هذا المشهد يصفه لنا عنترة بن شداد ونتأمل
احترافية الشاعر في دقة الصورة الذهنية
التي خلدّها فارس الحرب والشعر
بمستوى يفوق الوصف والكلمات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ
في عارض مثلِ الغمام المرعدِ
وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها
تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا
مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ
باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها
أطفأتُ جَمرَ لهيبها المتوقِّدِ
وكررتُ والأبطالُ بينَ تصادم
وتهاجمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ
وفَوارسُ الهيجاءِ بينَ ممانعٍ
ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ
والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ
والقومُ بين مجدَّلٍ ومقيدِ
ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ
فوقَ الترابِ يئنُ غير موسَّدِ
والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئة ٌ
والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ
أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجة ٍ
بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ
رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي
فغدوا لها منْ راكعين وسجَّدِ