اِهْنَأْ بنَجْلَيْكَ مِنْ أُنْثَى وَمِنْ ذَكَر
لا تَعْدَمِ الضَوْءَ بَينَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَر
شغفت بمعرفة الشاعر الذي قال هذا البيت اللطيف
وبما يحتويه من مشاعر التهنئة الراقية بذاتها وحسّها
فـ وجدت الشاعر هو / ابو بكر بن عمّار من الأندلس
وفوجئت بالمفارقات التي بين شخصيتهِ وشعرهِ ورقة اسلوبه
فحين ما كنت استعرضه بشخصه وهو السياسي السفير رأيته
ماكراً فيه من الغدر والخيانة ولؤم الطبع ما لا يتماها مع حسّه
وشاعريته وهذه من المفارقات العجيبة التي يقف امامه المتدبر
لشأنها حيرانا والرجل له شعراً رقيقاً رقراقاً تزمهُ عاطفة يستبعد
عليها خبث النفس ودهاء الحيلة ومكر الخائنين
وربما هي ظروف التقلبات وحدّة الصراعات صنعتهُ وامثاله
بهذه التناقضات والمفارقات فتمازج القبح والجمال .
ومن بعض جمال شعره يقول في الغزل :
وهَوِيْتُهُ يَسْقي المُدامَ كَأَنَّهُ قَمَرٌ يَدُوْرُ بِكَوْكَبٍ في مَـجلِسِ
جَهْمٌ وإِنْ حَسَرَ الّلثامَ فَإنما رَفَعَ الظّلامَ عنِ النّهارِ المُشمِسِ
ـ وهو صاحب البيتين المشهورين في ذم حال الأندلس وأمرائها آنذاك !
مما يزهدني في أرض اندلسٍ
اسماء معتضدٍ فيها ومعتمدِ
القاب مملكةٍ في غير موضعها
كــ الهر يحكي انتفاخاً صولة الاسدِ
تحياتي لكم ,,,
عصي الدمع