المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مخزون الذاكرة وما تعارف عليه أهل البادية الكرام .


سهم المحبه
10-07-2011, 03:24 AM
قصة الكرم بين الضيف ومعزبه وأصول البادية قديما


أحبتي الكرام ضيوف متصفحي الاعزاء ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــه .

أصول الضيافة عند أهل البادية لها ميزات قد لا تكون موجودة في مكانا غير البادية ولها أعراف وعادات كريمة وأهل البادية شديدي الحرص على إكرام الضيف والعناية به حتى أن البعض قد يجود بكل ما يملك من أجل كرامة الضيف وحبهم له وسعادتهم اذا أستطاعوا القيام بواجبات الضيف كاملة وبشكل رائع وجميل .

ولدينا قصة عن هذا السمو الكبير يذكر أنها حصلت في البادية وأني شديد الاعجاب بها حتى أني أحفظها عن ظهر قلب وأنا قد سمعتها ممن ذكرها لي .


واليكم القصة أمل أن تنال أعجابكم ورضاكم .


مجموعة من الرجال كانوا يسيرون مع بعضهم لحاجة لهم في البوادي والقفار وبالطبع يضيفون من وجدوا من العربان في تلك البوادي والقفار وحدث أن كانوا في بداية مساء ليلة باردة جدا قريبين من مضارب قبيلة من القبائل فقالوا فيما بينهم كل واحد يضيف بيت من البيوت وكانت الحالة ضيقة في تلك الازمان والناس بهم شدة وليسوا ميسروا الحال أذ كان الفقر منتشرا في ذلك الوقت ولعدم التكليف على مضيفيهم تفرقوا كل واحد ذهب بإتجاه بيتا من البيوت وما يهمنا أحدهم أذ القصة تعنية وحدثت منه وتخصه بالاول والاخير .

المهم هذا الرجل كان أميرا ومعروفا بالكرم والكرامة والشجاعة والطيب ومشهور بمجرد ذكر أسمه يعرفه الجميع ممن حوله أو وصل صيته إليه . عندما وصل لأحد البيوت أستقبلته صاحبة البيت عندما قال (يا أهل البيت) ورحبت به ترحيبا كبيرا وكان زوجها غائبا عن البيت والعادة في تلك الايام أن لا يرد الضيف مهما كان سواء وجد في البيت رجل أم لا يوجد وكان أهل ذلك البيت على شدة حال وفقرهم كبير جدا ولا يوجد لديهم ما يسد حاجتهم فكيف يكون حالهم أن جاهم ضيف المهم قامت صاحبة البيت بما يجب عليها وحسب الموجود لديها وقدمت من الطعام الموجود وأعتذرت من الضيف وقالت أستر ما وجهت يا ضيف الرحمن . فقال لها شكر الله لكم وبارك فيكم وزادكم من فضله . وعند أنصرفه صباح اليوم التالي قال لها يا راعيت البيت هل عندكم سمن فقالت لا والله ما نجده وإلا كان قدمناه لك فقال لها ولا حتى (عكة فاضية أو نحو) وهو ما يحفظ فيه السمن وهو معروف لدى أهل البادية فقالت إلا فيه عكه ولكنها يابسة من وقت لم يوضع بها سمن فقال لها أعطينيها بارك الله فيك . فقالت فاضية حفظك الله يا ضيف . فقال لها أعطينيها ولو كانت فاضية . فأعطته العكه . وقام يصليها يعني يسخنها على النار حتى لانت وعصرها حتى طلع منها ندى بسيط جدا لا يذكر فدهن يده ولحيته منها وشكر راعيت البيت وأنصرف . فزهمت عليه وقالت أسألك بالله من أنت ومن تكون فقال لها أنا ضيف كرام أحسنوا ضيافتي وأشكرهم على ضيافتهم . فقالت لن تذهب حتى تخبرني من أنت ؟ فأخبرها . وأنصرف

عند عودة زوجها أخبرته بما فعل الضيف . فأعتزا وقال أنا فلان وأخو فلان أو أخو فلانه ؟ كما كانوا يقولون في السابق هذا ضيف كريم جدا أراد أن يستر علينا ولا يفضحنا دهن يده بريحة السمن ليقول لرفقاه أنه كان على سمن وسمين . والله أن ذبيحة معزوله من حلالي وأنها بأسمه حتى ألقاه وأعطيه أياها .... فبين أحدى الحيل وكانت الحائل أفضل عندهم من غيرها للضيف وأشهد جماعته وربعه على ذلك ووسمها بأسم الضيف أذ عرفه عندما عاد الى أهله وعرف أنه أمير وكريم وله من الصفات الشي الجميل .

المهم بقيت هذه الحايل بين حلاله وحصل أن ولدت كم مره وكان يحافظ على كل ما نتج عن هذه الحايل وينميه ويكاثره حتى أصبحت رعيه كبيرة بعد عدت سنين فباعها واشترى بثمنها أبل قليلة طبعا فتكاثرت أيضا بعد عدة سنين حتى أصبحت ذود من الابل وهو ما زاد عن المائة . ووضع لها راعي جعلها ترعى لوحدها في البوادي والقفار ويرحل الراعي معهم اذا رحلوا وينزل في مكان نزولهم وكانت هذه الابل مسماه بأسم ذلك الضيف . فعندما تكاثرت ولم يصدف أن وجد ذلك الضيف بعث له رجلا يسأل عنه في كل الاماكن حتى وجده وقال له ان لك أمانة عند فلان بن فلان ويطلبك لتأخذها .

فحضر ذلك الامير .... وبعد إكرامه وضيافته وطبعا كان حضوره بعد سنين طويلة قد تصل الخمسة عشر سنه أو أكثر بقليل قال له صاحب البيت يا ضيف الرحمن هذه الابل لك فخذها فقد أتعبتني وأخاف أن يذهب شيئا منها بدون علمي فتأخذني الحسرة والندامة على ضياعه . فقال وكيف يكون ذلك وانا لا أعرف أن لي عند أحدا من الناس ولو حتى بعير واحد وهذه الابل كثيرة جدا . فقال له أتذكر عندما نزلت على بيتي في غيبتي في ذلك الزمان وحدد له الوقت بشكل دقيق وفعلت ما فعلت سترا على بيتي وكرامتي . فأني عزلت ذبيحتك وأشهدت عليها جماعتي وربعي وخاصتي وتكاثرت بعد سنين . ثم بعتها وأشتريت بها أبل فتكاثرت الابل مع السنين وأصبحت كما ترى ولن تذهب إلا وقد أخذتها فهذه ضيافتك التي لم تقدم لك في وقت مجيئك في ذلك الزمان فقال الامير الضيف . ولابد من ذلك فقال معزبه . لابد من أخذ ضيافتك .


هذا كرم المضيف صاحب البيت .


أنظروا كرم الضيف فقد أشتركوا في الكرم الضيف والمضيف .



فقال له خير ان شاء الله عند فجر غدا أمل منك أن تحضر لي عشرة من الرجال معهم بنادقهم قبل ان تفك عقل الابل وتقوم من مباركها . فقال ولماذا . فقال له سترى لماذا أن شاء الله . فقال أبشر بسعدك يا ضيفنا .

في اليوم التالي حضر الرجال ومعهم بنادقهم فقال أدخلوا بين الابل وأطلقوا النار في الهواء وصيحوا على الابل فما خرج منها وأبتعد عن البيت فأعزلوه وما بقي قريبا من البيت خلوه لوحده وحافظوا على عدم الاختلاط بعد ذلك ففعلوا ما قال لهم . فزهم المعزب صاحب البيت وقال له شكر الله لك وبارك فيك على ما فعلت هذا القسم الذي بقي قريبا من البيت لا يذهب عن البيت الذي ربى حوله وتكاثر وما خرج عن البيت سيكون حصتي فأن رضيت بهذه القسمة العادلة فأنا أخذ حصتي وان رفضت فأنا أفرض . فقال المعزب قبلت وأشكرك فقد كنت أكرم مني بهذا التصرف وهذا العدل . بارك الله فيك وتسلم يالنشمي . فدامت بينهم الألفة والمحبة وصار بينهما صلة وبين قبيلتيهما وحب شديد .



هذا ما وصل الى علمي وأعجبت به كثيرا وأحببت أن تروه أحبتي وتقراؤه لعله ينال أعجابكم ورضاكم .



محبكم



أبو احمــــــــــــــــد

المرعب الهاوي
10-07-2011, 04:13 AM
يعطيك العافية ابا احمد

الشفق
10-07-2011, 02:43 PM
اخي الغالي ابا احمد

ما اجمل اطلالتك

وما اجمل حروفك

قصه انتقلنا معك عبرها الى ماضِ بعيد

تصورناها خيالاً كأنها واقعاً امام أعينا

لله دربك كان الوصف جميل جدا وموضوع مترابطه عناصره

لم نشعر اثناء القراءه بأننا خارج اسوار تلك القصه

شكرا لك تتلوها اخرى بلا نهايه

ودمت ودامت اطلالتك ايها الراقي

وجه الغياب
10-07-2011, 02:46 PM
جميل مثل هذا الطرح ابو احمد

لحضورك ما يميزه

تحيتي لك

سهم المحبه
10-08-2011, 02:30 AM
المرعب الهاوي .. بن هزاع .. نبض الحروف

شكرا لمروركم العطر الجميل وشكرا للثناء الجميل
الذي ذكرتموه ونسأل الله للجميع الصحة والعافية
والسعادة الدائمة والسرور المستمر .

حكايه صمت
10-25-2011, 10:28 PM
قصه جميله فيها من القيم والرجوله والكرم..

لا يخفانا هذا الموضوع لاننا من ابناء البادية تعلمنا تقاليدها وكرمها واحترامها للضيف

سلمت يداك اخي وجزيت خيرا

سهم المحبه
10-26-2011, 02:49 AM
يسلم عمرك وصفاء روحك حكاية صمت ..
تلك البوادي والقفار التي كان يعيش فيها الكثير من أهلنا
لم يعد يرى فيها إلا الغربان والحيات والعقارب وبعض
الخنافس الميته أعزكم الله والسبب أنقطاع تواجدهم بسبب
عدم مزاولة مهنة الرعي التي كانت السبب في تواجد
البدو في الباديه . ومع انقطاعهم أنقطع الكثير من العادات
الجميلة والرائعة التي كان لها أثر كبير في حياتنا ومن
ضمنها قصتنا أعلاه ومثلها الكثير .

نسأل الله للجميع الصحة والسعاده . شكرا لك مرة اخرى وتسلمي .