المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا هذه الأساليب الخاطئة في تربية أبنائكم


سعدمتعب
01-14-2013, 05:06 PM
إنها تؤلمهم وتضر بصحتهم النفسية
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكي يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا كان من الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شاباً واثقاً من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع...

وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين فالأب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس بعض الآباء يريد أن يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم.

وسأتطرق هنا لتلك الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين أو أحدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلباً على شخصية الأبناء. سنتحدث في حلقات متواصلة إن شاء الله عن تلك الأساليب والاتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي:
:1 التسلط
:2 الحماية الزائدة
:3 الإهمال
4:التدليل
:5القسوة
6:التذبذب في معاملة الطفل
:7إثارة الألم النفسي في الطفل
8:التفرقة بين الأبناء وغيرها ..
فكونوا معنا ....

التسلط أو السيطرة:

ويعني تحكم الأب أو الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة أو إلزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحياناً وتكو قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات.
كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة أو طعام معين أو أصدقاء معينين أيضاً عندما يفرض الوالدين على الإبن تخصص معين في الجامعة أو دخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي أو الأدبي.. أو ... أو .. إلخ.
ظنا من الوالدين أن ذلك في مصلحة الطفل دون أن يعلموا أن لذلك الأسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلاً .

ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية... نشأ الطفل ولديه ميول شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع أن يبدع أو أن يفكر وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة .
كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائماً من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة..
وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الإنجاز ..
وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر أشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.

الحماية الزائدة:

يعني قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض أن يقوم بها الطفل وحده والتي يجب أن يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدين أو أحدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاؤه حرية التصرف في كثير من أموره: كحل الواجبات المدرسة عن الطفل أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد الأطفال. وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما إذ كان الطفل الأول أو الوحيد أو إذا كان ولد وسط عديد من البنات أو العكس فيبالغان في تربيته .. إلخ.

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلباً على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل وبشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربى على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه أمه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض أن يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلاً بسبب إن هذا الفرد حرم من إشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمداً على الآخرين دائماً.
الإهمال:

يعني أن يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين أو أحدهما هذا الأسلوب بسبب الإنشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم.
فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي إلا بعد أن ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات أو الحفلات أو في الهاتف أو على الانترنت أو التلفزيون وتهمل أبناءها أو عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور.
والأبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلباً على نموهم النفسي.

ويصاحب ذلك أحياناً السخرية والتحقير للطفل فمثلاً عندما يقدم الطفل للأم عملاً قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في أحد المواد الدراسية لا يكافأ مادياً ولا معنوياً بينما أن حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه، وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته إلى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم.
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه.
وهذا يفسر بلا شك هروب بعض الأبناء من المنزل إلى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل.
وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضرراً على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله، وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام بإشباع تلك الحاجات.
ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكة لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
التدليل:

ويعني أن نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينياً أو خلقياً أو اجتماعياً والتساهل معه في ذلك.
عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلاً إلى منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين. كذلك الحال عندما يشتم أو يتعارك مع أحد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا.

وقد يتجه الوالدين أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين أكثر من بنت أو العكس أو لأن الأب قاسي فتشعر الأن تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول أن تعوضه عما فقده أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما..
ولا شك أن لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته ودائماً خير الأمور الوسط لا الإفراط ولا تفريط وكما يقولون الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة إن الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم كما يتعود الطفل على أن يأخذ دائماً لا يعطي وأن على الآخرين أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء .

وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهويريد أن يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه.

إثارة الألم النفسي:

ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكاً غير مرغوب فيه أو كلما عبر عن رغبة سيئة أيضاً تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه.
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون متردداً عند القيام بأي عمل خوفاً من حرمان من رضا الكبار وحبهم.
وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيراً لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم أما هو فيحكم نفسه ويزدريها.

التذبذب في المعاملة:

ويعني عدم استقرار الأب من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مرة ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى.
وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلاً: عندما يسب الطفل أمه أو أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني.

فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح أم على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك .
وغالباً ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوح تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غيابه البخل والتدقيق في حساباته، ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص آخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائماً نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله (.

ويظهر أيضاً أثر هذا التذبذب في سلوك أبناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضاً يفضل أحد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات أو الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فأدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.

التفرقة:

ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعاً والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث أو تفضيل الأصغر على الأكبر أو تفضي إبن من الأبناء بسبب أنه متفوق أو جميل أو ذكي وغيرها من أساليب خاطئة.
وهذا بلا شك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل أن يأخذ دون أن يعطي ويجب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها.

م

بحور الشوق
01-14-2013, 08:39 PM
سعد متعب

موضوع في قمه الجمال والروعه

فهناك مفاهيم خاطئه تعتقد الاسره بانها تحافظ على ابنائها باتباعها

ولكن العكس صحيح وما اوردته سيدي في هذا المتصفح الرائع

المشبع بالمعلومات كفيل بان يغير تلك السلبيات

اشكرك على هذا المتصفح العطر

تقديري

ابو دماس
01-15-2013, 12:36 AM
سعد متعب جزاك الله الجنة ونعيمهاا وبارك فيك

حبوب
01-15-2013, 06:10 PM
سعد متعب

موضوع جميل ورائع كعادتك مميز ومبدع في ايصال الفايدة للأخرين

حفظك الله من كل شر

احساس انثى
01-15-2013, 07:35 PM
تِسلم آلآيآدي آخي الكَريم
بعد اذنك اخوي يُنقل لقسم الثقآفة الاسرية

وجه السعد
01-15-2013, 10:30 PM
يعطيك العافيه اخوي سعيد متعب ع روعة ما قدمته لنا ،،،

عبد الرحمن الحازمي
01-18-2013, 01:12 AM
سعد متعب موضوع في قمة الروعة وله فوائد قيمة شكراً لك