المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع كرسي متحرك


ذكرى
05-29-2013, 02:03 PM
حوار مع كرسي متحرك

http://4.bp.blogspot.com/_VQWk9TyL474/SUjGZQ_8exI/AAAAAAAAAKA/SpdrQlfh6Dg/s400/%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D9%80%D8%A7%D8%B3+%D9%85%D9%80% D8%A4%D9%84%D9%85.jpg
للكاتبه
الزهره الفلسطينية


يحكى أن هناك فتاة كانت تحب شاب ، كان ذلك شاب يعاني من مشكلة صحية
وهي أنه كان مصابا بشلل في أطرافه الأربعة ،
وبعد مرور خمس سنوات على حبهم توفي ذلك الشاب


مرت أيام عصيبة جدا على تلك الفتاة. وفي يوم من الأيام ذهبت الفتاة لمنزل حبيبها
وجلست في غرفته وأخذت تنظر إلى أرجاء غرفته فإذا بعينيها تلتفت إلى ركن في الزاوية
حيث هناك كرسي متحرك ، فاقتربت منه وجلست بجانبه وأخذت تتذكر حبيبها وهو يجلس على ذلك الكرسي
وتقول اشتقت لدوران عجلاتك أيها الكرسي فإذا بها تسمع صوت مثل صوت الأنين يقول وأنا كذلك
فالتفتت حولها لكنها لم ترى أحد فإذا بالصوت نفسه ينادي أنا هنا بجانبك أنا الكرسي


فقالت باستغراب : الكرسي !!
فقال لها الكرسي : نعم أنا الكرسي أنا من أركن بزاوية بعد ما كنت أجول في أرجاء المنطقة هنا وهناك

أنا الكرسي الذي تملكتني الوحدة بعدما كنت أملك أغلى الأصدقاء
أنا الكرسي الذي كنت الوحيد الذي أرافق حبيبك دائما ولم أفارقه وها هو من فارقني

الفتاة : أنت تتحدث
الكرسي : نعم أتحدث ولكن بصمت
الفتاة : حدثني عن معرفتك به

الكرسي : كانت أجمل معرفة بالنسبة لي ، رافقته منذ ثلاث سنوات وكنت أنا الكرسي الثاني في حياته
كان الكرسي الذي يملكه قبلي لا يتحرك إلا عن طريق الدفع ،
أتذكر أول لحظة عندما جلس علي كان فرحا ومع ذلك كان متألم
كان فرحا لأنه لم يعد بحاجة لشخص يحركه أينما يريد فأنا بكبسة زر أذهب به حيث يشاء
وكان متألم لأن الكرسي سيلازمه حياته

الفتاة : كنت أعتقد أنني الوحيدة التي تشعر بألمه
الكرسي : أنا من كنت أشعر بألمه صدقيني كنت أرى دموعه ليلا وكنت أسمع مناجاته لله بالشفاء


كان يتمنى أن يفارقني ولا يحتاج لأي كرسي،
أنا كنت على عكسه فأنا كنت فرحا بمعرفته ومفتخرا لأنني أعينه على تنقله هنا وهناك
قضيت معه أيام جميله فكنت أذهب هنا وهناك وأعيش معه كل اللحظات،
كنا نجلس معا تحت أشعة الشمس وتحت حبات المطر
حتى في غرفته أنا من كنت أبقى معه تحت ظلمة الغرفة
فكنت أنا آخر شيء يراه ليلا وأول شيء يراه صباحا

الفتاة : تفتقده
الكرسي : وكيف لا وهو رفيق دربي ، أتصدقي بأنني كنت أشعر بالغيرة منك أنت

الفتاة : أنا !! ولماذا ؟
الكرسي : لأنه كان يحبك ويعشقك وكان يتمنى رؤيتك دائما وكان يحلم بالبقاء معك
وعندما كنت تأتين لرؤيته كان يحبك ولا يحبني ، كان يتمنى رؤيتك ولم يكن يتمنى رؤيتي ولم يكن يحلم بالبقاء معي

لا بل كان يتمنى مفارقتي
وعندما كنت تأتين لرؤيته كان يهملني ويقول لي أنا اليوم لست بحاجة إليك،
لا أريد الخروج من أريدها هي من ستأتي لرؤيتي

كنت أعيش معه لحظات فرحه معك ولحظات غضبه منك ولحظات اشتياقه إليك ولهفته عليك
كنت أسمع دقات قلبه ترقص فرحا عندما يدق جرس هاتفه

الفتاة : وها هو قد رحل ورحل كل شيء معه
الكرسي : صدقيني كنت سعيدا بمعرفته
لكن بنفس الوقت كنت أتمنى أن تتحقق سعادته بفراقي وأن يشفى ولا يعد بحاجة لي

لكنه فارقني ولم تتحقق سعادته
وأنا لم تدم سعادتي هو لم يرحل عنك فقط بل رحل عني أنا
مثلما أنت بكيتي أنا بكيت ومثلما أنت صرختي أنا صرخت لكن بصمت مؤلم

لم يعد بحيلتي أي شيء،
لم أعد أخرج لأرى الناس ولأرى الشوارع، عجلاتي اشتاقت لتدور وتجول هنا وهناك

اشتقت للمسة يديه على أزراري
اشتقت لنظراته إلي مع أنها كانت نظرات متألمة وحزينة
اشتقت إليه ولدفئه الذي كان يحويني

اشتقت إليه
اشتقت إليه

الفتاة : لم تستطع الفتاة أن تتمالك دموعها
فخرجت من الغرفة تبكي لما سمعته من ذلك الكرسي

فهي لم تتوقع أن يشاركها حزنها على فقيدها




ليس كل من يملك قلبا يحب ويتأثر ويحزن
وليس كل من لا يملك قلبا لا يحب ولا يتأثر ولا يحزن


وللمعنى معانيhttp://www.7c7.com/vb/uploaded/49674_01239744852.gif
موضوع للاخ الصديق خليل
نقلته لكم لما فيه من عمق وجمال احساس

الشفق
05-29-2013, 06:34 PM
هو كذلك
سلم فكر الزهره الفلسطينيه من ابدع تلك الحروف
وسلمت ذائقة المبدعه ذكرى
التي اتاحة لنا فرصة قراءاتها
شكرا ي ذكرى لا تنتهي
وتقديري ومودتي
،
الشفق

ذكرى
05-29-2013, 06:40 PM
أهلا الشفق
حضورك مميز وحرفك راقي
ومؤانستك تسعدني

ألف شكر مع تقديري الكبيرhttp://www.7c7.com/vb/uploaded/49674_01239744852.gif

المغروره
05-29-2013, 07:07 PM
قصه جميله شكرا لك ذكرى
ودي

ملائكيه
05-29-2013, 09:47 PM
اختيار جميل لذائقه اجمل
شكرا لك ذكر
طابت اوقاتك