طرفه من حديث المجالس
يحدثنا احد الرجال من الجيل السابق
لنا حديث البسطاء وبكل صدق وثقه
يقول : خرجت من القريه وانا في العشرينات
وعزمت السفر الى المنطقه الشرقيه ( الدمام )
يقول انوي العمل عسكري وليس لدي اي
مؤهل دراسي لكن بفضل الله تحقق المراد
ومع الايام درست مسائي وحصلت على
الابتدائيه فشعرت اني بلغت مكاناً من العلم
قال وفي تلك الفتره جمعت بعض المال وقررت
العوده الى القريه بالمنطقه الجنوبيه وفي نفسي
رغبه قويه للزواج والطريف انهُ يخبرنا عن المرحله الانتقاليه في حياتهِ كونه كان ابن القريه
البسيط ثم اصبح ابن المدينه الذي تغير
في مأكله ومشربه وملبسه يقول واكبر تحول
في حياتي طريقة اللبس فالثوب مكوي والغتره
لها مرزام والعقال مرعز فإذا رأيت نفسي
في المرآه ظننت نفسي من كوكب آخر
يقول لما بلغت الى اهلي وبعد يوم او يومين
اخبرتهم برغبتي في الزواج ولديه من المال
ما يكفيني قال وكانت جدتي لأمي أصرت
ان اتزوج بنت خالتي وقررت ان نذهب لخطبتها
فاتفق الجميع وسرنا اليهم واخوكم في قمة
الشياكه وكل محاولاتي ان اترسل في مشيتي
كي لا تختل اوزان الغتره والعقال ونحن كما قال في ازمة مرايات وحلّوووها لو طاح العقال
يقول قدمنا عليهم بعد صلاة المغرب واستقبلونا
بكل حفاوه وترحيب والحياة كانت بسيطه
يقول اجتمعنا في فناء البيت رجال ونساء
من العائلتين فقط والاناره فانوس قال ومع
ذلك اتوارى من القوم خجلاً والعروس امامي
قال وكنا نجلس على كراسي من الحبال والخشب وفي العاده قبل ما يقدم اللحم تسبقه
صحفه من العيش والمرق قال فقدموها لنا
وقمنا لنجلس اليها يقول انا افتكرت نفسي
انني اخذت المسافه الكافيه بيني وبين الكرسي
قال فجلست بقوه وجلست واثق من نفسه
واذا انا ارتطم بحافة الكرسي فيدفعني تجاه الصحفه فاجثو على ركبتاي ويداي على وضع السجود ويداي تنغمس داخل العيش بالصحفه
والطعام حار وحار جداً قال فمن الربكه
صرت انزع يدي اليمنى فأرجعها وانزع اليسرى قال فأستمريت اقل من الدقيقه
بهذه الصوره المزريه جداً حتى تنبه الناس
من حولي فرفعوني وقد طاحت الغتره
وطاح العقال وحملوني الى خزان ماء
بقربنا فكان احدهم ينثر الماء والاخر بغسل
قال اما بقية القوم فقد وسعوا صدورهم
وكان الضحك يتعالى انين المصاب
ومما زاد الغم حسره وهو يشاهد العروس
تضحك بجنوون يقول فلما استعدت قواي
بدات اجمع ماتناثر مني وقلت لهم
اسمحوا لي احتاج ان ارتاح وذهبت الى
البيت وقد قررت ان لا اتزوج تلك الفتاه
الشامته ولم تقيل عثرتي من الوهله الاولى
انتهى .
تحياتي لكم