المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المميزة للعلاقة بين الأب وابنه،


احمد الكثيري
12-27-2012, 10:26 PM
دعاء بهاء الدين– سبق– جدة: يعتبر العطاء السمة المميزة للعلاقة بين الأب وابنه، بيد أن بعض الرجال يخلعون رداء الأبوة، ويتدثرون برداء الشباب "المصطنع"، تحقيقاً لنزواتهم الشخصية، ويقتلون فرحة أبنائهم.

قد يتعجب البعض من هؤلاء الآباء، ويعتقد أنه خيال، بيد أن هناك قصصاً ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة لآباء اغتالوا فرحة أبنائهم، وطمعوا في عُرُسهم.

"سبق" تتساءل: ما الأسباب التي تجعل الأب يخضع لشهواته، ويقتل مشاعر ابنه؟

وما تأثير ذلك على العلاقة الأسرية بينه وبين ابنه؟ هذا ما نعرفه في سياق هذا التقرير:


نظرات غريبة
عبر أحد الشباب (تحتفظ "سبق" باسمه) عن حزنه الشديد لزواج أبيه من فتاة يفترض أن تكون عروسه، وقال: سمعت من أمي عن قريبتي في عمر الزواج، وأخبرتني بجمالها وأخلاقها، مبيناً سعادته يوم الذهاب إليها لخطبتها، وقال: عندما قابلت عروستي لاحظت نظرات غريبة من والدي تجاهها.

وتابع: لم أتخيل أن هذه النظرات سوف تقتل حلمي، وتخطف مني عروستي الرقيقة، مبدياً دهشته من خطبة أبيه لعروسه، ودفع مهر مضاعف كي يؤثر على أهل عروستي، وقال: ألجمتني الصدمة عندما وافق أهل عروستي على أبي بالرغم من بلوغه مرحلة الشيخوخة، وبنبرة تشاؤم ختم حديثه مؤكداً أنه لا يفكر حالياً بالارتباط بأي فتاة.

اغتيال فرحتي
وبنبرة غضب تحدث أحد الشباب لـ "سبق" قائلاً: أبي شخصية متسلطة فنحن دائماً كالدمى بين يديه، فقد أجبرني على الالتحاق بكلية جامعية لم أرغبها، وأختي لم تكمل دراستها الثانوية لأنه زوجها من رجل أعمال ثري في عمر جدها.

وبكل أسى تابع حديثه: اختارت لي أمي فتاة، وفي يوم الخطبة، ذهبت مع أبي لرؤيتها، مبدياً سعادته بجمالها وخلقها الرفيع، بيد أن فرحته لم تكتمل، عندما فوجئ بأبيه يخطب الفتاة لنفسه، ويتجاهل مشاعره، وأعرب عن حزنه مما أقدم عليه والده وقال: لم أتخيل أن تصل أنانية أبي لهذه الدرجة، فيغتال فرحتي ويقتل أملي، وأكد عزمه على مغادرة البيت قائلاً: لن أستطيع المعيشة مع أبي، وقد بلغ ظلمه المدى، ولم يكترث بمشاعري، ولن أستطيع مصارحة أمي بهذا الموضوع، خوفاً على صحتها.

جرح غائر
وتحدث أحد الشباب عن تجربة صديقه المؤلمة مع أبيه، وقال: فكر صديقي في خطبة ابنة جاره، وغمرته الفرحة عندما علم بجمال وخلق عروسه، مبيناً أنه في يوم الخطبة فوجئ بنظرات إعجاب من أبيه لعروسه، وأبدى دهشته عندما علم بخطبة أبيه لعروسه، وقال: وقعت الصدمة على صديقي كالصاعقة، عندما أصابه أبوه بجرح غائر في مشاعره.

واستكمل حديثه: أصيب صديقي بأزمة نفسية، واعتزل أصدقاءه وعمله، وشعر أن أحلامه اغتيلت على أيدي أقرب الناس إليه، لافتاً إلى أن صديقه أضمر في نفسه الحقد تجاه أبيه، وقال: لم يحتمل صديقي أن يرى حلمه حياته وقد أصبح مع أبيه، وما زال حبها في قلبه، مبدياً أسفه لإقامة صديقه علاقة عاطفية مع زوجة أبيه، وقال: اجتاحت مشاعر الحب قلب صديقي مع رغبته في الانتقام من والده الذي حرمه من حلمه، معرباً عن حزنه لطرد صديقه من البيت، عندما علم أبوه بعلاقته مع زوجته.

عصيان مدني
رأى المستشار النفسي والاجتماعي دكتور خالد الصغير أن بعض الآباء ينطلق من خلال خطف عروس ابنه من مبدأ "أنت ومالك لأبيك"، ويريد تطبيقه على أرض الواقع، لافتاً إلى ما يحدثه ذلك من شرخ حقيقي في العلاقة بين الأب وابنه، وتخوف الابن من كل أمر مستقبلي يرغب فيه ويطرحه على أبيه، خوفاً من استحواذه وسيطرته عليه.

وقال الصغير: إن الشاب يشعر بشدة الألم، لاغتيال فرحته التي كادت تكتمل، فيرجع مخفياً دموعه، ومنكسراً أمام نفسه، لافتاً إلى تمرد الابن على أبيه، وقال: مع تطور الزمن قد يحدث عصيان مدني من الابن تجاه أبيه، ويعاهد نفسه على عدم اصطحابه في المرات القادمة، قاطعاً عليه الطريق في إكمال نصابه الأربع.

ونصح المستشار الاجتماعي الشاب أن يذهب بنفسه للنظرة الشرعية دون غيره، موضحاً أن هذا يجعله يهتم ويركز على ما يرغبه ويحبه في زوجته، أكثر مما يراه الأب، وأكد في الوقت ذاته على حق الآباء على الأبناء في الاستفادة من خبراتهم، واصطحابهم معهم لاستكمال مشوار حياتهم.

مراهقة متأخرة
وحول التحليل النفسي لهذه الحالة أرجع استشاري علم النفس الإكلينيكي الدكتور حاتم الغامدي قبول الفتاة للزواج من الأب ورفضها للابن، لنضج الأب، وقدرته المادية، وتدليله لها، مما يشعرها بالأمان المادي، مشيراً إلى ثقافة أسرة العروس في اختيارها لعريس ابنتهم، سواء كانت اختيارات مادية أو اجتماعية.

وقال الغامدي لـ "سبق": أما الأب الذي يخطف عروس ابنه فإنه يعاني من مراهقة متأخرة، ويحاول إثبات ذاته بالزواج من فتاة صغيرة في السن، واصفاً ما يقوم به الأب نفسياً بـ "مكافحة قلق الموت"، وهذه المرحلة من 50 – 70 عاماً، وكشف عما أثبتته كثير من الدراسات النفسية أن خصوبة الرجل تتضاعف في سن الخمسين عندما يتزوج بفتاة أصغر منه، أكثر من زوجته المتقاربة معه في العمر.

ولفت إلى الانعكاس النفسي لهذا الزواج قائلاً: تختلف رؤية الشاب لوالده الذي يتقدم للزواج من عروسه، فهو يراه متسلطاً، ويتجاهل مشاعره، يستغل ماله في تحقيق أهوائه الشخصية، وحذر من انتقام الابن من أبيه، بإقامة علاقة محرمة مع زوجته التي كان ينوي الزواج بها، كما حذر من أن ينجم عن ذلك انحرافات جنسية، وعواقب أسرية غير مأمونة العواقب.

سلوكيات شاذة
وهاجم الكاتب إبراهيم نسيب هذا الأب قائلاً: إن من يغتال فرحة ابنه ويخطف عروسه أب غير سوي، رافضاً سلوك هذا الأب غير المؤهل لتجسيد قيم الأبوة الحقيقية، وقال: هذا الأب تعدى على حق ابنه، وعلى حق المجتمع.

ولفت نسيب إلى أن سلوك الأب الشاذ يفقده احترامه في نظر ابنه، واصفاً إياه بـ "المريض نفسياً"، وقال: تعتبر هذه السلوكيات الشاذة ارتداداً للمجتمع، وقتل للشيم الفاضلة للآباء، وأكد أن الأب يرغب في إسعاد ابنه طيلة عمره.

سهم المحبه
12-28-2012, 12:19 AM
قد يكون هناك من الآباء من تكون هذه صفاته ولكن ما نجزم به أن أولئك ليسوا إلا شذرات قد أتخذت
من المصادفات والظروف مصيده لنزواتهم وهؤلاء قليل في المجتمعات نسأل الله الحماية والستر

ويبقى الأب الصديق لأبنه والمحب له السواد الأعظم في مجتمعاتنا خاصة وفي أكثر المجتمعات
ولا شك أن للتقدم المعلوماتي بأشكاله المختلفة أكبر الأثر في حدوث مثل ما طرح أعلاه

شكرا لك احمد الكثير هذا المنحى الجميل لمناقشته وأبداء وجهات النظر فيه

ابو دماس
12-29-2012, 09:21 PM
شكر الله لك اخوي ابو جلال على هذا الطرح الموفق
بارك الله فيك