المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنفاس تلتهب .. وقلب يتوجع .. وسيئات تكتب !!


ابو شلاخ
04-03-2012, 10:07 PM
مضى الليلُ إلاَّ أقله ونامَ البشرُ إلا بعضهم ..








لحظاتٌ أخلدت الريحُ فيها لسكونٍ عميق ..
وسكتت الأصواتُ إلا من همس الكائنات تسبحُ بحمد الله ..


هناك وعلى ذاك السريِر كان للألمِ قصةٌ وللمواجعِ فصلٌ..



أنفاسٌ تلتهب وقلبٌ يتوجع وسيئاتٌ تُكتب وحسناتٌ تؤكل .. !


لم يزل يساهر النجمَ شاكيًا ..


ينشد الراحةَ فلا يجدها ويهتف بالنوم فلا يستجيب له .. !


تلك قصةٌ لشاب اسمه فهد فاسمعوا منه التفاصيل يقول فيها:



بعد سنواتٍ طويلة التقيت بزميل دراسة قديم انقطع خبره عني ..

وبعد سلام حار ولحظات بُثت فيها الأشواق ُ ..
واستُرجع فيها جميل ُالذكريات .. سألت زميلي عن أحواله وتفاصيل حياته ..


فأخذ الزميل يحكي تفاصيل حياته .. ويروي قصص نجاحه .. !

وكيف أنه بتوفيق من الله قد امتلك مؤسسة خاصة بعد أن أنهى دراساته العليا ..
وسيارة فاخرة ومنزلاً في حي راقٍ ..
وأن أبناءه قد التحقوا بمدارس خاصة وجميعهم متفوقون ومتميزون ..


وبينما ذلك الصديق يتحدث شعرت بدوار ..

(والحديث لفهد) أحسست وكأن أنياباً حادة تنهش قلبي .. !
وناراً مستعرة تحرق أحشائي وريحًا صرصرًا عاتية تفتت كبدي .. !


هذا حال فهد كما وصفه لنا .. فماذا حدث له ؟!


حسدٌ تمكن منه وأخذ يفتك به حتى أسره وأفسد حياته .. !


إنه بالقياس إلى صديقه لم يحقق شيئاً يُذكر ..

صحيح أن لديه وظيفة جيدة ولكن ليست في مستوى صديقه ..
سيارته قديمة مقارنة بسيارة صاحبه وراتبه أقل ..
وأخذ في جملة مقارنات بينه وبين زميله وانطلق يندب حظه.. !
وهو يُقارن بينه وبين صاحبه .. ومعها فارق الكرى جفنه وهاجرت سعادته ..
وضعفت ثقته وتقديره لنفسه مع آلام الحسرة .. فهو مقارنة بزميله لا شيء .. !


الحسادُ أشخاصٌ هانت عليهم أنفسهم بتعذيبها بالهم والغم ونيران الحسد .. !

ورخُصت عندهم حياتهم .. فقضوها متوجعين منبوذين مُهمَلين محتقرين .. لا قيمة لهم ولا قدر .. !
فلا ترضَ لنفسك أن تكون حطبًا لنيران الحسد وصيدًا ثمينًا لذئاب الغل ..
متفرجًا على مشاهد حرقك وافتراسك دون أن تضع حدًّا لهذا ..


الحسد استثمار فاشل للقدرات ..

وغباء وتسطيح خطير للمعتقد ؛ لما فيه من اعتراض على قدر الله .. !
وإفساد للحياة بكل معانيها الجميلة ..


يقول أحد الأدباء: (ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود، فهو في ألم دائم وهم لازم وقلب هائم .. ومن عدل الحسد أن الحاسد يتقلَّب على جمر محرق ..
وفي الوقت نفسه يتقلب المحسود في نعمته مستمتعًا فرحًا بها) ..


إني وإن لمت حاسديَّ .. فما أنكر أني عقوبة لهمُ



خطوات عملية:



للخلاص من آفة الحسد .. وفيروس الغيرة .. !
تلك خطوات عملية تطهر القلب وتصفي الروح :




1- اختبر نفسك واستفتِ قلبك .. فإن كنت ممن يتأذَّى ويتألم أو يحس وكأن نارًا تحرقه وعصا تضربه .. إذا ذكرت أمامك منحة لأحدهم أو سمعت بفوز لغيرك ..
فاعلم أنك قد وقعت في حفرة كبيرة ( الحسد) عافاك الله ..




2- أن تعلم خطورة الأمر وعظم الجناية وما سيلحق بك من خسائر في الدنيا والآخرة ..
فالحسد ذنب عظيم بل ومن كبائر الذنوب .. فهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ..
وهو في حقيقته اعتراض وعدم رضا على حكم الله - والعياذ بالله -
لأن الحاسد إنما يكره أن يُصيب الخير غيره .. ويتمنى زواله عن المحسود ..




3- تأمل في حالك وما وهبك الله من نعم لا تحصى .. وتعلّم فن تقدير النعم وتثمين المنح ..
واجعل من التوجيه النبوي معيارًا لك في رؤيتك للحياة عمومًا ..
من حيث التأمل في حال من هم أقل منك حالاً، وما أكثرهم .. !




4- هناك – وللأسف - كثير من الناس تذهب نفسه حسرات على نجاحات غيره وتفوقهم ..
وهو قاعد قد ضيّع أوقاته وهمش قدراته .. فلا تكن ممن ضرب الكسل أطنابه في حياتهم ..
ومع هذا يريدون كسب المعالي بلا بذل ولا مقابل ..
عليك بتطوير ما لديك من مواهب وصفات إيجابية .. وبهذا ستتجدِّد حياتك وتتحسن أحوالك : )




5- عندما تمرُّ بك لحظات الحسد وبِّخ نفسك وأدِّبها وذكِّرها بعواقب الحسد الوخيمة ..
واعمل على تقوية صوت الضمير الداخلي ..




6- إذا دعت نفسك إلى دفن فضائل من فاقك وطمس صفاتهم الحسنة ..
خالفها بنشر تلك الفضائل .. وذلك باحترام وتقدير أهلها والثناء عليهم والذبّ عنهم في غيبتهم .. فردود الأفعال هذه ستكون لها آثار إيجابية على نفسيتك ..
وستثبت أنك إنسان قوي شجاع ذكي بدحرك لخواطر الشيطان ..




7- لا تذعن لحيل الشيطان بالغمز واللمز والطعن بأسلوب يغلب عليه الورع والحياد وحب الخير .. فأنت تعلم في نفسك أنك تكذب وتخادع وتالله ما تخدع إلا نفسك ..
وتأكد أن علّام الغيوب مطلع عليك ويعلم ما توسوس به نفسك ..




ومضة :



قيل لحكيم: ما بال الحسود شديد الغم !؟
قال: لأنه أخذ بنصيبه من غموم الدنيا وهمومها ، وأضاف لهذا غمه لسرور الناس .. !

عفناكـ
04-03-2012, 10:18 PM
ابوشلاخ

الحسد والغيرة من سمات ناقصى الشخصية
وناقصى العقل ومرضى القلوب
نعوذ بالله من امراض القلوب
عافانا الله واياكم
طرح غاية فى الاهمية
بارك الله فيك
تحياتى

وجه السعد
04-03-2012, 10:53 PM
يعطيك العافيه علي هيك طرح ...

ابو دماس
04-03-2012, 11:02 PM
ابو شلاخ وفقك الله على هذا الإختيار
كفانا الله اياك شر الحسد والغيرة
وشر من اجتمعت فيه

لهفة الخاطر
04-03-2012, 11:49 PM
لو ان كل شخص التفت لنفسه وشاهد من هم اقل منه حالاً ومالاً لكفاه شر الحسد
لكنه..! جلب لنفسه المشقه عندما ارتفعت رقبته وطمعت فيما عند غيره ..وجلب كذلك المشقه لغيره
جمعينا نتمنى ونطمح للافضل والارقى ولكن ليس على حساب غيرنا
اغبط ولا تحسد..؟!!
الغبطه هي..تمني مثل ماعند الغير دون زوال لنعمته
اما الحسد..هو تمنى ماعند الغير مع زوال النعمه

طرح في غاية الروعه
سلمت اناملك ع روعة الانتقاء

آحترآمي&تقييمي

رفيقة الغيمه
04-04-2012, 12:18 AM
لو رضي الانسان بما قسم الله له
لكان ثم غاية الطمانينه والسعاده

على ان لا يركن للخضوع والاستلام
بالطرق المشروعه وبإعمال عقله يمكنه

الوصول للافضل دون ما يحسد احد او
ينهك نفسه بالحسره والتمني^

شكرا لماجلبت ابو شلاخ

دمت برعاية الرحمن

شلمار
04-04-2012, 01:06 AM
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبطاعيتك عن معصيتك


اللهم بارك لنا فيما اعطيتنا وقنعنا فيما رزقتنا



القناااااااااااااعه كنز لا يفنى


لا يدخل الجنه من في قلبه ذرة حقد او ضغينه او كره


والحسد احداها


يجب ان ان نحمد الله ونشكره على نعمه

والنعم ليست الغنى والمال فقط


الصحه وراحة البال وووووو ... النعم كثيره




ابو شلاخ موضوع جميل جدا



جزاك الله كل خير



يسعد البك دوم


تقديريواحترامي


شلمار

السيد
04-04-2012, 07:55 PM
الكيييس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني
اللهم ارزقنا الطاعه والجنه يارب
وشكرا اخي العزيز ع الموضوع

الرحيل
04-04-2012, 08:11 PM
ابوشلاخ
الله يعطيك العافيه
موضوع رائع لا هنت
شكرا لك

لحن الحياه
04-05-2012, 01:09 PM
ذآئقه متألقه في الإختيآر
لآعدمت رونق وروعة طرحك
حقاً أستمتعت هنأإ وطأإب لي المكوث بين حروفك
لكِ مني أروع وانقى تحيه بحجم روعتك ~’