اباريق ابو توفيق
اباريق أبو توفيق \ ساخر ( مقامة إبريقيه ) يقول الراوي يا سادة يا كرام بعد التحية و الاحترام يحكى في قريب الزمان أن الفريق أبا توفيق كان ضابط همام , و فارس مقدام , كثير الصراخ بحكم رتبته سباب شتام لم يكن يجرؤ أحد على أن يتكلم أمامه بأي كلام , غير كلمة تمام يا افندم تمام , و إلا كان مصيره الجلد و الانتقام , كان يحكم على عسكر كثير و كان أمره ينفذ و يصير ,مهما كان المصير, أو بقرار لشروره ينقله و يطير , و دارت الأيام ليكون أبو توفيق من المتقاعدين , وجلس في بيته مثله مثل باقي العاطلين المساكين , يفكر في أيامه التي مضت و هو مهموم حزين , لا أوامر لا نواهي لا عسكر لا مجرمين, و يدعوا على التقاعد وبعد الدعاء يقول بصوته آمين , بعدها أخذ يناكف اهـل البيت , لماذا يا واد رحت , و متى جيت , و لماذا يا حرمة كويتي و ما بخيتي , و لماذا رحتي السوق و ماذا اشتريتي, قالت الحرمة وي أنا دوبي على نفسي أتلميت ,و بعد ما كبرت واتهديت جاني التـقاعد مع الراجل كأنها بلوه وابتليت , يا ريت ما أتقاعد يا ريت ,يا ربي أنا ايش سويت ؟ يقول الراوي و في يوم من الأيام الغير سعيدة جاءت ابنتهم من بلاد بعيده وقالت لامها هل لا زلت عنيده؟, آمن بعد ما كانت أيامكم قصيدة , أصبحتم على كل الألسن مثل العصيدة ؟, زرفت الأم دمعة وقالت اسمعي لا أخفي عليك شيء فأنتِ أبنتي , الحياة سارت صعبه مع أبيك , وهذا الشيء لا يخفيك ,أصبح عن كل شيء يسأل, حتى عن المشط لماذا لم يغسل, يا ليته يعود و بأي عمل يعمل ,و أصبح فاضي يتدخل في كل حاجة ,يأتي يا بنتي و أكون محتاسة, و أقول لمساعدتك غير محتاجه , يصر يقلي الدجاجة , يحرقها و يقول شفتي أخر النحاسة , أكيد نيتك فيها نجاسة , وخلي كلامنا هنا بيني و بينك سر أجابتها أمي هوني الأمر, هو زوجك ومنه لا مفر ,وحاولي أن لا تبدئي أنتي بالشر ,و سيبك كمان من المكر , و راعي انه اتقاعد من بعد كر و فر, في اليوم التالي قالت له حفيدته و هو يلاعبها سيدو أباريق أجابها أبو توفيق و ليس أباريق , فلمعت في عقل الجدة فكرة برقت بريق ,تشغل بها يوم أبو توفيق , فوجوده اصبح ينشف الريق , و الكل بدأ بصراخه يضيق , جاءت له العجوز في الليل وقد وضعت بعض المساحيق و قالت له أيها الحبيب الرفيق, أعرف أن قلبك جدا رقيق,و أريد أن أهديك صواب الطريق, آلك في أجر يكون معك لصيق؟ في الحارة مسجد و يحتاج أباريق , نظر فيها نظرة حيرة وريبه , و قال في نفسه الحرمة دي مصيبة ,تجيب أفكار عجيبة, و في كل مرة تنبت بحكاوي غريبة, و تسوي أنها حبيبة, قال خليني اسمعها و أشوف, يمكن النية تبان على المكشوف, قالت أنا قلبي عليك عطوف, و أبغاك تنال الأجر ألوف و ألوف ,أنت جيب الأباريق أشكال و ألوان ,و اجلس قدام المسجد زي التمثال , تأمر و تنهي و أنت عال العال , و أباريقك قدامك أخر كمال , إلي يجي يتوضا و يختار أبريق من أي الأشكال, نادي عليه وقله تعال , سيبك من الإبريق داه و نقي من باقي الأشكال, و طول وقتك على هذا المنوال , و في الصلوات الخمسة إلي يتعاد يتقال , يقول الراوي أيها الصحب الصحاح , بهذه الحيلة استطاعت الجدة أن ترتاح ,و بخروجه من البيت الهم انزاح, فهو يحب أن يكون له الغير مداح , و عندما يأمر و ينهي يبدوا عليه الانشراح , و أصبح طوال يومه من المسجد جاء وراح ,فــــ يا لهو من اقتراح, . هذا ما كان من أمر أبو توفيق , من بعد ما كان ضابط برتبة فريق , مسئول عن التحقيق أصبح يأمر و ينهي على الأباريق . تحية... الــصــح و عيدكم مبارك |
كل عام وانت بخير حبيبنا ابو ابراهيم ( الصح)
ممتع ماقرات هنا وكعادتك تاخذنا من خلال كتاباتك الى عالم التشويق البعيد .. دام حضورك اخي الحبيب وشكرا لاينتهي لجمال حرفك :36_3_19: تقييمي ومودتي http://shafaq-e.com/news/?p=6729#.XswLF0RvbIU |
الساعة الآن 08:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir