شبكة شفق - لم تكن خبزا....

لم تك خبزا لتشبع جوعي
لم تك وردا لأزرعك في ضلوعي
أو أرشق بعضك في خصلتي
لم تك زيت خزامى يلمّع خرّوب شَعري
و لا كنت حتى غزالا يرتع في فجر روحي
و في اللّيل أُرقده في دمي
لا يدك امتدّت و فكّت ضفائر قلبي
و لا هي حتى تدّلت كعنقود ضوء
على عنقي
لم تك طيفا يؤرّقني
و لا جئت ضيفا في وحدتي
و لا كنت صيفا لأنضُوَ ثوبي بين يديك
و تُشعلَ شمسُك تفّاحتيَّ و رمّانتِي
لم تأت يوما الى شرفتي
و لا انت غنّيت كحسّون جارتنا
و لا هزّت رياحك ستائر ضيعتنا
و لا حتى حطّت خطاك على تربتي
لم تك خبزا لتشبع جوعي
لم تك نارا تذوب تحت لظاها كلّ شموعي
و لا يدك امتدّت تغسل وجه الظلام بملح دموعي
لم تك وردا
لم تك شهدا
أذوّبه فوق خوفي
و في اللّيل ألعقه كلّه
ثمّ أقيم صلاة الصّباح بمحرابك
و أحرق فوق صليبك صكّ رجوعي
لم تك حتّى خضوعي
و لا كنت غيثا يبلل فستان عمري
فتخضرّ في توته أوراق صبري
و يقطر حبري
على لوحك
و من فمك
يهرب كلّ الكلام
و يندسّ اسمي كفرخ حمام
يعشش في اِسمك
لم تك خبزا لتشبع جوعي
لم تك خبزا
لم تك وردا
لم تك غيثا
لم تك شهدا
لم تك شيئا
لم تك شيئا من كل هذا و ذاك
لقد كنت سطرا
كتبتُه ثم محوته
وفي الشجر إذا طاح فرع
تطلع من جذعه
مئات الفروع
لم تك خبزا لتشبع جوعي –

زبيدة محمد عرفاوي/تونس

https://www.facebook.com/zbaidamoham...type=2&theater