المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من طرائف ابي دلامة (فكاهة أدبية)


الشفق
07-06-2013, 11:46 PM
إذا ذكر أبو دلامة ذكر الأدب الساخر
والفكاهة الأدبية


زند بن الجون شاعر عباسي، نشأ في الكوفة إبان الحكم الأموي وكان يعرف بأبي دلامة.. ولم يعرف شاعراً إلا زمن العباسيين، كان فاسد الدين رديء المذهب روج له ظرفه وسرعة بديهته وبلاغته عند السفّاح والمنصور والمهدي.

من طرائفه أنه دخل على المهدي -ذات يوم- وعند المهدي جلة القواد ووجوه بني هاشم فقال له المهدي ليضحك منه:
أحلف لئن لم تهج واحداً من هذا المجلس لأضربنك ضرباً مبرّحاً فجعل ينظر في وجوه القوم فكلما نظر لواحد غمزه بأن يعطيه فما كان منه إلا أن هجا نفسه قائلاً:




ألا أبلغ إليك أبـا دلامـةفليس من الكرام ولا كرامة
إذا لبس العمامة كان قرداًوخنزيراً إذا نـزع العمامـة
فإن تلك قد أصبت نعيم دنيافلا تفرح فقد دنت القيامـة



فضحك القوم ولم يبق أحد إلا أجازه .

وفي سرعة البديهة نذكر موقفه حينما خرج مع المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد، رمى المهدي غزالا فأصابه ، أما علي فأخطأ حينما رمى فأصاب سهمه كلباً من كلاب الصيد، فأنشأ أبو دلامة يقول:

قد رمى المهدي ظبياً شك السهم في فؤاده
وعلي بن سليمان رمى كلبا فصــــاده
فهنيئاً لهما كل امرئ يأكــــــل زاده

فضحك المهدي حتى كاد يسقط عن سرجه ، وأجازه .


كان أبو دلامة ينطلق لاستدرار عطايا الخلفاء فدخل مرة على السفاح فقال له:
- سلني حاجتك.
فتنحنح أبو دلامة وقال:
-أريد كلباً لأصطاد به.
صاح الخليفة:
-ألهذا جئتني في هذه الساعة؟
وصاح الخليفة في الغلام الذي يقف وراءه وكأنه يريد أن ينهي المقابلة بسرعة:
- أعطوه كلباً.
ولكن (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدم خطوة أخرى من الخليفة وقال:
- وهل أخرج في البيداء الواسعة، فأطارد صيدي على قدمي هاتين؟
فصرخ الخليفة:
ـ أعطوه فرساً يركبها.
قال أبو دلامة:
- ومن يعتني بهذه الفرس، وي********* لي الصيد، ويحمله معي؟
قال الخليفة:
- أعطوه غلاماً يساعده في صيده.
قال أبو دلامة:
- وحين أعود إلى البيت محملاً بصيدي، فمن ينظفه ويطبخه لي؟
قال الخليفة:
- أعطوه جارية تعينه في البيت.
سأل أبو دلامة:
- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في العراء؟
قال الخليفة:
- أعطوه داراً تجمعهم.
سأل أبو دلامة:
- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني النكد وسوء الطالع، ولم أوفق بالصيد شهراً أو شهرين؟
قال الخليفة:
- أعطوه مئة جريب عامرة ومئة جريب غامرة.
سأل أبو دلامة:
- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟
أجاب الخليفة:
- الأرض المالحة التي لا نبت فيها.
في هذه اللحظة هز (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:
- إذن أنا أعطيك مئة ألف جريب غامرة، في صحراء العرب.
فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك، وقد خرج عن جده وصرامته:
- اجعلوها كلها عامرة، قبل أن يطلب هذا الكرسي الذي أجلس عليه.
قال الجاحظ: فانظر إلى حذقه في المسألة ولطفه فيها ، ابتدأ بالكلب فسهل القصة وجعل يأتي بما يليه على ترتيب وفكاهة حتى نال ما لم سأله ابتداء ما وصل إليه .


وأذكر من "لكاعته" أنه مرةً دخل على المنصور فأنشده:



إني رأيتك في المناموأنت تعطيني خيارةْ
مملـوءة بـدراهـموعليك تفسير العبارةْ



فضحك المنصور وقال له: "امض فأتني بخيارة أملؤها لك دراهم"
فما صدق خبراً حتى انطلق مسرعاً إلى السوق ، وظل يبحث عن ضالته ساعة حتى وجدها ، وحين عاد إلى الخليفة كان يحمل معه يقطينة كبيرة جداً !

وما إن شاهدها الخليفة حتى صاح به: "ما هذه ? ألم تقل (وأنت تعطيني خيارة).. هل هذه خيارة ?"
قال أبو دلامة: "عليّ الطلاق إن كنت رأيت غيرها في المنام ، ولكني تذكرتها حين رأيتها في السوق"

فصاح الخليفة بأحد الغلمان قائلاً: "اذهب واملأها دراهم ، واحملها معه إلى بيته".


كان (أبو دلامة) في أحيان كثيرة يغامر بظرفه، ولا يحسب حساباً للنتائج، ولكنَّ الحظَّ كان دائماً يحالفه، فيتحوّل الغضب إلى رضى، ويتبدّد الغيظ، فتحلّ محلَّه الابتسامة والمسرة.

دخل يوماً على الخليفة المهديّ بن أبي جعفر المنصور حزيناً باكياً على غير عادته، فتعجَّب المهديُّ حين رآه على تلك الحال،وسأله:

- ما بك?.

فأجابه أبو دلامة وهو مغرورق العينين:

- لقد ماتت أم دلامة، وتركتني وحيداً.

ولم يجد المهديُّ بُدّاً من مواساته، والتخفيف عنه، ولم يبخل عليه بالمال والثياب، فأخذها وخرج.

وحين التقى الخليفة بزوجته (الخيزران) بعد ذلك، وجدها حزينة، واجمة، فسألها:

- ما بك?.

فأخبرته أنّ أمَّ دلامة كانت عندها قبل قليل، وأنبأتها بخبر قد يحزنه.

فسألها:

- ما هذا الخبر الذي يحزنني?.

قالت زوجة الخليفة:

- لقد مات المسكــين (أبو دلامة) وتركها وحيدة في البيت.

سأل الخليفة زوجته:

- وهل أعطيتها شيئاً?.

أجابت الخيزران:

- كيف لا أعطيها، وقد أصبحت أرملة بائسة، لا معيل لها?.

فهزّ المهديُّ رأسه وهو يقول:

- قاتل الله أبا دلامة وأمَّ دلامة.. لقد خدعانا والله.

قال الخليفة المهديُّ ذلك، وقصَّ على زوجته حكايته مع (أبي دلامة).

ملائكيه
07-07-2013, 05:33 PM
طرائف جميله
يعطيك العافيه الشفق
طابت اوقتك

السحاب
07-07-2013, 06:20 PM
اختيار جميل شكرا لك الشفق
تحياتي

المغروره
07-08-2013, 12:35 AM
روعه عوافي الشفق
ودي