طبيعة الحياة السياسية غالباً تستند في حركاتها
على شعارات رنانة تستدر بها تعاطف الجماهير
وتجمع حولها الانصار حتى تسقط خصومها وهكذا
الحال عندما قامت الدولة العباسية على حساب الدولة الأموية
ومن البديهي في نهج الساسة تصفية خصومهم بالكلية حتى تستقر
لهم شؤونهم السياسية وهذا ما قام به العباسيين في تصفية الأمويين
جاء في بعض الروايات انهم في يوم واحد قتلوا سبعون امير اموي
وفي اثناء هذه الظروف اضطر / عبدالرحمن بن معاوية الى الهرب
من بلاد الشام الى بلاد المغرب العربي حيث بقاي ارثهم الاموي
ومن هناك دخل الى الاندلس وقيّض الله له من الانصار من ناصره
حتى دخل قرطبة بعد انتصاره على اشدّ خصومه / عبدالرحمن الفهري
ومن هنا توسعت دولتهُ واتسعت ونالت عزها ومجدها وسادت ايما سؤدد
ونازعت كل ذي ملك ملكه هناك من القوط والحكام الفونسو
ولكن مع الأسف تهدمت على ايدي السفهاء من الطامعين في الحكم
والرئاسة وبالرغم ان القائد المسلم العظيم في دولة المرابطين قام
بدور كبير في استعادة الهيبة لها والحاق الهزيمة بإعداء الداخل والخارج
لكن الله اراد ان تنتهي تلك الحقبة من الزمن المليء بالأحداث المغرية قراءتها
في صفحات التاريخ ولست هنا بصدد السرد التاريخي لمراحل وحكام تلك الدولة
بقدر ما اود استخلاص بعض ما يمكن طرحه في اسلوب شيّق بقدر الإمكان
من خلال قراءتي المتواضعة في سجلات تلك المرحلة التاريخية العظيمة
ولعلي اجد النفس الطويل منكم وانا احاول التدرج بما اريد الوصول اليه
والى حين العودة بالحديث استودعكم الله ............ والسلام عليكم .
بقلم / عصي الدمع