المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!


ملكة نفسي
10-11-2012, 02:36 PM
http://forum-ksa.com/up//uploads/images/forum-ksafa5840ecf0.jpg


قصص تأثرت بقراءتها كثيرًا وفيها الكثير الكثير من العبر

وأهم عبرة " لاتغضب "

أبو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما
..
في ليلة وبمناسبة سَكَنِهْ في منزل جديد
أقام مأدبة عشاء للزملاء
لبيّت العزيمة وليتني لم ألبيها
..
يعلم الله أني ندمت على ذهابي. .
خلوكم متابعين وبقولكم لمَ الندم..
تجمع الزملاء وذهبنا له في منزله
..
بيننا المُسِّن والشاب..
لفيف من الزملاء اكتظ بهم مجلسه..
ثلاثة من أطفاله.. أخذوا مكانًا في طرف المجلس
..
..[ محمد و أنس و معاذ ]..
. .
كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا



أتت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فيها كيانه..
قلبت فرحه لحزن..
وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني..



لم يرق لي صب ( أبو فهد ) للقهوة..
كبير في السن ويصب القهوة لنا الشباب لم أتعودها في محيطي
وقمت وألحّيت عليه كي أصبها..
..
لكنه حلف وأجبرني على الجلوس
. .
قلت له ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه
..
لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر ولهذا تمت تسميته أبو فهد
..
كنت منتقل حديثا للإدارة ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم
كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقه..
لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء..
عندما سألت عن فهد. .
صمت المجلس عن بكرة أبيه.. وتغيرت ملامح أبو فهد..
اختفت الابتسامة..
ولجمت الألسن..
علمت أني جبت العيد..
وصمت
...
لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة
وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة
//
التفت على زميلي اللي يجلس إلى جواري..
وقلت وش فيه..؟؟
قال: فهد ميت.. وأنت جبت العيد..
قلت متى؟؟
. .
قال من 10 سنوات
..
ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره..
..[ يا لرقتك يا أبا فهد ]..



..
عاد أبو فهد بعد أن أفرغ ما به وأثار البكاء باديه على وجهه
..
تعشينا.. وأصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر
. .
بالفعل عندما رحل آخر الزملاء اقتربت منه
وقلت: أنا آسف لم أعلم ان فهد ميت..

هذا قدره..
وهو طريق سيمشيه الجميع..
التفت علي وقال.. حصل خير..
لا تعتذر فذكراه لا تغيب. .
قلت: ولكن يا أبو فهد عشر سنوات.. وانت تبكيه..
أين الإيمان بالقدر..
قال.. أنا مؤمن بالقدر
..
حزني . .. لم يكن للوفاه !!!
فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ونحن عائدون للرياض قادمين من أبها في إحدى الإجازة الصيفية ولم ابكها كما بكيته
..
مات وهو يبكي..
مات بعد أن اغضبته..مات بعد أن ضربته..
لم يسعفني القدر لضمه..لم يسعفني القدر لتطييب خاطره..
لم يسعفني القدر لمسح دموعه..

كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..

كان فهد عمره عشر سنوات
..
وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده
..
لم يحتمل أبو فهد الأمر.. ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا
..
بكى فهد.. وتألم والده
..
تألم ومع ذلك قال في نفسه..
سأراضيه في الرياض !!
. .
وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء..
مات فهد وطفلة رضيعة
..
وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..



//
يقول أبو فهد..
ليته يعود لو لساعة
..
مات والحسرة في صدري...
فقط ارغب في ضمه ومسح دموعه
..
أنا مؤمن بالقضاء والقدر..
ولكن ما زالت الحسرة في قلبي
. .
مات وهو غاضب..
مات وهو باكٍ
..
مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..//
ليت الليالي تعود..

: : : * : : :* : :: * : : :


نقسو على من نحب..

ونردد الأيام كفيله بإرضائهم..
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر
..
قريب لي ماتت والدته وهي غاضبة عليه..

ماتت وهو يسوف ويقول غدا أطيب خاطرها..
ماتت قبل غدًا !!
وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها
ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله



* : :* : : * : : *

زوج خرج من بيته وقد أغضبته زوجته . .
وكانت ( كلمة آسفة ) كفيلة بأن تذيب جليد هذا الغضب . . !
كرامتها أبت عليها ( النطق بها ) !
وقالت . . أخبئها له حين يعود !!
لكنه .. خرج ولم يعد !!


زوجة . .

تركها زوجها بين جدران بيتها تموت كمداً وظلماً . .
خرج . . وعناده يؤزّه إلاّ يطيّب خاطرها هو عند عتبة الباب . .
كان يخبّئ لها ( وردة مخمليّة ) وهو عائد إليها . .
لكنه . .

دخل فوجدها مسجاة على فراش الموت !!



إبن عاق . . يجرّ باب البيت بقوة ومن خلفه أم تبكي أو أب يندب حسرة . . !
لهاثه وراء رغباته .. الصحبة والرفقة . .
جعله يؤجّل إن ينطرح عند قدميهما يقبّلهما إرضاءً واعتذارًا . .
أغلق الباب وهو يحدّث نفسه ..
حينما أعود . . أرضيهما !لم يعد .. إلاّ بصوت هاتف يهاتفه ( أعظم الله أجرك ) فيهما !!



لي . . ولك . . ولكل إنسان يحمل بين جنبيه قلب ( إنسان ) !



تذكر دائماً . . .

لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد!!

منقول للفائده

غرور النفس
10-11-2012, 02:49 PM
وش اقول خلاص ببكي ماابقول شي

سلمت يدااك غاليتي

رستم11
10-11-2012, 03:18 PM
الغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم ـ نعوذ بالله منه ـ يسيطر به على صاحبه
فيفقده اتزانه ، فيقول ويعمل ما يوبقه دنيا وأخرة وكم من عاقل فقد عقله حال غضبه فأرداه الشيطان في داهية ،وألقاه في هاوية الندم ! وكان الغضب سبب تلك الخطايا والأوزار !
وكم من رجل حليم ، غضب فظلم ، وسخط فحرم ، وتكلم فندم !وكم من زوج محبٍ لزوجته ،
ملكت عليه لُبَّه ، وتمكنت من قلبه ، فوقعت فيما يسخطه ، فغضب منها غضبة أوقعته فيما كان يحذر ،
فمدَّ يده عليها بغير حق وتكلم عليها بباطل ، وربما طلَّقها بغير جرم ، فندم يوم لا ينفعه الندم ، ، وفرَّق بينهما الغضب !
وكم من والد غضب من ولده ، فضربه ضرباً مبرحاً ، حتى أعطبه وأرداه وأوقع به من العطب في بدنه ،
ما جعل الوالد الحزين يندم على ذلك مدى عمره ولو تأمل بعقله لوجد أن السبب لا يستحق هذا الغضب !
وكم من رجل عاقل تعرض له بالأذى أو الخطأ رجل آخر ، فنفخ الشيطان في قفاه ، فتقاتلا كالأعداء ،
فقتله أو جرحه ، فكانت السجون موطن سكنه وحزنه ، أو كان السيف البتار الذي دُقَّ به عنقه ثمرةمن ثمرات الغضب ! وكم ، وكم ، وكم ...
وللعاقل أن يسأل : ما وسائل كبح جماح الغضب ؟ وكيف نتخلص منه ؟يجب أن نعلم أن الغضب إنما هو نفخة من نفخات الشيطان على الإنسان فلنحذر من عدونا ، فإنه يريدك أن تغضب ليتكلم على لسانك ، ويبطش بيدك ، ويركل بقدمك ...فعن سليمان بن صرد ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ ورجلان يستبان ، فأحدهما احمرَّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان . ذهب عنه ما يجد " . فقالوا : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " تعوذ بالله من الشيطان " فقال : وهل بي جنون ؟( صحيح البخاري (6/337 ـ 3282 )هل رأيت ماذا قال ؟! جربها أنت مع من تراه يخاصم ويهاجم ، وقل له :استعذ بالله من الشيطان ، فهل تراه يقولها من أول وهلة ؟ جرِّب لتعرف...والآن .. هل ترغب بمعرفة الأجور العظيمة التي أعدها الله تعالىلمن كتم غيظه وكف غضبه ؟؟فعن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله عليه وسلم :" من كظمَ غيظاً وهو يستطيعُ أن ينفِذَه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ، حتى يُخيره في أي الحور شاء "( صحيح سنن الترمذي 2/197 ـ 1645 )وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من جُرعةٍ أعظم أجراً عند الله من جُرعة غيظٍ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله " ( صحيح سنن ابن ماجه 2/407 ـ 3377 )وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ... ومن كفَّ غضبه ، ستر الله عورته ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ..."( رواه الطبراني في الكبير ، انظر : السلسلة الصحيحة 2/608 ـ 906 )
اسأل الله لنا ولكم العفو والسلامة

ابو عبدالله القرني
10-11-2012, 03:23 PM
ملكة نفسي

شكرا لن يفيك حقك لكني اقدمه وهو كل ما املكه

مع دعوة صادقة لك بدوام التوفيق

اسأل الله يحفظك ويرعاك وان يجزيك خير الجزاء

شكرا لك لاينتهي

تقييمي وتقديري

الشفق
10-11-2012, 03:35 PM
للامانه قصه محزنه
وهي حاصله بكل الاحوال
مع الاغلبيه ، لم نتعود تمالك
انفسنا عند الغضب لم نعود انفسنا
على تحمل تصرفات ابناءنا والنتيجه
كما كانت مع ابو فهد او المقتطفات التي تم ايرادها
بالقصه ..

ملكة نفسي

شكرا لك مدد بلا عدد على حسن الاختيار
وحضورك المميز
وتقديري الجم
ومودتي
،
الشفق

الحنين
10-11-2012, 07:41 PM
"


قصة مؤلمة جدآ ..
سبق وقراءتها بصرح اخر ..
لكن في كل مرة أتاثر بشدة ..
يعطيك العافية يالغلا. ..
دمتي بسعآدة ابدية ..

بقايا حلم
10-11-2012, 08:07 PM
قصه مؤلمه وقد المتني كثييييرا
شكرا لروعة انتقائك
دمتي بحب..

عبد الرحمن الحازمي
10-11-2012, 10:11 PM
ملكة نفسي شكراً على هذا الموضوع الجميل الذي جعلني أنقل لكم هذا الموضوع الجميل عن الغضب أرجو أن يستفيد منه الكثير

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: (لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب) واه البخاري.

هذا حديث مهم في باب إصلاح أخلاق الناس وتزكية نفوسهم وهو جليل القدر مع صغره. وفيه مسائل:

الأولى: فيه مشروعية طلب الوصية من العالم والرجل الفاضل سواء في أمر عام أو خاص وقد كان السلف يكثرون من ذلك. فهذا الرجل حرص على طلب الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم فأوصاه النبي بوصية جامعة وربما أدرك النبي صلى الله عليه وسلم حاجته إلى الحلم وترك الغضب. فينبغي على المؤمن أن يحرص على ذلك فربما سمع كلمة نافعة أصلحت حاله وغيرت مجرى حياته وفتحت له بابا من الخير وأغلقت عليه بابا من الشر فقد يفتح الله على بعض عباده بالحكمة ويقذف في قلوبهم نورا فيبصرون بعض خلقه من حيث لا يظنون.

الثانية: فيه أن الغضب جماع الشر كله. قال جعفر بن محمد: (الغضب مفتاح كل شر). وقيل لابن المبارك: اجمع لنا حسن الخلق فقال: (ترك الغضب). وهو من أقبح الأخلاق السيئة لأنه يخرج المرء عن طبيعته الإنسانية إلى البهيمية ويحمله على ارتكاب تصرفات سيئة من السب واللعن والشتم والضرب والاعتداء والإتلاف والطلاق بل ربما والعياذ بالله تلفظ بألفاظ توجب الردة. وللغضب آثار سيئة على الفرد والمجتمع فكم فرق بين الأحباب وأفسد بين الخلان وشتت أسرا كانت مطمئنة. قال عطاء بن أبي رباح: (ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمل خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة ورب غضبة أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله).

الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) يشمل معنيين:
1- أن يتجنب المرء الوقوع في الغضب ابتداء أو يقلل منه وذلك بأن يعمل بالأسباب التي توجب حسن الخلق من الحلم والكرم والحياء والتواضع وكف الأذى والصفح والعفو والطلاقة وغير ذلك فإن المرء إذا تحلى بذلك لم يحصل منه الغضب عند وجود أسبابه.
2- أن لا يعمل بمقتضى الغضب إذا وقع فيه بل يجاهد نفسه على ترك ما يأمر به الغضب فإن الغضب إذا ملك الإنسان كان الآمر الناهي له ولهذا قال الله عز وجل في وصفه: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ). فإذا لم يطع المرء غضبه فيما يأمره به وسكن عنه الغضب كان كأنه لم يغضب كما قال تعالى: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ).

الرابعة: للغضب إذا وقع بالمرء أدوية نافعة إذا عمل بها ذهب عنه وسكن:
(1) التعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ففي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لست بمجنون.
(2) تغيير الحال التي كان عليها وقت غضبه: فقد أخرج أحمد من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).
(3) السكوت عن الكلام: فقد أخرج أحمد من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم فليسكت قالها ثلاثا).
(4) الوضوء: فقد أخرج أحمد عن عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
(5) ذكر الله: من التسبيح والتهليل وتلاوة القرآن قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
(6) التفكر في خطورة الغضب ومآله وعاقبته والآثار المترتبة على إنفاذه والعمل بمقتضاه.

الخامسة: المؤمن القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب ولا ينساق ورائه ويكف نفسه عن الاستجابة له. ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). وقال مورق العجلي: (ما امتلأت غيظا قط ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت). وقد كان السلف الصالح إذا غضبوا ملكوا أنفسهم عند الغضب. فينبغي على المؤمن أن يوطن نفسه عند الغضب على الصبر وكف النفس والقدرة على التحمل وأن لا يتكلم بكلام أو ينفذ أمرا يندم عليه فيما بعد. ولو تأمل المرء في تصرفاته الهوجاء وأفعاله النكراء حال غضبه لاستحيا من رؤية الناس إليه وهو في تلكم الحال.

السادسة: الحلم خلق كريم وخلة محمودة وهو ترك الغضب وعدم الانفعال عند الخصومة والمشاحة ولا يقوى عليه إلا من ملك نفسه وراقب الله في تصرفاته وهو صفة محبوبة إلى الله تعالى. قال رسول الله لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة). رواه مسلم. ويستحب لمن نزل به الغضب أن يكظم غيظه ولا ينفذه. وقد ورد فضل عظيم لكظم الغيظ. قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره أي الحور شاء). رواه أحمد. وجاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله أوصني قال: لا تغضب قال: أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملك. قال: فإن غضبت فاملك لسانك ويدك.

السابعة: للشيطان مداخل خطيرة على المرء ينفذ عليه في أحوال الضعف والخور وفقد السيطرة على النفس ، فإذا انفعل المرء وأسرف على نفسه ولم يملكها حال الغضب أو الفرح أو الحزن أو الطمع أو الخوف أو الشهوة وغيرها تمكن منه الشيطان واستولى عليه. قال الحسن: (أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب). فمنى طمع المرء في شيء حمله الشيطان على الحصول فيما طمع فيه من أي طريق ولو كان محرما ، ومتى خاف شيئا حمله الشيطان على دفعه بأي طريق ولو كان محرما ، ومتى مالت نفسه إلى شيء وتلذذ به حمله الشيطان على فعله ولو كان محرما ، ومتى غضب حمله الشيطان على إنفاذ غضبه ولو كان محرما ، وهكذا الفرح والحزن. وهذا يوجب على العبد الحذر والاعتدال وتحري حدود الشرع في هذه الأحوال وسلوك القصد في ذلك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى). رواه النسائي.

الثامنة: الغضب المذموم الذي نهى عنه الشرع هو أن يغضب الإنسان انتقاما لنفسه. أما إذا غضب غيرة لله لانتهاك محارمه أو دفعا للأذى عن نفسه وغيره في ذات الله فهذا غضب محمود شرعا وفاعله يثاب على ذلك. قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ). وقالت عائشة رضي الله عنها: (ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها). متفق عليه. وفي صحيح مسلم: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يُجاهد في سبيل الله). وكان صلى الله عليه وسلم حليما مع أهله وخدمه. قال أنس رضي الله عنه: (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله ما قال أف قط ، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا). متفق عليه. ولكنه كان إذا عصي الله غضب لذلك وعرف ذلك في وجهه وبين حكم الله فقد دخل يوما بيت عائشة فرأى سترا فيه تصاوير فتلون وجهه وهتكه وقال: (إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور). متفق عليه.فينبغي على المؤمن أن يكون حليما مع من أخطأ عليه لأمر من الدنيا يعفو ويصفح عمن ظلمه سمحا بعامل الناس بأريحية تامة خاصة من كان مرتبطا به أما إذا رأى مخالفة لله ورسوله غضب لذلك وانتصر لدين الله.

التاسعة: الغضبان يؤاخذ شرعا بما يصدر منه من أقوال وأفعال محرمة من سب ولعن ودعاء. ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (خذوا متاعها ودعوها). وثبت في مسلم أيضا من حديث جابر أن رجلا كان يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فلعن ناضحا له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم). ودلت النصوص على أن الغضبان مكلف حال غضبه تنفذ تصرفاته وتصح عقوده ما دام يعقل فيؤاخذ إذا صدر منه كفر أو قتل نفس أو إتلاف لمال ويقع منه الطلاق والعتاق والظهار واللعان واليمين. واختلف الفقهاء في وقوع طلاق الغضبان على أقوال والصحيح أن طلاقه يقع إلا في حالة انغلاق عقله وشدة غضبه بحيث لا يعقل ما يصدر منه لأن باب العلم والقصد قد أغلق عليه كالمكره والطلاق إنما يقع من قاصد له عالم به. وقد روي في مسند أحمد وأبو داود عن عائشة مرفوعا: (لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) قال أبوداود الإغلاق الغضب. أما إذا كان غضبه خفيفا أو متوسطا بحيث يشعر ويعقل ما يتلفظ به من الطلاق وغيره فطلاقه نافذ. قال رجل لابن عباس رضي الله عنه: إني طلقت امرأتي ثلاثا وأنا غضبان فقال: إن ابن عباس لا يستطيع أن يحل لك ما حرم الله عليك عصيت ربك وحرمت عليك امرأتك.

شِيخةّ الغِيد |❥
10-11-2012, 10:41 PM
رغم قرائَتي لها كمْ مَرهه
الاَ
انها لآزآلت تٌؤٌثر بالاَنفسسْ
اجدتِ الاختيآرْ غلآتِي
تِسسلم اياديكك
ويِسلم لنآ حضضوٌرك الَمٌشِع بالابدآع ورٌقِي الفِكر
تقديرِي ..

الملتاع
10-12-2012, 05:05 AM
موضوع مؤثر جدآ
يعطيك الف عافيه