معدنهم ولا يخاف عليك
عندهم والامر يعود لك ولا أبي إجابة الان فكري ولا
تعطي موافقة إلا بإقتناع .. فلم تجيب بل قامت بخجل
ودخلت الى داخل البيت .. فنظر سعييد لجميله وفهمت
أنه يرغب في أن تلحق بأختها .. ففعلت وبعد حين
عادتا الاختين .. ولم تقول جميله شي ولكنها اشارة
بعينها لسعييد وهي مبتسمة فلم يظهر شي ولكن أبو
سعييد قال بكره او بعد كم يوم فكري وشاوري امك
وأختك وأستخيري فهذا مشروع زواج وحياة ان شاء
الله طويله .. فقالت جميله ان شاء الله يا والدي العزيز
وجزاك الله خير عنا فأنت أعطيت الحرية لي أولا
وأختي أن شاء الله عاقله وتعرف مصلحتها وتذكرون
أن الطالبين أخيار ومن أصل طيب ويكفي أن سعييد
هو من طلب بأسمهم وأكييد هو وده أن تتم الموافقة
وبكره أن شاء الله أرد عليكم .. المهم بات الجميع
وفي اليوم الثاني ليلا اجتمعت الاسرة كالعادة فقالت
جميله ابشركم ثرياء موافقة بناء على موافقة الوالد
والوالده وثقتها في الله كبيره ثم في سعييد الاخ والنسيب
أن يكونوا أهلا لكل ما يقال عنهم .. فقال ابو سعييد
لابد أسمع موافقة صريحة .. هاااه يا بنتي يا ثرياء
لازم أسمع موافقتك .. فقالت توكل على الله يا والدي
العزيز اذا تشوف انهم يستحقون ان يناسبوك ..
فقال ابو سعييد أنا أعطيتهم موافقتي ولكنها مشروطة
بموافقتك .. والان مبروك والله يوفقك ويستر عليك
ويجعل لك الذرية الصالحة والموفقة .. ثم نظر
الى سعييد وقال له بلغ أبناء عمك بما تسمع ..
فقال الف مبروك يالغالية ثرياء والله يوفقك
فقال بس لي شرط فقال ابو سعييد لا يا بنتي ما فيه
شروط هؤلاء أبناء عم سعييد ونستحي منهم فقالت
لابد من شرطي .. طبعا ثرياء بطبعها مشاكة وتحب
المزح .. فقال سعييد ضاحكا أنا أتحمل شرط أختي
وأعتبر الموضوع منتهي يا عم .. فقالت جميله لا تورط
نفسك يا سعييد هذي أم المستحيلات .. اسمع اول
وش شرطها .. فقال ما يهم أختي والله يعينني تستاهل
كررت جميله يا سعييد أختي وأعرفها تراها تجيب
لنا مصيبه فقال سعييد الله لا يجيب المصائب غاليه
ولها الحق تتغلى .. فقالت ثرياء يعني ما تخاف الخسارة
فقال لا أنتي تأمري ما تشرطي .. فقالت يالله اقول لكم
شرطي فقال ابو سعييد وش قلت لك ما تفهمي أما
وافقي بدون شروط أو أرفضي .. فقالت أنا موافقة
ما دام وافقت أنت وأمي وأخي الكريم سعييد ..
ولكن لابد من شرطي .. فقال ابو سعييد أنا ما اوافق
على شروط أبدا .. فقالت أم سعييد طيب أسمعوا وش
طلبها أو شرطها وبعدين نتفاهم وكانت تضحك وتعرف
بنتها وحبها للمزاح .. قال سعييد فعلا ليش نختلف نسمع
وبعدين نشوف اذا فيه امكانية من تلبية طلبها ؟؟ .
قالت ثرياء تنقلون قصر سعييد الى قريته ويجي هو
وجميله يعيشوا معنا هناك .. فقام ابو سعييد يريد
ضرب ثرياء لهذا الكلام الغير لائق .. ولكنها سبقته
ووقفت خلف سعييد ضاحكه .. فعاد الى مكانه تقديرا
لسعييد وقال مسكتي بيدي التي توجعني .. يا ثرياء
سعييد غالي ولا أتركه يبتعد عني وانا أقدر .. فقام
سعييد وقبل رأسه وقال ولا أنا لا أستطيع أن أبتعد
عنكم أهل هذا البيت فأنتم أهلي وأحبتي جميعا ..
فقالت ثرياء أجل أبنوا لي قصر مثله بالضبط هناك
فنظر ابو سعييد لها وقال من يقدر يفكر ويخطط لمثل
هذا القصر إلا سعييد وهذا لا يجوز .. فقال سعييد
أبشري ما طلبتي شي اذا هذا شرطك أو طلبك تريه
يصير .. فضحكت وقالت والله العظيم أني أمزح
واحببت اشوف وش تقولون .. ولا أرغب إلا في
رضاكم جميعا فأنت يا والدي ما تركت لي شي وقد
شرطت رضاي فأن رضيتوا يا والداي أنا راضية
فقال سعييد لك مني وانا وأختك هديه قيمه ان شاء الله
فقالت تسلم وانت راعي الجميل ولا أكلف عليك تقول
وتفعل الله يكثر خيرك وخير والدي العزيز ..
المهم تلك الليلة كانت دائمة الضحك والمزاح الى
أن ذهب الجميع للمبيت وقال ابو سعييد العلم عندك
يا سعييد بالموافقة رد على أبناء عمك وأهلا بهم متى
ما ارادوا .. فقال بكره السوق المعتاد وأكييد اشوفهم
هناك وأبلغهم .. فقالت جميله قولا بالاشاره فقال ابشري
وقد عرف ما تريد .. فهي في حال الوحم المعروف لدى
النساء وعرف إنها ترغب في بعض الاشياء من السوق
مما ترغبه النساء في أوقات الوحم .. وماهو بالمهم
ولكنه شهوة وحم .. ذهب سعييد الى السوق وصادف
أبناء عمه الكبير والذي يليه فسلم عليهم وابلغهم
بالموافقة .. فقالوا له إنهم سيأتون قريبا جدا يعني بعد
يوم أو يومين بالكثير فقال أهلا بكم وحياكم الله ...
عاد سعييد بعد أن جاب كل ما يحتاجه بيته وبيت عمه
وخاصة الحاجة التي طلبتها جميله منه كان ذلك بالاعين
عندما أشارت له وبعد أن وصل أعطى عمته اللي جاب
لهم وجاب لها أشياء بشكل خاص .. ذهب الى قصره
وكانت حبيبته جميله تراه منذوا أن أقبل على القرية
فالقصر يطل على أماكن كثيره حوله .. فأستقبلته عند
مدخل القصر فسلم عليها وكان ما جاب لها في يده
بمجرد ما قرب منها أعطاه لها حتى لا تشتاق له
بشكل أكثر فأكلت مما جاب لها فور أعطاءه لها
طبعا يتصور الواحد أنها طلبت شي كبير أو مهم
او غالي .. على العكس طلب حلاوة مشبك وهي
معروفة في الاسواق الشعبية ولكن كما ذكرنا شهوة
وحم .. المهم نزل سعييد وزوجته جميله الى بيت عمه
ليتعشوا معهم فقد أتى سعييد بما يلزم وكانت جميله
وهي تمشي بجوار سعييد كأنها الريم زهوا وبهاءا وجمال
وسعاده كيف لا وهي بجوار الحبيب سعييد الغالي ..
فقال لها وهو في الطريــق ...

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

هدوء الجوري
11-09-2017, 12:33 PM
كم افتقد هذا القلم الانيق
وهذا الحرف الثري .
شكرا بحجم السماء يافاضل
ساكون هنا .. فدع قلمك ينثر روائع الحروف

سهم المحبه
11-10-2017, 02:40 AM
وكم أفتقدت فلم أراك منذو فترة ليست بالقصيرة
أهلا بك من جديد وحياك الله ..
هذا الاجزء الاخير هو ما قبل الاخير من هذا الجهد
يسعدني إطلاعك وتقييمك وأهلا بك عدد بلا مدد
وأرحب ..

سهم المحبه
11-13-2017, 12:38 AM
الجزء السادس عشـــــــــر والاخير ....

عندي مفاجأه لثرياء وخطيبها لا تخطر على بالهما فقالت
راعيها وتقدر الله يحفظك حبيبي وغمزت على يده بحرارة
ولطف فوقف .. فقالت خير عسى ما شر حبيبي فقال من
غمزة يدك توقف القلب .. فقالت سلامتك حبيبي ان شاء
عدوانك .. فضحك وضحكت معه ومشوا ووصلوا فوجدوا
العائله مجتمعة وسعييد الصغير مسوي الهوائل على أخوه
أحمد ولا يفارقه ويطلب أمه أن تعطيه له على شان يلعب
معه كما يقول فقالت له لما يكبر ويصير كبرك يروح معك
فيقول متى يصير مثلي ..فقالت لما يكبر وعلى هذا الحال مشاكله
مع أمه فلا تأمن على أحمد تتركه وحده وسعييد الصغير
حوله .. سلم سعييد على الجميع وسأل عن حال عمته
وصغيرها فقالت بخير والحمد لله .. وبعد الجلوس سأله عمه
وش صار معك فقال قابلت أبناء عمي وأبلغتهم بالموافقة
وقالوا أنهم سيأتون خلال يومين على الاكثر .. فقال ابو
سعييد حياهم الله .. فوكزت جميله سعييد حيث إنها كانت
تجلس بجواره وقصدها يقول عن المفاجأه حيث ثرياء
موجوده وتحب تفرحها .. فقال همسا بعدين .. فسكتت
وعرفت أن قصده وقت حضور الخطاب تكون مفاجأته
ولكن جميله أحبت أن تأخذ بثأرها من أختها حيث كانت
تشاكسها وتعلق عليها وقت خطبتها .. فقالت يالعروس
وش تأمر تري حاضرين لطلباتك فتبسمت ثرثاء
وقالت حقك يا أختي الغاليه جاء أخذك بثارك مني ولكن
تريني أخذت خبره منك فكنتي أطيب أخت ما كنتي تزعلي
مني ولا تعنفيني واكثر شي كنتي تبكي خجلا مني ولكن
أخذت منك خبره وعندي مقاومة ضد أي أمر من هذا
الشكل .. فضحك الجميع وباركوا لها وقالوا ان شاء الله
يتمم لكم بخير .. تعشى الجميع وقام سعييد مستأذنا وعاد
الى قصره وبجواره حبيبته والكل يمسك في يد الثاني وفي
سعادة تامة وعندما وصلوا أعلى القصر فقال لجميلته نجلس
هنا شوية في أعلى القصر بحيث نشوف كل الجهات وهدوء
الليل وجماله من هذا المكان .. ولكن بعد حين من الجلوس
أستعبر سعييد فسقطت دمعات من عينيه فضمته جميله الى
صدرها وقالت سلامتك يا عيوني وحياتي ليش يا سعووود
عسى ما شر .. فنظر لها ومسح عينيه وتبسم لها وقال الله
يسلمك ويرعاك ويحفظك .. تذكرت بعض من سنيني وقت
ما كنت عند عمي بعد وفاة والدي وبعده بسنين والدتي وكنت
في أمس الحاجة للقمة خبز لقمة واحدة أسد بها رمق الجوع
الذي ألم بي ذيك الايام .. وبعد النظر الى ما أنا فيه الان ولله
الحمد .. فقالت يا سعييد هذا الامر يجب عليك ان تنساه
خاصة وأن الله كتب لك رزقا كثيرا وحياة سعييدة وأمدك
الله بمن أخذ بيدك ولا أقول هذا أن أبي هو من فعل ذلك
فقد هداه الله ووفقه لذلك وهذا منيحة من الله تعالى لك أتت
بأمره سبحانه ولعلمك انا أحيانا أبتسم وأحيانا أبكي ولا أعلم
السبب ولكن عند مراجعة نفسي فأجد أنك أنت من يفرحني
ويجعل أعيني تبكي خوفا عليك من المجهول فقد بلغ حبك في
قلبي مبلغا لا أستطيع تحديده .. فأشكر الله وأحمده على ما
أولاك به من خير .. فقال الحمد لله على ما أعطى ولكن
حكاية أنسى هذا الامر لا أستطيع فقد تم حفره في ذاكرتي
بشكل لا ينسى..قالت المهم حاول قدر ما تستطيع فأنا لا أقدر
ولا أستطيع أتحمل شوفتك بهذا الحال وهو ماضي والماضي
لا يعود أبدا .. المهم حبيبي وش راح تسمي ولدك أن رزقك
الله بولد فقال سعييد .. فضحكت وضحك معها وقال ليش ما
يعجبك يكون اسم ولدك سعييد ..فقالت على العكس أمنيتي
ولكن أبو سعييد اثنين وأم سعييد اثنين شي ملفت للنظر ..
فقال بالنسبة ان رزقنا الله بولد أسمه أحمد وأن رزقنا الله
ببنت أسمها محسنه فقالت ونعم الاسماء والله أني كنت ودي
اقول هذا الشي ولكن سبحان الله القلوب على بعضها
فقال الحمد لله ونسأله تعالى أن يرزقنا من فضله بالرزق
الطيب المبارك .. فقالت جميله آمين ..
في الصباح كالعاده بعد الافطار قام سعييد ونزل وذهب الى
عمه عند البلاد وصبح عليه بالخير وفضل معه الى الظهر
وعادوا كلا الى بيته .. وفي اليوم الثاني مثل ذلك ولكن
قال سعييد لعمه يمكن يجون ضيوفنا الليله احتمال كبير
فأراد ابو سعييد ان يقول شيئا .. فقال سعييد على رسلك
يا عم ولا تقول شي أبدا وأنا موجود فقال الله يحفظك ويكثر خيرك
فقال تسلم الله يعافيك ويسلمك يا عم .. عادوا مثل اليوم الاول
فقال لزوجته جميله عند العصر أفتحي المجلس الكبير ونظفيه
وبخري فيه يمكن يجينا ضيوف الليله وأزهمي ثرياء
وجهزوا كل شي وأنا بعد الظهر ابي اوصي الرعيان يجيبوا
لنا ذبائح أن شاء الله .. فقالت له وش مفاجأتك اللي قلت فقال
باسما تشوفينها ان شاء الله شوف العين لا قول فقط فهي
مفاجئة والمفاجئة لا تقال إلا في وقتها ..
بالفعل بعد العصر قريبا من المغرب وصلوا أبناء عم سعييد
ومعهم نفس الرجال الذين أتوا معهم أولا وفيهم ذلك الرجل
الطيب الذي كان كلم سعييد عن مرض عمه وقد أكرمه
عندما جاء لهم سعييد .. وبعد الوصول والراحة وتقديم
القهوة وتناولها .. تكلم ذلك الرجل بعد أن حمد الله وصلى على الرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقال الحمد لله الذي
قارب بين القلوب بعد أبتعادها وألف بينها وجمعنا هنا على
خير وما نحن فيه .. جينا لما بيننا من موعد وقبولكم لنا
نسايب ونسأل الله أن يتمم للجميع بخير .. وعفاكم ..
تكلم بعده أبن عم سعييد الكبير بمثل ما قال الذي قبله
أو قريبا منه .. وقال أيضا حاضرين بما تطلبون وخيركم
سابق وكرمكم كبير لنا نسأل الله أن يجزاكم عنا خير ويخلف
عليكم جميعا وسلامتكم جميعا ..فوجد ابو سعييد نفسه محرجا
أمام الضيوف وأمام سعييد فهم أبناء عمه ودمه وأصله وأهل
قريته .. فقال حياكم الله وأرحبوا من ممشاكم الى ملفاكم حللتم
بضيافة من يوليكم إهتمامه وطيبة سعييد ولدكم وطيبه من
طيبكم فهو صاحب الضيافه في المرة الاولى والثانية ولم
يجعلني أقدم شي أذ يقول أنا اولى بهم فهم أهلي ونحن أهله
ومن يحب ولا أستطيع أطلب شي ولا أقول شي أبدا وما
تقدمون قليله عندي كثير والله يخلف عليكم ويتمم لكم بخير
وسلامة الجميع .. سكت سعييد بعض الوقت وهو يعلم
أنه جاء دوره في الكلام وينتظر منه الكلام فهو من يشار
إليه بالبنان ودوره في هذا الموضوع قد يكون رئيسي فمن
جاء أهل وأبناء عمومه ومن هو عنده أهل ايضا وعم
وأولاده أخوانه وزوجته واحدة منهم .. فقال سعييد
اللهم لك الحمد في الاول والاخر نحمده سبحانه على
ما أعطى ونصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأرحب بكم أهلي وأبناء عمي وأخواني أجمل ترحيب
فحياكم الله .. الحقيقه أني أرى أنه لكم حق عليه فأنتم
أهلي وعزوتي ومن أثق بهم أتم الثقة .. وهذا عمي
وترفع له الراية البيضاء فهو من مد يده لي وجعلني في
بيته آمنا مرتاح البال وفي ماله ممدود اليد الى أقصى مجال
الى أن وصلت الى ما وصلت إليه بفضل الله ثم بتوجيهه
ودعمه والعروس أخت زوجتي وأختي من صغرنا حتى بلغنا
هذا المبلغ من العمر ولها حق عليه ولوالديها ولكم بارك الله
فيكم جميعا .. بالنسبة لمهر العروس وهداياها وكل ما يلزمها
من أقل شي الى أكبر شي عليه أنا وأتحمله وأقسم بالله ما أحد
يقول لا .. فقط اللي عليكم هو ما تقدمون لضيوفكم وقت
حفل الزواج ان شاء وما يقدمه زوجها لها في بيتها مما
يراه لازما .. وصلى الله وبارك على رسول الله ..
بهت الجميع من أبناء عمه ومن أتى معهم من كلام سعييد
الكبير والجريئ وكبر كرمه وطيبه لهم أما ابو سعييد فكان
باسم الثغر سعيدا بما سمعه من سعييد فقال أكرمك الله
يا ولدي العزيز ويستاهل أهلك وأبناء عمك ما أكرمتهم به
وأنا لا أستطيع أن أوفيك حقك من رد الجميل فأنت من كان
أمينا في كل شي من عرفناك ودخلت علينا فكان دخولك
مباركا وطيبا علينا جميعا ولا ننكر كرمك وطيبة قلبك
ونسأل الله أن يمد في عمرك ويزيدك من فضله ..
فقال كبير من أتى شكر الله لك يا سعييد فأنت أبن الكرام
ولا يستصغرك أحد وتسلم بارك الله فيك .. شكره أبناء
عمه كثيرا وعاتبوه أن عليهم حق والمفروض أنهم هم من
يقدمه ولكن سعييد قال قد قلت لكم أني محرج أمامكم وأمام
والدي الذي لم ينجبني وهو غالي كثير عليه وأنتم تستاهلون
وأنتهى الموضوع .. قدم العشاء وقد دعى سعييد أهل القرية
جميعا وعم عشاه أهل القرية ايضا فمن لم يحضر أرسل له
عشاء مما زاد .. فقالوا الخطاب متى نكون جاهزين فقال
ابو سعييد انا ما عندي شي سعييد تولى الامر وأسمح له
بذلك فهو من يقول متى ومن يحدد .. فقال سعييد أن شاء الله
نحن الان في أول الشهر .. بعد نهاية الشهر الثاني يكون كل
شي جاهز فعلى هذا حددوا اليوم الذي يكون فيه الحفل
وتأتيكم العروس مع أهلها يزفونها ولا تهتموا من شي
إلا اذا وصلنا أنتم من يقوم بالباقي .. فقالوا أن شاء الله
على هذا الوعد وبالتوفيق .. بعد العشاء بات الضيوف عند
سعييد على أحسن حال وأسعد خبر وفي الصباح اليوم الثاني
بعد الافطار أستئذنوا ومشوا على ما تم الاتفاق عليه ..
وفي مساء ذلك اليوم عند إجتماع الاسرة كادت أن تطير من
الفرح جميله وأختها ثرياء لما قال سعييد وما فاجأ الجميع به
بما قدم وأستعد به فقال ابو سعييد تقول يا سعييد إننا في سباق
وتذكرت الان ما قلته سابقا وتأكد لدي أني لا أستطيع اللحاق
بك الله يسلمك ويكثر خيرك ويخلف عليك يا ولدي أبكمت
الالسن وأسكتها الله يحفظك ويكثر في رزقك وجزاك الله
خير .. كذلك قالت أم سعييد والنعم ويسلم راسك يا سعييد
فكانت جميله ضاحكة المحيا .. أما ثرياء فقالت ما كنت
أتمنى أكثر من هذه المفاجأة الكبيره أن أكون في كنف
الله بفضله ثم كرم أخي سعييد وأنا واثقة أن ما سيأتي
به أكثر مما سنطلب أو نتوقع فالله يجزاه خير ويكتب
له الاجر ويعافيه ومن يسمع ..
فقال ابو سعييد آمين سعييد صادق فجعل الله له التوفيق
وأنتي أخته وما راح يقصر معك .. والله أني أنحرجت
امام ابناء عمه والذين أتوا معهم فما قدرت أقول شي
لولاه أنقذني وقال ما قال فالله يجزاه خير ويوفقه ولاهو
غريب عليه ما فعل .. المهم انا ما أتدخل بينك أنتي وأخوك
فقالت أم سعييد الله الله تخافون على سعييد يقصر على أخته
تطمنوا وأتركوه يتصرف هو وزوجته ما راح يقصروا ..
فقال سعييد الله يوفق ويكتب لنا جميعا التوفيق .. فقال الجميع
آمين .. المهم مضت الايام سريعة وأتى الموعد ولم يبقى
عليه سوى أسبوع واحد وحددوا أبناء عم سعييد اليوم
بالضبط وأنتهى سعييد من جميع ما يلزم حيث جهز ثرياء
تجهيزا لا مثيل له بالاضافة الى زوجته فالعرس عرس
أختها ووالدتهم جميعا أم سعييد .. وأحضر للجميع كلما
يشتهون أما العروس فقد أتى لها بالذهب والفضة والحلي
بما يزيد عن رضاها والملابس الفاخرة والجميلة وبأعداد كبيرة ولم يترك شي إلا أحضره وحتى العسل والسمن فقد جهز نحوين
منهما وأهداها (100) رأس من الغنم تساق معها عند زفافها
هدية لها وجهز جمال تشيل كلما سيذهب مع العروس من
جهاز وفي اليوم المحدد بالتفاهم مع أبناء عمه مشوا سعييد
وزوجته وابو سعييد وأم سعييد ولم يبقى أحد وبالطبع أهل
القرية والقرى المجاورة تم دعوتهم فكانوا برفقتهم الى الحفل
وبالطبع تم عقد الملاك قبل ذلك في إحتفال خاص ومتواضع
وعندما وصلوا الى مكان الحفل أستقبلوهم أهل القرية جميعا
وفي مقدمتهم أبناء عمه وقد قدم الى أبن عمه بعض الهدايا
من ضمنها بندقية ورفد نقدي كبير .. وتم الاحتفال على
احسن ما يكون وفي اليوم الثاني عادوا ابو سعييد وسعيد
وزوجتيهما وبقية الاسرة .. وأنبهر ابناء عمه مما أهداهم
وما فعل من الافعال الجميلة والطيبة وكان حديث الناس
طيلة الحفل وبعد الحفل بأيام وأشهر .. واصبح سعييد
يشار له بالبنان لما يفعل ويقدم من الخير لمن يحتاجه ..
مرت الاشهر واصبحت جميله في شهرها التاسع واصبح
سعييد قريبا منها دائما وكذلك أمها .. المهم أكملت الشهر
التاسع وفي يوما سعييد بالنسبة لسعييد وبقية الاسرة ولدت
جميله ولدا جميله في صحة وعافية وسماه سعييد أحمد
وتمم له وطهره .. وكانت جميله لا تسعها الارض من
فرحتها وسعادتها بولدها احمد وحب سعييد لها وحشمتها
وتقديرها وكذلك ابو سعييد وام سعييد كانوا سعداء لما تلقاه
أبنتهم من المحبه والاحترام .. وبعد عدة أشهر حضرت
ثرياء للزياره وكانت حامل في الاشهر الاولى ..
********
وأنتهت القصة على هذا الحال .. وقد رزق سعييد وجميله
بعدة أولاد وبنات وأزداد رزقه وماله حتى أصبح في ثراء
كبير وكان مصدر هذا الثراء أزدياد الاغنام والمواشي التي
كانت لديه وكثرة خلايا النحل فكان يبيع منها بمبالغ كبيره
سنويا .. كذلك ثرياء رزقت بعدة اولاد وكانت مرتاحة في
بيتها مع زوجها والذي كان يحبها ويحترمها ويقدرها ويقدر
والديها وكذلك سعييد أبن عمه ..
والحمد لله رب العالمين
تمت مع أجمل الامنيات ..

الشفق
11-13-2017, 10:59 AM
جميل ان نستوحي حياة الماضي وجمالها
وطيبة ونقاء اهلها ..
جميل ان ندع القلم يترجم ما تزدحم به خيالاتنا
وجميل ان تجمعنا القرايه والحب والاحترام والتقدير
لـ هامه بعلو المبدع شيخ شفق ( سهم المحبه ) ولا شك
ان له من اسمه نصيب ..
الغالي ابو احمد ، كـ غيري كنت متابعاً لفصول تلك القصه
وتمنيت ان لا تنتهي لجمال ما حوت وسهولة مفرداتها ..
لاشك كانت مميزه وتستحق ومبدعها التميّز..
شكرا كبيره لفخامة حضورك دائماً ونتنمى لك الحياه السعيده.
:0izoSg:
ومودتي
،
الشفق

أنثى حالمه
11-14-2017, 01:09 AM
تحية عطرة

الراقي فكرا وحرفا سهم المحبة

تعودنا ان يكون سياق النصوص متنوعا وثريا

ومنسجما مع الضوابط مضمونا وشكلا وهذا ماكان

جمالها في سلاستها وعذوبة مفرداتها ونسج الخيال في طياتها

فـ الدلالات كانت واضحة وممتعة بعيدة عن الاغراق والتكلف

وهذا ماجذبنا للمتابعة حتى النهاية

كل الامتنان لما حظينا به من لدنك

ونأمل بـ غيمة لاتكف عن الهطول

لك وافر الاجلال وكل الاحترام

مودتي

سهم المحبه
11-19-2017, 11:09 PM
جميل ان نستوحي حياة الماضي وجمالها
وطيبة ونقاء اهلها ..
جميل ان ندع القلم يترجم ما تزدحم به خيالاتنا
وجميل ان تجمعنا القرايه والحب والاحترام والتقدير
لـ هامه بعلو المبدع شيخ شفق ( سهم المحبه ) ولا شك
ان له من اسمه نصيب ..
الغالي ابو احمد ، كـ غيري كنت متابعاً لفصول تلك القصه
وتمنيت ان لا تنتهي لجمال ما حوت وسهولة مفرداتها ..
لاشك كانت مميزه وتستحق ومبدعها التميّز..
شكرا كبيره لفخامة حضورك دائماً ونتنمى لك الحياه السعيده.
:0izosg:
ومودتي
،
الشفق


كان القلم يبدع والخيال يسرح في عالمه على ما
يتذكره من تلك الحقبة من الزمن زمن القصة
وهو يعلم القلم والفكر أن من يتلقى سيسعد ويحب
ما رآه مما ورد في القصة من مضامين ..
سعدت جدا بما أجملت من الثناء على هذا الجهد
والتقييم الجميل الذي أوضحته ..
شكر الله لك الشفق ويسلم راسك فأنت الملهم بعد الله
لكل ما نقدمه ونطرحهه في هذا الكيان الراقي
اكرر شكري وتقديري الشفق وأجمل التحايا ..

سهم المحبه
11-19-2017, 11:19 PM
تحية عطرة

الراقي فكرا وحرفا سهم المحبة

تعودنا ان يكون سياق النصوص متنوعا وثريا

ومنسجما مع الضوابط مضمونا وشكلا وهذا ماكان

جمالها في سلاستها وعذوبة مفرداتها ونسج الخيال في طياتها

فـ الدلالات كانت واضحة وممتعة بعيدة عن الاغراق والتكلف

وهذا ماجذبنا للمتابعة حتى النهاية

كل الامتنان لما حظينا به من لدنك

ونأمل بـ غيمة لاتكف عن الهطول

لك وافر الاجلال وكل الاحترام

مودتي


الحالمة والراقية المميزة
شكري وتقديري لهامة تجل وتقدر الجهود وتميز
فهي المميزة التي لا تجارى والقديرة التي تعلو
بفكرها علوا كبيرا ..
تسلمي فاضلتي لماذكرتي فهذا الجهد يزداد جمالا
وإشعاعا لمرورك عليه وتذوقك لما ورد فيه من
مضامين .. شكر الله لك وبارك الله فيك
أسطرك تزيده تميزا وجمالا

الصح
04-07-2020, 05:11 PM
جميل جميل جميل

سردك اشغلني عما حولي
و لم اتركها حنى انتهيت
شيء واحد كنت اتوقعه
هو ان يسمي سعيد مولوده باسم والد جميلة

سلمت ابو احمد و سلم البنان

امل حلمى
04-29-2020, 10:22 PM
حياكم الله