المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية ابن خلدون


الشفق
08-10-2021, 12:08 AM
https://cdn.sotor.com/thumbs/fit630x300/32174/1553847204/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%86_ %D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86.jpg

مؤسس علم الاجتماع علم الاجتماع هو العلم الذي يهتم بدراسة الخصائص والتفاعلات البشرية المختلفة، ويدرس العلاقات بين الأفراد والجماعات بحسب البيئة السكانية للمجموعات والأفراد، ويعتبر الخبراء في مجال علم الاجتماع الباحث أوغاست كونت المؤسس الغربي لهذا النوع من العلوم، إلا أن الباحث والمؤرخ عبد الرحمن بن خلدون هو مؤسس هذا العلم بحسب رأي الكثير من الخبراء العرب في هذا المجال، فقد استطاع ابن خلدون بذكائه ودقة ملاحظاته التي جمعها في مقدمته التي اشتهرت بمقدمة ابن خلدون والتي تحدث فيها بشكل مفصل عن علم العمران أو الاجتماع البشري وجميع الظواهر الانسانية المرتبطة ببعضها، فكانت نظرية ابن خلدون النظرية الأكثر وضوحًا و شمولًا.[١] نظرية ابن خلدون يعتبر ابن خلدون الباحث الاجتماعي الأوفر حظًا بين أبناء جلدته من العرب والمسلمين ومن العلماء والباحثين الغربيين، فقد أجمعت مجمل الدراسات في الشرق والغرب على ألمعيته وريادته في المجالات المعرفية التي لم يقتحمها أحد من الفلاسفة والمؤرخين قبله، فقد فسرت نظرية ابن خلدون علم الاجتماع "العمران" بشكل مبسط، فشرح من خلالها واقع الاجتماع السياسي من منظور التجارب التاريخية، إن الإنسان بحسب شرح ابن خلدون كائن اجتماعي لا يستطيع العيش إلا في مجتمعات وليس مهيأً للعيش وحده، فالإنسان مخلوق يملك مصيره ويتحمل مسؤوليته الفردية داخل مجتمعه الإنساني، بحيث يصبح تحقيقها مسؤولية جماعية في العمران الاجتماعي، وقد أصلت نظرية ابن خلدون إشكاليات علم الاجتماع إلى ثلاثة أقسام وهي:[٢] حاجة الإنسان للاجتماع والعمران: إن الإنسان مخلوق اجتماعي مدني بطبيعته، وإن قوْته وأمانه لا يتحقق بقدرات شخصية فهو بحاجة إلى تكاتف جماعي مع بني جلدته ليحافظ على ديمومته وبقائه وقوْته، فالاجتماع والعمران حاجة بشرية بالسليقة، ولكنها بحاجة إلى ما يشد هذا النسيج الاجتماعي، وبحسب ابن خلدون هو "المُلْك". حاجة الإنسان إلى دولة لانتظامه وعمرانه: تعتبر الدولة الحاضن الوحيد لاستقرار العمران ويدور في محورها الاجتماع البشري، فتحدث بشكل مفصل ومطول عن نشأتها وازدهارها وهرمها ووهنها ثم انقراضها، فالدولة بحسب نظرية ابن خلدون مقومة العمران وهي الحافظ لوجوده، ولكنه اعتبر أيضًا أن الدولة امتداد زماني ومكاني لعصبية ما. فاعلية العمران ودور العصبية في ضبطه: لم يختلف الباحثون في أن متن ابن خلدون أساسه العصبية، وأن نظرته تمحورت حول بلاد المسلمين وكانت مصدر تفسيره للقوة التي حركت العمران والدولة، فتحدث عن اللحمة والنسب وعن العصبية وغاية العصبية، وعن علامات المُلْك وطبائع المُلْك، وغير ذلك من مقومات العصبية وأطوار الدولة والترف والانقياد والفساد وخراب العمران.[٢] أقوال ابن خلدون من أهم ما جاء في نظرية ابن خلدون أن استمرار الدول وعمارتها للأرض يحتاج إلى توازن بين الراعي "السلطان" والرعية، وهو الرابط بين السياسي والمدني، فكانت رجاحة عقله ورأيه واضحة في مجمل كتابه، الذي عرف بعنوان: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ومن أقواله المشهورة:[٣] إنَّ تنظيم الحياة الاجتماعية، وتصريف أمور الملك يتطلّب الرجوع إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون الى أحكامها. إنَّ سبب العصبية القبلية بأن الحضارات الأخرى تصعب عليها مخالطة الأعراب بسبب البيئة القاسية التي يعيشونها، فجعلهم ذلك منعزلين. الحاكم الظالم يظهر له الشعب الولاء، ويبطن له الكره والبغضاء، فإذا نزلت به نازلة أسلموه ولا يبالون. إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها، وحكّامها يكنزون الأموال فدقّ ناقوس الخطر. غاية العمران هي الحضارة والترف، وإنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم، كالأعمار الطبيعية للحيوانات. اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الاقتداء. إنَّ الاجتماع الإنساني ضروري، فـالإنسان مدني بالطبع، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية، ومن العجز عن استكمال وجوده وحياته، فهو محتاج إلى المعاونة في جميع حاجاته أبدًا بطبعه.