يُعاني من غَـرامكِ مـا يُعـاني
فجُودي عليه يا غيدَ الحِـسانِ
وذوبي فـي هَـــــواهُ وخبـئيهِ
بجوفِ القلبِ يـانبـــعَ الحنانَ
تجرَّعَ من هواكِ كُؤوسَ هجرٍّ
وذاقَ المُرَّ من غَـــدرِ الزَّمــانِ
فكمْ سَهِرَ اللَّيالي بِطرفِ بَاكٍ
وكمْ نَظَمَ القَــــصـائدَ باتــزانِ
وكمْ أهدى إليـكِ عُقودَ شِعرٍ
مُطرزةَ البَـدِيعِ مع البَـيـــانِ
يَحنُّ إليكُـمُ فـــي كُلَّ وَقــتٍ
وينشدُ فيكمُ أحلى الأغـاني
فَحُبكِ بين أضلعـهِ حَـبيسٌ
فأنتِ مُصَانةٌ بل في أمــانِ
وحُبكِ قـدْ أنَــــارَ لـــه دُروبًـا
وأنَّبتَ ألفَ زّهـرٍ في الكيان
سَكنتِ فـُؤادَهُ ..فازدادَ شَوقاً
يُرددُ اسمكمْ .. فــــي كلِّ آن ِ
فكادَ يَهيمُ في البيداءِ يَهذي
كَقيسٍ.. بلْ كمَجنونِ الغواني
أما تـــــدرينَ أنَّ له حَنــينًا
تُحَـارُ لوصـفِه كُـلُّ المَعاني
ففي جنَّبيهِ طِفلُ العِشقِ يَشدو
وفي عَينيه زَهـرُ الأقحِوانِ
وفي شَفتـيه أنغــامٌ عِـذابٌ
يَتوقُ لِسمعِهـا قَـاصٍ ودَانٍ
وفي كَفّيهِ نَهـرُ الحُبِّ يجري
يفيضُ على البريةِ بالحنـانِ
تغـزَّلَ كم تغـزَّلَ فيـكِ شِعـرًا
بـأبـياتٍ تَذوبُ على اللَّسـانِ
يَصوغُ قـَصيدَهُ من وحي فِكرٍ
"نِـــزاريًا" بــَهـــيًا كالجُمانِ*
وحَيـنًا يَعشقُ الأضـداد فنـًا
"كابن مُساعدٍ" عَذب الأمانـي *
إليه بفـخر تُنتسبُ القَوافـي
تَجيءُ كَمُهرةٍ ..في عنفوان ِ
فيا أحلى النِّسَاءِ كَفاكِ هَجرًا
وعُودي إليه يَكفي مَا يُـعاني
**************
نزاريًا:
المقصود به نزار قباني (شاعر الفصيح)
ابن مساعد:
الأمير عبد الرحمن بن مساعد في (الشعر العامي)
الجُمان:
جمع جمانة وهي الحبة من الفضة :كالدرة
شعر(( حسن بلقاسم ))
