المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغضب .. راجع حساباتك


صدى الملاعب
07-25-2012, 05:25 AM
بقلم /علي الجحلي
يمثل شهر رمضان المبارك فرصة لإعادة الحسابات، فرصة للتعرف على الأخطاء والعمل على تصحيحها، ومعرفة العادات السيئة والتخلص منها. يأتي تركيزنا في هذه المناسبة العظيمة على العبادات، فيعمل الناس على حفظ القرآن وتلاوته وإطالة البقاء في المساجد وأداء الصلوات فروضاً وسننا. يتصدق الناس ويتزاورون وتطيب أنفسهم بالعمل الصالح. لكننا ننسى سلوكيات تسيء لصيام الصائم وتحرمه كمال الأجر. أبرز هذه الصفات هي الغضب. يتأثر كثير من الناس بطول فترة الصيام وارتفاع درجات الحرارة واستعجال كل شيء، فتتسبب أي إشكالية في فقدان الأعصاب والهستيريا.
على أن مشكلة الغضب تعيش معنا طوال السنة، بل تتسبب في كثير من المشكلات الأسرية والاجتماعية والمخالفات والتجاوزات التي نراها كل يوم. أبرز نتائج الغضب الحوادث المرورية. أذكر أنني شاهدت أساليب قيادة متهورة في دول كثيرة، لكنني لم أشاهد كم الحوادث والخسائر التي تعانيها دولتنا بسبب الاستسلام للعصبية والغضب. يمكن أن نربط التهور بالغضب فنحصل على هذا الكم الكبير من الحوادث والخسائر للوطن من أبناء كان يمكن أن يسهموا في البناء والتطوير.
الغضب مذموم في كل الأديان. أذكر أن قساً كان يسكن جوار شقتي عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة، كان الرجل مثالياً في سلوكه. لم أشاهده يوماً غاضباً بل كنت أتوقع أنه يصطنع الكم الهائل من الابتسامات التي كان يبديها لي كلما التقينا. عندما أقارنه بغضب بعض إخواني المتشددين ونظراتهم التي تنمي إحساس أي مخطئ بالدونية، أدعو الله أن يرزقنا بأشخاص يطبقون الدين وهدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياتهم وسلوكهم، فقد كان أكبر أعداء الغضب وازدراء الآخرين. ففي الحديث الصحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصح الرجل بألا يغضب ثلاث مرات، عندما سأله أن يوصيه. وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من الدعاء "اللهم إني أسألك قول الحق في الرضا والغضب".
سلوك هذا القس هو ما دعم عمليات التنصير في كثير من الدول الإسلامية، فالمعاملة الحسنة، وتقديم الصدقات، ودعم المجتمعات المحتاجة تمكن المسيحيين من تنصير كثير من المسلمين في دول أهملتها أجهزة التعليم والدعوة لتقع فريسة التنصير. الغريب أن الإسلام دخل كثيرا من الدول الإسلامية نتيجة حلم وصدق وعدالة أبناء الإسلام الذين كانوا يتعاملون مع سكان تلك الدول.
أعود للغضب، الذي إضافة إلى كونه مكروهاً في الشرع، وقد يكون سبباً في قول أو فعل ما يخرج المرء من الملة، فله عيوب ومخاطر أخرى. فالحب والتعاطف والتراحم عوامل لتنشيط الجهاز المناعي للإنسان، أما الغضب والقلق والانفعالات الشديدة والكراهية والأحقاد، فهي من مسببات إضعاف الجهاز المناعي، وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض. الغضب كالجمرة التي تحرق القلب فتظهر نتائجها في حمرة العينين وانتفاخ الأوداج كما ورد في الحديث.
ورد في دراسة حديثة عن أثر الغضب أجريت في جامعة هارفارد، أن الغضب يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتسارع ضربات القلب، واضطراب إيقاعه، كما يتسبب في زيادة احتمال الإصابة بجلطة الشريان التاجي، وأعراض مرضية أخرى. ويؤدي الغضب، إضافة إلى زيادة إفراز الهرمونات التي تسبب إضعاف جهاز المناعة، مثله مثل الانفعالات الشديدة والقلق والكراهية والأحقاد، إلى الذبحة الصدرية. فقد خلصت دراسة أجريت في جامعه كاليفورنيا على نحو 8500 شخص، إلى أن الحقد والضغينة والكراهية عوامل تؤدي إلى مضاعفة احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية.
يأتي هذا الشهر الفضيل ونحن في أمسّ الحاجة إلى الحب والمودة والتراحم؛ ففي زمن فقدت الأسرة العلاقات التي كانت قيماً أساسية كصلة الرحم والرحمة بين الأبناء والآباء والأمهات والأقارب والجيران، وفي مجتمع أصبح بعيداً كل البعد عن التواصل والتراحم، تصبح العودة للقيم الأصيلة التي تعلمناها من ديننا وتوارثناها، أساساً للصحة النفسية والجسدية. إن اندفاعنا وراء مفاهيم الخصوصية والبعد عن الآخرين والبقاء ضمن قوقعة تبعد الشخص عن جيرانه وزملائه والمجتمع بشكل عام، سيؤدي بلا شك إلى أمراض أخرى. سيكون داخل المجتمع كثير ممن يعيشون حالات القلق والغضب والكراهية والحقد على من حولهم لأنهم لا يتفاعلون مع مآسيهم ومعاناتهم.
أجريت دراسة في السويد على أكثر من 1700 شخص، أثبتت أن احتمالات الإصابة بالأمراض والموت المبكر تزداد لدى الأفراد المحرومين من حب من يعيشون معهم في المجتمع نفسه بمقدار الضعف.
يأتي هنا دور أئمة المساجد ومديري المدارس وكبار سكان الأحياء والعمد، في تكوين مجتمع متسامح سعيد ومتضامن يجتمع فيه الجيران وأبناؤهم وعائلاتهم ليكونوا درعاً حامياً لكل أعضاء المجتمع من الغضب والحقد والكراهية والشعور بالوحدة. كما يأتي دورنا نحن في محاولة كبح جماح الغضب والتعامل بانفتاح وحسن خلق مع أنفسنا وكل من نحتك بهم.
هذا يحقق لنا الأجر العظيم، فحسن الخلق هو أكثر ما يدخل الناس الجنة. كما أتذكر في ختام كلامي نصائح الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما أوصى من يغضب وهو واقف أن يجلس وإن كان جالساً أن يضطجع، وهذا كما هو واضح يؤدي إلى توزيع الدم على كل أجزاء الجسم. كما أن من وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نطفئ الغضب بالوضوء، لأن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء. ويكفي أن نتخلص من الغضب لنكون حققنا إنجازاً عظيماً في هذا الشهر الفضيل.

رفيقة الغيمه
07-25-2012, 05:30 AM
موضوع يستحق القراءه والتأمل

صدى الملاعب

شكرا لجميل اختيارك

وبرعاية الرحمن دمت

أبو رنيم
07-25-2012, 05:54 AM
موضوع رائع جدا
سلمت يمينك يابطل

شِيخةّ الغِيد |❥
07-25-2012, 08:29 AM
وَ بالفعِل
رمضآنّ يٌمثِلْ فرصصَه كبيرهْ لنااَ
لتغيير تصرفاتنآ
والسَيطره والتغلب علىَ النفسسَ
وهذا هوٌ الغرض الاسآسِي مِن الصصيآم
خيوٌ صصَدى الملآعب
مقآل جَميل جدا
حوىَ الكثير مِن الدٌرر
تِسلم الانآمل ويِسلم لنآ فكرك الراقِي
بآرك الله فيكك
ودي ..~

شلمار
07-25-2012, 10:14 AM
نعم اخي الدين معامله

وكثيرا ما تسبب المعامله النفور من الشخص

والابتسامه تسحر القلوب

والمعامله الحسنه تغير كثير من اطباع البشر

وديننا الحنيف يحث على حسن الخلق والمعامله الحسنه

ولا معنى للنرفزه والغضب وقت الصيام يعني استغفر الله العظيم راح نحمل ربنا جميله بصيامنا لا حول ولا قوة الا بالله

الله يهدينا ويهدي جميع المسلمين

صدى الملاعب اثابك الله وغفر لنا ولك

جميل جدا هذا المقال

تقديري

شلمار

غرور النفس
07-25-2012, 11:28 AM
مقال رائع جدآ
سلمت يداك على النقل

دمت بود