المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسافر وواحة الثعبان .. قصة بقلمي .. من أجزاء عــدة فأهلا وسهلا بكم ..


سهم المحبه
09-05-2012, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى


صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .



أما بعد ...



مقــدمـــــــة :




أحبتي الكرام قارئ هذه القصة . لا أقول لكم أنها حقيقية بل أقول لكم ليس لها صلة بالحقيقة فهي من الخيال بقلمي .. ولا شك أن بعض فصولها أو بعض أحداثها حصل لبعض من شرائح المجتمع سواء في الحاضر أو السابق البعيد جدا وكما ترون من أحداث هذه القصة فقد كتبت على أساس إنها حدثت في عهد بعيد جدا يعني في عصور قديمة جدا قبل وجود السيارات وقبل وجود الاسلحة النارية وبعض المغريات الحديثة التي قد تجعل الحياة صعبة والانسان لا يستذيق العيش ولا يهنأ مهما وجد نسأل الله السلامة وهناك بعض المثل في ثنايا قصتنا وبعض الفوائد وبعض التجارب الناجحة جراء جهود شخصية لأبطال هذه القصة ومما يستفاد منه من هذه القصة الآداب والمثل والقيم التي كان يتمتع بها بعض أبطال قصتنا مما جعل لهم القدوة الحسنة والاحترام والتقدير والاجلال أيضا كان النجاح حليفهم بسبب ما كانوا يتمتعون به من الصدق والامانة والادب الجم . والبلاغة في القول والصدق في العمل والامانة في الاداء



فآمل بأن تصل هذه القصة الى ذائقة الجميع وأن تنال استحسانهم


مع اجمل وارق الامنيات للجميع بقراءة موفقة وفائدة ترقى بالاذواق لأعلى المستويات .. فإلى قصتنا وأهلا وسهلا بكم .



........................



الجزء الاول فـــأهـــــــلا بكــــم :




ما هذا يالله ما اجمل ما أرى .. واحة جميلة قد لا ترى العين مثلها يا ســـــلام لو لم أكن في هذه القافلة واخاف أن تغادر وتتركني . لمتعت ناظري برؤية هذه الواحة الجميلة وأكتشاف ما فيها يا لحظي . لعلي آتي مرة أخرى عبر هذه الطريق ويكون لي من الوقت ما يكفي للذهاب الى هذه الواحة الغناء الجميلة والتي لم ترى عيني مثل جمالها . هذا وأنا أراها عن بعد فكيف لو دخلتها ورأيت ما بداخلها وأكتشفت كل شي عنها .



ولكن ما زال الوقت مبكرا وقد أقدر على الذهاب الى هذه الواحة ودخولها والنظر إليها عن قرب . وسأكون على عجل ولن تذهب قافلتي وتتركني ان شاء الله . ولكن ستكون مصيبة كبيرة لو غادرت القافلة وتركتني ماذا سيحل بي وانا غريب ولا أعرف أحدا في هذه الانحاء ماذا سأفعل وماذا سيحدث لي . لا لن أترك قافلتي والذهاب الى مجهول لا أعلم ماذا يحدث لي وأخاف أن أتاخر وتذهب قافلتي . ولكن ألا يأتي قافلة أخرى يمكنني الذهاب معهم وألحق برفقتي فأنا لست إلا مرافق لقافلة حتى لا أعرف اسم صاحبها اللهم مرافق فقط مثلي مثل أي شخص أخر . ايضا لا يوجد معي سلاح أحتمي به فيما لو صادفني خطر لا سمح الله سوى هذه العصا بيدي وهذا الحبل الذي ألفه على وسطي ولا غير ذلك شي .



ولكن النظر الى هذه الواحة من بعيد يجعلني أتوق وبشدة الى رؤيتها من الداخل واكتشافها والتعرف على كل شي بها . رغبتي شديدة في الذهاب ماذا أفعل .. سأتوكل على الله وأذهب واللي يحصل يحصل . توكلت على الله .. تلك الهواجس التي كانت تخامر صاحبنا هذا وأقوال وتبريرات قد لا تصل لحد الإقتناع الذي يصل به الى ما يريد دون خسارة في الوقت أو غيره أو خطأ قد يكلفة حياته لا سمح الله . اللهم هي هواجس . وقد يصيب وقد تخطئ والله المستعان .



القــــرار الصعب ...




مشى أخينا الى الواحة ودخل بوسطها وتنقل في أرجاءها ورأت أعينه ما لا يستطيع تصديقه واحة في هذا المكان وبها من اشجار الفواكه الشي الكثير وبها من الورود والازهار ايضا الشي الكثير ومختلف انواعه والوانه وبها نخل مثمر وبها ماء جاري . تنقل هذا الشاب الذي لا نعرف اسمه او معلوماته وما زال مجهولا وهو بطل قصتنا هذه . المهم تنقل في الواحة وأكل من فواكهها وأخذ من أزهارها وأستلذ بطعم الفواكه وأخذ من ثمار النخيل وشم الكثير من الازهار وبقي في حيرة كبيرة كيف لا احد يعلم بهذه الواحة الكبيرة والجميلة في هذا الوادي الذي يتسع اسفله ويضيق أعلاه وعند خروجة متجها الى مكان القافلة الذي يبعد عنه حوالي ثلاثة او اربعة كيلو مترات سمع اصواتا غريبة ومخيفة تقترب منه فقال .



ما هذا الصوت الله يستر .. وبعد لحظات أتضح له الامر أنه أمرا مخيف جدا أنه الموت أنه الخطر الكبير .. هامة .. مصيبة .. كيف أقدر الوصول الى القافلة التي أتيت معها .. ما هذا الفحيح .. وهذا الجسم المتحرك الكبير الضخم .. أنه يقف أمامي وفي أعلى الوادي بحيث لا يستطاع المرور فهو يتوسط المكان .. سأقترب مختبئا خلف ما يسترني منه حتى أتعرف عليه وأرى ما يكون .. أقترب صاحبنا رويدا رويدا حتى تمكن من تمييز هذا الجسم الضخم .. أنه ثعبان ضخم جدا وسيبتلعني ان أقتربت منه ويستطيع أبتلاع جمل فكيف بي وانا أصغر من الجمل بكثير .



أبتهل صاحبنا الى الله سبحانه وتعالى قائلا



يا الله يا حامي كل ضعيف ويا هازم كل متجبر ويا قاتل كل معتدي أكفني شر هذا المخلوق بقدرتك وقوتك .. اللهم أني اشكو ضعفي وقلة حيلتي اليك يارب العالمين اللهم أعني عليه وقدرني على قتله أو السلامة منه



بدأ المحاولة صاحبنا بتجنبة والمرور بعيدا عنه من طرف الوادي الايمن فتحرك الثعبان بإتجاهه فرجع الى الخلف . ثم حاول أن يأتي من أيسر الوادي فتحرك بإتجاهه .. فقال يا ويلتي ماذا أفعل وما هي الحيلة ليس معي إلا هذه العصا وهذا الحبل الفه حول وسطي ولا شي سواهما .. ثم رجع بإتجاه الواحة راجعا للخلف فتحرك الثعبان بإتجاهه وبشكل سريع فأسرع ودخل الواحة والثعبان خلفه يريده ولا يريد سواه . أين الملجأ وأين المفر .. كيف النجاة من هذا الثعبان .. كيف التصرف وماهو الحل . فكر اخونا مشئؤم الحظ كيف يتصر وقد أقترب المغيب بل الشمس على وشك المغيب والليل أقترب وقد تأخر كثيرا وأكيد رحلت القافلة .. وسيبقى وحيدا في هذه الواحة المشئؤمة مع هذا الداهية .. الثعبان المخيف .



قال الله المستعان سأبتعد بقدر ما أقدر وأحاول أن أذهب الى مكان يعصمني من الثعبان الى ان يطلع النور وبعدها ييسر الله كل أمر .



سطعت فكرة في رأس هذا المسكين فقال .. سأبحث عن أطول نخلة في هذه الواحة وأطلع الى رأسها فلن يستطيع هذا الثعبان الطلوع خلفي لكبر حجمه الضخم واذا طلع النهار لن أتركه يقتلني بل سوف أحاول قتله بأي طريقة ممكنة وسيعينني عليه رب الارباب سبحانه وتعالى . فوجد نخلة طويلة مثمرة فقام بتنظيف ما حولها من اشواك وما يعيق الحركة وطلع بها الى ان وصل الى رأسها وقام بإصلاح مكان يكون مقرا لجلوسه وربط نفسه بالحبل الذي كان يلفه حول وسطه .. وبقي ينظر ويتسمع لأي صوت يسمعه حذرا من أن يقترب منه ذلك الثعبان وقد غابت الشمس واصبح الظلام دامسا لا يرى شي .. وبعد وقتا من الليل سمع صوت الثعبان يقترب من النخلة التي هو في رأسها ففضل يدعو الله أن ينجيه ويكفيه شر ذلك الثعبان . استمر الثعبان بالدوران حول النخلة وحاول الطلوع ولكنه لم يستطيع لكبر حجمه وضخامته المفرطه ... وبقي الحال على هذا الشكل طوال الليل فأخذ النعاس منه الشي الكثير ولكنه كلما نام قليلا قام مزعوجا من صوت الثعبان وهو يحاول الطلوع في النخلة واستمر هذا الحال الى الصباح .



وبعد ان اصبح الصباح وطلع النور رأى الثعبان وهو يتحرك ويدور تحت النخلة محاولا الوصول إليه فلا يستطيع .. بقي في مكانه وحظه كان طيبا إذ ان النخلة كان بها رطبا فهي مثمرة فأخذ من رطبها وأكل وحمد الله الذي رزقه هذا الرزق رغم معاناته الكبيرة وخوفه من هذا الثعبان . بقي على هذا الحال حتى أرتفعت الشمس وحميت فرأى الثعبان يبتعد عن نخلته الحبيبه شيئا فشيئا وعندما أصبح في أمكانه النزول نزل وهرب بعيدا عن النخلة في مكان ليس فيه اشجار وكأنه ينوي فعل مواجهة مع هذا الثعبان .. فعندما أحس الثعبان بإبتعاد صاحبنا أسرع خلفه وبقي يطارده مطاردة مستميته وهو يهرب ويراوغ ولكن الثعبان كان يحد من وصوله الى الطريق الموصلة الى أعلى الوادي وكأنه يعلم بأنه لا طريق إلا من هذا المكان فالجبال من اليمين واليسار عالية ملسا لا يستطاع الطلوع من خلال صخورها الملسا جدا وهي مرتفعة جدا وليس هناك طريق إلا من المكان الموجود فيه الثعبان البغيض .



قرر صاحبنا ان لا تغرب الشمس إلا وقد قضى على هذا الثعبان وقتله فهو شجاع كما يظهر من جلده وصبره ومحاولاته المتكررة .. ولكن ماهي الفكرة والطريقة الى ذلك ..



بدأ صاحبنا في المراوغة والاقتراب والابتعاد وإغراء الثعبان ليتحرك بإتجاهات مختلفة وقام يجمع الحصى التي يستطيع أن يرمي الثعبان بها تكون بحجم له تأثير على الثعبان ويستطيع رميه بها فجمع أعدادا كبيرة من الاحجار ووضعها في مكان متسع يمكن الوصول إليها بسهولة ويسر واستمر في جمع الاحجار حتى صارت الشمس في كبد السماء فبدأ يأخذ ما بين عشرة الى عشرين حجرا بعضها في يديه وبعضها يضعها بين جسده وثوبه وكان يربط الحبل الذي معه حول وسطه لئلا يفقد الاحجار وبدأ مهاجمة الثعبان بضربه ورميه بالاحجار تلك في الرأس فقط لكون الرأس هو أكثر ما يتأثر لهذا المخلوق .. قام صاحبنا بعدة محاولات ناجحة أذ يهاجم الثعبان ويرميه بالحجارة وإصابة رأسه إصابات مؤثرة جدا كرر هذه المحاولات عدت مرات بنجاح كبير وأصبحت الدماء تنزف من رأس الثعبان بشكل واضح وبدأ الثعبان أقل حركة ..



زاد صاحبنا من مهاجمة الثعبان وفكر في ضربه بالعصا ضربات مؤثرة ومباشرة ولكن الثعبان ما زال به القوة وقد يختطفه ويبتلعه ان لم يكن حذرا جدا .. لذلك أخر حكاية العصا الى وقت أخر قد يكون الثعبان أكثر خمولا واكثر تأثرا .. واصل المقاتل والمناضل الشجاع هجماته تلك على الثعبان واصبح الثعبان لا يتحرك ولكنه لم يمت بعد بل ما زال به حياة وقد كان المكان الذي اختاره المقاتل الشجاع بعيدا بعض الشي عن اطراف الواحة وفي مكان أستراتيجي وواسع .. استمر القتال الى بعد العصر وهو على اشد ما يكون ضربا ورميا بالاحجار في رأس الثعبان الضخم وفي أخر الهجمات ركز على عيني الثعبان فقد استطاع الاقتراب كثيرا من الثعبان وإصابته في عينيه حتى دمرهما تماما وتأكد بأنه أصبح معدوم الرؤية تماما فأخذ عصاه وحاول أن يأتي مسرع جريا على رجليه والمرور قريبا من رأس الثعبان ولكن بحيث لا يستطيع أختطافه ان حاول ولكنه كان يفعل تلك الهجمات للتجربة اذا ما كان بإمكانه الاقتراب من الثعبان وضربه بالعصا في رأسه ضربا مؤثر فقد كان للحبل الذي يلفه على وسطه عند قدومه فائدة بحيث ربط به نفسه في النخلة الليلة الفائتة والعصا قد يقتل هذا الثعبان بها كونها غليظة وطويلة يصل طولها الى حوالي المتر بل هي اطول من المتر بقليل . إذن هي مناسبة جدا لإنهاء المهمة بنجاح وهو قتل هذا الثعبان المخيف .



المهم كرر الهجمات ولكن بعيدا عن الثعبان محاولات فقط حتى تأكد وبشكل قاطع بأن الثعبان إما مات أو هو في عداد الاموات لما لقي من الاصابات في رأسه بتلك الاحجار وقد أجتمع حول رأس الثعبان اعدادا كثيرة من الاحجار .. أقترب مسرعا من رأس الثعبان بحذر شديد وضربه ضربة شديدة في رأسه فتحرك الثعبان مترنحا ولكن دون إتجاه معين فهو لا يرى فقد تم القضاء على عينيه .. وعندما تأكد لدى المهاجم الشجاع هذا الحال اصبح يضربه ضربا مؤلما جدا في رأسه ولكن بحذر شديد فهو يأتي مسرعا ويضربة ويبتعد مسرعا جدا وهكذا وكرر هذه الهجمات مرارا .. فتحرك الثعبان مترنحا متقلبا وفي إتجاهات مختلفة مما تأكد للبطل الشجاع ان هذه علامات الموت الأكيدة وأنه بعد لحظات سيلفظ أنفاسه بشكل أكيد .. واصل الضرب بالعصا وبحذر شديد وبشكل متكرر حتى بدأ الثعبان يتحرك بشكل عشوائي ويتلوا ويتجتمع حول بعضه ويتمدد .. وقبل مغيب الشمس بقليل هدأ ذلك الجسم المخيف والمفزع تماما بحيث لا حراك فيه أبدا وبدأ يخرج من فم الثعبان مثل اللعاب ولكنه بلون أبيض مخلوط بدماء ولم تغيب الشمس تماما حتى تأكد للبطل الشجاع المقاتل والمدافع عن النفس بكل ما أوتى من شجاعة وقوة وصبر بأن ذلك الثعبان قد لفظ أنفاسه وهلك . فأرتاح ولكنه خاف بأن لا يكون قد مات فعلا وجعل للتوقعات مكان وخاف أيضا بأن يأتي غير ذلك الثعبان من الثعابين او الهوام او السباع فذهب الى النخلة الحبيبة التي أوى إليها ليلة البارحة وطلع فيها بعد ان غسل أطرافه وشرب وحمد الله على ما آتاه من فضل ونعمة وآمن خوفه وكفاه شر عدوه .. وبعد طلوعه واستقراره في المكان الذي أعده مسبقا أخذ من ثمار النخلة واكل وحمد الله ونام في ذلك المكان ..



اول شي سمعه عند طلوع النور صباحا اصوات الطيور مغردة في أشجار الواحة وعند الماء الجاري وهي تصدح بأجمل الالحان فأفاق سعيدا فرحا ونظر حوله وحواليه هل يرى شيئا مخيفا فلم يرى شي فتناول من ثمار النخلة الحبيبه كما يراها في نفسه وما يتذكره عن يوم امس وما قبله من مهاجمة الثعبان له .. تناول رطبات واكلها حيث لا يوجد غير ذلك ونزل من النخلة وتناول بعض الفواكه المتعددة في ذلك المكان وشرب من الماء العذب الجاري الموجود في الواحة . وذهب ليرى عدوه وما صار إليه حاله فوجده ميتا وبدأ يتغير شكله فقال في نفسه ان بقي في مكانه سيؤذيني برائحته الكريهة فقرر أن يحفر له حفرة كبيرة ويحاول سحبه وألقاءه فيها ودفنه للتخلص من رائحته المحتمله . تأكدت الفكرة لديه وبدأ في تنفيذها فورا وبدأ الحفر بطول الثعبان وما يوازي ضخامته الكبيرة وأستمر وعند الظهيرة تفاجأ بظهور طرف صندوق كبير بطول المتر والنصف .. فأستمر يحفر حتى ظهر الصندوق بالكامل فحاول أخراجه ووضعه بعيدا عن الحفرة وعاد الى الحفر ولكنه أشغله هذا الصندوق فطلع ليرى ما بداخله ولكن الصندوق كان محكم الاغلاق ولا يستطيع فتحه فقال لا مشكله سيتم فتحه ولكن لنجعل مكانه هذا البغيض .. يقصد الثعبان جهزت الحفرة .. فحاول ان يلقي الثعبان داخلها ولكنه لم يستطيع لضخامة الثعبان وكبر جثته فأتى بجريدة كبيرة فوضعها تحت الثعبان ويرفعها فينقلب الثعبان فواصل طريقته تلك مرارا وفي اماكن مختلفة من جسد الثعبان حتى يلقيه بداخل الحفرة وبالفعل تمكن في أخر المطاف من ألقاءه وتم دفنه تماما واستراح من خطره وأطمئن . عاد الى الواحة وتناول بعض الفواكه والرطب من نخلته ثم بعد ذلك أتى ببعض الجريد وأحكم ربطه وتسويته في النخلة بحيث يكون له مكانا ينام فيه في أعلى النخلة ويكون مقرا له دايما . بعد ذلك عاد الى الصندوق وحاول فتحه .. لكنه لم يستطيع أذ كان ذلك الصندوق غريب الشكل دقيق الصنع شديد السماكة والقوة .. فقام ببرد عصاه من أحد أطرافها بحيث تكون دقيقة الرأس جدا وبعد ذلك أتي الى الصندوق وحاول أن يفتح مكان يكون بواسطته فتح الصندوق أستطاع أدخال رأس العصا في مكان من أعلى الصندوق في أحد أطرافه وقام بدق العصا بحجر حتى دخل جزء كبير من العصا في داخل الصندوق فقام بتحريك العصا شمالا ويمينا حتى تم فتح الصندوق ويا لهول ما رأء






كونوا معي في الجزء الثاني فأهلا بكم :

سهم المحبه
09-05-2012, 08:30 PM
الجزء الثاني فأهلا بكم :




ما هذا ماذا أرى .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد



مجوهرات كثيرة ونقود ذهبية بكميات كبيرة .. ماذا أرى أيضا .. سيف رائع بديع .. ماذا أيضا .. خنجر .. الله الله .. حزام مطعم بالفضة لم أرى مثل هذا من قبل ... السيف جميل جدا الخنجر أيضا له شكل لم أرى مثله والحزام أيضا جميل جدا .. قرر بطل قصتنا هذه قرارا في نفسه لن يغيره .



ماذا قرر .. قرر بأن يقيم في هذه الواحة الجميلة والتي خاف فيها خوفا لم يخافه من قبل ولقي فيها كنزا لا يقدر بثمن وأجمالا فالواحة لا يتركها من رأها لا يتركها أبدا .. أخذ السيف وتمنطق بالحزام أي لبسه حول وسطه فرأه كأنه صمم وصنع له وعلى مقاسه ووضع الخنجر في الحزام وأخذ السيف في يده وبدأ يمشي وينظر في نفسه وحاله فاذا هو شخصا أخر يظهر بهذا الحزام والخنجر والسيف وكأنها جميعا صنعت له وعلى مقاسه وشكله . فقال اللهم لك الحمد الذي آمن روعتي وأسكن خوفي ورزقني من فضله رزقا كبيرا . اللهم لك الحمد على كل حال .



كان متسخ الثياب والجسد بشكل كبير مما عانا طيلة اليومين الماضيين من مشاكل .. ذهب الى الماء الجاري ووضع السيف والحزام والخنجر بعيدا عن الماء وأغتسل وغسل ثوبه ونشره وبقي قريبا منه حتى جف فلبسه ولبس حزامه ووضع الخنجر في الحزام والسيف في يده وذهب الى داخل الواحة وجنى من الفواكه وأخذ من الزهور الموجوده بعضا منها وطلع الى رأس النخلة التي أعد في أعلاها مكانا لإقامته الدائمة . واكل من تلك الثمار اليانعة وبقي الى أن أتى الليل فنام قرير العين مرتاح البال سعيد في نفسه وتفكيره .



أصبح على اصوات الطيور في واحته الكبيرة والجميلة فأفطر برطيبات وبعض الفواكه التي جناها قبل ان ينام وذهب الى الماء فشرب منه وبدأ يتمشى داخل الواحة ويتفقدها ويخطط لتحسينها وغرس بعض الاشجار الجديدة ووتحديد مكانا داخلها او بالقرب منها لبناء بيت له يسكنه ويزرع بداخلها بعض المزروعات التي تفي بمتطلبات حياته وعيشه ولكن من أين له بعض البذور الخاصة بالقمح وما سواه .. فخرج الى مكان دفن الثعبان البغيض فراه كما تركه ومر على مكان الصندوق فقد دفنه في مكان آمن ومكين بشكل لا يعرف أن هنا شي مدفون فلا يحتاج لما فيه الان .. وبعد شهرين متواصلين من العمل في الواحة لتحسينها وتحسين مجرى الماء وتهذيب بعض الاشجار والنخل الموجود في الواحة وجني ثمار النخل وتخزينه في مكان بعيدا عن المخاطر والسيول فيما لو أتى أمطار وجرت سيول برفعها في الجبال المجاورة له والقريبة منه وبعد ان أعد لها مكانا حسنا طيبا وكانت بكميات كبيرة جدا أذ كان النخل كثيرا .



وفي بداية الشهر الثالث من إقامته ووصوله الى تلك الواحة خرج في ضحى يوما مبارك الى فم الوادي أي أعلى الوادي ليرى ما حول هذا الوادي من الطرق وما يخاف ان يأتيه منه خطرا محدقا وبقي يمشى حول الوادي وقريبا منه وينظر ليرى كل ما حوله .. فرى شيئا بل رأء قادمون إليه وكانه مقصودا فاذا هو رجل يركب فرسا ووراءه جملين تمشي وعندما أقترب صاحب هذا الفرس من صاحبنا توقف ونزل من على الفرس وأعطى رسنه الى من يركب على الجمل الاول وتقدم تجاه صاحبنا وعندما وصل إليه قال له السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فقال صاحبنا له وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا بك وحياك الله .. سأل الراكب وقال من أنت يا أخي فقال له بل من أنت فأنت القادم فقال له رجلا من الباديه وزوجته وأبنته نريد مكانا نوي إليه في هذه الصحراء القاحلة فلا يوجد لدينا طعام ولا ماء ونحن بأشد الحاجة للمؤنة والاكل والشرب وقد وصل بنا الحال أشده فهل لديك ما يسد رمق الجوع والظمأ لنا ولركائبنا بارك الله فيك . فقال صاحبنا ولكنك لم تقول لي شيئا عنك فما قلت لا يكفي للمعرفة أما القراء فأبشر بكل خير أن شاء الله . ويقصد بطل قصتنا بالقراء يعني أعطاء الاكل والشرب للراكب وممن معه ولركائبهم فقال الراكب اسمي عبدالرحمن بن عبدالله من أهل البوادي والقفاركان لنا مواشي أولاد وقد أتانا غزاه وأخذوا كل ما أملك وقتلوا أولادي وذهبوا ولم يبقوا لي إلا هذه الفرس وهذان الجملان ولو علاما بعراقة هذه الفرس وهذين الجملين لأخذوها وتركوا كل المواشي التي أخذوا فقمت بدفن ولدي مستخلفا الله وتركت أرضي وخرجت الى ارض الله الواسعة آملا أن أجد مكان أعيش فيه انا وزوجتي هذه وأبنتي الذي لم يبقى لي سواهما وهذه الفرس وهذان الجملان . هذه كل معلوماتي فهل تقول لنا من أنت وكيفية وجودك في هذا المكان فأني أراك ومعك سلاحا غريبا ولا أعلم من تكون وما هو اسمك .. فقال بطلنا أنا من تحب ان شاء الله فلك الله وأمان الله والعهد والميثاق من الخيانة . فهل تقبل بذلك وفيما بعد أقول لك كل ما تحب ان تعرفه فقال الراكب عبدالرحمن قبلت فقال أتبعني وكن حذر لنزول الفرس والجملين ودع المرأتين يمشيان على الاقدام فالمكان ليس بعيد فنزلا ودخلوا جميعا الواحة وأول شي شربوا من الماء حتى ارتووا وأرتوت ركائبهم وقال عبدالرحمن إلا يوجد لديك أكل نسد به رمق الجوع فقال له أما الاكل فلا يوجد شي فأنا خلال شهرين متتاليين لا أكل إلا الرطب والفواكه واشرب من هذا الماء لعدم وجود غيره .. لذلك دع زوجتك وأبنتك يجنيان لنا من الفواكه والرطب ودعني انا وانت نضع أشياءكم قريبا من هذه النخلة وكان الوقت ظهرا وقبل أن يأتي الليل سنعمل في النخل مكانا لمنامنا حيث المكان خطر وبعد ذلك نجلس ونكمل حديثنا فقال عبدالرحمن وما الخطر المحتمل فقال سأروي لك عنه كل شي ولكن ننهي العمل المطلوب وبعدها نجلس فقال عبدالرحمن لزوجته وأبنته الشابه والجميله وعلى مستوى عالي من الادب والاخلاق أذهبوا وأجنوا لنا من الثمار ما نأكله وسنعمل انا وهذا الرجل الطيب حتى تأتون فذهبت المرأة وأبنتها لجني الثمار وقام عبدالرحمن ومضيفه بعمل مكانا في ثلاث نخلات لينام فيهن عبدالرحمن وامرأته وأبنته . وبعد الانتهاء من العمل حضرت زوجة عبدالرحمن وكان أسمها لطيفه وكان اسم أبنتها جميله .. حضرتا ومعهم الكثير من الفواكه والرطب والماء حيث لديهم الاواني فأحضروا إناء لشرب الماء مملوء بالماء فجلسوا جميعا فرأء بطلنا أبنة عبدالرحمن فأعجب بجمالها وشكلها المملوح الجميل فهي جميله واسمها جميله .. اسما ومسمى . فقال عبدالرحمن لصاحبنا حدثنا عن قصتك واسمك ومن أي الديار انت . فقال صاحبنا لا بد من ذلك فقال عبدالرحمن حدثتك عن كل شي يخصني وانت لم تحدثني بشي فهل في ذلك مانع . فقال صاحبنا وبطل قصتنا هذه لا بأس ولكن قلي الى أين انت متجه وأين تريد المقام فهل تقول لي بالضبط . فقال عبدالرحمن ليس لي مكان محدد أقصده فالمكان الذي أجد فيه راحة هو المكان المناسب . فقال صاحبنا وهل يناسبك هذا المكان فقال والله أنه لجميل ومناسب أن سمحت لي بالنزول والبقاء فيه فهذا يكون من كرمك . فقال صاحبنا أهلا بك وسهلا وعلى الرحب والسعة . واليكم قصتي ولكن قبل أن اقول لكم أي شي عني سنحلف جميعا ونعاهد بعضنا بعض بالامن والامان وعدم الخيانة ونسأله تعالى بأن يحفظ لنا ما رزقنا ويتم نعمته علينا . فقال عبدالرحمن أتخاف الخيانة فقال الله الحافظ ولكن ليطمئن قلبي ويطمئن قلبك ونكون على راحة بال . فقال عبدالرحمن فكيف نحلف لك أو تحلف لنا ولا نعرف عنك شي . فقال لقد أمنتكم على أنفسكم عند قدومكم فهل نسيت . فقال عبدالرحمن لا لم أنسى . فلك ما تريد .


فقال صاحبنا وبطلنا بعد ان نصلي المغرب نتناول عشاءنا ونتعاهد ونجلس وأحكي لكم قصتي بالتفصيل . وكان وقت صلات المغرب قد حان فصلوا جميعا وبعدها أجتمعوا وقد جعلوا لمكان الفرس بعد أن أكلت وشبعت من الواحة وشربت وكذلك الجملين تم ربط الفرس وعقال الجملين والتأكد من ذلك جلسوا وقد أحضر عبدالرحمن سراجا يسرج بالكاز كان معهم ووضعه ليستضيئؤ به جلسوا جميعا فقال بطلنا المبارك انا من أهل البادية ولكني مقطوع لا أهل لي فقد توفيا والدي أمي وأبي وانا صغير فربيت بجوار رجل من أهل الخير الى ان وصل عمري الى ما ترون وكان حال هذا الرجل شديد الفقر وله زوجه من قبيلة غير قبيلته وكان مريضا فتوفى فطردني أهل زوجته لعدم وجود شي معي فخرجت مع قافلة مرت بنا على غير هدى وعند وصولي الى هذا المكان توقفت القافلة قريبا من هذا الوادي لترتاح فخرجت لبعض حاجتي وقضيتها فأحببت أن أطلع على هذه الجبال وما تخفي وراءها فريت هذه الواحة من بعيد فأحببت أن أكتشف ما بداخلها وأراها من الداخل وفعلا أتيت الى هنا ..



وحكى كل ما حصل له في تلك الواحة بالتفصيل بحيث أرتاع عبدالرحمن مما سمع وكذلك زوجته وأبنته وأكبراه وعرفوا جميعا بأن من صبر على تلك المخاطر جديرا به بأن يكون قائدا مقدما وذا مكانة عاليه . فقال عبدالرحمن وما أسمك فقال أسمي محمد بن عبدالله . فقال عبدالرحمن هل تصدقني القول . فقال محمد واصبحنا ندعوه بأسمه قال أقسم بالله بأن ما قلت صحيح وأقسم بالله لكم بالوفاء والصدق وعدم الخيانة والخائن يخون الله ويبعده . فقال عبدالرحمن ولك مني اليمين فأقسم بالله لك بالوفاء والصدق وعدم الخيانة والخائن يخونه الله ويبعده وأقسمت كذلك زوجة عبدالرحمن واقسمت أبنته جميله وقد كانت متبسمة تجاه نظرات محمد لها فقد أوجست فيه الرجل الكريم والشجاع الباسل والاصل العريق وقد أوجس هو كذلك فيها مثل ذلك وأصبح محمد سعيدا سعادة لا تجارى بوصول هذه الاسرة المباركة وخاصة ومعهم هذه الجوهرة الكريمة الشابة جميله وقد كان عبدالرحمن يجد من السعادة مثل ذلك .



تحادث الجميع في تلك الليلة ما شاء لهم وقد كان عبدالرحمن ومحمد مجاورين في جهة من المجلس أذ تم فرش فراش من أمتعة عبدالرحمن اتوا به معهم وكانت المرأة لطيفة وأبنتها جميله متجاورتين مقابل الرجلين وكانت السعادة تملآ قلوبهم جميعا . جاء وقت المنام فذهب كل من الاربعة الرجلين والامرأتين كلا الى نخلته المقررة واستوى في المكان المعد ونام الجميع في أحسن حال وعند الصباح أفاق عبدالرحمن وزهم على محمد وقد أحضرت لطيفه زوجة عبدالرحمن وأبنتها بعض الثمار فقال له تعال إلينا لتناول الافطار مع بعض فنزل محمد من نخلته وذهب الى الماء وغسل وجهه واصلح حاله قدر الامكان وحسب المتوفر فكان رائع في شكله جميلا في قامته ولبسه وسلاحه بحيث أبهر الجميع عند النظر إليه بشكل تام فأنبهرت جميله من جمال محمد وكمال جسمه وشكله مما جعلها لا تستطيع النظر إليه بتواصل خجلا من نظراته إليها وكان محمد على حياء شديد وكان يقصر النظر عن جميله وأمها لكونه غريبا عليهما



في اليوم الثاني وعند الصباح الباكر قام الجميع وكالعادة جني ثمار وأجتماع وتناولها مع بعض . قال عبدالرحمن وبصوت واضح لن نبقى على هذا الحال ولا نستطيع مواصلة العيش بهذا الحال . فسأله محمد وما المشكلة . فقال عبدالرحمن لن نستطيع الاستمرار على هذا الطعام الفواكه والرطب فقط فنحتاج الى مؤنة تفي بما نحتاج من الاكل وكذلك نحتاج الى بعض الامور الاخرى من الملبس والفراش والسكن المريح . فقال محمد لدي فكره قد تروق لكم جميعا . فقال عبدالرحمن وما هي .



قال محمد بعد أن تجيبني على سؤالي سأقول لك ما هي الفكرة . فقال عبدالرحمن وما سؤالك . قال محمد سؤالي هو هل هذا المكان يروق لكم ويعجبكم للعيش فيه معي أم انكم ستقيمون بعض الوقت ثم ترحلون بعيدا وتتركونني لوحدي فأنا وحيد وقد قاسيت الكثير من المخاطر وتعرضت للموت الاكيد . فقال عبدالرحمن أنت على حق في سؤالك ولكن أنت تملك الواحة بعد تضحيتك ومواجهة الثعبان الذي وصفته لنا ولا حق لنا في هذه الواحة إلا البقاء فيها والاكل منها فقط . وهذا قد يجعل بعض المعوقات في المستقبل فلا بد لكل أنسان أن يكون له مستقبلا وأملاك ونحن بهذا الحال لا أملاك لنا ولا مستقبل يا أخي الكريم . فقال محمد أتقبل بأن أهبك نصف هذه الواحة ولك نصف منتوجها أو أن نتعاون جميعا في خدمتها وتحسينها بكل الوسائل وما تنتجه لنا مناصفة على ان نعيش فيها ما بقي لنا من عمر . فقال عبدالرحمن هل تقول حقا فقال محمد أي والله أنني صادق وأرغب في بقاءكم بجانبي ومعي وأسأل الله أن لا يفرقنا إلا على خير . فقال عبدالرحمن بعد ان نظر الى زوجته وأبنته متبسما أقبل يا أخي محمد واشكرك بارك الله فيك وكثر الله خيرك وأحسن الله إليك وجعل ما تفعله من خير في موازين حسناتك . فقالت لطيفه زوجة عبدالرحمن شكرا يا محمد وبارك الله فيك وأحسن الله إليك بكل خير . أيضا نظرت جميلة أبنة عبدالرحمن وهي متبسمه ولا تكاد تسعها الارض من السعادة شكرا لك يا محمد ويعطيك الف عافية وهذا لطف منك وكرم لا يفعله إلا أصحاب الشهامة والكرامة والاصل العريق . وقد كانت فعلا تكاد تطير من الفرح . فقال محمد الشكر لله الذي رزقني وإياكم بهذه الواحة ونحن في أمس الحاجة لمثلها والحقيقة أن ما قمت به من فعل واجبا عليه فعله لكوني كنت أكثر منكم حاجة ورزقني الله وانتم كنتم في خير وقد أصابكم الله بما حدث لكم وان شاء الله يعوضكم بخير مما ذهب . فشكروا بعضهم بعض والانس يملآ قلوبهم جميعا فالكل فرحا وسعيد بالاخر وقد جمعهم الله سبحانه وتعالى وحالتهم متشابهة من حيث الحاجة لما رزقهم الله به وحاجة عبدالرحمن وأهله ليست بأقل من حاجة محمد لمن يأنس إليه ويواسية في وحدته ويتحدث إليه ويشاركة المكان والمقام وما يتبع ذلك من أمور أيضا محمد يرى بأن الله بعث هؤلاء الناس رحمة له وتوفيقا من الله سبحانه وتعالى .



سأل عبدالرحمن محمد عن سلاحه ذلك ومنطقته تلك الجميلة الزاهية والتي تشبه أسلحة الملوك والفرسان وهي غريبة من حيث الشكل والجمال ودقة الصنع فهي لا تقدر بثمن . فتبسم محمد وهو ينظر تارة الى عبدالرحمن وتارة أخرى الى أبنته جميله أن ما سأقوله لكم قد لا تصدقوه ولكن سترون البرهان بأعينكم . هذا السيف وهذه الخنجر وهذا الحزام وجدته في صندوق كبير مملوء بالذهب والمجوهرات الكثيرة وقد وجدت ذلك الصندوق عندما كنت أحفر حفرة للثعبان أثناء الحفر وقد أخرجت هذا الصندوق وبعد أن أكملت الحفرة ودفنت فيها الثعبان خوفا من رائحة تعفنه فيما بعد وقد كان كبيرا جدا مما يمنع نقله بعيدا عن هذا المكان فتحت الصندوق ووجدت هذا السيف وهذا الخنجر والحزام بداخله والكثير من النقود الذهبية والمجوهرات . وقد دفنت الصندوق بما فيه في مكان آمن لعدم حاجتي إليها الان . فقال عبدالرحمن أين دفنته . فضحك محمد وقال ستراه ان شاء الله وستلقى منه ما يرزقك الله به ولن أبخل عليك أبدا . ولي طلب يا سيد عبدالرحمن بل هو رجاء أن سمحت لي به . فقال عبدالرحمن تفضل أطلب ما تشاء فلن نبخل عليك بشي أن شاء الله فأنت أكرمتنا وآويتنا وقدمت لنا الكثير من المعروف ولن نقدر على مكافأتك مهما فعلنا . فقال محمد أرجو أن تسمح لي بأن أقول لك يا عم عبدالرحمن فأنت أكبر مني ولو والدي عايش لن يكون أكبر منك بكثير بل انتما في سن متقارب . فقال لا فضل لي عليك يا محمد وأنت قل ما شئت وما يريحك . فقال سأقول دايما يا عم عبدالرحمن ويا عمه لطيفه فأنتما بمثابة الوالدين وأختي جميلة ستكون بمثابة أختي التي لم تلدها أمي ولكما عليه الاحترام والتقدير . فتسم عبدالرحمن وزوجته وفرحا بهذا القول الرائع الذي لا يأتي إلا من رجلا رشيد وكريم الاخلاق والاصل . فنظرت جميله الى محمد وتبسمت وأستترت منه بلثامها خجلا وقد كان إعجابها به كبيرا من الاول وزاد إعجابها به كثيرا وأصبحت لا تستطيع رفع نظرها عنه إطلاقا . ولكن الحياء كان له دور في الاقلال من النظر اليه وأيضا نظره إليها .



هنا تذكر عبدالرحمن أن محمد قد قال لديه فكره فسأله عنها قائلا وما هي الفكرة التي خطرت لك . فقال محمد يا عم عبدالرحمن .... فضحك عبدالرحمن ضحكا شديدا وكذلك زوجته لطيفه وأبنته جميله وقد كانت جميله في حالة الضحك تغطي بعضا من وجهها خجلا من محمد . فضحك محمد وكرر قوله يا عم عبدالرحمن وياعمه لطيفه ويا أختي جميله يجب علينا بأن نضع لكل شي حده وحقه والجهد الذي يلزمه . فقال عبدالرحمن وكيف ذلك يا بني فضحك محمد وضحكوا معه جميعا . لهذه الالقاب المتبادلة والحديثة الاستخدام والوجود . اكمل كلامه محمد قائلا هل تعرف ديارا قريبة منا يا عم عبدالرحمن فقال عبدالرحمن ولماذا هذا السؤال . فقال محمد لنمتار منها يا عم وهل سنبقى على الربط والفواكه طيلة حياتنا ولنا فيها ما نحتاجه غير الميرة مثل الملابس وما يشابهها



فقال عبدالرحمن والله أني غريب في هذه الديار ولا أعرف أي معلومات عنها . فقال محمد أن سمحت لي بالفرس والجملين فأسذهب للبحث عن ميرة وما نحتاجه وتبقون أنتم هنا حتى أعود وقد آمنا بعضنا من الخيانة وحلفنا لبعضنا وان شاء الله يكتب لنا الله التوفيق . فقال عبدالرحمن لا بأس يا ولدي يا محمد تذهب انت وأبقى أنا وأن أحببت بأن أذهب أنا ذهبت وأبق أنت مع عمتك وأختك . فقال محمد بل الواجب عليه أنا أن أذهب . فقال عبدالرحمن على بركة الله . ناموا جميعا تلك الليله وعند الصباح الباكر قاموا جميعا وبعد ان أصلح كل واحد منهم من شأنه أجتمعوا في مكان واحد على بعض الرطب وبعض الفواكه وأفطروا وهم في أسعد حال وأجمل وقت والكل لا تكاد تسعه الارض من السعادة والسرور . وبعد تناول الفطور والاستراحة مد يده محمد الى خنجره وأخرجها من وسطه وقدمها الى عبدالرحمن وقال أرجو أن تقبل مني هذه الخنجر هدية يا عماه فقال عبدالرحمن هذه الخنجر من كنزك الذي وجدت ولا تليق إلا بك يا ولدي فلن أقبلها فقال محمد ما أخرجتها من وسطي لأعيدها إليه فهي هديه فأقبلها مني لأكمل كلامي فباقي لدي ما أقوله واقسمت بالله عليك بأن تقبلها . فقال عبدالرحمن شكرا لك وهم بتقبيل رأس محمد فسبقه محمد بتقبيل رأسه وأمتنع بأن يقبل رأسه عبدالرحمن فسعد الجميع بتلك الهبة والهدية وهم لا يعلمون ماذا باقي لدى محمد من القول . فقال عبدالرحمن تفضل يا ولدي أكمل كلامك . فقال محمد لدي هدية بل هدايا الى عمتي لطيفه وأختي جميله . ولا أعلم هـــل ..






كونوا معي في الجزء الثالث فأهلا بكم :

سهم المحبه
09-05-2012, 08:31 PM
الجزء الثالث فأهلا بكم :








هل يقبل بي الجميع زوجا لجميله فأني أتقدم لكم بطلب يدها وتزويجي بها ليكتمل الوجود المبارك في هذه الواحة . فنظر عبدالرحمن الى زوجته وأبنته فرحا مسرورا وقد تفاجأ بطلب محمد وكذلك نظرة العمة لطيفه لمحمد بشكل غريب أذ كانت تجله وتقدره كثيرا وهي متبسمة أبتسامة كبيرة لا يستطاع وصفها لما أسعدها بطلب محمد كذلك نظرة جميله الى محمد والى أبيها وأمها وهي خجلة ونكست رأسها بعد أن غطت اكثر أجزاء وجهها خجلا مما تسمع وقد أسعدها جدا ما سمعت . فقال عبدالرحمن يا أم جميله ويا جميله ما رأيكما في طلب محمد . فقالت ام جميلة الرأي رأيك يا عبدالرحمن وما تراه خير ان شاء الله ومحمد لن نجازيه مهما قدمنا له على معروفه معنا وقبوله بأن نقيم معه في هذا المكان . فقال عبدالرحمن وانتي ما هو رأيك يا جميله فهذا محمد أمامك يطلب الزواج بك ماذا تقولين . فقالت جميله بحياء كبير وصوت قد لا يسمع الشور لك يا والدي العزيز ولآمي وليس لي في وجودكما أي رأي

فقال عبدالرحمن هي لك يا محمد هدية ما نريد منك أي عطاء ولا مهر فقد أعطيتنا نصف هذه الواحة وقبولك بإقامتنا معك يكفي مهرا لأبنتنا بارك الله فيك وكتب لك الاجر . فقال محمد أما ما وهبته لكم فقد وهبته وأسال الله أن يبارك لنا جميعا فيما رزقنا وأن يوفقنا لكل خير وأما جميله فلها عندي الشي الكثير ان شاء الله تعالى ولن أقصر معها . والان يا عمي أرجو أن تسمح لي بالذهاب الى أقرب بلد يلينا وأخذ ما يلزمنا منه بحول الله والعودة إليكم وبعد عودتي يتم الزواج ان شاء الله .

وفي صباح اليوم الثاني ذهب محمد وحفر عن مكان الصندوق وأخرجه بمساعدة عمه وذهب به الى باقي الاسرة الكريمة وأراهم ما بداخله فتعجبوا جميعا لكثرة ما فيه وجمال وروعة الحلي والمجوهرات التي بداخله . فقام بإخراج بعض العقود الجميلة والحلي التي لا تقدر بثمن وقدم الكثير منها لحبيبته الجميله وقد أكثر لها وقال لعمه هذا مهر جميله يعطى لها على شكل هذه الحلي فهل يكفي ما أعطيتها يا عمي فقال العم عبدالرحمن ان ما قدمت لها يعادل أضعاف ما كنا نتوقع أن تحصل عليه مهرا لها فشكرا لك يا ولدي وبارك الله عليك زوجتك ان شاء الله وجمع بينكما على خير . فنظر محمد الى جميله وهي تكاد تموت من الحياء والخجل . وقال لها هل ترغبين في شي من هذه الحلي الباقية . فقالت على حياء شديد لا يا محمد الله يبارك لك فيما بقي ويكتب لك الاجر والتوفيق وأني اشكرك جدا على هذا الكرم وهذا العطاء الجميل .

ثم قال محمد لن أنساك يا عمتي فأنتي الخير والبركة . فتبسمت ولم تجب بشي . فقدم لها قلادة فريدة في شكلها وجمالها وبعض الاساور وبعض الحلي الجميلة . وقال لها هل يكفي هذا كل شي أمامك اذا ترين شيئا يعجبك فهو لك أشيري إليه فقط وخذيه . فقالت لا يا محمد قد أعطيت وأجزلت فشكرا لك يا ولدي ويعطيك الف عافيه على ما بذلت . فقال محمد مما يسعدني ويثلج صدري بأن أرى ما لديك يا عمتي الغالية وأبنتك الكريمة من الحلي عليكما فهل أسعدتماني بلبسه الان . فقال عبدالرحمن ألبسا ما قدم لكما محمد ليراه ويسعد وتسعدان به فأني والله لسعيد جدا بهذه الامور المفرحة والكرم الكبير من ولدنا محمد بارك الله فيه . فخجلتا الام والبنت وقالا سنذهب الى مؤننا فلنا فيها بعض ما يلزم من الملابس لتكون هذه الحلي والمجوهرات أجمل على لباس يليق بها فأسمحا لنا بذلك . فقال محمد لكما ذلك وعلى الرحب والسعة فأشار عبدالرحمن برأسه إليهما وهو متبسم بل يكاد يطير من الفرح والسرور . فذهبتا خلف بعض الاشجار وأستتروا بها . وبقي محمد وعمه عبدالرحمن . فقال محمد وما بقي في هذا الصندوق يا عمي لنا جميعا لسد حاجتنا على مرور الليالي والايام وسنحتاج الى ذلك ويجب علينا المحافظة عليه وعدم الاسراف فيه . فقال عبدالرحمن بارك الله فيك ولكن يجب علينا إخفاء هذا الصندوق لنأمن بقاءه فيما لو حدث ما لا نعلم . فقال محمد مكانه الذي كان فيه أفضل مكان فهو في مكان آمن وحتى الماء لا يصله فيما لو هطلت أمطار فقال عبدالرحمن هيا بنا نعيده الى مكانه . فقال محمد هيا . أخذ محمد ما يكفيه من النقود ليبتاع ما يحتاجه من أقرب مدينة تليهم وأقفل الصندوق وحمله بمساعدة عمه عبدالرحمن وأتجها به لإعادته في مكانه الذي دفنه محمد فيه . وعند عودتهما الى المكان الذي أعتادوا الجلوس فيه وجدوا العمة وابنتها وقد لبستا مما لديهما من الملابس المناسبة والنظيفة وقد لبستا تلك الحلي والمجوهرات فكانتا من أجمل الجميلات خاصة العروس المنتظرة فقد راع محمد وعمه ما شافوا منها من جمال وبها بعد لبس تلك المجوهرات والحلي . فتبسم الجميع سرور وغبطة وفرحا . فقال عبدالرحمن قومي يا جميلة الى زوجك فقد زوجتك إياه على ما وصلك من حلي مهرا لك وقبلت بمحمد زوجا لك . فكادت جميلة أن تغوص في الارض من الخجل والحياء فنكست رأسها وغطت وجهها . فقالت أمها قومي يا أبنتي أما سمعتي والدك ومحمد رجل يستاهل كل خير فقد أخجلنا بكرمه وجوده . فقامت جميلة بتثاقل شديد وتقدمت الى محمد وقبلت رأسه وقالت شكر الله لك يا محمد وبارك لك وعليك . ثم جلست بجواره ولكنها ليست ملاصقة له . فقام محمد وعندما قام قام الجميع لقيامه فتقدم الى عمه وقبل رأسه وشكره على ما قال وفعل ثم تقدم الى عمته وقبل رأسها وشكرها على ما قالت وفعلت . ثم رجع الى مكانه وقال غدا ان شاء الله أذهب عند الصباح الباكر وقبل ان تقومون متوكلا على الله للذهاب الى أقرب مدينة أو قرية لحاجتي ثم العودة سريعا . فنظرت إليه محبوبته جميله وبنظرة كلها رجاء وحيرة وشغف وحب وكأنها تقول له لا تتأخر يا محمد فقد أشعلت في الاحشاء ما لا يطفئه إلا رؤياك يالغالي . وبادلها النظر محمد وكذلك نظر الى عمه وعمته وقال لن أتأخر ان شاء الله تعالى .

فقال عبدالرحمن يحفظك الله ويرجعك إلينا بالسلامة ولكن يا بني لي رجاء بأن تهتم بالفرس وأن لا تتعبها وتجهدها فأني ارجو بأن يكون الذي في بطنها ذكر فهو هدية لك من عندي ان شاء الله تعالى . ففرح محمد فرحا شديدا لا يعادله فرح بهذا الخبر الجميل . فقال محمد وهل في بطنها شي قال ان شاء الله يأتي بعد عدة اشهر قد لا تصل الخمسة اشهر ان شاء الله . فقال محمد على خير ان شاء الله . قامت العمه لطيفه وهي تقول ما رأيكما يا عبدالرحمن ويا محمد بأن نضع هذه الحلي تحت الارض حتى يعود محمد بالسلامة ويكون لنا بيتا ان شاء الله . فقال محمد على فكرة يا عم لقد خطر لي تفكير . فقال عبدالرحمن وما هو . فقال محمد أني في روحتي هذه وارجو ان يوفقني الله سأبحث عن بعض الحبوب مثل الذرة والدخن والقمح (الحنطة) والشعير لأتي ببذور نزرعها في واحتنا هذه وسنوسع الزراعة وسنهتم بالنخل وثماره لتميرنا ونبيع ما يزود عنا في أقرب البلاد المجاورة ليكون لدينا من المتاع والقوة التي تساعدنا على الحياة الشي الكثير وسأحاول بأن أشتري بعض الاغنام والماعز ليرعى في هذه الخيرات ونستفيد منه فيما بعد وأبحث عن أمور أخرى والتوفيق من الله . فقال العم عبدالرحمن يوفقك الله . وقال محمد أيضا أعلم ما تحتاجه عمتي لطيفه وعروسي الغاليه من بعض المتاع سأتي منه بخير كثير ان شاء الله وأرجو ان يكون ذوقي في الاختيار جميل تقبلونه جميعا

فتسم الجميع لقول محمد واسعدهم ذلك بعد ان تسامروا بسعادة وسرور ذهب الجميع الى النوم . وعند الصباح قام الجميع فلم يجدوا محمد وقد أخذ الفرس والجمال وذهب في الليل ولا يعلمون متى ذهب فأسعدهم ذلك سعادة بالغة ما عدى جميله فقد كانت في حسرة وعناء خوفا على محمد بأن يصيبه مكروه ولكنها أبتهلت الى الله بأن يحفظه ويعيده بالسلامة صحيحا معافا . أخذوا من الفواكه كالمعتاد والرطب ما يكفي لفطروهم وجلسوا يفطرون ويتبادلون الحديث حول الاحداث الجديدة التي حصلت فقال عبدالرحمن ما رايك يا أم جميله في محمد وما فعل وما قال فنكست رأسها وغطت وجهها وبكت . فعلم بأنه ذكرها بولديها فقال لها ان لله ما أعطى وما أخذ ولو كان بكيفنا لما حدث الذي الحدث ولكن هذه اقدار الله فأرجو ان يعطينا الله خيرا منهما وانتي ما زلتي شابه وسيرزقنا الله من فضله ان شاء الله فلا تجعلى تلك الذكريات تؤثر على ما نحن فيه من السعادة والبشر فقد رزقنا الله بخيرا كثير . فرفعت رأسها ومسحت دموعها وشكرت الله وأثنت عليه وقالت الحمد لله على كل حال وأرجو ان يرزقنا الله بخيرا منهما كما قلت . واما محمد فهو من الرزق الكريم فما كنا نعلم بأننا سنجد رجلا مثله فهو كريم الخلق كريم اليد كريم الافعال فكأنما زادوا بكلامهما الاب والام شجن الابنة وحسرتها وحزنها على مفارقة محمد وهي لم تعيش معه بعد ومقامهم جميعا معه أيام قليلة فقط فقامت جميله وكأنها تريد عمل شي ما ولكنها قامت لكون عيناها خانتاها بدموع غزيره فأستترت ببعض الاشجار والنخيل وبكت بكاء مرا شديدا فلم تعلم إلا ويد ... أبيها وأمها بجواره على كتفها قائلا لها تصبري يا أبنتي فأن بي والله مثل ما بك فقد أحببنا محمد حبا كبيرا ولا نستطيع الصبر على بعده لما فعل ولا يجب ان نستاء ولكن يجب ان ندعوا له بالتوفيق وان يعود سالما معافا . قومي وتعوذي من الشيطان . أيضا قالت الام الحنون مثل قول زوجها لهذه الابنة وحاولوا بأن يأخذوا من حزنها وشدة جزعها بعضا منه لتهدأ . ثم قال عبدالرحمن بدل هذا الخذلان والتصرف الغير جميل هيا بنا الى العمل في الواحة وهذه الاشجار حتى اذا عاد محمد وجدنا عملنا عملا يرضيه فقالت جميله هل توافقني يا أبي وانتي يا أمي على شي . فقال وما هو فقالت سنقوم بجمع الكثير من الحصى والاحجار مختلفة الاحجام في مكانين مختلفين قريبين من بعضهما حتى اذا عاد محمد نبني بهذه الاحجار بيوتا لنا ونجعل لنا مسكنا . فقال الاب وقالت الامن نعم الرأي ونعم المشورة يا بنيه وقاموا بجمع الاحجار بأشكال مختلفة بعضها كبيرا وبعضها متوسط وبعضها صغير تصلح للبناء . واستمروا اياما وهم على هذا الحال .

وأما محمد فقد ذهب على غير هدى فهو لا يعرف الطرق ولا الامكنة ولا يعرف الى أين يتجه وقد كان وهو راكب على الفرس وقد كانت اصيلة عريقة الاصل ذات تدريب رائع جدا كان له هيبة كبيرة فمن يراه يهابه وهو بعيد فقد كان بالاضافة الى جمال الشكل كبير الجسم وطويل وله ملامح الفارس والشديد السطوة والقوة . وبعد مسيره يوما كامل أذ بدأ المسير قبل الفجر بقليل واذا به يرى قافلة تمشي أمامه فتقدم وسأل عن قائد القافلة وبعد الاستدلال عليه قال له أتسمح لي بسؤال . فقال قائد القافلة تفضل فقال أني رجلا لا أعرف أين أنا فقد تهت وأرغب الوصول الى أقرب مدينة أو قرية لأمتار لأهلي وأعود فقال له قائد القافلة أننا ذاهبون الى قرية أمامنا تبعد عدة أميال . وبعدها سنسير الى مدينة كبيرة فيها كلما يريد الناس من الاشياء . فحاول محمد أن يسأله عن كل حوائجه التي يريدها فقال أن كل ما تريد موجود في تلك المدينة ولكننا سنبيت في القرية التي أمامنا فهل تبيت معنا . فقال محمد وما اسم القرية التي امامنا وما اسم المدينة التي تليها . فقال له قائد القافلة كل شي عن القرية وعن المدينة . فشكره محمد وقال اني على عجل فأسمح لي فقال له قائد القافلة في حفظ الله بعد ان وصف له الطريق جيدا . فذهب محمد ووصل القرية قبل القافلة بوقت وبحث عن مأكل لفرسه وجماله ومشرب واما هو فقد أخذ من فواكه واحته الشي الكثير ورطبها . وبعد ان أعطي فرسه وجماله ما يسد جوعها نام مبكرا خارج القرية وقريبا منها وكان على حذر شديد مع العلم أن له معرفة في السير في الصحاري والقفار والمبيت فيها ويعلم كيفية التعايش فيها والسفر فلا خوف عليه . عند الصباح قام محمد مبكرا وسار على عجل إلا انه كان يترفق على الفرس آملا ان يأتيه من بطنها بحول الله وقوته ما يفرح به ويسعد . وصل محمد الى المدينة عند الظهر وبعد وضع فرسه وجماله في مكان آمن ذهب للبحث عما يريد على عجل . وبقي ثلاثة ايام في المدينة . ثم خرج منها عائدا الى واحته وعمه وعمته ومحبوبته جميله وقد ألتهب قلبه وأحتر فؤاده شوقا إليهم جميعا وخاصة عروسه المنتظرة . وبعد سيره لمدة ثلاثة ايام وصل وقد تأخر في طريق العودة لما معه من الاشياء والرفقة . وصل قبيل العصر تقريبا فعندما رأه عمه ورأته عمته قاموا جميعا وقوفا . فنظرت جميله إليه بشوق شديد قد لا يعادله شوق أبدا . فمشى عبدالرحمن وبجواره زوجته لطيفه يمشيان بإتجاه محمد وهو في أعلى الوادي ولم يصل إليهما بعد وكانت جميله تنظر مرة الى والدها ووالدتها ومرة الى محمد وهي لا تكاد تمسك نفسها على الارض . فعلم أبيها برغبتها فأشار إليها بأن تذهب كيفما تشاء . فأطلقت رجيلها جريا سريعا جدا بإتجاه محمد فعندما رأها محمد نزل عن فرسه وتركها وأطلق رجليه جريا بإتجاه محبوبته وعروسه جميله حتى تقابلا فوقف ووقفت ومد كلا منهما يديه مستقبلا الاخر دون أن يحدث اكثر من ذلك إمساك الايدي بالايدي فقط والوقوف بحشمه . فقالت جميله أهلا بك يا محمد ومرحبا سعدت الديار وأهل الديار بمن قدم وحياك الله . فقال محمد بارك الله في الديار وأهل الديار وأسعدهم الله . والله اني كنت على نار حتى رأيتكم يا أغلى من في الوجود . فقالت جميله . والله أني لم أذق طعما للنوم ولا للأكل من بعد ما ذهبت الى أن رأيتك فحياك الله يا أحب خلق الله يا محمد . واذا بالعم عبدالرحمن يصل ويعانق محمد محييا له ويتقدم محمد تجاه عمته وقبل رأسها ويديها ويسلم عليها بأجمل السلام والتحايا . فوضع محمد يده في يد عمه وشدها إليه وسار بإتجاه الفرس حتى أمسك برسنها ثم أتجه مرة أخرى بإتجاه العمه والعروس وهو متبسم كأن الارض لا تسعه من الفرحة والسعادة . فقال عبدالرحمن أين الجملين وأين ما ذهبت إليه يا محمد لا أرى معك غير الفرس فقال محمد سترى خيرا ان شاء الله بعد قليل فكن في راحة بال وسعادة يا أبا جميله . فقال عبدالرحمن بارك الله فيك يا محمد ماذا فعلت وماذا حصل لك . فقال محمد ما تراه العين يكفي عن السؤال . فاذا في أعلى الوادي شي لا يصدق . فقال الجميع ما هذا يا محمد جمال كثيرة قد تصل الى العشرة او الاثنى عشر وأغنام وماعز ورعاه ما شاء الله ما شاء الله . فقال محمد لقد أبتعت أثنى عشر جملا بالاضافة الى جمالك يا عم و(100) من الغنم بالاضافة الى فحولها و(100) من الماعز مع فحولها وأربعة من الابقار وثور . واربعة من العبيد وقد أحضرت بناء ليبني لنا بيوتا نسكن فيها . ثم مد يده الى عروسه وقال لها تعالي وأمسك بيدها بعد أن أستأذن من عمه الذي قال له هي زوجتك فلا حرج يا ولدي . أمسك بيدها محمد وذهب الى عمته التي لم تكن ببعيد عنهم وقال لهم ولقد أبتعت لكما من الاقمشة والملابس والروائح العطرية والبخور والمسوح والحناء وما تحاجونه الشي الكثير فحملة جمل كاملة تخصكما أنتما وحدكما يا عمتي ويا عروسي العزيزه فكادت تطير من الفرح جميله لما أخبرها به محمد . المهم وصلت المواشي وكل شي . فقال محمد للعبيد أدخلوا الجمال المحملة داخل الواحة وحدد لهم المكان المناسب لينزلوا أحمالها فيه وقال لعمه قل للعبيد بأن يتجهوا بالمواشي والابقار والجمال بعد انزال احمالها لمكان يناسبها لترعى فيه وغدا ان شاء الله نحدد لها المكان المناسب لرعيها ومبيتها ومكانها الدايم . فقال عبدالرحمن ابشر يا ولدي . ثم قال يكون مكان العبيد والبنا في مكان مختلف عن مكان جلوسنا نحن . فضحك عبدالرحمن وعلم بأن محمد لا يريد بأن يكون أولئك الرجال قريبون من محارمه . وقد أتى محمد أيضا ببعض البذور لزراعتها في الواحة وأتى ببعض المستلزمات مثل الطحين وكل ما يحتاجه الانسان في مأكله ومشربه وبعض الملابس له ولعمه ولعمته ولزوجته . المهم أحضر محمد اشياء لا حصر لها من الاحتياجات الخاصة والعامه . وبعد الانتهاء من انزال الحمول ووضع كل شي في مكانه المناسب . قال لعروسه جميله هو يبتسم لها فرحا بها مسرورا وعمته لديكم كل ما تحتاجون إليه نريد عشاء لنا ولجميع من معنا وسوف أذهب انا وعمي للجلوس مع الباقين لدينا بعض الامور لمناقشتها . سار محمد وعمه الى بقية الرجال وجلسوا في انتظار العشاء والجميع جياع البعض كانوا في سفر والبعض الاخر لم يكن لديهم شي والله المستعان وله الحمد على ما أعطى . قال محمد وهو يبتسم رأيت يا عمي بعض الاحجار وهي بكميات كبيرة جدا مجموعة في مكانين من جمعها ولماذا . فقال له ضاحكا لقد اشارة علينا جميله بجمعها لبناء لنا مساكن في ذلك المكان لك انت وجميله بيتا ولي انا وام جميله بيتا أخر فهل أعجبتك الفكرة والمكان . فقال محمد وهو في أسعد ما يكون . جميله التي اشارت بالعمل والمكان . فقال عبدالرحمن نعم هي والله . فقال محمد بارك الله فيها فمكان ما اشارت يكون بيتي ومكان ما اشارت يكون بيتك يا عم ومن غدا صباحا يتم البدء في البناء وفي قطع بعض الاشجار وبعض النخيل الكبيرة والغير منتجه لتكون عمرا للبيوت . وبالله المستعان . فكاد يسأل العم عبدالرحمن عن شي ولكنه سكت . فنظر إليه محمد وقال سأجيبك يا عم عما بغيت تسأل عنه فيما بعد . فتبسم عبدالرحمن مسرور من محمد وعلم انه عرف ما أراد ان يسأل عنه . فبعد العشاء قال محمد للعبيد والبناء تعالوا بأشياكم وحاجياتكم لآريكم أين ستبيتون وعليكم بالحرص والانتباه من دواب الارض حتى يتم بناء مساكن للجميع . فقالوا على بركة الله . ثم ذهب محمد بعد العشاء الى عمه وعمته وعروسه . وبعد ان أجتمع بهم قال يا عم كأنك أردت أن تسألني عن موعد زواجنا انا وجميله . فقال عبدالرحمن هو ذاك يا محمد . فقال محمد يا عم أريد ان يكون لنا بيتا نأوي إليه وأن نهتم بهذا الجانب أولا ونرتب مواشينا وكل ما لدينا ترتيبا جيدا وأن نعمل بجد فلا كسل ولا ترك لما يهمنا . وسيكون العمل سريعا في ذلك وايضا في البدء في أعداد المكان المناسب في الواحة لزراعة ما احضرت من حبوب الذرة والدخن ونمد لها سواقي من الماء لتروى . فقال عبدالرحمن وزوجته احسنت يا محمد العمل والتصرف والتفكير بارك الله فيك . وقالت جميله بارك الله فيك يا أبا عبدالرحمن وكتب لك الصحة والعافية والتوفيق في كل أمر . فنظر إليها والدها ووالدتها وكأنهما يستفسران من تقصد بقولها أبا عبدالرحمن . ولكن محمد تبسم وشكرها وقال اشكرك يا أم عبدالرحمن وتسلمي بارك الله فيك . فضحك الاب والام وعلما بما قصدت جميله بعد قول محمد . وطاروا فرحا بقول جميله ومحمد وسأل الله الجميع التوفيق .

ثم قال محمد لقد مررت بقرية تبعد عنا مسير نهار ووجدت فيها شيخا كريما بارك الله فيه عرضت عليه بأن يعقد لنا زواجنا فلا يجوز الدخول بزوجتي إلا بعقد . وهذا من السنه يا عم بعد أن ننهي كل ما نرغب عمله أذهب انا وانت وجميلها وأمها الى تلك القرية وأعقد على جميله عند ذلك الشيخ وسنجد من يشهد على زواجنا ثم نعود الى واحتنا ولن نخاف ان شاء الله ففيها من يقوم بالعمل عنا ولن نغيب إلا يوما واليوم الثاني سنكون هنا بإذن الله تعالى . فقال عبدالرحمن. طيب ما قلت وما نويت بارك الله






كونوا معي في الجزء الرابع فأهلا بكم :

سهم المحبه
09-05-2012, 08:32 PM
الجزء الرابــــع ... فأهلا بكم :



استمر العمل على قدم وساق وخلال شهرين متتاليين واذا ببيتين جميلين كبيرين تم الانتهاء منها اللذان سيكونان سكنا لمحمد وعروسه جميله والاخر سيكون بيتا لعبدالرحمن وزوجته لطيفه . وقد حدد محمد مكانا واسعا جدا وفي مكان مرتفع وعلى مستوى من الدقة وحدده بإحجار فقال عبدالرحمن ماذا تريد بهذا المكان يا بني فقال محمد سأبني قصرا كبيرا ورائعا وواسعا جدا فيما بعد على مهل وسيكون روعة في الفخامة والاتقان ان شاء الله . فقال عبدالرحمن والله اني بغيت اشير عليك بذلك ولكنك لا تحتاج لمشورة بارك الله فيك . قام محمد بتحسين أرض البيت الذي سيكون سكنا له وعروسه مبدئيا وما حوله بزراعة بعض الازهار والورود والرياحين حوله وحواليه وحول بيت عمه ووضع الآثاث التي أحضرها عندما ذهب الى المدينة وجهز البيت تجهيزا كاملا وجهز كذلك بيت عمه بما يحتاج وقد أحضر كل ما يلزم لذلك . وفي صباح يوما جميل قال محمد لعمه تم البناء بأذن الله وتم كل شي فهل تسمح يا عم بأن نذهب الى القرية لنتم عقد زواجنا انا وجميله فقال عبدالرحمن ذلك جل أهتمامي واكمل سعادتي فمتى تريدنا أن نذهب فقال محمد غدا باكرا وسنترك الفرس هنا فقد كبر بطنها وأخاف عليها من الضرر من السفر وسنكفتي بأربعة من الجمال نختارها مما يوجد لدينا فما رايك يا عم فقال عبدالرحمن احسنت بارك الله فيك فعلى بركة الله . فسأل محمد عمته لطيفه فقالت على بركة الله فما يوجد أحب منكما إلينا وسعادتكما هي اكبر ما يهمنا ويسعدنا . فنظر الى جميله فقد كانت في أروع ما تكون وأجمل ما تكون . وقد حدد محمد ذلك اليوم الذي يذهبون فيه فقد كان ذلك اليوم يوافق صباح الثالث عشر من الشهر لحاجة في نفس يعقوب كما يقال . ذهب محمد الى عبيده وقال لهم سنذهب الى القرية الفلانية القريبة منا وسنغيب ليلة واحدة والليلة ما بعد القادمة سنكون هنا بأذن الله فأنتهبوا بارك الله فيكم وقد كان محمد يعامل العبيد معاملة حسنة جدا وكذلك الرجل الذي بنى له البيوت فاحبوه جدا . واسم البناء الذي بنا البيوت لمحمد أسمه عبدالباري . وهو كبير في السن . فقال له يا عم عبدالباري هل تسمح لي بطلب طلبا منك فقال تفضل يا ولدي فقال له هل الاجر الذي أعطيتك يرضيك أم تريد زياده . فقال ان ما أعطيتني يفوق اجري بكثير يا ولدي بارك الله فيك ولا أريد زياده .

فقال محمد بعد عودتي ان شاء الله أرغب اليك أن تبني لي قصرا جميلا يكون بمواصفات يقل ان توجد في هذه النواحي . فقال العم عبدالباري يا ولدي فقاطعه محمد قبل ان يكمل كلامه قائلا يا عم عبدالباري قم ببناء بيتا في أحدى الجهات ليكون سكنا لك وأذهب وأحضر اسرتك لتقيم معك هنا حتى تتم بناء القصر في المدة التي تلزم وبعد ذلك ان أحببت المقام معنا فأهلا بك وأن احببت الذهاب لشأنك فلك ذلك فما هو رأيك . ففرح العم عبدالباري بذلك الخبر السار وقال بارك الله فيك يا محمد واحسن الله إليك على هذا القول وهذه الاعمال الكريمة المباركة أقبل كل ما قلت ولن أشترط عليك قيمة ولا أجر فما تعطيني هو خير من الله كثير وأرضى به . فقال أذن من غدا أبدأ الاستعداد لبناء مسكنا لك وبعد احضار اسرتك أبن مسكنا يكون سكنا للعبيد ومن يخدمنا ثم البداية في القصر ولك عندي عمل يسرك ويرضيك مدى حياتك ان أحببت البقاء معنا . فقال وما هو ذلك العمل . فقال محمد تكون القيم والمسئول عن مواشينا وكل ما في هذا الوادي من أعمال والجميع تحت إدارتك وسوف أعطيك ما يرضيك يا عم عبدالباري فهل تقبل . فقال قبلت . كل هذا وعمه عبدالرحمن في حيرة وذهول مما يقول لجميل كل هذه الافكار والعمل الرائع . المهم قال محمد للعم عبدالباري انتبه للفرس وأهتم بها وأهتم بالاغنام والابقار وحلب ما يلزم حلبه فنريد زبدا كثيرا عند عودتنا من الابقار والاغنام واحرص على التنبيه على العبيد العمل بجد وعدم الاهمال . وسوف أنبه عليهم بإتباع تعليماتك وقولك .


انتهى محمد في ذلك اليوم وهو الثاني عشر من ذلك الشهر من كل الترتيبات وما أوصي به عبيده ومن في ذلك الوادي والتنبيه عليهم بما يجب القيام به من عمل . وعند صباح اليوم الثالث عشر وقبل الفجر كان محمد وعروسه جميله وعمه وعمته في سفر الى القرية القريبة منهم . وهم في أجمل وأسعد ما يكون فرحين مستبشرين فهم في طريقهم لأجمل وأحب شي وهو اللقاء المنتظر على أحر من الجمر زواج محمد بجميله الجميله الفاتنة العذبة الذكية الراقية المشاعر والادب والخلق الكريم .


وصل محمد ورفقته قبيل المغرب الى تلك القرية سعداء يسير معهم الحب الكبير في قلوبهم جميعا . وذهب الى ذلك الشيخ الجليل وطلب منه إجراء عقد النكاح شرعا . فقال الشيخ على الرحب والسعة يا ولدي . سوف أدعوا إمام المسجد في هذه القرية والمؤذن ليشهدا على عقد قرانكما فقال محمد بارك الله فيك يا شيخنا الجليل .

عقد ذلك الشيخ المبارك لمحمد وجميله عقد قرانهما على بعض ودعاء لهما بكل خير وبحضور وشهادة الامام والمؤذن . وهم محمد بالخروج فقال له ذلك الشيخ الى أين ستذهب يا محمد فقال لأبحث عن مكانا نبيت فيه لسنا من أهل هذه القرية فقال له الشيخ أنتم هذه الليلة في ضيافتي ولن أسمح لكم بالمغادرة ابدا ولكن غدا عند الفجر ان أردتم الذهاب ففي أمان الكريم . فقال محمد بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل وعندي طعمة أهديها اليك أن قبلتها مني فقال الشيخ وما هي يا محمد فقد أعطيتني من الذهب ما يغنيني لسنين . فقال أحضرت لك رطبا ارجو أن يعجبك يا شيخنا الكريم وقد أحضر محمد كثيرا من الرطب اللذيذ خصيصا لذلك الشيخ . فقبل الرطب وشكر محمد على ذلك .

بكر محمد ورفقته بالخروج فجرا من تلك القرية التي سيبقى لها في قلبه بل في قلوب كلا من رافقه عمه وعمته وزوجته جميله التي اصبحت في عصمته الان بشكل شرعي وثابت سيبقى لها من الذكرى الشي الكثير ولن تنسى أبدا . أستعجل محمد وممن معه المسير ليصلوا قبل المغيب وبالفعل وصلوا وقت العصر . وحمدوا الله على ما أكرمهم به من التوفيق . كانت جميله تموت خجلا من عريسها محمد رغم حبها الكبير إليه ورغبتها الشديدة بالجلوس معه لوحدهما . ولكن محمد كان على مستوى كبير من الاحترام والتقدير والمعرفة فهو الذي فعل كل ما فعل أفلا يعلم ماذا يفعل الان وقد أصبح كل شي سهل وميسر والرزق كثير والحمد لله . قال محمد لعمه وذلك في وقت العصر أستعد يا عم فسنعمل وليمة وحفلة مختصرة على قدنا يا أهل الوادي وساكني هذه الواحة المباركة . فتبسم عمه عبدالرحمن لذلك وقال بارك الله فيك يا ولدي يا محمد وبارك لك أهلك وكتب لك الخير والبركة والذرية الصالحة

المباركة . فقال محمد ولك مثل ذلك يا عم فكم يسرني ان أرى لك ولدا أن شاء الله .

ثم أسر محمد لعمته شيئا لم يسمعه غيرها . وذهب سريعا يجري وهو يبتسم . أما عمته لطيفه فقد أسعدها ما أسر به إليها فذهبت الى أبنتها التي كانت بالقرب منها وقالت لها أبنتها ماذا قال لك محمد فقالت لها قولي زوجي فقد أصبحتي زوجته بحق وحقيق يا أبنتي وأنتبهي لكل أقوالك له فهو رجلا صالح وكريم الطباع ولن تجدي أفضل منه أبدا . فقالت جميله السمع والطاعه يا أمي ولن أعصي له أمرا أن شاء الله ولكن ماذا قال لك قالت الام لقد قال لي بأن أذهب معك وأصلح شأنك وشأن بيتك فهذه الليلة ليلة الخامس عشر من الشهر والقمر بدرا وقد قال لي محمد أنه أختار هذه الليلة لدخولكما بيتكما سويا زوجين سعيدين ان شاء الله والقمر بدرا ليقول لك انك مثل البدر بالجمال والصفاء ويكون حظه من السعادة أكثر وأروع وهو يرى بدرا في السماء وبدرا بجواره . فضحكت جميله وهي تتصبب عرقا من خجلها مما يقال لها فهي عروس ومثلها يكون في حيرة وخجل كبير عند لقاءها بأحب الناس إليها بعد أن من الله عليهما بالزواج من بعضهما . ذهب محمد وعمه عبدالرحمن للسلام على رفقتهم العم عبدالباري وبقية العبيد الذين طاروا فرحا عندما رأوا محمد وعمه قادمين إليهم وهم يضحكون وفي سعادة تامه فسلموا على بعضهم أما محمد فقد كان لسلامه اختلافا فقد عانق عمه عبدالباري وكأنه والده وعانق ايضا العبيد وكأنهم أخوته ولم يترفع عنهم . فقال العم عبدالرحمن باركوا لمحمد فقد عقد قرانه على أبنتي جميله . فصعق الجميع تهليلا وحمدا لله على هذا الخبر السار وسلموا على محمد كلا من العم عبدالباري وعانقه وكأنه ولده والعبيد سلموا على محمد كالآخوان وقبلوا رأسه ويديه وباركوا له فقال محمد يا عم عبدالباري أختر من أغنامنا ما تصلح لعشاءنا أنت واحد الاخوان هؤلاء وأذبحوا وأطبخوا وجهزوا لنا عشاء رائعا وجميلا فلا أحد معنا وسنحتفل نحن السبعة بهذه المناسبة المباركة ويقصد محمد الاربعة العبيد والعم عبدالباري والعم عبدالرحمن . صلوا المغرب وبقوا في مكان مصلاهم حتى حان وقت صلاة العشاء وصلوا العشاء ثم قاموا كلا الى ما يهمه وقد سأل محمد عن الاغنام والبقر والجمال كيف هل هي تشبع وهل المكان ناسبها فقالوا انها في خير وعلى خير وقد شبعت وسمنت والفحول بينها تقوم بما يجب القيام به فسأل عن الفرس فقالوا له انها في أحسن حال وقد قرب وقتها فقد تلد في أي لحظه ان شاء الله . بقي محمد وعمه عبدالرحمن في مصلاهم فقد اصلحوا مكانا للصلاة والبقاء فيه للحديث والسمر أذ ان الاجواء تكون جميله بالقرب من اشجار الواحة وما فيها من ورود وأزهار . ذهب العبيد لإتمام العشاء وبعد أنتهاءه أتوا به وقد أتفقوا العبيد فيما بينهم بأن يأتوا بورود وأزهار من الواحة يهدونها لمحمد وزوجته في ليلة عرسهما . وبالفعل تم ذلك واحضروا الكثير من الورود والازهار وقدموها لمحمد في وقت العشاء فشكرهم محمد وقال لهم لكم عندي خبر سار سأقوله لكم غدا ان شاء بهذه المناسبة مقابل حبكم لي وجهودكم المباركة . بارك الله فيكم ويعطيكم العافيه . المهم قدم العشاء وقد تم تحضير بعضا منه لوالدة العروس والعروس وارسل لهما بواسطة العم عبدالرحمن فقد كان محمد غيورا جدا على محارمه وقد بانت فيه تلك الخصلة فأحترمه الجميع فلا يقترب احدا من محارم البيت أبدا . تعشوا جميعا وبعد العشاء بقوا بعض الوقت مع بعض يتحادثون ويسأل بعضهم بعض ويسعدون ويباركوا لمحمد بهذه المناسبة المباركة .


بقوا على هذا الحال وقتا ليس بالقصير حتى قال عبدالرحمن يا محمد قم الى أهلك بارك الله فيك وبارك لك وعليك واسأل الله أن يكتب لك التوفيق والذرية الصالحة والسعادة الدائمة والسرور المستمر . فشكره محمد وقام وقبل رأسه وقبل رأس عمه عبدالباري فهو يعتبر جميع من عنده أهله وأقاربه قاموا عبيده وقبلوا رأسه ويديه ودعوا له . فشكر الجميع وأتجه الى بيته المعد . وقبل ان يدخل طرق الباب طرقا رقيقا فقالت عمته لطيفه أهلا بك يا ولدي تفضل بالدخول بارك الله فيك وبارك عليك وكتب لكما الصحة والعافية والسعادة الدائمة والسرور المستمر . فدخل وسلم ثم تقدم وقبل رأس عمته وشكرها على دعاءها له . فتبسمت وأستأذنت بأن يسمح لها محمد بالخروج وتركه هو وعروسه . فأذن لها وخرجت والدموع تملأ عينيها ودخلت بيتها فوجدت أبا جميله قدامها فقال لها ما هذا يا أم جميله ألم أقل لك بأن لا تفعلي هذا وهل هذا في هذه الليلة السعيدة مقبول . صلى على رسول وأذكري ربك وأدعيه يخلف عليك ان شاء الله بخلف صالح . فقالت أستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

أما محمد فقد أغلق الباب خلفه وتقدم بإتجاه عروسه الجميلة جميله وقال لها مساء سعيد يا أم عبدالرحمن وأسعد الله جميع اوقاتك بكل خير فقالت جميله أهلا بك أيها الحبيب الغالي مرحبا . والله لو أتخذتني جارية أخدمك طيلة حياتي وأعيش تحت أقدامك لما كافأتك على معروفك مع والدي ووالدتي ومعي ولكن أسأل الله أن يطيل في عمرك ويرزقك من فضله الرزق الحلال ويبارك فيك وعليك وأرجو ان تقومني ان أعوج مني شي فأني أسألك بالله أن تفعل ذلك حتى تدوم الألفة بيننا والمحبة واشكرك على ما فعلت معي وما أحضرت لي من الملابس والروائح العطرية الجميله والحلي والمجوهرات التي أهديتها لي . فقال ما أعطيتك إلا ما تستحقين وأنه لأقل مما تستحقين يا جميلتي . فتقدمت جميله وقبلت رأس محمد وجبهته وكادت أن تقبل يده لولا أنه سحبها وقال لها أما هذه فلا فما أنا إلا أخا لك والان قد اصبحت زوجك فلا أقبل ان تقبلي يدي فقبل رأسها وجبهتها التي كانت تضي جمالا وإشراقا فقد أرتدت جميله أجمل ما أحضر لها محمد من المدينة فقد أحضر الكثير من الملابس الخاصة التي تصلح للحفلات والمناسبات السعيده وبعض العطور والروائح الجميله بالاضافة الى المجوهرات التي أهداها لها من الكنز الذي وجده فقد لبست جميله كل ذلك مما جعلها بالفعل جميله كأسمها وكالبدر في كبد السماء عند اكتماله فلم يتمالك نفسه محمد فحضنها الى صدره .. .. .. ..


أصبح الصباح في اليوم الثاني فلم يجرؤا احد بالاقتراب من بيت محمد او طرقه بل تركوه حتى طلع من نفسه وذهب اليهم فأستقبله عمه عبدالرحمن مباركا له عرسه وكذلك عمه عبدالباري مباركا له عرسه وكذلك عبيده وبعد ان سلم عليهم رجع الى بيت عمه عبدالرحمن يريد السلام على عمته فأستقبلته بالبشر والسرور فسلم عليها . ثم قال هاه يا والدتي ماذا أعددتي لنا فطورا فقالت انه جاهز فقال محمد بارك الله فيك وشكرها على صنعها ذلك وأخذ الفطور وذهب به لرفاقه . ثم أخذت العمة لطيفه فطورا وذهبت الى أبنتها ليفطرا مع بعض فوجدتها كالوردة الحمراء النظرة الجميله فسلمت عليها وباركت لها عرسها وتمنت لها كل خير ايضا قامت جميله فرحة مسروره وقبلت رأس أمها ويديها وشكرتها على ما قامت به وقد كانت جميله في سرور بالغ وسعادة لا توصف وهناك بعض الخجل كلما أحد ذكر لها العرس أو قال لها يا عروس ومن هذا القبيل .


وصل محمد بالفطور لرفاقه وقدمه لهم وجلس معهم ليفطروا فقال له العم عبدالرحمن والعم عبدالباري ممازحا تفطر معنا وانت عريس لماذا لم تفطر مع عروسك . فقال محمد بل أفطر معكم فأنتم أهلي وأخوتي وكرامتكم عندي كبيره وعروسي هي بالجوار وليست بعيده فجلس الجميع وأفطروا وحمدوا الله على ذلك وبعد الانتهاء قال محمد يا عم عبدالرحمن ويا عم عبدالباري أشهدوا بأني قد حررت هؤلاء العبيد فهم أحرارا أن أرادوا البقاء معنا فأهلا بهم أخوان لنا وأن أحبوا الذهاب الى أهليهم فلهم ذلك فتهلل وجه عبدالرحمن ووجه عبدالباري وقالوا له جزاك الله خير وكتب لك الاجر أما العبيد فقد طاروا من الفرح وأقبلوا على عمهم محمد يقبلون رأسه ويديه وكادوا يقبلون رجليه شاكرين له على ذلك الفعل . فقال بعد اليوم لا تقبلون يدي فأنتم اخواني . فأن أردتم البقاء معي فأهلا بكم وان أردتم الذهاب لشأنكم فلكم ذلك فقالوا جميعا بل نبقى معك ولا نفارقك ما بقي لنا من عمر . فأسعد ذلك محمد وأستبشر .

فقال محمد اسمعوا جميعا أنتم الان كالاخوان يهمكم أمري فأريد منكم الحرص كل الحرص على الاغنام والماعز والابقار والجمال وسوف أشتري أبلا لتكون في هذا الوادي الكبير وسأبيع بعضا من هذه الجمال ان لم يكن كلها ولكن في وقت أخر كما أرجو منكم الاهتمام والحرص على العمل الجاد واريد منكم أيضا مساعدة العم عبدالباري على البناء الذي يقوم به فقد قلت له أن يبني بيتا له ويأتي بأسرته وبعد ذلك يبني لكم بيوتا أن أحببتم الاقامة معي فأني أرغب أن أزوجكم جميعا على حسابي الخاص ان شاء الله قريبا وسأسمح لكم بالذهاب لبعض الوقت للبحث عن زوجات لكم ثم الرجوع بهن ليكونوا معكم هنا وسيكون لكل واحد منكم بيتا يعيش فيه ففرح الجميع بهذه الاخبار الساره وقول محمد الذي أسعد الجميع وفتح لهم إفاق أوسع للحياة بكل يسر وسهولة تغمرهم السعادة والتفاؤل .



ذهب الجميع كلا الى عمله وبقي محمد وعمه في مكانهما فرأي محمد عمه عبدالرحمن ينظر إليه بعجب كبير فقال له ماذا في خلدك يا عم هل تريد قول شي . فقال نعم لماذا عتقت العبيد . فقال محمد أني أريد أن أجعل من هذه الواحة وهذا الوادي شي لا يصدق ولا أرغب بأن يعيش فيه من لا يرغب العيش فيه وهذا كل ما أرجوه فأن تزوج العبيد وأتوا بزوجاتهم الى هنا فسيكثر الخير ويكثر من يعمل في هذا الوادي بصدق وأخلاص وسيتم لنا كل ما نريد . فقال عبدالرحمن بارك الله فيك يا ولدي فقد فقتني في التفكير والتدبير أسأل الله أن يمتعك بحواسك كلها ويعطيك الصحة والعافية فبعد نظرك له من الفوائد والمكاسب الشي الكثير .




بقي العم والابن على ذلك فاذا احد العبيد يصيح ..



كونوا معي في الجزء الخامس .. مع كل الامنيات بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-05-2012, 08:33 PM
الجزء الخامس .. فأهلا وسهلا بكم





ويهتف مبارك مبارك . فنهض محمد وعمه وذهبوا سريعا الى جهة ذلك الذي يصيح فقالوا ما خطبك فقال مبارك أتينا الى الفرس ووجدنا تحتها مهر رائع الجمال فقد ولدته البارحة . فألتفت عبدالرحمن العم البار الى ولده محمد وقال مبارك عليك يا محمد هذا المهر فهو لك وقد وعدتك به قبل أن يأتي . فقال الحمد لله على ما وهب ولك الشكر بعد الله يا عم على هذه الهبة الكريمة . قال لعمه أسمح لي بالذهاب الى جميله وأمها لأبشرهم وأبق انت هنا اذا تحب البقاء فقال في حفظ الله يا ولدي وسأبقى هنا انا أتابع العمل والحركة تعجبني وقد أعمل معهم . فقال محمد لا يا عم فلم آتي بهم إلا لأرتاح انا وأنت ونتفرغ للأشراف والتدبير فقال عبدالرحمن يا ولدي أن الفراغ يقتلني فأحب أن أعمل ولو قليلا لأسلي نفسي وفي نفس الوقت أتابع الجميع هنا . فقال محمد لقد أوكلت مهمة الاشراف الى العم عبدالباري . فقال العم عبدالباري في عمله فقال محمد ان الاشراف مضاف الى عمله كبناء .



فقال عبدالرحمن على كل حال ما يضر أن عملت عملا يسيرا . فقال له محمد على راحتك يا عم ولكني لا أحب ان تتعب وتجهد نفسك .



ثم أنطلق محمد سريعا يجري بإتجاه البيت وعند قدومه توقف قليلا ونظر الى زوجته وكانت أمها عندها فنظر إليها فرأها كأنها لؤلؤة تضي وجهها مشرقا كأستدارة البدر ويديها وقوامها كغصن البان تتثنى في ترف وسحر فلم يستطيع محمد أن يتكلم فقد رأها نهارا وهي متزينة له وبوضوح فرأء ما لم يراه من قبل فقد كان يقصر النظر عنها حياء وخجلا وأما الان فقد رأء كل شي بوضوح تام فأنذهل ذهولا كبيرا جدا فعند رؤيته وبمجرد سمعها وط ء أقدامه قريبا منها قامت مسرعة له وقبلت جبينه وأخذته بين يديها محتظنه له ورحبت به فلم يبادل الكثير من الحركات حياء من عمته ولتأثير ذهوله إعجابا بزوجته فلم يرى من قبل ما رأه هذه المره وبقي جامدا بعض الشي فقالت عمته مرحبا بك يا محمد تعال يا ولدي وأسترح فأظن أن عندك خبرا جميلا لتخبرنا به ...


فقال نعم لقد أتانا بدرا في بدرنا البارح .. فقالت متعجبه وأبنتها تتبسم ضاحكة سعيدة بقول زوجها فقال محمد ليلنا البارح بدران وأتانا بدرا ثالث ليلة البارحة فقالت الام وضح يا محمد ماذا تقصد ؟؟ .. فقالت جميله أظن يا أماه أن الفرس ولدت مهرا وحيث قد أهدى والدي بارك الله فيه ذلك الحمل الى محمد وقد أسمى محمد ذلك المهر (بدر) فقالت الام صحيح يا محمد قال صحيح وسلم فمك يا جميله فقد عرفتي قصدي تماما ولم أقل لك نعم أني أسميت المهر (بدر) وأرجو ان يبارك الله فيه ويخلف على العم عبدالرحمن .



ففرحت الام وباركت لمحمد ببدر . ثم أستأذنت وخرجت . وأقفلت وراءها الباب . نظر محمد الى زوجته وقال لها ما هذا الجمال يحفظك الله ويرعاك فقالت له أما رأيته من قبل قال رأيته وأعرف انك جميله واسمك جميله ولكن لم أتوقع أنك بهذا الجمال الباهر فأني لا أستطيع أن أشبع عيني من هذا البهاء والجمال فقالت الحمد لله اولا على الصحة والعافية والتوفيق واحمد الله ثانيا على ان جمعني بك وجعلني زوجة لك فوالله ثم والله ثم والله أني أحس أني أسعد خلق الله جميعا واني بك بعد توفيق الله لا أستطيع قولا يفي سعادتي بك يا محمد يا أحب خلق الله الى نفسي . فأحتظنته ووضعت رأسها على صدره وهم واقفان . فأحتظنها محمد وأجلسها بجانبه وقال لها أن ما قلتي لا يساوي إلا شيئا يسير مما لدي سعادة وفرحا بك فأني أحلف بالله العظيم لو لا سمح الله ولم يتم الزواج وفرق بيننا القدر أني أظن أني أموت قهرا وكمدا ولكن الحمد لله على توفيقه .

وأما الان فأن لدي ما أقوله لك فأسمعيه وأعيه جيدا فقالت يا محمد كأني بين أضعلك أسمع خفقات قلبك أنت تريد أن يكثر الجمع في هذه الواحة من الناس حولك وتريد أن تـنمي واحتك بالزراعة وتربية الماشية وتريد أن تضع يدك بشكل كبير بحيث يكون لك قصورا ورعية ترعاها وأهل فأني والله أجد ذلك في نفسي واشعر به مع كل نفس أتنفسه وأحسه منك في كل نظرة تنظرها وكل لفتة تلتفتها فلا عليك أنا معك بكل جوارحي وكل أحاسيسي وارجو التوفيق من الله فأغرورقت عيناه بالدمع وهو متبسم لقولها وكأنه قاله هو بلسانه وتأكد لديه أنه قد أمتلك لؤلؤة ثمينة وجوهرة مكنونه وأن عليه المحافظة عليها والصول بها الى أعلى مقامات السعادة والراحة النفسية وكل ما من شأنه إسعادها فقال لها يا حبيبة القلب هذا ما كنت أتمنى بأن أجد من يشعر ويحس بكل رغباتي وتوجهاتي وتخطيطي لمستقبلي ومن يعيش معي وانت فقــتي بذكاءك الكبير كل توقعاتي والحقيقة ان ما قلتي هو ما يشغل تفكيري منذو قتلت الثعبان وحصلت على الكنز الثمين . وأنت كنت أغلى من كل ما حصلت عليه فأنتي أغلى من الكنز والواحة وحتى روحي .



رعاك الله وبارك فيك وكتب لك السعادة ورزقك بالذرية الصالحة المباركة . فقالت له ولك من الدعاء والامنيات مثل ذلك وضعفه معه . فشكرها وقال سأبقى معك الى أن تحين صلاة الظهر وأريد أنا أغفي هنيهة لأقوم لصلاة الظهر وبعدها أذهب بالغداء الذي ستعده أم جميله وسوف أكون في الواحة الى الليل ثم بعد العشاء آتي إليك يا روح الروح .



فقالت هنا تغفوا كما يحلوا لك فقال أين يا جمال الروح والقلب فقالت في يدي وفي أحظاني يا أبا عبدالرحمن فوضعت يديها من خلفه وجرته ليستند الى وسطها واضعا رأسه قريبا من صدرها وهي تحاول ان لا يبتعد عنها فغفا في حظنها بعض الوقت حتى حان وقت صلاة الظهر فأيقضته وقام وذهبت تحضر له الماء ليتوضى فتوضى وذهب للصلاة مع الجماعة في الواحة ثم عاد ليأتي بالغداء وفعلا أتى به وتغدوا وبقي في الواحة ينظر الى أغنامه وكل ما كان في الواحة وبالاخص مهره (بدر) فقد كان يقترب منه ليلمسه ويداعبه وهو يمص من أمه وهو صغير ويحرك ذيله بشكل بديع يريح الناظر وقد كانت الفرس تصهل كلما أقترب محمد من مهرها خوفا عليه وقد كان يهديها ويلمسها ويأتي لها ببعض الاعشاب وبعض ما تأكل لتهدأ وتأخذ عليه . وأستمر محمد على هذا الحال حتى هدأت الفرس وأطمنئت إليه وأصبحت لا تنزعج من وجوده . وبقي على هذا الحال الى أن حان وقت صلاة العصر فتوضى وذهب ليصلي مع الجماعة فقد كانوا يجتمعون السبعة رجال ويصلوا مع بعضهم جماعه لفضل صلاة الجماعة والاجتماع في مكان واحد وبعد صلاة العصر قال محمد لعمه عبدالرحمن وعمه عبدالباري تعالوا أريد أستشارتكم .... فقالوا على الرحب والسعة ....


فقال كما ترون الوادي كبير والاشجار المثمرة في الواحة كثيرة ولكني أرغب بزيادة غرس نخيل قدر ما أقدر واشجار فواكه وأحب بأن ترعى الابل على الاشجار التي خارج الواحة لعدم تكسيرها لأشجار الفواكه وبعض الاشجار التي تجمل الواحة وأما الابقار والاغنام فالعشب كثير والماء كثير وتشبع من أعشاب الارض ولكن أحب أن أجعل لها مصدر من الاكل ليسد حاجتها فيما لو أنتهت الاعشاب فقالوا وكيف فقال لقد أتيت ببذور كثيرة ومشكله مثل الذرة والدخن وبذور نبات البرسيم وهذا النبات خاص لأكل جميع المواشي واريد أن اكثر منه ليسد حاجة جميع المواشي فيما بعد واريد أن أمهد أجزاء كثيرة وقريبة من مصدر المياه ليتم سقيها بعد زراعتها ولا أحب بأن نبقى هكذا بدون عمل ويجب ان يكون العمل بناء ومثمر .



فقالوا جميعا ان كل ما قلت جميل ويجب تنفيذه فورا . فقال أين ترون نمهد ونجهز مكان الزراعة واريد أن يكون واسعا . فأتفقوا على المكان وبدأوا التميهد والتجهيز وفعلا تم لهم ذلك وزرعوا مسافات ليست بالقليلة من الذرة والدخن وزرعوا مثليها برسيم وبعد عدة أيام بدأ الزرع يطلع وبدأت الارض تخضر وبدأ جمال الواحة يزيد وبعد مرور شهرا على ليلة الزواج وقد أكتمل العمل في الواحة قال لعبيده بل أخوته فقد عتقهم وأصبحوا أحرارا أذهبوا الى العم عبدالباري وساعداه فأني سأتي بأهلي ليروا ويتفرجوا على الواحة ويرتاحوا فيها بعض الوقت وأرجو منكم يا أخوتي في حال رؤيتكم أهلي قادمون من بعيد جهة الواحة بأن تتركوا الواحة وتذهبوا الى مكان أخر فأني أحبكم والله ولا أحب أن تختلطوا بأهل بيتي لحرمة ذلك فقالوا له السمع والطاعة يا عمنا فقال قولوا أخونا فلست عمكم الان فأنتم احرار فقالوا السمع والطاعة يا عمنا قل ما تريد قوله ونحن نقول ما تستحق فلن ننسى بأنك عمنا ومصدر عزنا وفخرنا فقال على راحتكم بارك الله فيكم وعفا عنا وعنكم .


ذهبوا الى عبدالباري وذهب هو الي جميلة القلب كما يدعوها أحيانا وعمته لطيفه وقال هيا أحبابي الى الواحة لتروا كيف أصبحت . فقالوا هيا مشوا حتى دخلوا الواحة فوجدوا شيئا لم يروه من قبل الاشجار جملت وحسنت وما غرسوا من النخيل حيث أستأصلوا بعض الفروخ النابته في أسفل النخيل ونقلوها كغرسات جديدة لتصبح نخلا فيما بعد وقد أكثر من ذلك جدا وقام بغرس بعض الفواكه وزاد فيها وبعض الورود وبعض الازهار بالاضافة الى الزروع مثل الذرة والدخن والبرسيم . فكادت تطير من الفرح والسعادة زوجته جميله فهي مرة تنظر الى الزروع والاشجار ومرة تنظر الى حبيبها محمد وتجذبه إليها ومرة تحظن أمها وتقبلها فرحا وسعادة لما ترى . فقالت العمه لطيفه ما شاء الله يا محمد من أين تعلمت هذه المعارف فقال يا عمتي العزيزة كنت راعي ابل وأغنام ولا أعلم عن الزراعة شي ولكن عندما نظرت الى الارض والى الاشجار نخيلا وفواكه عرفت كيف يمكن أن يحدث ما ترون فأسأل الله التوفيق وتمام النعمة علينا جميعا .




بعد شهر أتم العم عبدالباري البيت الذي قال له محمد بحيث يكون بيتا له وقال يا محمد ما ترى في البيت فقد جهز فقال بارك الله فيك يا عم عبدالباري كم عدد اسرتك فقال ولماذا تسأل يا بني فقال اولا لأعطيك ما تشتري به متاع لهم وثانيا لتأخذ من الجمال ما يكفي لركوبهم وحمل حاجياتهم فقال أما المال فوالله ما أخذ منك قرشا واحد فما أعطيتني كثير ويفوق حاجتي واما الجمال فيكفيني ثلاثة جمال فقال هل أذهب معك لأساعدك وأخدمك في الطريق فقال يا بني لا حاجة لذلك فأنا أبن البادية ومهنتي بناء والبناء صعب وشديد وقد صار لدي اللياقة والقوة الكافية وأسرتي ولدين فوق العاشرة وبنتين واحدة في التاسعة واخرى في السابعة والنصف وزوجة واحده فقال تكفي ثلاثة جمال فقال جمل للبنتين وجمل للولدين وجمل لأمهم وانا سأمشي وأركب مع ام العيال أحيانا فأني احب القرب منها وكان العم عبدالباري مازحا . فضحك محمد وقال له خذ من الجمال ما تريد و لا تتأخر عليه فقد أذهب الى البحث عن أبل وبعض المتاع والميره . فقال ان شاء الله . ذهب عبدالباري في حفظ الله .



مر على زواج محمد حوالي أربعة اشهر وهو في أسعد حال وأمتع وقت وذات صباح ذهب لبيت عمه يريد عمته لتأتي الى بنتها فهي متوعكه بعض الشي ولم تقوم كعادتها ولها كم يوم لا تأكل جيدا فرأه عمه وسأله فقال له محمد عما تعاني منه زوجته جميله فأخذ بيده وقال له تعال يا محمد أن أم جميله بها مثل الذي بأبنتها وأظنهـمـــــــــــــا . وسكت فقال ؟؟ يا ليت يا عم ... فقال وما يدريك ما عنيت بظني ... فقال تظنهما حاملتان فقال نعم . ولكن اسكت يا محمد فأن بعض القول يذهب الفرح فخل فرحك في قلبك ولا تبدي شي فأن ام جميله ستقول لنا ان كانت جميله حامل وأما عمتك لطيفه فأني أعرف أعراض الحمل وأظنني متأكد بأنها حامل وأسأل الله أن يرزقنا الذرية الصالحة المباركة .




فقال محمد حسنا يا عم . ذهبوا لشأنهم وفي اليوم الثاني أتى محمد وهو في حالة من الوله والشقوة وبعض التشتيت في الفكر فقال عمه ماذا بك يا محمد فقال يا عم لم أرتاح منذو أبديت لي ما تعرفه فأني والله فرحا لك أكثر مما يكون لي فقال سنجلس الى ام جميله فأن وضعت يدها على بطنها ثم رفعتها الى فمها فأنها حامل وستقول لنا عن أبنتها . فقال محمد وهل هذا دليل على الحمل فقال هي كذلك لا تتكلم ولكن أن وضعت يدها على بطنها ثم رفعتها الى فمها فهي حامل دون شك .


وفي أول أجتماع لهم الاربعة وضعت لطيفه يدها على بطنها ثم رفعتها الى فمها وأبتسمت واذا بأبنتها تفعل فعل الام فضحكتا الام وأبنتها ولم يعلموا بأن ابو جميله وابو عبدالرحمن يراقبان تلك الحركات فضحك عبدالرحمن وضحك محمد لتشابه الحركة ثم نظروا الى بعضهم البعض وضحكوا جميعا ضحكا عاليا وبسعادة كبيرة وكان عبدالرحمن حيي يعني يستحي وليس كثير الحركة والضحك والمجون كما كان كذلك محمد واكثر وكانت الام لطيفه شديدة الحياء ومثلها أبنتها وأعجب محمد بذلك وأحب تلك الصفات وكانت من أجمل ما حببه في جميع أهل تلك الاسرة المباركة .



عاد العم عبدالباري وزوجته واولاده وبناته فأستقبله محمد وعمه عبدالرحمن وولديه واستقبلت الام لطيفه وابنتها جميله المرأة وبناتها وعلى طول ذهبوا بهن الى بيتهم المعد سابقا ووضعوا أمتعتهم ورتبوها ورحبوا بهن أجمل ترحيب وقال محمد لأحد أخوانه (العبيد) فقد أستمر على تسميتهم بهذه الطريقة قال لأحدهم أذبح لنا وعشنا بارك الله فيك فقال حاضر ياعم محمد . فنظر اليه محمد وأبتسم وقال له بارك الله فيك . ذهب العبد وذبح وطبخ وبعد صلاة العشاء قدم العشاء وتعشوا جميعا قسم الرجال وكذلك قسم النساء وسعدوا ببعضهم وكانت العادة بعد العشاء يتوانسوا الرجال في مكانا أعدوه قرب المصلى الذي يصلون فيه والنساء يتوانسون في بيت العمه لطيفه وفي وقت محدد يعرفه الجميع تذهب كل النساء لبيوتهم فيأتي الرجال كذلك لأهليهم .


وأثناء مرور محمد في الواحة أحد الايام وقد رأء اخوانه كما يحب ان يسميهم في عمل جاد وجهد كبير رغب في مكافأتهم وعند المساء واجتماع الجميع كالعادة بعد العشاء قال محمد لإخوانه كم يكفيكم من الوقت للذهاب الى دياركم والزواج والعودة يا أخوتي الكرام . فقالوا جميعا شهران تكفي يا عم . فقال غدا كل واحد منكم يختار جملا ويجهزه ويأتيني لأعطيه ما يحتاج من المال وبعد شهران تكونون عندي ثمانية ان شاء الله . فقالوا السمع والطاعة يا عم . وبالفعل في اليوم الثاني جهز كل واحد منهم جملا ووضع عليه ما يحتاجه وقد قال لهم كل واحد يحمل جمله من التمور والرطب لأهله وما زاد عنهم يوزعه لله فقالوا السمع والطاعه وفعلوا ما أمرهم به وأتوا اليه جميعا مع بعضهم فمد يده لكل واحد بصرة فيها مال وقال تزودوا فأن خير الزاد التقوى وأبحثوا عن زوجات صالحات عفيفات كريمات فأن الحياة لا تكون إلا مع أهل هذه الصفات وأرجو أن يوفقكم الله . وعند عودتكم ستجدون بيوتكم ان شاء الله جاهزه سأتعاون انا والعم عبدالرحمن مع العم عبدالباري في بناء بيوتكم فأنتم أخوتنا . فقالوا نسأل الله لنا ولكم التوفيق وذهبوا العبيد في أسر ما يكون فرحين مسرورين .




وفي اليوم التالي قال محمد سوف نوزع يا عماي الكريمين ويقصد عمه عبدالرحمن وعمه عبدالباري سنوزع المهام على الجميع ما ترون في ذلك فقالوا أنت القائد وانت المدبر بعد الله فقال المدبر الله ولست إلا عبدا من عبيد الله تعالى . ارى بأن تكون النساء والبنات في الواحة بعد أعداد الواجبات مثلا بعد أعداد وجبة الافطار يذهبن الى الواحة يدبرون أمر الحلال ونحن الرجال والاولاد نتعاون في البناء لنجهز بيوت أخوتي الاعــزاء فـــــــــي وقت قصير . وقبيل الظهر تذهب أحدى النساء لأعداد الغداء والباقي يبقون عند الحلال وفي الواحة نتغدى ونواصل العمل بعد الزوال وبعد العصر تذهب احدى النساء لتجهز العشاء والباقي يبقون الى قبيل المغرب وبعد ربط ما يلزم ربطه من الحلال وحلب ما يلزم حلبه واتمام عمل يومهن يعودن الى البيوت بالحليب معهم ونحن نصلي المغرب والعشاء ويرسل لنا العشاء وبعد العشاء بوقت قصير نذهب للنوم لنقوم مبكرين . فما ترون في هذا الترتيب فقالوا هو ذلك تسلم بارك الله فيك .


فأستمروا على هذا الترتيب وقد كانت أمرأة عبدالباري ذات أدب وخلق وتجيد العمل سواء في البيت بطهي الطعام وما شابه ذلك وفي المزارع سواء بالعمل في الزروع والاشجار او بإدارة الحلال والعناية به وقد كان جل أهتمام الجميع المهر (بدر) فقد كان تحت نظر الجميع حبا فيه وفي صاحبه . وقد كانوا اولاد عبدالباري سواء الذكور أو الاناث يعملون بشكل كبير وجميل وجيد وذلك بتوجيه من والدهم . فأسعد ذلك محمد وزوجته جميله كما أسعد عمه عبدالرحمن وعمته لطيفه . وقد كانت زوجة عبدالباري تراعي وضع لطيفه وأبنتها فهما حاملتان فلا تجعلهما يتعبان ويخافون عليهما وعلى حملهما الذي كان قرة عين محمد وأمله الكبير .




عاد العبيد في اليوم الواحد والستون أي بعد شهران بالتمام وقد أحضر كل واحد منهم زوجته معه أذ تزوجوا جميعا وبنساء حسب توصية محمد يحملن من الصفات أجملها واكرمها . بمجرد روية محمد لأخوته كما يحب أن يسميهم ذهب سريعا وجريا على قدميه يستقبلهم قبل وصولهم فعند رويتهم له وهو يجري بإتجاههم نزولوا جميعا وأتوا إليه جريا كما يجري على الاقدام فأحتظنهم كما يحتظن أحب ما إليه فسلموا عليه سلاما يليق به وأقفى وأعطى النساء ظهره حياء من أخوته . فقالن النساء السلام عليكم يا أبا عبدالرحمن ورحمة الله وبركاته . فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا وأهلا بكم . فقلن نساء أخوانه قف يا أبا عبدالرحمن لنسلم عليك فلسنا إلا عبيدك ونساء عبيدك فوالله لا نراك إلا كذلك قف بارك الله فيك واكرمك الله كما أكرمتنا .


فتوقف فنزلن النساء وتقدمن وبعد السلام عليه بالكلام أخذن يقبلن رأسه ويده ويجلنه ويكبرنه وذلك بتوجيه من الازواج أذ وصوا نساءهم بهذه الوصية . فشكرهم وحيا بهم وأخذ أخوته الاربعة كل أثنين في جهة ووضع يده اليمنى من وراء أثنين ويده اليسرى من وراء اثنين والنساء يمشين خلفهم وقال ما ترون تلك بيوتكم هل تختاروا أنتم كلا منكم بيتا أو أختار لكم فكل البيوت بالكبر والتفصيل وكل شي مثل بعضها لا يزيد أحدها عن الاخر فقالوا بل أختار انت ونحن نرضى فرفع صوته وقال يا نساء أخوتي هل ترضون بما رضي به أخواني فقالوا نعم نرضى يا عماه يرضى الله عليك فقال للأول من اليمين أنت لك البيت الاول من اليمين وقال للذي بعده لك البيت الذي يليه . وقال للذي بجنبه في اليسار وانت الذي يليه وقال للأخر وانت الذي يليه فوالله ما أفضل أحدكم على الاخر فلا تعتبوا عليه في قسمتي .


فقالوا رضينا يا عماه رضينا يا عماه وقد كانت النساء تقول مع أزواجهم مثل قولهم بحيث كانت ثمانية اصوات قول رضينا يا عماه رضينا فأرتج المكان بالاصوات فتوجهوا جميع كلا الي بيته فأقبل النسوة الموجودات في الوادي الى نساء الاخوان فعند رؤيت الرجال للنساء قادمات تنحوا وتركوا ما بأيديهم وذهبوا جهة الرجال كلا يرحب بالاخر في فرح وسرور وألتقى النسوة ببعضهن وكان الترحيب والفرح شديد جدا فأنزلن كل أمرأه في البيت الذي حدده محمد وقاموا بترتيب أمتعهم على احسن وجه ولم يمضي إلا وقت يسير وقد تم الترتيب بالكامل فساقت النساء الجمال جهة الرجال لإيصالها الى اماكنها واصطحبت النساء تلك الجواري الى بيت العمة لطيفه وقد زادت جميله في الترحيب والبسطه حتى يظن من يراها بأنها هي الجارية ولسن من أتى فبكين الجواري ورجونها بأن تترك ذلك فأنها الشريفة والكريمة وابنة الشرفاء وزوجة عمهم فهي عمتهم دون شك ولا يصح ما تفعله فقالت نحن أخوات كما أن الرجال أخوان ولا فضل لأحدا على أحد إلا بالتقوى .



المهم ذهبت النساء مع النساء وذهب الرجال مع الرجال فأشار محمد لأحد أخوانه فذهب وقد علم بأنه يرغب بذبح خروف عشاء لمن قدم ففعل وذبح لهم ذبيحه وطبخها وقدمها كالعادة في الوقت المحدد وقد كان تنقل الرجال من مكان الى أخر بنظام شديد حسب ما اشار به محمد وبشكل ثابت ودايم لا يختلف فقد أطاعه الجميع حتى عمه عبدالرحمن يتنقل حسب ما يتنقل الجميع .. وفي نفس الوقت وفي اليوم الثاني وقبيل المغرب او بعد العصر اشار محمد نفس الاشارة فلم يفعل أخيه فقال له ولماذا فقال ان كانت ضيافة فتكفي الاولى فقال محمد والله العظيم انها أربع لكل واحد منكم يا أخوتي ذبيحته الخاصة ولكنني لم أشاء أن تكون في يوم واحد فلا نستطيع اكلها وهذا لا يجوز ولكن أحببت ان تكون في ايام متتالية ولا تغضبوني فأني مصر على ذلك فأطاعه الجميع . اربع ليالي والجميع يأكلون لحما طريا وشهيا من فضل الله .


وبعد ذلك خصص محمد للرجال العم عبدالباري وأخوته الاربعة العمل في بناء القصر وأما جميع النساء فعملهن في المزرعة داخل الواحة مع الحلال وفي الزروع يقومون بشئونها وبعد مرور شهر او اكثر واذا بالزروع تكون في وقت الكمال وجاهزة للحصاد فقام الرجال وعددهم لا بأس به يحصدون الزرع من الصباح الباكر حتى اشراق الشمس وارتفاعها في السماء ثم يذهبون للراحة فيأتين النساء لآكمال قطف الصرام ووضعه في مكان مخصص ويستمر عملهن الى الظهر فيأتي الجميع للراحة وقد ارتاح الرجال فيخلفون النساء بالعمل المهم استمر ذلك مدة خمسة عشر يوما فكان ما جمعوا من الحبوب الشي الكثير بل كثير جدا فوضعوه في مكانا خاصا بعيدا عن مجرى المياه فيما لو هطلت أمطار ووضعوا تحته بعض الاحجار لترفعه وغطوه ببعض الاشجار . هذا وقد منعت العمة لطيفه من الخروج من البيت وابنتها جميله لقرب وضعهما خوفا عليهما من التعب وقد قاد المنع زوجة العم عبدالباري والجواري نساء أخوة محمد فقبلت العمه الكبيرة كما يسمونها الجواري وكذلك قبلت العمة الصغيرة ويقصد بها جميله فهي العمة الصغيرة . المهم قرب وقت الولادة بالنسبة لمحبوبة محمد وحشاشة جوفه جميله وكذلك امها فحملهما متقارب والله أعلم .



بدأ محمد يضع في رأس المهر (بدر) ما يوضع في روؤس الخيل ويعلمه كيف يمشي خلفه بحيث يعطيه بعض الحبوب وبعض الحشائش في البداية ليتبعه واصبح المهر (بدر) يألف محمد ويلاعبه ويطارده حتى ان محمد اذا رأه يصفر له بشكل معين فيأتيه ركضا يصل إليه فيقف امامه وعوده محمد بأن يعطيه ما يأكله في كل مره فأصبح المهر لا يفارق محمد إلا قليلا ولكن المهر ما زال أصغر من أن يدرب أو يركبه احد فأراد محمد أن يجعله قويا شديد فصار يطعمه طعاما خاصا بذلك مثل الزبيب وقليلا من الرشاد ويسقيه خليط العسل والبيض فقد كان لدى محمد مناحل في واحته ولديه دجاج كثير يربيه وكان يحلب له ويسقيه حتى يروى وبهذا الحال شب المهر شبابا منقطع النظير وكبر بسرعة كبير فكان يفكه ليركض في الواحة كيف شاء وكان يركب محمد او عمه عبدالرحمن على الفرس ويركضها ليركض خلفها المهر ويعودونه على الكر والفر وبهذا الشكل اصبح المهر في حالة ممتازة وشديد الحيل وقوي جدا حتى اصبح في اشهر قليله وكأنه أبن سنتين .



وكالعاده محمد يلاعب مهره (البدر) ويسلي نفسه حيث ان زوجته جميله اصبحت قريبة الولادة وفيه خوف عليها وكذلك عمته لطيفه . وبينما هو يلاعب مهره ويركضه فاذا بعبيده يأتونه جريا ويحتضنونه .



كونوا معي في الجزء السادس والاخير فحياكم الله ورعاكم .

سهم المحبه
09-05-2012, 08:33 PM
الجزء السـادس والاخير ... فأهلا بكم :


ويقبلون رأسه ويديه بشكل هستيري ويباركون له . فقال ما الخبر فقالوا له لقد رزقك الله بولد فقال على الفور وما حال أهلي فقالوا لا نعلم فخاف جدا وأعتقد أنه حصل لجميله شي فتركهم وذهب جريا الى البيت ليسأل ويطمئن على محبوبته . قد كانت بخير جميله وفي خير ولكن أخوته لا يذكرون أهله لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى يذكرون أسمها ولكنهم يقولون عمتنا الصغيرة فقط احتراما وتقديرا منهم لأخيهم وخوفهم منه أن يزعل لعلمهم بغيرته الشديدة على أهل بيته فله من الغيرة القاتلة جدا كيف لا ولديه هذا الجمال وهذه الرقة وهذه الصفات الرائعة والجميلة والاسم جميله فأن ذلك كله يجعله يموت كمدا اذا اقترب احدا من بيته فأجله الجميع واحترموه وقدروه ولا يغيظونه أبدا ولمحمد صفات وطريقة يمشي عليها في حياته وقرارات لا يغيرها بل سار عليها بدقة بالغة سنتناولها فيما بعد بالتفصل .

المهم هرع محمد جريا على قدميه وكاد يقع أكثر من مره لشدة خوفه على جميلته الحبيبة وصل أخيرا وقبل أن يدخل ألتزمه عمه عبدالرحمن وقال أن زوجتك بخير وحالتها جيدة جدا وقد رزقك الله بولد فلا تخاف ولا تحزن فكل الامور طيبه . فقال محمد لا أرتاح حتى أرى زوجتي وأطمئن عليها وقد امسكه عمه مسكا شديدا بكلتا يديه ومن وراء جميع جسده وحينا يرفعه عن الارض وحينا يتركه ولم يستطيع أن يفلت محمد من بين يدي عمه الذي كان يسطير عليه بقوة بالغة وكان محمد يجل عمه وحترمه فهدأ ولم يتفلت فقال يا عم بالله عليك أتركني أرى جميله وأعود إليك فقال صبرا يا بني سوف تأتي أمها إلينا الان فقد ارسلتها لتطمئنني مثلك عن أبنتي فتذهب معها فالبيت من الداخل ملئ بالنساء ولا تقدر تدخل فتوقف محمد عند هذا الخبر وقال لا لا قطعا لن أدخل على نساء اخواني ومحارمهم إطلاقا ولكن بالله عليك أسرع عليه بأن تدعو عمتي بترك طريق لي للدخول فسأموت ان بقيت هنا وجميله بالداخل ولم أراها فقال العم عبدالرحمن حسنا . فاذا بأم جميله تخرج وترى زوج أبنتها وهو في حالة شديدة الهلع والخوف فقالت أطمئن يا محمد فأن زوجتك في خير وعلى خير لحظة واحدة وتدخل إليها . فدخلت وعادت وهي لا تكاد تستطيع المشي فهي الاخرى ربما ولدت في تلك الليلة او الليلة التي تليها او بعد ايام قليله وهي تبتسم ابتسامة السعادة والرضى فقالت أدخل يالغالي بارك الله لك وأصلح لك شأنك كله .

فدخل فاذا جميلته في أحسن حال وألطف مآل وحالها يسر الناظرين وفي حجرها شمعة كالبدر ليلة كماله وهي كذلك كالبدر ليلة كماله . فسلم عليها عن بعد وقال لها الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي الغالية الحمد لله الذي متعك بالصحة والسلامة ومبروك مولودك المبارك ان شاء الله فتبسمت وأشارت له برأسها أن تعال فأقترب منها على حياء فهو بالاضافة الى حبه لها يجلها ويقدرها ويخشى ان يزعجزها بأي تصرف او أي قول فلها عنده مكانه كبيره وحب عظيم فأقترب منها وقبلها بين عينيها وأسفل أذنيها على الرقبة مباركا سعيدا جدا بسلامتها وقدوم أبنه الاول . فمدت يدها لرأسه فطاع وقرب رأسه لها فقبلته بين عينيه وقبلت عارضيه وأسفل لحيته تقديرا له ثم ناولته أبنه الوليد قبل ساعه فقط . أخذه منها وسم عليه بأسم الله وقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين وأذن في أذنه وأقام في الاخرى وسماه عبدالرحمن بأسم جده عبدالرحمن وأرجعه الى زوجته جميله وغمز يدها مبتسما فكادت يغمى عليها من الفرح والسرور لفرح محمد ولقدوم وليدها الاول ولأمور كثيرة تراها من محمد بالرفق بها وتقديرها وحبها حبا عظيما لا يقاس بأي حب وما أعطاها وما يحظر لها من أشياء وما يعطي والدها ووالدتها وأكرامه لهما فهذا كله جعلها لا تصدق كل ما ترى ولذلك فهي تعلم قدر حبيبها محمد وتعلم بأن أباها وأمها أن قصرت ولن تقصر سوف يزعلون عليها ويلومونها وقد ربوها تربية صالحة ومثلت فيها تلك التربية وتمسكت بها.


خرج محمد فاذا بعمه عبدالرحمن يقف على الباب فألتزمه وأحتظنه مقبلا جبينه وعارضيه وجره جرا لداخل البيت ليرى أبنته ويطمئن عليها فهو في شوق لرؤيتها ولكنه لم يستطيع الدخول تقديرا لمحمد وحبا فيه ويخاف بأن يؤذيه بدخوله . فدخل العم عبدالرحمن مع محمد وعندما شاهد وجه أبنته صاح أي بنيه وكرر الصياح عدة مرات فصاحت جميله أبي أنا بخير فهدأ العم عبدالرحمن وأقترب من أبنته وهنأها بالسلامة وفطلبت يده فمدها لها فقبلتها مرتين او ثلاث ثم ناولته الصغير فقبله وناظر فيه كثيرا وألتفت الى محمد ضاحكا مهنيئا سعيدا فرحا مسرورا . فشكره محمد وعانقه عناقا شديدا ثم خرجا ولهم خنين فهم يـبكيان من شدة الفرح والسرور . قام الجميع بكل ما من شأنه راحة جميله فقد أحضرن نساء اخوان محمد وزوجة العم عبدالباري وبناتها اشياء كثيرة مثل العسل فلدى محمد مناحل كثيره ولديه من العسل الشي الكثير وذبحوا لها دجاجا بري سمين واحضروا لها حليب مما تشتهي فيوجد حليب أبقار وحليب غنم وحليب ماعز فالذي تشتهيه ويعرفون انها تحبه أتوا به لها واتوا بتمر ورطب والكثير من الفواكه المنوعه وكل ذلك مما لديهم أذ لديهم الشي الكثير بفضل الله . عند خروج محمد اشار بيده لأحد اخوانه اشارة معروفة فنفذ اخيه أمره بذبح شاه وتجهيزها وارسال بعض لحمها وبعض المرق لزوجة اخيهم وأم أبنه . اجتمع في تلك الليلة بعد العشاء القوم وتعشوا من تلك الذبيحة وعشوا جميع أهليهم فالذبيحة تؤكل كلها في وجبة واحدة لكثرة الموجودين وكان عبدالرحمن يذبح بكثره اذا احبوا اكل اللحم وكان محمد يذهب اكثر الاوقات الى مهره والى أبنه عبدالرحمن وزوجته جميله ويبقى قريبا منها اكثر الاوقات لحبه لها وسلامتها ولرؤية صغيره عبدالرحمن وبعد مرور يومين أنجبت ام جميلة ولدا جميله وكان اول من علم محمد ..

فذهب يصيح وبيده شال أبيض يلوح به ويجري بإتجاه عمه عبدالرحمن فبشره بمولودا ذكرا فسجد العم عبدالرحمن لله شكرا وحمدا على ما رزقه . فألتزم كلا منهما الاخر احتظانا ولهما بكاء شديد وكان مات لهما ميتا ولكنها الفرحة الشديدة في قلب عبدالرحمن وفرحة محمد بأن أخلف الله على عمه بولد فطارا من الفرح فحاول العم عبدالرحمن الذهاب الى بيته للأطمئنان على زوجته ورؤية ولده فأمسكه محمد مسكا مثل مسك عمه له قبل يومين فقال له هل نسيت فضحك العم عبدالرحمن وجلس وقال يا محمد متى سمحت لي قمت فقال أني والله أشد منك رغبة في الذهاب لرؤية الصغير والتحمد بالسلامة لوالدتنا الغالية ام جميله فقال العم عبدالرحمن من الان وصاعدا لا تقولوا لها أم جميله بل قولوا لها أم محمد فصعق محمد ستسمي ولدك وأخي محمد فقال نعم هو محمد بأسمك فلن يكون أغلى منك إلا كونه من صلبي فقط . فقال محمد غفر الله لك يا عم وبارك لك فيه واصلحه ورزقك بأخوة له ان شاء الله . فقال العم عبدالرحمن آمين . فأتت محمد إشارة من قبل أحدى نساء أخوانه فقال يا عم هيا فقد سمح لنا بالذهاب فقاما يتسابقان ولكن مشيا وليس جريا فعند وصولهما لبيت العم عبدالرحمن خرجن نساء أخوانه فقبلن يدي محمد ويدي عمه فقال عبدالرحمن ابشروا بالبشاره والعطيه ابشروا فشكرنه وقالوا له بارك الله لك يا عمنا محمد وستر عليك وبارك لك في أبنك محمد وأمه .

دخل العم عبدالرحمن الى زوجته متهلل الوجه سعيدا فرحا فأقبل عليها وكأنه اول مرة يرزق بطفل فقبلها بين عينيها وبارك لها وحمد الله لسلامتها وقبل أبنه وقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين وأذن في احدى أذنيه وأقام في الاخرى ثم أعاده الى أمه فقالت العمه لطيفه أين محمد وكيف لم اراه فقال أن محمد بالباب واقف يستأذنك بالدخول فقالت وهل محمد إلا أبننا الغالي كيف يقف عند الباب فقال تعرفين حياء محمد وشدة غيرته على أهله فأنتي من أهله . فقالت دعه يدخل فأهلا به فكل ما نحن فيه منه بعد الله سبحانه وتعالى . فدخل محمد وهو في أسعد ما يكون وسلم على عمته وسلم على أخيه محمد وقبله واعاده الى أمه وبارك لعمه عبدالرحمن وعمته لطيفه وسأل الله أن يبارك لهما في هذا الولد وان يرزقهما بأخوة له . ثم خرج وذهب الى جميله ام عبدالرحمن ولم تكن تعلم فهي ملتهيه بجنينها عبدالرحمن ومولعة به فهي تنظر إليه طيلة الوقت وتداعب يديه وتتلمس جميع اطرافه بيسروسهوله فطرق أبا فقالت أدخل يالغالي فهي تعرف طرقه على الباب من بين كل أهل ذلك الوادي وتعرف حتى صوت خطواته وريحه وحسه فدخل وسلم عليها وجلس بجانبها فأحب أن يمازحها . فقال سوف أكون مشغول الليله وغدا عنك فقد أتاني ضيف .

فقالت أهلا بالضيف وحياه الله من يكون فقال لها أخا لي اسمه محمد فقالت ألم تقول بأنه ليس لك أخوة وأنك وحيد ومات ابواك فقال بلى ولكنني غلبتك هذه المرة يا جميله فأنتي الذكية فكيف مشت عليك . فصاحت وقامت تريد الخروج فقد عرفت بأن أمها ولدت وجاء لها ذكرا وسموه محمد فأمسك بها وقال لها أنسيتي بأنك ولدتي قبل يومين فقط وأخاف عليك من الهواء فقال لها أجلسي يا جميلتي ويا أم عبدالرحمن فقالت لا أقدر فقال لها بعد الغروب يعني في وقت الظلام ودعي أحدى نساء أخوتي يذهبن معك وخذي عبدالرحمن معك وسلمي على أمك وأخوك وعودي فورا فأنتي ما زلتي بحاجة للراحة فقالت أمرك مطاع يا حبيبي الغالي سأقف على الشعره تنفيذا لأمرك فقال لها بارك الله فيك وعافاك وقد كان الوقت قريبا من غروب الشمس فأشار الى أخيه كالمعتاد فذبح ذبيحه وطبخها وارسل من لحمها ومرقها لعمته الغاليه وقد أتاها الكثير من التمور والرطب والفواكه والسمن والعسل والحليب المنجور يعني المغلي فالخير كثير.. أستراحت العمه لطيفه واستمر يذبح كل ليلة ذبيحه إكراما لعمه وعمته ولقدوم ضيفين عزيزين هما عبدالرحمن وخاله محمد فالصغيرين أحدهما خال للأخر وليس بينهما إلا يومين . حتى كان يوم السابع او السابع لمحمد الخال والتاسع لعبدالرحمن الابن فذبح اربع ذبائح كتمائم للصغيرين ووزع لحمها على الجميع كل بيت دخل إليه على الاقل نصف ذبيحه بيوت أخوانه وبيت العم عبدالباري وبيته وبيت عمه عبدالرحمن وذبيحه بالكامل تم طبخها وقدمت عشاء للجميع وبالطبع ارسل لحما ومرقا للوالدات .


بعد سنه تقريبا كان هناك أحداثا جديده فاول هذه الاحداث أن محمد بدأ يركب (البدر) مهره الرائع وبدأ يدربه على الكر والفر والمطاردة واستمر شهرين على هذا الحال حتى أتم التدريب . والحدث الثاني ان محمد زاد في مواشيه بحيث اشترى اغناما أخرى بعدد كبير واشترى ايضا من الماعز عدد كبيرا واشترى ذود من الابل يصل المأتين (200) كلها نياق وبكار وجعل جملي عمه التي أتى بهما معه عند وصوله هما الفحول وليس سواهما لعراقة أصلهما وأبعد بقية الجمال بعيدا عن النياق وجعلها ترعى وتعيش في مكان مختلف وبعيدا عن الابل حتى يتم النسل من جهة واحدة . والحدث الثالث أنه تم الانتهاء من القصر وفسافر محمد بكل جماله في قافله واخذ اثنين من اخوانه معه وذهب الى المدينة لشراء ما يلزم القصر من فرش واثاث وامور لازمه وعاد بعد اربعة ايام وقد أتى بما يذهل العقل من المفروشات والسلاح وبعض ما تجمل به المجالس فجعل من قصرة آية في الجمال والروعة لما وضع بداخله فقد كان القصر ثلاثة أدوار فجعل الدور السفلي مخازن وجعل لها أبواب خاصة ووضع عليها أقفال ولا يدخلها سواه الدور الثاني جعله لأستقبال ضيوفه فقط والدور الثالث جعله سكنا له هو وزوجته جميله . والحدث الرابع وهو الاهم فقد أصبح عبدالرحمن ومحمد يمشيان وأصبح لهما من يقوم بخدمتهما خصيصا والمشي معهم وقت لعبهم ونومهم وصحيانهما خوفا عليهما .

عاش محمد في راحة بال وسعادة مطلقة جدا مع زوجته جميله التي جعلت كل وقتها وجهدها في سبيل إسعاد محمد وراحته فقد كانت تهتم بثيابه إهتماما خاصا وطيبه وأكله بشكل خاص فهي تعلم ماذا يأكل حتى ولو أكل خارج البيت فلا يقدم له إلا ما يشتهيه فقد علم الجميع بطباع محمد وكانوا يمشون على ما يوافق تلك الطباع . والعم عبدالرحمن فقد كان في أسعد حال واطيب مزاج حيث كان كلما يريده يأتيه . وكذلك زوجته لطيفه ام محمد الصغير . اما العم عبدالباري فقد كان أيضا في أعز حال حيث أعطاه محمد الشي الكثير مقابل بناء ذلك القصر على شكل هندسي جميل ورائع ودقة عاليه . اما اخوان محمد وزوجاتهم وهم عبيده العتقاء فقد كانوا في راحة بال وسعادة بالغه إذ كان يعاملهم محمد معاملة حسنه



بعد عشرين سنة




مضت على محمد وممن معه في ذلك الوادي الذي تم تسميته بوادي واحة الثعبان لما جرى في بداية القصة من الخطر الذي تعرض له محمد من ذلك الثعبان الذي ما زال يذكره محمد وحده فهو الوحيد الذي رأه وجاهده وقتله تمت الحياة واستمرت عليهم جميعا بصحة وعافية وسعادة تامة وسرور دايم وقد كثروا واصبحوا أعداد ضعف الاعداد السابقة وكثر المال وكثرت الحركة في ذلك الوادي حتى لا تعرف الاصوات لكثرتها دعونا نستعرض ما وصل إليه الحال بعد مرور الوقت لمدة طويلة وهي عشرين سنة وما حدث من تغيرات .


أولا : نستعرض الاموال لدى محمد ..


ثانيا : نستعرض من ولد خلال هذه السنون


ثالثا : نستعرض ما وصل إليه الجميع من ربح الاموال

وما وصل إليه الوادي وما صار فيه


رابعا : طباع محمد وقراراته وكيفية توجيهاته لمن يعيش معه


خامسا : شهرة وادي واحة الثعبان وصيته في الارجاء



اولا :




محمد ذلك اليتيم الذي مات أبواه وتركاه يتربى في حجر غيرهما وبعد حينا يطرد بحجة عدم وجود مال لديه وعدم رغبة احد بوجوده بينهم من القبيلة التي ولد فيهم وهو ليس منهم فوالد محمد ليس من القبيلة التي كان يقطن معهم وبعد وفاته ووفات الرجل الطيب الذي كان يربية تم طرده من القبيلة لحجج واهية وغير صحيحة . فخرج محمد ووصل الى تلك الواحة كما أوضحنا في القصة أعلاه . وحدث له ما حدث وأستمرت حياته في ذلك الوادي (وادي واحة الثعبان) الذي جعله محمد بعد توفيق الله بجهده وتصرفاته المدروسة والموفقة والتي كانت تأتي على بصيرة وتوفيق من الله . حعل ذلك الوادي الشغل الشاغل لكل من يسمع عنه وادي واحة الثعبان فقد جمع من الاموال ما لا يحصى والله المستعان بداية بالصندوق الذي وجده فنما ذلك المال الذي وجده في الصندوق فأصبح ما لديه الالاف من الابل ومثلها من الابقار ومثلها من الاغنام ومثلها من الماعز وحتى المناحل لتربية النحل وجني العسل منه كان لديه بكثرة بالغة والطيور الداجنة فكان لديه في الواحة ما لا يعد ولا يحصى والنخيل فلديه من النخيل الالاف ورطبها وتمرها لذيذ جدا ونادر الوجود . والفواكه التي كثرها ونماها بأعداد هائلة . فقد وسع الواحة ونظمها وجعل كل شي فيها يمشي بدقة بالغة . وهناك شي مميز فقد كبر مهره (البدر) وأصبح حصانا كاملا فبدأ يشبي فرس عمه منه لأصالته فتضع فرسا تلو الاخرى حتى اصبح في الوادي أكثر من ثلاثين من الجياد واكثر من خمسين من الافراس الاناث كلها اصلها واحد . وأصبح لها شأن عظيم سيتم ذكره أنفا .

الخلاصة أن محمد كان لديه عدة قوافل بعضها تذهب وبعضها تعود لنقل منتوجات مزروعاته وإيصالها للمدن المجاورة له وبيعها فقد وجد أهل المدن التي تطلب منتوجاته وبشده فلا تكاد تصل قوافله الى المدينة حتى تشرى حمولتها بالجملة وفي مكانا واحد . فأصبح يسير قوافل في وقت جني الفواكه كثيره ويسير قوافل في وقت حصاد الحبوب ومثلها في وقت جني التمور . أما المواشي فهو لا يبيعها إلا في وقت المواسم كالحج وما يطلبه الناس بكثرة . وأصبح لدى محمد من المال الشي الكثير وكان محمد يبدل الاموال التي يربحها بالذهب الخالص ولا يخزنه إلا ذهبا خالص فلديه من المال ما لا يعرف عدده ووزنه . وأصبح محمد من الاغنياء جدا لكثرة ما لديه من الاموال والمواشي وكثرة من حوله من أولاده وأولاد عمه أبو زوجته وأولاد إخوانه (عبيده) الذين عتقهم . وأولاد من ولد من البنات في ذلك الوادي فقد أتى لهن من تزوجهن وقطن الوادي برغبته وموافقة محمد وممن معه في الوادي وأصبحت قرية كاملة في ذلك الوادي وكل ذلك تم بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم رعاية محمد وجهد وحرصه على أمور ذلك الوادي وأمنه وما يلحق ذلك من الامور الاخرى



ثانيــا :




من ولد خلال العشرين سنه ولد لمحمد سبعة اولا وبنت كانت البنت أخر من ولد واصبح عبدالرحمن أبن محمد فتيا واصبح بعض أخوته الاصغر منه فتيانا فهم في أعمار متقاربة وكان محمد من أسعد الناس بأولاده الذين يربيهم ابيهم على مثل ودماثة اخلاق تربية صالحة .

وولد للعم عبدالرحمن أربعة من الاولاد أكبرهم محمد فكان سعيد بهم وحمد الله كثيرا أذ أخلف الله عليه بهم بعد مقتل اخوانهم المذكورين في قصتنا أعلاه . وولد للعم عبدالباري ولدين فقط فكان بجميع اولاده سعيدا فرحا مسرور وولد لأخوان محمد (عبيده العتقا) الكثير من الاولاد والبنات أذ

وصل عدد كل اسرة من أسر اخوانه العبيد الى ثمانية والبعض عشرة والبعض أكثر من ذلك .

فأصبح الوادي يعج بالناس وهو الذي كان خاليا لا يعيش فيه إلا ذلك الثعبان المخيف فسبحان الله محي كل شي وخالقه .



ثالثا :




ما وصل اليه الوادي من الغناء الفاحش للذين يعيشون فيه بعد توفيق الله ثم تدبير محمد بعد توفيق الله . اصبح جميع من في الوادي يملك الذهب والفضة وبقدر كبير . كيف ذلك كان محمد لا يعطي من الاموال عينا يعني لا يعطي من الثمار إلا ما يوكل فقط فهذا مجانا يأكل الجميع وبشكل واسع جدا حيث كان كثير العطاء كثير الكرم كثير مد يد العون لكل من معه أما كيفية أعطاء كل ذي حقا حقه فكان في نهاية كل موسم يحسب ما يجتمع لديه من مال فيقسمه ثلاثة أقسام فقسم يوزعه أخماسا على العم عبدالباري واخوانه الاربعة (عبيده العتقا) والثلث لعمه والثلث له وهكذا كل سنه وباقي الاموال العينية من المزروعات والمواشي فكل ذلك يملكه محمد ولا يعطي منه شي لأحد إلا ركوبه أو منيحه فهذا أمر طبيعي فهو يعطيهم ويغدق لهم العطاء وما سوى ذلك فلا يأخذ أحد من الاموال العينية شي أبدا وللعلم فقد وسع عليهم فهو بنى لهم بيوت جميعا وأثثها كلها ويصرف على البيوت مثل الملابس وبعض ما يحتاجه الجميع فهو يأتيهم مجانا من قبل محمد والجميع سوا سيه ولكن لا ينقص على أحد أي شي حتى انه اذا كان ذاهب الى المدينه يدعوهم جميعا ويسألهم هل لآحد منكم رغبة في شي فمن كان له رغبة في شي يقوله فيأتي به محمد أو من ينوب عنه في الذهاب الى المدينة وعلى هذا الحال فالكل سعيدا ومسرور بسبب توجيهات محمد وتعليماته الدقيقة والمناسبة فكان لا يأمر إلا بما يستطاع وماهو موافق للشرع الكريم فكان الجميع ينفذون توجيهاته بدقة بالغة فالجميع يحبه حبا لا يقدر .



رابعا :




طباع محمد .... الغيرة الشديدة على المحارم فكان الجميع لا يتعدون حدودهم حتى المرور من أمام بيوت بعضهم يعتبر خطأ وكانوا وقت التواجد في الاعمال الرجال لا يتصلون بالنساء وفي حالة الانس والجلوس وتبادل الاحاديث لا يحصل اختلاط أبدا النساء مع النساء والرجال مع الرجال حتى الصغار من الصنفين لا يختلطون ابدا . وأما قراراته فكانت صائبة بتوفيق الله ثم بتأنيه في إتخاذ القرارات ومشاورة من يجب مشاورته فكان له مستشاران فقط يشاروهما ويدنيهما منه ولا يفشيان له سرا أبدا وكذلك رجاحة عقليهما . إنهما عمه عبدالرحمن وزوجته جميله فكان عمه عبدالرحمن ذا أمانه وخلق ومعرفة ولديه من التجارب ما يمكنه من الرؤا الصحيحة والاكيدة أما زوجته جميله فقد كانت تنطق أحيانا كثيرة بما يريد قوله محمد بمجرد النظر الى عينيه أو الاحساس به فهي تعرف ما يريد فلا غروا فهي الحبيبة المحبة وهي ام الاولاده وهي التي ليس لأحد في قلب محمد ما لها من حب ومكانه . أما توجيهات فأنه يقول التوجيه لمرة واحدة فيحفظه الجميع ويفعله وقد رزقه الله بناس فضلا وعلى رجاحة عقل وفهم عظيم أيضا لما لمحمد من محبة في قلوب الجميع ولكرمه وفضله فقد كان يعطي دون حساب كيف لا وهو يصرف على كل البيوت وكل من يعيش في الوادي مجانا من جيبه الخاص فيأتي بكل الاحتياجات من المأكل والمشرب والملبس والاطياب وحتى الاشياء الخاصة للآولاد مثل الالعاب ومثل اطياب النساء والبنات فيوكل للبعض من يأتي بها ان لم يأتي بها هو وحتى الخصائص الخاصة يبعث أحد أخوانه وتذهب معه زوجته فتأتي بأشياء النساء التي يتسحين ذكرها لمحمد فيرسل أنثى تأتي بها وكان الجميع على أمانه بالغة فلا يضيع شي أبدا ولم يفقد محمد شي مما لديه سواء نقودا أو مقـتـنيات أو مواشي المهم لم يفقد أي شي وكان الجميع يعمل وكأن الوادي له وما فيه فهذا الذي جعل نجاح محمد في وادي واحة الثعبان جديرا بالنجاح والتمكن .



خامسا :




شهرة وادي واحة الثعبان وصيته في الارجاء




اصبح وادي (واحة الثعبان) اشهر من نارا على علم فكان كثيرا من الناس يعرفه ويسمع عنه ويأتيه الكثير من الناس وبأعداد هائلة فقد كان يأتيه مساكين فيعطيهم محمد ويغنيهم فأصبحوا لا يأتونه إلا مرة كل عام واصبحت عادة لقدوم المحتاجين فيأتون في أوقات معلومة فيجدون كل خير وهناك من يأتي لشراء المحاصيل الزراعية والبعض لشراء التمور والبعض لشراء مواشي ابل او ابقار او غنم أو معز أو عسل أو سمن فكل شي من هذه الاصناف موجود . وهناك من يأتي بقصد الشر وهذا طبعا جانب يجب ان لا يخفى اصله وأثره فالاشرار في الارض كثير مثلهم مثل الاخيار فوجود صنف يجعل الصنف الاخر الوجه الثاني له . وهنا كان لمحمد إجراء جميل وشديد وقد أدى الغرض المطلوب منه فقد جهز خيلا ورجالا تدافع عن الوادي فنعلم أن محمد كان شديد الوطأة على من يواجهه فهو شجاع وقوى وصبور وذا معرفة بركوب الخيل والكر والفر وكان عمه عبدالرحمن اشد منه وأدهى وكان العم عبدالباري كذلك أما العبيد أخوته فقد علمهم ودربهم على ركوب الخيل والفروسية حتى أصبحوا فرسانا فأصبح في الوادي سبعة من الفرسان الخياله ولديهم من الاسلحة ما يجعلهم يتفوقون على مئات من الفرسان فكل ما طرأ طارئ هب الفرسان السبعة للدفاع فكان محمد يفتك بكل من يقترب من واحته وكذلك عمه عبدالرحمن وعمه عبدالباري وأخوته وهنا هدأت الفتن فكان اذا غاب محمد يبقى الستة الفرسان في الوجود واذا أحدا من الفرسان الستة يبقى محمد فهو في بعض الاحيان يكفي عن الجميع لقوته وشجاعته وقوة حصانه (البدر) حيث دربه ونشأه على إطعامه كل غالي ونفيس حتى اصبح من أقوى الخيول واصبح صيته كصيت الوادي أو كصيت محمد فسد بهذا الشكل محمد في وجه الغزاه كل الابواب وأمن شرهم


ولهذا الوادي خصوصية كبيرة انه كان عذب الماء نقي فكانت المنتوجات الزراعية تأتي نظيفة وجيدة ولذيذة الطعم والمواشي بصحة ممتازة وسمان لما تجد من الوادي من مرعى ومشرب فكل شي خالي من الامراض والاوبيئة كذلك من يعيش في ذلك الوادي من البشر كان بصحة جيدة فلا أمراض تصيبهم إلا قليل جدا قد لا تذكر ولا يحتاجون الى علاجات فهم في صحة وعافيه وهذا الشي كان له دور عظيم في استمرار الحياة بصورة ممتازة ورائعة .


في الختام عاش محمد وجميع من معه في سعادة تامه وسرور دايم ونظام واضح ومؤكد فكثر الناس حتى من ولد من الاناث فكان من يأتي ليتزوج بهن كانوا يبقون للحياة في ذلك الوادي ويبنى له بيت ولا يذهب أبدا وبرغبته المطلقة فأمتلآ الوادي بالناس فتزوجوا بنات العم عبدالباري كلهن وتزوجت أبنة محمد وتزوجوا بنات اخوان محمد العبيد وكلا حسب جنسه وشكله وكثر الناس وأتوا ناس كثير وعاشوا على رأي وتوجيهات محمد فأصبح للأولاد أولاد واحفاد وصبح محمد شيخا كبيرا واولاده اصبحوا رجالا لا يستهان بهم وساروا على مسار أبيهم وكان النظام في الوادي دقيق جدا والسبب ان محمد كان يوجه بالمحبة والهدى والتقى لا بالقوة والضغط فكانت التوجيهات تنفذ بالحرف الواحد وساد الوادي نظام دقيق مستمر لا يتغير .


وعاش من في هذا الوادي على وئام ومحبه وتكاتف مما جعل الناس تهوي اليهم وتطلب المقام معهم لوفرة الخيرات وما يظل هذا الوادي من الصدق والمحبة والسعادة بسبب حب قاطنيه وتكاتفهم فيما بينهم .






هذا والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم










تمت بقلم محبكم جميعا


ابو احمـــ سهم المحبه ـــــد

ابو دماس
09-05-2012, 09:05 PM
لله درك اخوي أبا أحمد
استمتعت بهذه القصة كثيرا وسأعود إن اذن الله لي
لمتابعة اجزاءهاا القادمة

الشفق
09-05-2012, 11:45 PM
شيخ شفق /سهم المحبه
ماشاء الله ابو احمد لا اله الا الله
سلم نبضك وطاب ذكرك ولا نضب فكرك
للامانه قصه جميله ورائعه رغم انها طويله
الا ان الاسترسال في متابعة احداثها له طعم خاص
لحين اكتمال اجزاءها السته..
تستاهل الفايف استارز والتميز والتقييم
وساكون متابعاً لبقية الاجزاء..
تقديري الجم
ومودتي
،
الشفق

الحنين
09-06-2012, 02:16 AM
"


أستاذي سهم المحبة ..
بمجرد قرائتي للفصل الاول شدني لقراءة الاجزاء الاخرئ ..
أعدك بقراءة ماتبقئ من فصولها ..
وإلئ حين عودتي زهرة لفل روحك ..
طبت وطابت أيامك ..

سهم المحبه
09-06-2012, 04:35 AM
لله درك اخوي أبا أحمد

استمتعت بهذه القصة كثيرا وسأعود إن اذن الله لي

لمتابعة اجزاءهاا القادمة



أخي الحبيب والغالي ابو دماس

أهلا بك وحياك ولمرورك العطر المبارك الشكر

استحسانك وإعجابك هو ما نطمح للوصول إليه وكذلك بقية الاعضاء

شكرا لك ونأمل متابعة بقية القصة فهي مثيرة جدا

سهم المحبه
09-06-2012, 04:40 AM
شيخ شفق /سهم المحبه
ماشاء الله ابو احمد لا اله الا الله
سلم نبضك وطاب ذكرك ولا نضب فكرك
للامانه قصه جميله ورائعه رغم انها طويله
الا ان الاسترسال في متابعة احداثها له طعم خاص
لحين اكتمال اجزاءها السته..
تستاهل الفايف استارز والتميز والتقييم
وساكون متابعاً لبقية الاجزاء..
تقديري الجم
ومودتي
،
الشفق


الغالي والعزيز الشفق

لمرورك نكهة خاصة لا يعادلها شي

شكرا لك وتسلم بارك الله فيك للثناء والتقييم

مع امل المتابعة فكل جزء تأتي الإثارة في الجزء الذي بعده بشكل مضاعف

هناك إثارة كبيرة في بقية الاجزاء . أهلا بتواجدك الكريم ومتابعتك المباركة

سهم المحبه
09-06-2012, 04:46 AM
"


أستاذي سهم المحبة ..
بمجرد قرائتي للفصل الاول شدني لقراءة الاجزاء الاخرئ ..
أعدك بقراءة ماتبقئ من فصولها ..
وإلئ حين عودتي زهرة لفل روحك ..

طبت وطابت أيامك ..


أهلا بك فاضلتي الحنين وتنوري على الرحب والسعة

لا تفوتك الإثارة في الاجزاء الباقية فكما وعدتي أعدك بإثارة غير متوقعه إطلاقا .

شكرا لك وحياك وتشرفي بارك الله فيك

الملتاع
09-06-2012, 09:31 AM
الله يعطيك الف عافيه يابو احمد
فقصصك استمتع بها كثيرآ
واغلبها اقرب للواقع
ننتظر بقية الاجزاء والاثاره
تحيتي لك
اسال الله ان يطيل في عمرك
وتضل معطاءآ

الملتاع
09-06-2012, 09:32 AM
الله يعطيك الف عافيه يابو احمد
فقصصك استمتع بها كثيرآ
واغلبها اقرب للواقع
ننتظر بقية الاجزاء والاثاره
تحيتي لك
اسال الله ان يطيل في عمرك
وتضل معطاءآ

سهم المحبه
09-07-2012, 02:12 AM
الله يعطيك الف عافيه يابو احمد
فقصصك استمتع بها كثيرآ
واغلبها اقرب للواقع
ننتظر بقية الاجزاء والاثاره
تحيتي لك
اسال الله ان يطيل في عمرك
وتضل معطاءآ

عافاك الله واسعد جميع اوقاتك الملتاع
شكرا لك هذا الثناء والاعجاب ويسعدنا جدا طرح كلما يناسب ذائقة الجميع
تنور مع الجزء الثاني الذي سيطرح ان شاء الله تعالى في اسرع وقت .

اهلا بك دايما الملتاع فلمرورك إضاءات كريمة نسعد بها .

سمو الذات
09-07-2012, 10:41 AM
يسلم الفكر سهم المحبه
مررت من هنا ف راق لي نزف قلمك
متابع

سهم المحبه
09-07-2012, 11:19 PM
يسلم راسك ويسلم مرورك العذب سمو الذات
أهلا بك ونأمل تواصل هذا المرور الكريم

سهم المحبه
09-08-2012, 09:59 AM
تم طرح الجزء الثالث من القصة وهو مثير جدا
نأمل للجميع المتعة والفائدة ونأمل دعاءكم لنا بارك الله فيكم

الشفق
09-09-2012, 02:35 AM
الراقي شيخ شفق /سهم المحبه
وخالقك من بعيد ، حريص على المتابعه
فلم يمنعني سفر ولم يثنيني سهر..
عساك عالقوه يا نقي
مودتي
،
الشفق

عطر الشوق
09-09-2012, 02:58 AM
قصه رائعه جدا

مدري حاسه جميله ومحمدبيصيرلهم

وانتظر الجزء الرابع لاتتاخر

الله يقويك ويسعدك

جدار الصمت
09-09-2012, 06:52 AM
خيال واسع وفكر عالي
سهم المحبه
راقت لي وفي اشتياق لبقية فصولها
شكرا بحجمها
جدار الصمت

الرحيل
09-09-2012, 06:58 AM
قصه رائعه سهم المحبه
ننتظر بقية اجزاءها
دمت بود

المغروره
09-09-2012, 07:13 AM
قصه روعه
تسلم سهم المحبه
ودي

رفيقة الغيمه
09-09-2012, 07:26 AM
سهم المحبه

عوافي

قصه جميله نتمنى لا تنتهي اجزاءها

دمت بحفظ المولى

سهم المحبه
09-10-2012, 12:49 PM
الراقي شيخ شفق /سهم المحبه
وخالقك من بعيد ، حريص على المتابعه
فلم يمنعني سفر ولم يثنيني سهر..
عساك عالقوه يا نقي
مودتي
،
الشفق


إعجاب مفعم بالرغبة والاستزاده مما يثلج صدري ويجعلني أواصل في طرح كلما يسمو لذائقتكم الشفق
شكرا لهذا المرور والمتابعة الكريمة .. تسلم بارك الله فيك .. مع كل الامنيات بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 12:52 PM
قصه رائعه جدا

مدري حاسه جميله ومحمدبيصيرلهم

وانتظر الجزء الرابع لاتتاخر

الله يقويك ويسعدك

نعم محمد وجميله سيصبح لهم شأن في هذه القصة
مرور عطر كريم عطر الشوق .. عطر الله جميع اوقاتك بأجمل الروائح الزكيه

شكرا لك وامل المتابعة مع كل الامنيات بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 12:55 PM
خيال واسع وفكر عالي
سهم المحبه
راقت لي وفي اشتياق لبقية فصولها
شكرا بحجمها
جدار الصمت

يسلم ذوقك ويسعدني إعجابك بارك الله فيك

على الرحب والسعة وأهلا بك جدار الصمت

أمنياتي لك بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 12:57 PM
قصه رائعه سهم المحبه
ننتظر بقية اجزاءها
دمت بود

أهلا بك الرحيل وعلى الرحب والسعة

منور وأسعدنا إطلاعك ومرورك العذب

كل الامنيات لك بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 12:58 PM
قصه روعه
تسلم سهم المحبه
ودي

الاروع إطلاعك ومرورك العطر

اهلا بك المغرورة وعلى الرحب والسعة

كل الامنيات لك بالمتعة والفائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 01:01 PM
سهم المحبه

عوافي

قصه جميله نتمنى لا تنتهي اجزاءها

دمت بحفظ المولى


يعافيك ربي ويسلمك رفيقة الغيمة

الاجمل مرورك الكريم وإطلاعك

كل الامنيات لك بالمتعة والقائدة

سهم المحبه
09-10-2012, 01:03 PM
تم طرح الجزء الرابع

أهلا بالجميع

وامنياتنا لكم بالمتعة والفائدة

مروركم وإطلاعكم أحبتي يزيد من سعادتنا فأهلا بكم

ابو دماس
09-10-2012, 01:27 PM
الله يبيض وجهك اخوي ابو احمد
والله قصة ممتعة جدا استمتعت بها كثيراً
واتشوق لمتابعة ماتبقى منهاا

سهم المحبه
09-10-2012, 04:55 PM
الله يبيض وجهك اخوي ابو احمد
والله قصة ممتعة جدا استمتعت بها كثيراً
واتشوق لمتابعة ماتبقى منهاا


وجهك ابيض ابا دماس .. تسلم بارك الله فيك .

متابعتك تسعدنا وتسرنا .. نأمل لك المتعة والفائدة وعلى الرحب والسعة .

الملتاع
09-10-2012, 06:07 PM
اهلين ابواحمد
والله اني داخل جو مع اني لسا
في الجزء الثاني الله يعطيك الف عاقيه
والله قصه رائعه وممتعه
بارك الله قيك

سهم المحبه
09-10-2012, 10:27 PM
اهلين ابواحمد
والله اني داخل جو مع اني لسا
في الجزء الثاني الله يعطيك الف عاقيه
والله قصه رائعه وممتعه
بارك الله قيك

هلا بك الملتاع وحياك

أمل أن يصل هذا الجهد لمستوى الرضى والقبول

وأمل للجميع المتعة والفائدة ..

الإثارة تزود كلما قربت من النهاية

سهم المحبه
09-15-2012, 03:02 AM
تــم طرح الجزء الخامس من القصة

نأمل لكم المتعة والفائدة أحبتي الكرام

سهم المحبه
09-17-2012, 12:00 AM
بكل الترحيب بالاحبه الكرام

ويسعدنا إطلاعكم وإعجابكم

عطر الشوق
09-18-2012, 03:25 PM
شكلها جميله ولدت

:36_1_41:

انتظر الجزء السادس يارب تكون النهايه سعيده

حتى ابطال القصه رسمت لهم صوره

لشخصك ولقلمك مليون تحيه

سهم المحبه
09-19-2012, 12:15 AM
شكلها جميله ولدت

:36_1_41:

انتظر الجزء السادس يارب تكون النهايه سعيده

حتى ابطال القصه رسمت لهم صوره

لشخصك ولقلمك مليون تحيه


عطر الشوق قد أكون مبالغا ولكن هي الحقيقة والله العظيم
وهو كبير سعادتي بأن يرسم كل قارئ لشضخيات قصتي صورا في أذهانهم
وهي جل ما أتمنى أن تصل إليه معلومات وشخصيات قصتي

شكرا لهذا المرور العطر الكريم عطر

كوني بالقرب وسيطرح الجزء السادس والاخير وهو مثير جدا
وآمل بأن أصل لذائقة الجميع وإعجابهم

كل الود وأجمل التحايا عطر

عطر الشوق
09-20-2012, 10:20 AM
سهم المحبه لاتتاخرعلينا

تحيتي

سهم المحبه
09-20-2012, 07:58 PM
سهم المحبه لاتتاخرعلينا

تحيتي

أهلا بك عطر الشوق وحياك ... منوره

كيف أتأخر وأنا جاهز دايما . غدا الجمعة سيتم طرح الجزء الاخير


وكل عام وأنتم وآل شفق بخير

الرابع من ذي القعده 1433هـ يوم احتفال شفق وآل شفق بمرور سنه كامله على التأسيس

سهم المحبه
09-22-2012, 01:03 AM
تم طرح الجزء السادس والاخير من القصة
آمل لكم أحبتي الكرام المتعة والفائدة



همسة :


يطيب لي أحبتي الكرام قراء قصتي هذه بتلقي توجيهاتكم وملاحظتكم حول ما ورد في القصة
من أحداث وطريقة السياق لأتمكن تلافيها فيما بعد أن كتب لنا حياة فيما أكتب ليتم الوصول لذائقة
الجميع ويحصل على المتعة والفائدة الجميع .

استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعة والى لقاء قادم ان شاء الله تعالى في قصة جديده

محبكم أبو احمـــ سهم المحبه ـــــد

الهواوي
09-23-2012, 10:57 PM
ياشيخ الله يسعدك يشهد الله كأنها حقيقه وليست من نسج الخيال جميله وممتعه اقصد القصه

لقد قرأتها كامله في وقت واحد دون ملل لما هي عليه من استرسال جميل

بحق انت راوي جميل واتوقع إن في جعبتك الشيء الكثير

عاد تصدق اني تخيلت اني محمد هههههههههههههه

يمكن اعجبتني الاجواء التي عاشها خاصه واني احب مثل هذه العيشه

الله يعطيك العافيه وطولة العمر أخي ابو احمد

عطر الشوق
09-24-2012, 11:22 AM
سهم المحبه

كيف اشكرك لاادري قليلة كلمة شكرا

قصه رااائعه وفعلا تخيلت جو محمد

في الاول كانت شبه خياليه مع حكاية الثعبان ولكن المتبقي كان واقعي

مع انه توقعت ان تكون ايضا فيها خيالات بس كذا احلى تغيير من روتين القصص

شي واحد فقط موانتقاد لكن اعتبرها ملاحظه هو ان محمد لا يواجه منذ دخوله الواحه وزواجه وحياته اي عقبات

توقعات مثلا بعد العمر الطويل وانه عمه انجب اربعة ابناء ان يتوفى عمه على الاقل

مشاكل تصير اي شي وهذه طبيعة الحياه ماحد يعيش سعيد دائما الموت او حتى مشكله عابره تمر بالانسان

(ترى ان موكئيبه ) ههههههههههه لكن والله والله القصه رائعه ولايوجد اخطاء فيها.. قرات قصص في منتديات وجدت انهم اخطؤ كثيرا

رغم انني اتمنى كنت تنزل الاجزاء بسرعه لكن الان ندمت تمنيت القصه اطول لجمالها جدااارااائعه

سلمت اناملك يارب وانتظرقصه جديده والغاز كمان

الله يوفقك ويسعدك دميا واخره

اختك عطر الشوق

اصدق التحايا لشخصك

سهم المحبه
09-26-2012, 01:02 AM
ياشيخ الله يسعدك يشهد الله كأنها حقيقه وليست من نسج الخيال جميله وممتعه اقصد القصه

لقد قرأتها كامله في وقت واحد دون ملل لما هي عليه من استرسال جميل

بحق انت راوي جميل واتوقع إن في جعبتك الشيء الكثير

عاد تصدق اني تخيلت اني محمد هههههههههههههه

يمكن اعجبتني الاجواء التي عاشها خاصه واني احب مثل هذه العيشه

الله يعطيك العافيه وطولة العمر أخي ابو احمد


دمت ودام تواجدك اخي الكريم الهواوي وطبت وطابت لك الاوقات سعيدا معافا
الحقيقة أن إعجابك وثناءك على هذا الجهد وسام منحته لي بارك الله فيك

ويسعدني إفادتك بأن هناك قصص كثيرة في ملفي الشخصي بإمكانك الاطلاع عليها بمجرد الدخول الى ملفي الشخصي
أرحب بك وستجد المتعة والفائدة فهناك قصص جميله تروق لك ان شاء الله تعالى .

أكرر الترحيب بك الهواوي ومما يسعدنا إطلاعك الكريم وتشريفك لهذا المعرف السعيد بتواجدك الرائع

سهم المحبه
09-26-2012, 01:31 AM
سهم المحبه

كيف اشكرك لاادري قليلة كلمة شكرا

قصه رااائعه وفعلا تخيلت جو محمد

في الاول كانت شبه خياليه مع حكاية الثعبان ولكن المتبقي كان واقعي

مع انه توقعت ان تكون ايضا فيها خيالات بس كذا احلى تغيير من روتين القصص

شي واحد فقط موانتقاد لكن اعتبرها ملاحظه هو ان محمد لا يواجه منذ دخوله الواحه وزواجه وحياته اي عقبات

توقعات مثلا بعد العمر الطويل وانه عمه انجب اربعة ابناء ان يتوفى عمه على الاقل

مشاكل تصير اي شي وهذه طبيعة الحياه ماحد يعيش سعيد دائما الموت او حتى مشكله عابره تمر بالانسان

(ترى ان موكئيبه ) ههههههههههه لكن والله والله القصه رائعه ولايوجد اخطاء فيها.. قرات قصص في منتديات وجدت انهم اخطؤ كثيرا

رغم انني اتمنى كنت تنزل الاجزاء بسرعه لكن الان ندمت تمنيت القصه اطول لجمالها جدااارااائعه

سلمت اناملك يارب وانتظرقصه جديده والغاز كمان

الله يوفقك ويسعدك دميا واخره

اختك عطر الشوق

اصدق التحايا لشخصك



دمتي عطر الشوق سعيدة معافاه طيبت الحظ .. والشكر لله تعالى ونسأله أن يوفقنا جميعا لكل خير .

سعادة بالغة جدا بهذا الاطراء الرائع من شخصك الكريم على هذا الجهد وكان جل أمنياتي بأن تنال إعجاب الجميع
وقد حصل ذلك ولله الحمد .. أما ملاحظتك بارك الله فيك فهذا يحدث في القصص والروايات .. ولكن كانت القصة بداية للنهاية

فلو تلاحظي بارك الله فيك في الاحداث التي بدأت منها القصة فكلها كانت محزنة وسيئة ..

محمد .... توفي والداه وعاش يتيما وتربى بعيدا عن أقرباءه فلا يعرف أحد ولا يدري هل له أقرباء في مكان أخر أم لا
وفي النهاية طرد من القبيلة التي ولد فيها وتربى .. وخرج هائما على وجهه فلم يكن يعلم بأن واحته الجميله هي
منتهى رحلته ومواجهة للثعبان فقد كان مواجها للموت وخطر الثعبان كان كبيرا جدا فأنجاه الله ورزقه من فضله بتلك
الواحة ومن أتى إليه من شتى الارجاء .. فقصته كانت نهاية لمعاناة صعبة عاشها في بداية حياته .

كذلك العم عبدالرحمن أبو جميله زوجة محمد .. فقد نهب ماله كله وذبح ولداه ووصل الى نهاية صعبة فخرج من ديرته
والحزن والاسى يملآ ويقطع نياط القلب .. وقد رزقه الله من فضله بأن صادف محمد فلم يخرج محمد من واحته إلا ذلك
اليوم متفقدا جهات الوادي الذي كانت الواحة في وسطه فصدفة رائعة بأن صادف ذلك العم ومعه تلك العمة الكريمة وبرفقتهما
الجوهرة المكنونة والذهب المصفى أبنتهما جميله .. فكان نهاية الحزن والأسى وصولهما الى تلك الواحة التي كبرت الآمال معهم جميعا وحصل لهما ما حصل ..

وذلك العم عبدالباري .. الذي كان يعيش في شظف من العيش وكانت أسرته تحتاج للكثير من المؤن والاحتياجات الاخرى فلا
يستطيع توفيرها .. وبمجرد وصوله الى محمد أنتعش عمله وكبر رزقه وأتى بأسرته وأستقر في ذلك البيت وأصبح من المقربين
من محمد وأصبح لديه ثروة كبيرة كما في القصة وكل مصاريفه أسرته مجانا من محمد . فأنتهت المشاكل بالنسبة له .

وأولئك العبيد الذين كانوا عبيدا رقيقا بعيدين عن أسرهم لا هدف لهم ولا آمل في أن يكون لهم مستقبل .. أصبحوا عتقاء أحرارا
واصبح لكل واحد منهم بيتا وزوجة يحبها وأولاد فكانت نهاية الاحزان بالنسبة لهم

والجميع كانت القصة بكاملها بداية النهاية .. نهاية الأحزان وبداية الافراح ولذلك لم أتصور بأن يكون هناك أحزان جديدة ومآسي
فأحببت أن تبقى القصة مثيرة دون أحزان وقد يكون للقراء أراء أخرى أسعد بها مع الشكر الجزيل

شكرا لك مرة أخرى أختي الفاضلة عطر الشوق هذا التواجد وتلك المتابعة وعطر الثناء على جهدي . فكوني قريبة دايما نسعد .

ويسعدني إطلاعك على ملفي الشخصي فهناك قصص كثيرا الأغلب منها مثير جدا بأمكانك الاطلاع بدخول ملفي الشخصي
وطلب الموضوعات التي كتبتها وبذلك تتم المتعة والفائدة بأذن الله لك ولكل من يحب الاطلاع .. فأهلا بالجميع ..

جدار الصمت
09-29-2012, 01:49 PM
قصه مثيره بالفعل
وتسحتق القراءه دون عجل
شكرا لك سهم المحبه
وبارك الله لك فكرك ولا ثلم قلمك
تقديري واعجابي قبل مروري
جدار الصمت

سهم المحبه
09-30-2012, 12:54 AM
قصه مثيره بالفعل
وتسحتق القراءه دون عجل
شكرا لك سهم المحبه
وبارك الله لك فكرك ولا ثلم قلمك
تقديري واعجابي قبل مروري
جدار الصمت

الشكر لله جدار الصمت وأسعدني جدا مرورك وإعجابك

وسعادتي تكتمل بتواجدك الدائم ومرورك العطر على هذا المتصفت
الذي يشع نورا بمجرد تواجدك فيه .. أهلا بك وسهلا وعلى الرحب والسعة

عطر الشوق
10-01-2012, 10:37 PM
نعم سهم المحبه صدقت

كانت في حياهم في الماضي صعبه اشكرك على التوضيح

شكررررررررررررا لك واتمنى ان تطرح قصه قريبا

تحيتي

سهم المحبه
10-02-2012, 12:38 AM
نعم سهم المحبه صدقت

كانت في حياهم في الماضي صعبه اشكرك على التوضيح

شكررررررررررررا لك واتمنى ان تطرح قصه قريبا

تحيتي


بأذن الله تعالى عطر الشوق .. وأشكرك على متابعتك الرائعة
والتي تجعلني أستعد لكتابة قصة جديدة ان شاء الله تعالى

وأمل التوفيق للجميع والمتعة والفائدة في كل ما يتم طرحه

شكرا من الاعماق لتواجدك عطر وأهلا بك دايما ويا مرحبا

ابو عبدالله القرني
10-02-2012, 12:53 AM
يسعد صباحك ابو احمد وكل ايامك

مقصر اخوك واعترف بتقصيري

لازلت في الجزء الثاني لكن اعدك ان اكمل واعود

دمت لمحبيك قلما يبنع بأجمل المواضيع والاطروحات

ففعلا من البداية استمتعت

وحتما سأستكمل المتعه بقراءة باقي الاجزاء

ولي عودة تليق بمقامك العزيز والغالي لدينا

الحنين
10-02-2012, 01:07 AM



أستاذي ..
وعدتك بمتابعة وها أنا اعود مره أخرى ..
بعد متابعة وقراءة عشتها كانت شيقه جدآآ..
ولا جمال هنا سوى براعة تصويرك وسردك للقصة ..
بنتظار قصص اخرى ..
سلمت وسلم قلمك ..

سهم المحبه
10-04-2012, 04:44 PM



أستاذي ..
وعدتك بمتابعة وها أنا اعود مره أخرى ..
بعد متابعة وقراءة عشتها كانت شيقه جدآآ..
ولا جمال هنا سوى براعة تصويرك وسردك للقصة ..
بنتظار قصص اخرى ..
سلمت وسلم قلمك ..


لمرورك نكهة خاصة الحنين وتميز .. فأهلا بك دايما وحياك الله وعلى الرحب والسعة

ثناءك وإطراءك على هذا الجهد يزيده رفعة وسمو .. فشكر الله لك ويعطيك الف عافيه

سيكون لنا جهدا أخر أن شاء الله قريبا .. نأمل أن يكون في مستوى ذائقتك الحنين

كل الامنيات لك بالصحة والسعادة مع الشكر الجزيل