المتابع بوعي وتمحيص لما تطرحه قناة الجزيره
يجد انها تحاول تحريك الفكر الفلسفي عند
المواطن العربي والخليجي بالذات وهي توجه
الخطاب المعقد برؤيه ثقافيه في ظاهره
وفي باطنه التحريض على المفاهيم والقيم
وتزج بنا الى فكر الغزالي والفارابي وابن رشد وابن زيدون وتحشدنا لمواجهة الفكر الفلسفي
الغربي لتحدث صداماً فكرياً عالمياً يأخذنا
بعيداً عن حضارتنا الاسلاميه بالذات التي
تغلب عليها البساطه والفطره وتحرضنا على
افراغ اوعيتنا من فطرة الانسان البسيط
الى انسان متشبع بالعقيده الفلسفيه التي
تخرج في غالبها عن واقع الحياة المتواضعه
وقد اخذت هذه القناه على عاتقها الجماعات الاسلاميه واوجدت لها ارضاً خصبه واقامة المنابر لها وهي الغايبه اصلاً عن المشهد الحقيقي للواقع
الديني والسياسي فترى انها هي المنقذ الحقيقي لما تواجهه الامه على صعيدها الديني والاجتماعي وتستغل عواطف البسطاء لتجييش الشارع العربي ضد بعض القيادات المعتدله على الساحه السياسيه الاسلاميه
ونجد انها تشجع الخطاب الفلسفي الديني
في تونس ومصر وليبيا وتحتضن هولاء الفلاسفه وتبث من خلالها تعقيداتهم الكلاميه
من خلال التنظير من اجل التنظير فقط
وليس من اجل تحقيق اهداف عمليه تترجم
على واقع الامر وخير دليل على هذا هو فشل
جماعة الاخوان في ادارة الدوله في مصر
لانهم يحملون افكاراً تنظيريه غير قابله للتطبيق
وهناك حركة النهضه في تونس تسجل في كل
مواقفها الفشل الذريع كذلك ولا يزالون يجلسون على منابرهم للتنظير فقط واذكر
كلاماً لكبير الفلاسفه عندهم وهو الدكتور ابو يعرب الذي قال عن السياحه بشكل عام انها
ممارسه للبغاء في السر ولم يستثني في رأيه
نوعاً من السياحه ولم يتذكر ان السياحه على
اوجه مختلفه منها السياحه الدينيه التي يمارسها المسلمون في كل عام مره (( الحج ))
ونسي ان هناك سياحة التفكر والاعتبار لقول الله تعالى ( قل سيروا في الأرض فانظروا
كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ))
اعتقد والله واعلم ان قناة الجزيره ومثيلاتها
تحاول سراً وعلانيه ان تجعلنا اضحوكه للمتقدمين والمتأخرين كما يحلوا لها تمارس توجهاتها على حساب العقل العربي والخليجي بالذات ولكن انا على ثقه انها لن تنجح وستفشل في مشروعها الواهم بما يقتضيه حال من يدفعها نحو ماليس
قابل للنجاح باذن الله تعالى .
بقلم / عصي الدمع