المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخر رسَـــــالة ؛ و مابين السطور تنفثه الصدور !


لهفة الخاطر
06-07-2012, 05:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساؤكم كما تشتهيه ذواتكم أخوتـــي فالله‘
.
.
.


’’ إننا نحن البشر نفكر فيما لا نملك ولا نشكر الله على ما نملك!
وننظر إلى الجانب المأساوي المظلم في حياتنا ولا ننظر إلى الجانب المشرق فكن إيجابي !!

* *

لقد كان مفتاح شخصية شيخ الإسلام _ رحمه الله _ هو ماقاله العالم الجليل ابن فضل الله العمري عنه :
( وكان ابن تيمية لا تأخذه في الحق لومة لائم، وليس عنده مداهنة، وكان مادحه وذامه في الحق عنده سواء).

وها نحن نقف معكم على آخر رسالة كتبها ابن تيمية * في السجن قبل وفاته، كتبها بالفحم لما أخرجوا منه الأقلام والأوراق،
فاضطر لغسل رسائل تلاميذه التي كانت ترسل له من قبلهم، ثم الكتابة عليه مرة أخرى.

يقول في رسالته الأخيرة:

(والأوراق التي فيها جواباتكم غُسلت، وأنا طيب وعيناي طيبتان أطيب ما كانتا، ونحن في نعم عظيمة لا تحصى ولا تعد
والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه،كل ما يقضيه الله تعالى فيه الخير والرحمة والحكمة
{إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو القوي العزيز العليم الحكيم}
ولا يدخل على أحد ضرر إلا من ذنوبه {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } فالعبد عليه أن يشكر الله ويحمده دائماً على كل حال،
ويستغفر من ذنوبه فالشكر يوجب المزيد من النعم، والاستغفار يدفع النقم، ولا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له،
إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له

قال ابن عبد الهادي معلقاً على هذه الرسالة: (وهذه الورقة كتبها الشيخ وأرسلها بعد خروج الكتب من عنده بأكثر من ثلاثة أشهر
في شهر شوال قبل وفاته بنحو شهر ونصف، ولما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق ..
أقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين، وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة
انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة: {إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}).

وهكذا أراد خصومه أن يحبسوا كلمته الحرة الصادقة، حتى لا تصل للناس فيتحرروا من سلطان الخرافة، وقيود الأوهام، وأغلال الهوى،
حتى وصل بهم الأمر إلى انتزاع الأوراق والأقلام منه، كلذلك خوفاً ورعباً من كلماته الناطقة بالحق واليقين!
لكنَّ مرادهم خاب وخسر، فهذه هي كلمات الإمام ابن تيمية تملأ العالم كله، وهذه كتبه ولله الحمد تطبع وتوزع في كل مكان،
والناس مقبلة برغبة عارمة على كتبه وكلماته وفي كل فن وعلم .. إلى قول أحد اصحابه : وهذه هي سنَّة الله الجارية في عباده وبلاده !


بقيةٌ من صخرة الخلاص:

http://www.saaid.net/monawein/taimiah/22.htm (http://www.saaid.net/monawein/taimiah/22.htm)


* *


* ابن تيمية لمن لا يعرفه ! أحمد بن عبدالحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس النميري العامري، ولقبه «شيخ الإسلام»
أحد علماء الحنابلة. ولد في حران وهي بلدة تقع حاليا في جزيرة الشام بين الخابور والفرات في ما يعرف حاليا بمنطقة الجزيرة السورية !


* *

نحنُ وأنت .. سيُقال عنّا _كانت_ هذه آخر كلمة قالها .. آخر عملٍ .. آخر تدوينة كتبها وآخر ... !
فاختر لك خاتمةً مُناسبة (كل يوم ) تليق بـ شخص مثلك ..!

بُشِّر النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينتقل إلى الرَّفيقِ الأعلى :
فقال له الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3].
قال ابن العربي: "وما من شيء في الدنيا يكمل إلا وجاءه النقصان ليكون الكمال الذي يراد به وجه الله"
[العواصم من القواصم (ص59)].


* *

* نموذج !!

"اتقوا الله في رسولكم ونبيكم" صلى الله عليه وسلم
وصيه تركها الشيخ أحمد ديدات وهو يودع الدنيا بعد أن أبلى بلاءً حسنًا في الدفاع عن محمد _ صلى الله عليه وسلم_ ،
لطلابه وللدعاة، وللمسلمين كافة، في وقت رمى فيه الكفار والمنافقون والمستغربون الإسلام عن قوس واحدة.
هجمة محمومة على النبي، وحملة مسعورة على السنة !!


* *



روى الطبراني في المعجم الكبير برقم 8698 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
"لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم ، قيل له : يا أبا عبد الرحمن : كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا ؟
قال : يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء ، ويصبح الناس كالبهائم "
ثم قرأ قول الله تعالى : ( ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً( الإسراء / 86 .


قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 3 / 198 ) :
" فإنه يسرى به فى آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى فى الصدور منه كلمة ، ولا في المصاحف منه حرف "


* *

ختامــــــــــــــــاُ.."



باسمك اللهم نموت ونحيا !
من قلب أختكم في الله (لهفة الخاطر)...‘
قبل نومتك وموتتك الصغرى ثم رجوعك إلى دنيا أو أخرى لاتنس هذا رحمك الله

http://www.safeshare.tv/w/lScQxUpsOH (http://www.safeshare.tv/w/lScQxUpsOH)

رفيقة الغيمه
06-07-2012, 09:24 PM
الله يجزاك بعدد حروفها مضاعفه
لهفة الخاطر

تستحق المكوث بين اسطرها لما حوت من الفائده

دمتِ بحفظ المولى

ابو دماس
06-07-2012, 10:43 PM
اسأل الله ان لا يحرمك اجرها اختي الفاضلة لهفة الخاطر

ابو سديم
06-08-2012, 05:28 PM
موضوع قيم
بارك الله فيك لهفة الخاطر
وكتب اجرك

عبدالرحمن العطاوي
06-08-2012, 05:36 PM
موضوع رائع ومفيد


تسلم اناملك لهفة الخاطر

على هذا الطرح


كل التقدير

ابو عبدالله القرني
06-08-2012, 06:21 PM
اسعدك الله لهفة الخاطر
موضوع راقي جدا
واختيار مميز جدا
يعلمنا مكانة الصبر عند الشدائد
وقوة الايمان بالله وثمارها اليانعه المقطوفة حتما متى ماصدق الايمان
لن نذهب بعيد ابدا..
فليعد كلا منا بذكراه لنفسه لذاته
المواقف التي مرت به
فحتما سيجد لحظات صدق مع الله فيها صبرا وايمانا ففرج الله همه
وسيجد اوقات اضاع فيها هذين الامرين فكانت العاقبة هم وغم
جزاك الله خير وغفر لك ولوالديك

المغروره
06-09-2012, 05:26 PM
لهفة الخاطر
ربي يجزاك خير
موضوع رائع بروعة حضورك
ودي