ومائضٌ من الحزن
حطت بجواري حمامة
فرت من سربها الآفل بعودة الهجرة
لامست الشمس بسوارها
فانبعثت من الغيوم خيوط ذهبية
تلهث بحرارة روحها
فأضاءت الكون الف عام
فحملتني بضياء نجمة
وخبت بي بين السحاب
كجداول السهد الساحرة
وما كنتُ برحتُ انزوائي
لقمقم الأحزان
فانتشت عطوراً تُخالج أنفاساً آسرة
تأخذني الريحُ خلف رديفِ نزفٍ قاتل
يُغدقُ بالحنين جراحاً خائرة
وخريف العمر اجتث كل ما طاب
فهامت روحي به
وبتُ أتجول بفجاجِ نوافلها
واجتثني من سبات الاحزان
دثرني بعطر ترياقه
فروى ظمأي بغمامة طهر
فنثر الأقاحِ بقلبي
بشعاع همس عانق الروح
فأفلت هاربة
وتلفع بقمقم خرج من شده الروح
كالعواهن أفِلَت رابضة
فاحتملتني شُهُباً
لتحتويني وطن
وشموع أشعلها بنبضه
لتتحرر من رسمي
فزادني اعتناقا لديجور لف أوردتي
وعانقت روحي روحه
وأقفل رواق النبض بطهره
فاحتضنا نمارق السحاب
وخفافيش الظلام تطوق مدائن الطهر
لتنزوي بين أجفان التزلف وسمق التجبار
واختفت الشمس بين خدر الانزواء
وتنهدت الأكاليل بعد الاعتراء
وفقدان بعض من فراديس الصبا
فالسماء تبكي حزناً
فقد أعلنت كواكبها اعتزال الدوران
وتشرنقت النجوم
وهفا رفيف الطير
وباتت الباسقةُ خاوية
واهية
أفلت من ترانيم العشق و الألحان
لتتسمر أيقونة الزمان
كما هي
فلن يغيرها حزني
أو تمتصها الأحلام
بقلمي