لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً لقد حملتُ إليها النعش والكفنا قالتْ .. وقالتْ .. ولم أهمسْ بمسمعها ما ثار من غُصصي الحرى وما سَكنا تركْتُ حجرتها .. والدفءَ منسرحاً والعطرَ منسكباً .. والعمر مُرتهنا وسرتُ في وحشتي .. والليل ملتحفٌ بالزمهرير . وما في الأفق ومضُ سنا ولم أكد أجتلي دربي على حدسِ وأستلينُ عليه المركبَ الخشِنا حتى .. سمعتُ .. ورائي رجعَ زفرتها حتى لمستُ حيالي قدَّها اللدنا نسيتُ مابي ... هزتني فجاءتُها وفجَّرَتْ من حناني كلَّ ما كَمُنا وصِحتُ .. يا فتنتي ! ما تفعلين هنا ؟؟ البردُ يؤذيك عودي ... لن أعود أنا ! عمر ابو ريشة |
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي ! أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟ ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟ صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي لــــ ابن زيدون |
هذا المشهد يصفه لنا عنترة بن شداد ونتأمل
احترافية الشاعر في دقة الصورة الذهنية التي خلدّها فارس الحرب والشعر بمستوى يفوق الوصف والكلمات : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ في عارض مثلِ الغمام المرعدِ وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها أطفأتُ جَمرَ لهيبها المتوقِّدِ وكررتُ والأبطالُ بينَ تصادم وتهاجمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ وفَوارسُ الهيجاءِ بينَ ممانعٍ ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ والقومُ بين مجدَّلٍ ومقيدِ ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ فوقَ الترابِ يئنُ غير موسَّدِ والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئة ٌ والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجة ٍ بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي فغدوا لها منْ راكعين وسجَّدِ |
وهنا للذائقه ملاذ ((..
يجرفنا حب الاستطلاع والاستمتاع ويسوقنا سوقاً الى هنا: تميز كل ما حوى ملاذ الحرف )).. تحية اعجاب وكفى! |
في يومٍ من ايام الشعر والقنص والغزل يلتقي فيه امرؤ القيس بصويحباته ويعقر لهن ناقتهِ ويشوي لهن حتى ارتمين بلحمها وشحمها : ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل يوماً من الذاكرة خلّدهُ شعر امرؤ القيس إذ يقف على الاطلال ويسترجع الصورة من جديد ويتذكر حينها وقد اقفل الجمع وليس له مطيه في طريق المقفلين عشيّاً فأضطر أن يركب مع حبيبته عنيزة ويقتحم خدرها : ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ ولا تُبعديني من جناك المعللِ لقد تأملت الليل والسماء وجمال الكون كله وتذكرت هذه الصورة الشعرية الرائع لأمرؤ القيس يقول : فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ كأن الثريا علِّقت في مصامها بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ |
انت من اهداني حضورك بهذا النقاء وشهاداتك لملاذ حرفي تتويج اخر اعقد عليه عزم المضيّ قدماً شكراً اخي الشفق للطف مرورك وصفاء نفسك وتقبل تحياتي |
للحب سكرات وزفرات عندما تشتدّ بصاحبهِ خطوب الهوى
فتارةٍ يُحسن الامعان في طريق غوايتهِ واخرى لا يعيرها الا هذيانٍ كـ كثير عزّة وهو يرى حبيبتهُ في كل جهات الارض وتخطفه مع الالحاظ من كلِ جانبٍ عبره وحسره وهو يردد : وَكُنْتُ امرأً بالغَوْرِ مِنّي ضَمَانَة ٌ وأُخْرَى بنجدٍ ما تُعيدُ وَمَا تُبدي فطوْراً أكُرُّ الطَّرْفَ نحوَ تِهَامَة ٍ وَطَوْراً أكُرُّ الطرَّفَ كرّاً إلى نَجْدِ وأبكي إذا فارقتُ هنداً صبابة ً وأبكي إذا فارقتُ دعداً على دعدِ وَكَانَ الصِّبا خِدْنَ الشَّبَابِ فأصْبَحَا وَقَدْ تَرَكاني في مَغَانِيهِما وَحْدِي فوالله ما أدري أطائفُ جنَّة ٍ تأوَّبَني أمْ لَمْ يَجِدْ أحدٌ وَجْدي فَلا تَلْحَيَانِي إنْ جَزَعْتُ، فما أرى على زَفَرَاتِ الحُبِّ مِنْ أَحَدٍ جَلْدِ |
الابداع ... فن اساليب الكبار المدركين بما يقولوا .!
.يعم مفهومه الجميع .! وهو فن استوطن بك فن الابداع ..موهبه تصقله الخبره والثقافه ..وبملاذ الحرف ظهرت و سكنت .! ولاغرابه فكاتبها... شاعر بارع واديب فارع .! اجتمعت ...!وكوكبة كل شيء هنا ..بلوحه فنيه رائعه . لتتعشم القلوب مراودتها بين الحين والاخر .! ابداع يفوق تراصف هذه الكلمات فعذرا .! واقبل احترامي تقديري اخي الغالي |
مرحبا بالفكر المستنير والحرف المنير اضأت المكان بهذا اللطف والكرم ومنحتني السرور والبهجه بهذا المرور فلك الشكر بما يساميك مقاماً ولشخصك الطيب خالص ودي وتقديري |
الساعة الآن 10:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir