قدّم منتخبا الإمارات وعمان واحدة من أجمل مباريات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، رغم التعادل السلبي الذي سيطر على مجريات الـ90 دقيقة.
وشهدت المباراة التي أُقيمت على ملعب الأمير فيصل بن فهد حضوراً جماهيرياً كبيراً من الجانبين، تجاوز حاجز الـ10 آلاف مشجع.
واكتفى كل فريق بنيل نقطة واحدة؛ ليتصدرا المجموعة الثانية في البطولة.
بدأت المباراة بفترة حذر، لم تستمر طويلاً؛ إذ استغرق الفريقان نحو خمس دقائق فقط قبل بدء محاولاتهما الهجومية.
وكانت بداية الخطورة لصالح المنتخب العماني في الدقيقة السادسة، عندما انطلق رائد صالح بالكرة حتى وصل أمام منطقة جزاء الإمارات، ولم يجد إسماعيل الحمادي بدا من إعاقته؛ ليحصل على ضربة حرة، سددها أحمد المحيجري، وارتطمت بقدم أحد لاعبي الإمارات، وتغير اتجاهها، لكن الحارس علي الحوسني كان يقظاً، وأخرج الكرة لركنية لم تُستغل جيداً؛ إذ أبعدها الدفاع سريعاً.
وبعد محاولات هجومية عدة، افتقرت للخطورة والنهاية الدقيقة من الفريقين، أيقظ الحمادي الجميع في ملعب الأمير فيصل بن فهد بتسديدة صاروخية مباغتة من حدود منطقة الجزاء، لكن الحارس العماني المتألق علي الحبسي تصدى لها ببراعة، ثم تعامل معها الدفاع.
وبعدها بدقيقتين فقط، سدد عمر عبد الرحمن (عموري) نجم المنتخب الإماراتي كرة رائعة بيسراه من ضربة حرة احتُسبت للفريق في الناحية اليمنى، لكن الكرة مرت خارج القائم على يمين الحبسي.
وكثف المنتخب الإماراتي من محاولاته الهجومية في الدقائق التالية دون جدوى، في ظل تألق ويقظة الدفاع العماني.
لكن المنتخب العماني رد بهجمة في غاية الخطورة من الناحية اليسرى في الدقيقة 32؛ إذ تخلص قاسم سعيد من الدفاع الإماراتي، ومرر الكرة عرضية إلى محمد السيابي الموجود على بعد خطوات قليلة من المرمى، لكنه لعبها فوق العارضة.
وعاند الحظ المهاجم الإماراتي أحمد خليل في الدقيقة 34؛ إذ سدد كرة صاروخية من ضربة حرة من مسافة بعيدة، لكن الكرة ارتطمت بالقائم، وذهبت إلى ضربة مرمى.
ولم تفلح محاولات الفريقين فيما تبقى من الشوط الأول؛ لينتهي بالتعادل السلبي.
وبدأ المنتخب العماني الشوط الثاني بنشاط ملحوظ، ترجمه سريعاً إلى هدف في الدقيقة 46، إثر تمريرة عالية لعبها السيابي من الناحية اليمنى، وانقض عليها قاسم سعيد بضربة رأس في حراسة مدافع الإمارات؛ ليحولها إلى داخل المرمى، لكن الحكم ألغى الهدف بدعوى وجود دفعة من سعيد لعبد العزيز البلوشي مدافع الإمارات لحظة الارتقاء لتسديد الكرة.
وحاول المنتخب الإماراتي الرد على الانتفاضة العمانية، وسدد الحمادي كرة قوية من خارج حدود المنطقة، تصدى لها الحبسي بأطراف أصابعه.
ولهذا، سارع المدرب مهدي علي المدير الفني للمنتخب الإماراتي إلى الدفع بالنجم الكبير إسماعيل مطر في الدقيقة 58 على حساب علي الهاجري لتدعيم وتنشيط هجوم الفريق.
ورد العماني عبد العزيز المقبالي على حامل اللقب بتسديدة صاروخية في الدقيقة 63، لكنها مرت فوق المقص الأيمن للمرمى الإماراتي.
وسنحت الفرصة للأبيض في الدقيقة 67 من ضربة حرة خارج المنطقة، سددها أحمد خليل ببراعة، لكن الحبسي تألق مجدداً، وتصدى لها، وحاول الإماراتي محمد غريب متابعتها، لكن تسديدته ارتطمت بيد المدافع العماني جابر العويسي، وفشلت محاولات لاعبي الإمارات في المطالبة بضربة جزاء؛ إذ أشار الحكم باستمرار اللعب.
وواصل المنتخبان هجومهما في الدقائق التالية، وأهدر مطر فرصة ذهبية في الدقيقة 83، إثر هجمة سريعة وصلت منها الكرة لخليل في الناحية اليسرى، ومررها بدوره إلى مطر الذي لم يلحق بها وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى.
وباءت جميع المحاولات العمانية لتحقيق الفوز في الدقائق الأخيرة بالفشل؛ لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي.