خلود المكان
عندما نطالع احداث الازمنه نجد
إن المكان عامل اساسي في خلود
الذاكره ونقاء الصوره فتتحدث لنا
حديث الافراح أو ربما حديث الأسى
وإذا أخذنا نمعن القراءة في شعر عنتره
بن شداد أو امرؤ القيس وغيرهم من شعراء
الجاهليه نجد اختلاف الأمكنه عندهم من حيث
خلود الذاكره بما يستثير القريحه ويشعل النشوه ويفجر ينابيع الشوق دموعاً بالفرح
وتاره من الحزن تمطر مأقي الشوق حرقه
فنجد المكان الصاخب شوقاً عند عنتره بن شداد هو ثغر حبيبتهُ ( عبله ) فلا يغيب
عنه حتى في ساحة الوغى بل يدفعه للقوه
والقتال كي يعود منتصر الروح والبدن
فيقول وبكل ثقه :
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلًُ
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت گ بارق ثغرك المتبسمِ
أما عند امرؤ القيس فالمكان هو المكان
الذي احاطه الليل والسمر وزمّه الشعر
وضوء القمر وتعانقت فيه الارواح وامتزحت
فيه العبرات والافراح ثم كانت بعد ذلك خاويه
يقف عليها اطلالاً تجردت من واقع الأمس وعادت في منازلها عند الشاعر گ العرجون القديم فأظلمت في عينيه تلك الليالي حتى
اذا اخرج يده لم يكد يراها واي وحشه تحيطه
في لحظات الحزن مع ذاكرة لم يعد فيها
سوا الذكريات بألامها ووحشتها
فيقف على الاطلال ويناشد رفيقاه فيقول :
قفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزلي
بسقط اللوى بين الدخولِ فـ حوملِ
ومن يقرأ ملحمة امرؤ القيس في هذه المعلقه
يجد انها ملئت حزناً شديداً وعجبا !!
وربما يكون للحديث بقيه
عصي الدمع