سهم المحبه
03-06-2012, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــه ....
في الحقيقة لدى قصة ليست غريبة قد تكون هي
قصة أي واحد فينا ولا يختلف عليها أثنين ؟
ولكن المغزى والهدف من سردها وطرحها سيأتي
توضيحه فيما بعد ..... المهم
اليكم القصة :::
أسرة من أسر المنطقة الجنوبية مكونة من أب وأم وأربعة أولاد وبنت واحده .. كان هذا التاريخ في
أوائل الثمانينات الهجرية تقريبا سنة 1381هـ
من هناء سوف نبدأ القصة هذه الاسرة والتي ذكرت عدد أفرادها كان الاب كبيرا في العمر حيث تزوج ثلاث زوجات قبل زوجته هذه التي منها أولاده الخمسة المذكورين .. وكانت الحياة صعبة ربما لن يصدق أحدا ما سيقرأه أذ كانت لقمة العيش صعبة جدا والقليل من كان يستطيع إيجادها لأهله والناس كانوا في حالة تعاون أذ يعطي المستطيع غير المستطيع مقابل عمل بسيط يقوم به لمساعدته في بعض الاعمال في ذلك الوقت .. المهم نعود لأسرتنا التي نتحدث عنها ..
أولا الممتلكات لدى رب هذه الاسرة :
** لديه بلاد كثيرة وبوسطها بئر ماء
** أربعة من الثيران النشيطه والقويه وبحاله جيده
** بقرتين سمينتين وبحاله ممتازه
** عدد لا بأس به من الضأن قد يصل الثلاثين
** عدد من المعزا يصل الاربعين
** جمل واحد فقط
** حماره واحده .. أكرمكم الله ..
** دجاج كثير يصل عدده جميعا الثلاثين ..
** أثنين من الكلاب .. أكرمكم الله ..
السبب من أيضاح الاعداد أنه لكل عضو تابع لهذه الاسرة مهمة مخصصة يقوم بها خلال الاربع وعشرون ساعه من الصباح الباكر وحتى المساء ..
فوجود الثيران للحراثه والسقي الخاص بالمزارع وخلافه .. والجمل وهو سفينة الصحراء المعروف لحمل المؤن وما شابه والحمارة أكرمكم الله أيضا لحمل المؤن والذهاب عليها للأسواق وجلب ما يحتاج أهل تلك الاسرة فهي الكاديلاك أيام زمان .. والبقرتين للأستفاده من حليبها ولبنها وسمنها وما ينتج من الابقار أناثا أو ذكورا فالكل له ما له من الفائدة .. أما الضأن والمعاز فهي أيضا للفائده يستفاد من ألبانها وما تلده وبذلك يتوافر أنتاج حيواني مهم لقوام الاسرة والكلاب أكرمكم الله للحماية من الذئاب والضباع وما شابه ذلك والدجاج لا يخفى على أحد ما لها من فائدة
هذا من جهة أما مهام البشر فهي كما يلي .. يذهب من الصباح الباكر الاب وأكبر الاولاد الى البلاد أما للحراثه أو للسني (السوق) جلب الماء من البئر وسقي المزارع من حوالي الساعه الخامسة صباحا ويستمرا الى حوالي الخامسة عصرا لا أنقطاع في عملهم وتقوم الام بصنع الطعام وإطعام من في البيت من بقية الاسرة والذهاب بحصة من هم عند البلاد وبقية الابناء مكلفون بهمام أخرى مثل رعي الاغنام وبعض المساعدات الاخرى للذي عند البلاد أو الذي في البيت وهكذا الاعمال مقسمه ويأتون الى البيت بعد الخامسه مساء الى السادسه والنصف ولا يتأخر أحد عن السابعه مساء أبدا إلا لمن كان لديه عمل مكلف به يستدعي ذلك .. يكون العشاء تقريبا عند السابعه والنصف وعند الثامنه مساء تؤدى صلاة العشاء ثم النوم وقد لا تجد أحدا بعد التاسعه صاحي الجميع في سبات ..
هذا الاب لم يكن على غناء كبير ولم يكن فقيرا معدم فهو متوسط الحال ومصادر رزقه ما تنتجه أرضه الزراعيه وأغنامه وأبقاره وكانوا في أحسن حال ..
من القصص الجميله التي حدثت عند هذا الاب وأسرته أنه عندما يأتي الضيف يفرح أهل البيت ولماذا فرحهم أنه سوف يكرم راعي البيت الضيف بأن يذبح له ذبيحه لإكرامه وبالطبع الجميع سيأكلون لحم واللحم في ذلك الوقت نادرويأكل أكثر أهل القرية من تلك الذبيحه أو من مرقها أو من بعض الطعام المقدم .. أيضا عندما يحدث حدثا غريبا أما مشكله بين بعض الناس أو خصومه أو ما شابه ذلك فأن هذا الرجل كان مكرما بين نظرائه في ذلك البلد وكان له مكانته وخصوصيته وجسارة رأيه ومعرفته في حل المعضلات أن وجدت .. فقد حدث أن ضرب جمل بفأس في ظهره وطرد من المكان الذي ضرب فيه فشرد ذلك الجمل المضروب الى أن وصل مقابل بيت ذلك الرجل فوقع على الارض ومات من أثر الضربه .. فعاجله ذلك الرجل بأن نحره (ذكاه) وأجتمع بأحد أهل القرية وذهبا الى رجلين من قرية أخرى وأجمتعوا جميعا وقصا أثر الجمل من أين أتى الى أن وصلوا الى المكان الذي ضرب فيه فعرفوا الذي ضربه فعلم السبب عندها ذهبوا وأجتمع أهل القرية عند الجمل قسموا لحمه لجميع من حضر من أهل القرية والقرى المجاورة ..
وبعد عدة أيام أتى صاحب الجمل وطالب هذا الرجل موضوع قصتنا بقيمة جمله الذي نحره وأكل لحمه وقسم الباقي على الناس فقال جملك لم أكن السبب في موته أما لحمه فهذه العاده لا يترك يموت حرجا بل يذبح يؤكل لحمه ومن تسبب في موته يقوم بسداده فقال من الذي تسبب في قتله فقال له أذهب الى أهل تلك القرية وطالبهم وأن أنكروا أنا أثبت لك حقك عندهم ولدي شهود عليهم لا تخاف ضياع حقك فذهب الرجل الى أهل القرية وطالبهم فقالوا ليس لك عندنا شي فقال بل حقي عندكم وعندي أثبات عليكم فقالوا هات أثباتك فأتفقوا أن يكون لهم موعد وهي جلسه وكانت تسمى (مقعد) يجتمع فيه الكثير من أهل الحل والربط في مثل هذه القضية ؟ فلما علم هذا الرجل بتلك الجلسة حضر هو والذي من قريته والشهود الاخرين الاثنين الذين من قرية أخرى مجاورة حضر الجميع فطالب صاحب الجمل بحقه فأنكر أهل تلك القرية حقه وقالوا أين شهودك قال موجودين .. فتدخل ذلك الرجل صاحب قصتنا هذه وقال لأهل القرية المطالبون أذهبوا وتشاوروا وسوف أذهب معكم أنا لخصوصية الموضوع فذهبوا يتشاورون فقال لهم هذا الرجل أن فلان بن فلان في المكان الفلاني في الوقت الفلاني هو الذي ضرب الجمل وعلى ذلك شهود فلان الفلاني وفلان الفلاني فلا تنكروا وقوموا بسداد الجمل وأنهوا الموضوع فقالوا وأنت وش دخلك فقال الجمل مات عند بيتي أما أن أبين القاتل له أو أقوم أنا بسداده فهل ترضون أن أسده أنا وأنتم من قتله ..
فأجتمع المطالبون بالشهود وثبت الموضوع صحيحا فقاموا بسداد الجمل وهذه قصة من القصص ومثلها كثيرا ..
أستمر هذا الرجل مثابرا مجاهدا في الحياة من أجل أسرته وأولاده يعمل في الحراثه ولديه بعض المواشي يستفيد من ألبانها وما تنتجه من أنتاج .. فأستأذنه أكبر أولاده بالسفر طلبا للوظيفة فمانع بعض الوقت فتوسط هذا الولد بوالدته عند أبيه فوافق فسافر الولد طلبا للوظيفة وبالطبع أقرب مكان للمنطقة الجنوبية هي جده ومكة المكرمة والطائف فأستقر الولد في جده وبدأ يعمل براتب ضخم في ذلك الوقت مقداره (35) خمسة وثلاثون ريال في الشهر وطبعا كان كثيرا لقلة الكسب في ذلك الزمن .. وأستمر حوالي سنة كاملة وعاد وأتى بكسبه طيلة سنة من العمل وأتى بملابس لأهله وإخوانه وبعض متطلبات ذلك الوقت من المواد الغذائية والقهوة والشاهي وما شابه ذلك .. وبقي عند أهله فترة ثم عاد مرة ثانية لجده وفي أخر تلك السنة أتى والده للحج هو وزوجته وبعد الحج رجعا الى الديرة ولكن كانت زوجة ذلك الرجل الطيب في حالة من المرض من معاناتها وقت الحج وكانت تلك السنين مليئة بالامراض المعدية والمميته فماتت رحمة الله عليها فحزن ذلك الاب وحزن الاولاده وحزن أهل القرية كلها على تلك المرأة لطيبها وأدبها مع الجميع ومكانتها الطيبة ..
ولكن هذا القدر المحتوم الذي لا مفر منه .. خطبت البنت الوحيدة في تلك الأسرة وتم زواجها قبل أن يذهب والدها ووالدتها للحج ولكن بقيت لدى أسرتها ولم تذهب مع زوجها لكونه كان في وظيفته وكانت هذه العادات المعروفة في تلك الديار وذلك الزمان .. عاد الولد الكبير من تلك الأسرة للعمل في مدينة جده وبعد سنة لحق به أخيه الأصغر منه وعمل معه في مكان واحد ثم ذهبت البنت مع زوجها الذي حضر وأخذها لبيته في البلد الذي يعمل فيه .. أذن توحد الرجل الذي كان في عزه ومجده بأسرته الكبيرة وكان لدية بعض من جماعته وأخواته اللاتي كن يتواجدن عنده في أغلب الأحيان توفية زوجته وذهب ولديه الأكبرين وذهبت أبنته ولم يبقى لديه إلا ولدين صغار وليس معهم من يقوم بصنع الطعام لهم فصعبة الحياة عليه وعلى ولديه الصغار الذين كانوا معه وأشتدت عليه المعاناة وقد أصيب ببعض الأمراض المعروفة في تلك الأيام وصعبت عليه الحياة جدا وأصبح وحيدا الله المستعان .. بقي يعاني من المرض مدة أربع أو خمس سنوات فتوفي رحمة الله عليه ..
وعندما علم ولده الكبير بوفاة والده حضر وجمع أخوانه لديه ولم يكن لديهم ما يسمى هوية لا شهادة ميلاد وليس لأبيهم حفيظة نفوس والوضع صعب وكان هذا الولد موظف في بلد بعيد تحديدا خارج المملكة .
في القوات السعودية التي كانت متواجده في سوريا أثناء الحرب مع أسرائيل .
(( يتبع أن شاء الله ))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــه ....
في الحقيقة لدى قصة ليست غريبة قد تكون هي
قصة أي واحد فينا ولا يختلف عليها أثنين ؟
ولكن المغزى والهدف من سردها وطرحها سيأتي
توضيحه فيما بعد ..... المهم
اليكم القصة :::
أسرة من أسر المنطقة الجنوبية مكونة من أب وأم وأربعة أولاد وبنت واحده .. كان هذا التاريخ في
أوائل الثمانينات الهجرية تقريبا سنة 1381هـ
من هناء سوف نبدأ القصة هذه الاسرة والتي ذكرت عدد أفرادها كان الاب كبيرا في العمر حيث تزوج ثلاث زوجات قبل زوجته هذه التي منها أولاده الخمسة المذكورين .. وكانت الحياة صعبة ربما لن يصدق أحدا ما سيقرأه أذ كانت لقمة العيش صعبة جدا والقليل من كان يستطيع إيجادها لأهله والناس كانوا في حالة تعاون أذ يعطي المستطيع غير المستطيع مقابل عمل بسيط يقوم به لمساعدته في بعض الاعمال في ذلك الوقت .. المهم نعود لأسرتنا التي نتحدث عنها ..
أولا الممتلكات لدى رب هذه الاسرة :
** لديه بلاد كثيرة وبوسطها بئر ماء
** أربعة من الثيران النشيطه والقويه وبحاله جيده
** بقرتين سمينتين وبحاله ممتازه
** عدد لا بأس به من الضأن قد يصل الثلاثين
** عدد من المعزا يصل الاربعين
** جمل واحد فقط
** حماره واحده .. أكرمكم الله ..
** دجاج كثير يصل عدده جميعا الثلاثين ..
** أثنين من الكلاب .. أكرمكم الله ..
السبب من أيضاح الاعداد أنه لكل عضو تابع لهذه الاسرة مهمة مخصصة يقوم بها خلال الاربع وعشرون ساعه من الصباح الباكر وحتى المساء ..
فوجود الثيران للحراثه والسقي الخاص بالمزارع وخلافه .. والجمل وهو سفينة الصحراء المعروف لحمل المؤن وما شابه والحمارة أكرمكم الله أيضا لحمل المؤن والذهاب عليها للأسواق وجلب ما يحتاج أهل تلك الاسرة فهي الكاديلاك أيام زمان .. والبقرتين للأستفاده من حليبها ولبنها وسمنها وما ينتج من الابقار أناثا أو ذكورا فالكل له ما له من الفائدة .. أما الضأن والمعاز فهي أيضا للفائده يستفاد من ألبانها وما تلده وبذلك يتوافر أنتاج حيواني مهم لقوام الاسرة والكلاب أكرمكم الله للحماية من الذئاب والضباع وما شابه ذلك والدجاج لا يخفى على أحد ما لها من فائدة
هذا من جهة أما مهام البشر فهي كما يلي .. يذهب من الصباح الباكر الاب وأكبر الاولاد الى البلاد أما للحراثه أو للسني (السوق) جلب الماء من البئر وسقي المزارع من حوالي الساعه الخامسة صباحا ويستمرا الى حوالي الخامسة عصرا لا أنقطاع في عملهم وتقوم الام بصنع الطعام وإطعام من في البيت من بقية الاسرة والذهاب بحصة من هم عند البلاد وبقية الابناء مكلفون بهمام أخرى مثل رعي الاغنام وبعض المساعدات الاخرى للذي عند البلاد أو الذي في البيت وهكذا الاعمال مقسمه ويأتون الى البيت بعد الخامسه مساء الى السادسه والنصف ولا يتأخر أحد عن السابعه مساء أبدا إلا لمن كان لديه عمل مكلف به يستدعي ذلك .. يكون العشاء تقريبا عند السابعه والنصف وعند الثامنه مساء تؤدى صلاة العشاء ثم النوم وقد لا تجد أحدا بعد التاسعه صاحي الجميع في سبات ..
هذا الاب لم يكن على غناء كبير ولم يكن فقيرا معدم فهو متوسط الحال ومصادر رزقه ما تنتجه أرضه الزراعيه وأغنامه وأبقاره وكانوا في أحسن حال ..
من القصص الجميله التي حدثت عند هذا الاب وأسرته أنه عندما يأتي الضيف يفرح أهل البيت ولماذا فرحهم أنه سوف يكرم راعي البيت الضيف بأن يذبح له ذبيحه لإكرامه وبالطبع الجميع سيأكلون لحم واللحم في ذلك الوقت نادرويأكل أكثر أهل القرية من تلك الذبيحه أو من مرقها أو من بعض الطعام المقدم .. أيضا عندما يحدث حدثا غريبا أما مشكله بين بعض الناس أو خصومه أو ما شابه ذلك فأن هذا الرجل كان مكرما بين نظرائه في ذلك البلد وكان له مكانته وخصوصيته وجسارة رأيه ومعرفته في حل المعضلات أن وجدت .. فقد حدث أن ضرب جمل بفأس في ظهره وطرد من المكان الذي ضرب فيه فشرد ذلك الجمل المضروب الى أن وصل مقابل بيت ذلك الرجل فوقع على الارض ومات من أثر الضربه .. فعاجله ذلك الرجل بأن نحره (ذكاه) وأجتمع بأحد أهل القرية وذهبا الى رجلين من قرية أخرى وأجمتعوا جميعا وقصا أثر الجمل من أين أتى الى أن وصلوا الى المكان الذي ضرب فيه فعرفوا الذي ضربه فعلم السبب عندها ذهبوا وأجتمع أهل القرية عند الجمل قسموا لحمه لجميع من حضر من أهل القرية والقرى المجاورة ..
وبعد عدة أيام أتى صاحب الجمل وطالب هذا الرجل موضوع قصتنا بقيمة جمله الذي نحره وأكل لحمه وقسم الباقي على الناس فقال جملك لم أكن السبب في موته أما لحمه فهذه العاده لا يترك يموت حرجا بل يذبح يؤكل لحمه ومن تسبب في موته يقوم بسداده فقال من الذي تسبب في قتله فقال له أذهب الى أهل تلك القرية وطالبهم وأن أنكروا أنا أثبت لك حقك عندهم ولدي شهود عليهم لا تخاف ضياع حقك فذهب الرجل الى أهل القرية وطالبهم فقالوا ليس لك عندنا شي فقال بل حقي عندكم وعندي أثبات عليكم فقالوا هات أثباتك فأتفقوا أن يكون لهم موعد وهي جلسه وكانت تسمى (مقعد) يجتمع فيه الكثير من أهل الحل والربط في مثل هذه القضية ؟ فلما علم هذا الرجل بتلك الجلسة حضر هو والذي من قريته والشهود الاخرين الاثنين الذين من قرية أخرى مجاورة حضر الجميع فطالب صاحب الجمل بحقه فأنكر أهل تلك القرية حقه وقالوا أين شهودك قال موجودين .. فتدخل ذلك الرجل صاحب قصتنا هذه وقال لأهل القرية المطالبون أذهبوا وتشاوروا وسوف أذهب معكم أنا لخصوصية الموضوع فذهبوا يتشاورون فقال لهم هذا الرجل أن فلان بن فلان في المكان الفلاني في الوقت الفلاني هو الذي ضرب الجمل وعلى ذلك شهود فلان الفلاني وفلان الفلاني فلا تنكروا وقوموا بسداد الجمل وأنهوا الموضوع فقالوا وأنت وش دخلك فقال الجمل مات عند بيتي أما أن أبين القاتل له أو أقوم أنا بسداده فهل ترضون أن أسده أنا وأنتم من قتله ..
فأجتمع المطالبون بالشهود وثبت الموضوع صحيحا فقاموا بسداد الجمل وهذه قصة من القصص ومثلها كثيرا ..
أستمر هذا الرجل مثابرا مجاهدا في الحياة من أجل أسرته وأولاده يعمل في الحراثه ولديه بعض المواشي يستفيد من ألبانها وما تنتجه من أنتاج .. فأستأذنه أكبر أولاده بالسفر طلبا للوظيفة فمانع بعض الوقت فتوسط هذا الولد بوالدته عند أبيه فوافق فسافر الولد طلبا للوظيفة وبالطبع أقرب مكان للمنطقة الجنوبية هي جده ومكة المكرمة والطائف فأستقر الولد في جده وبدأ يعمل براتب ضخم في ذلك الوقت مقداره (35) خمسة وثلاثون ريال في الشهر وطبعا كان كثيرا لقلة الكسب في ذلك الزمن .. وأستمر حوالي سنة كاملة وعاد وأتى بكسبه طيلة سنة من العمل وأتى بملابس لأهله وإخوانه وبعض متطلبات ذلك الوقت من المواد الغذائية والقهوة والشاهي وما شابه ذلك .. وبقي عند أهله فترة ثم عاد مرة ثانية لجده وفي أخر تلك السنة أتى والده للحج هو وزوجته وبعد الحج رجعا الى الديرة ولكن كانت زوجة ذلك الرجل الطيب في حالة من المرض من معاناتها وقت الحج وكانت تلك السنين مليئة بالامراض المعدية والمميته فماتت رحمة الله عليها فحزن ذلك الاب وحزن الاولاده وحزن أهل القرية كلها على تلك المرأة لطيبها وأدبها مع الجميع ومكانتها الطيبة ..
ولكن هذا القدر المحتوم الذي لا مفر منه .. خطبت البنت الوحيدة في تلك الأسرة وتم زواجها قبل أن يذهب والدها ووالدتها للحج ولكن بقيت لدى أسرتها ولم تذهب مع زوجها لكونه كان في وظيفته وكانت هذه العادات المعروفة في تلك الديار وذلك الزمان .. عاد الولد الكبير من تلك الأسرة للعمل في مدينة جده وبعد سنة لحق به أخيه الأصغر منه وعمل معه في مكان واحد ثم ذهبت البنت مع زوجها الذي حضر وأخذها لبيته في البلد الذي يعمل فيه .. أذن توحد الرجل الذي كان في عزه ومجده بأسرته الكبيرة وكان لدية بعض من جماعته وأخواته اللاتي كن يتواجدن عنده في أغلب الأحيان توفية زوجته وذهب ولديه الأكبرين وذهبت أبنته ولم يبقى لديه إلا ولدين صغار وليس معهم من يقوم بصنع الطعام لهم فصعبة الحياة عليه وعلى ولديه الصغار الذين كانوا معه وأشتدت عليه المعاناة وقد أصيب ببعض الأمراض المعروفة في تلك الأيام وصعبت عليه الحياة جدا وأصبح وحيدا الله المستعان .. بقي يعاني من المرض مدة أربع أو خمس سنوات فتوفي رحمة الله عليه ..
وعندما علم ولده الكبير بوفاة والده حضر وجمع أخوانه لديه ولم يكن لديهم ما يسمى هوية لا شهادة ميلاد وليس لأبيهم حفيظة نفوس والوضع صعب وكان هذا الولد موظف في بلد بعيد تحديدا خارج المملكة .
في القوات السعودية التي كانت متواجده في سوريا أثناء الحرب مع أسرائيل .
(( يتبع أن شاء الله ))