عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2016, 11:48 PM   #2
سهم المحبه
العضوية الماسيه
 
الصورة الرمزية سهم المحبه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 7,769
سهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond repute
افتراضي

الخال الكريم والحكيم ..

مــقــــــدمـــــــــــــه :
عندما تقترن الحكمة بالكرم يكون لها ندرة في الطيب
وتعطي ما لا يعطي الكرم لوحده أو الحكمة لوحدها
فهذا الخال كان يفكر قبل أن يصل كرمه لمن يحتاجه
ويتصرف بكرم وحكمة في نفس الوقت حتى يستطيع
من يحتاج لمد يد العون من الوقوف على رجليه بقوة
ورشد ويواصل حياته من دون أن يعود لطلب المساعدة
مرة أخرى وكان ينظر لصغار أخته ويفكر فيهم ليجعلهم
يستطيعون من السير في مشوار الحياة بجهدهـــــــــــم
وتفكيرهم وأراد أن يعطيهم درس في الحياة والكفـــــاح
لهذا كان هذا الخال حكيما بالاضافة لكرمه وحبه لأخته

الى القصة وآمل ان تنال إعجابكم باذن الله تعالى ..

********

هنالك بيت قديم مبني من الحجارة ومسقوف بالجريد
وفوقه شجر يسمى المظ معروف ومكبوس بالطين وهو
قديم جدا وحوله بعض العرشان مبنية من الجريد ايضا
ومسقوفه ببعض الاشجار الخفيفه يسكنه أمرآة فـــي
الخامسة والاربعين من عمرها ولديها اربعة أولاد
اسم الام سعدى وولدها الكبير سعد والذي يليه سعيد
والثالث سامح والرابع سيدهم وهم ما زالوا صغار
اعمارهم لا تتفاوت عن بعضها .. وهم أيتام توفي
والدهم وبهم من مسيس الحاجة الامر العجيب لا مال
لديهم ولا حلال ولا زراعة ولا أي شي يقتاتون عليه
وكانت والدتهم هي التي تحاول وبكل جهد أن تقيتهم
بما تجده من أهل القرية حيث تذهب الى أهل المزارع
القريبة منهم وتعمل لديهم في الحصاد أيام الحصاد
وتعمل حتى في غير أيام الحصاد فيعطونها شيئا من
الثمار لأولادها وكانت الحالة ملحة جدا فما تجده لا
يكفي ولكنه يساعد والله المستعان .. بالطبع لهم قطع
أراضي زراعية في تلك الهجرة وعليها بئر ماء ولكن
الارض بور لطول المدة بعدم زراعتها والبئر ليس عليه
عتاد كالعتاد القديم طبعا وهو شبه مهجور لا يأتيه أحد
ولا يستفيد أحد من ماءه .. والام ليس لديها القدرة على
اصلاح البئر والاراضي الزراعية سواءا القدرة
الجسدية أو القدرة الماديه وحتى أن أستطاعت فصعوبة
العمل على البئر وزرع الارض يحتاج رجال أقوياء
يقومون بذلك .. ولتلك المرآة شقيق في هجرة بعيدة
بعض الشي عنها يأتيها بين فترة وأخرى ويأتي لها
ببعض المؤن ويساعدها ولكن ما يعطيها لا يقيتها
واولادها مدة طويله وأستعانت المرآة بالصبر والجد
في العمل .. مع ان أخوها ميسور الحال وقد قال لها
تجي تعيش معه في قريته ولكنها رفضت بحجة اولادها
وبيتهم وأرضهم خوفا عليها أن تضيع منهم مع مرور
الوقت ؟؟ .. وبقي الحال على ما هو عليه مدة ليست
بالقصيرة حتى كبروا أولادها واصبح الكبار منهم شبابا
والآخرين ليسوا صغار بل أعمارهم قريبة من أخوانهم
الاكبر منهم .. زادت بهذه المرآة الحاجة لحد إنها لا تجد
لقمة العيش أحيانا لأولادها .. فذهبت برفقة ولدها الكبير
الى أخيها تستمد منه المؤنة أو أي شي يساعدها على
معاناتها .. وصلت إليه ليلا وذكرت له ما تعانيه من
الحاجة والفقر المدقع والله المستعان .. فلم يجبها في
تلك الليلة وعند الصباح أرادت الذهاب الى أولادها
ويئست من مساعدة أخيها ولم تلح عليه لحياءها منه
فقد قدم لها المساعدة عدة مرات كثيرة وأستحت منه
وكان اسمه عبدالرحمن .. وعندما شافها تريد الذهاب
قال لها يا سعدى انتظري لا تستعجلي بارك الله فيك
انتي أختي وأفديك بعمري وبكل ما أملك فتبسمت
مستبشره خيرا .. وقالت الله يسلمك ويحفظك أخي
الحبيب أعرف طيبك وكرمك ولكنني والله استحيت
منك وخيرك سابق علينا ولكن الحاجة لا ترى إلا
الحصول على ما يسد رمق الجوع نسأل الله لنا ولك
العافية والسلامة .. فقال لها خذي ما تم تجهيزه لك
انت وولدك يكفيكم عدة أيام وسوف آتي إليكم بعد
أيام قليله وعندي لك أمور راح تسعدك يا سعدى
وتفرح قلبك ان شاء الله تعالى .. ففرحت كثيرا
وعادت الى قريتها وكأنها لا تمشي على الارض من
شدة فرحها وهي تعلم أن شقيقها ان قال قول يصدق
فيه ويفعل ما يقول .. بالطبع هذه الامور وهذه القصة
حدثت في قديم الزمان ولم يكن ماهو موجود في هذا
الزمان وكل الحياة بدائية جدا فالمواصلات المستخدمة
هي الجمال والحمير والخيل والبغال وما الى ذلك
ويعيش الناس على تربية المواشي وزراعة الارض
ويقتاتون على ما ينتج من الارض والمواشي مـــن
لحومها والبانها والحال هذا هو .. المهم وصلت سعدى
وولدها سعد الى قريتهم ومعها بعض المؤن البسيطة
وهي في حالة من الفرح والاستبشار وأطمئنت وقالت
في نفسها ان شاء الله خير .. وصلت الى اولادها الذين
في القرية وبهم حالة سيئة من الجوع ولكن صابرين
ينتظرون والدتهم حيث إنها ربتهم على العفة وكرامة
النفس والصبر على الحاجة .. وصنعت لهم مما أتت به
من عند خالهم وأطعمتهم وقالت لهم أن خالكم قادم قريبا
إلينا وسيعطينا ان شاء الله ما يكفينا وربما لديه تفكير فلا
تعصوا لخالكم شي وكما يقول لكم نفذوه وأظن أن هذه
المرة جيته ستكون كريمة وطيبة بأذن الله .. ففرحوا
جميعا وآملوا من الله ثم من خالهم خيرا كثيرا .. وبعد ثلاثة
أيام من وصول سعدى الى أولادها في قريتهم أطــــل
أخاها قبل المساء فأستقبلته بالفرح والسرور وكذلك
اولادها ورحبوا بالخال الطيب وحيوا به .. ولكن الخال
لم يأتي بشي معه ولم يقول لهم أي شي في ذلك المساء
فسكت الجميع حتى الصباح وفي الصباح بعد ان قدمت
شقيقته إفطارا ليس بالكبيروهو ما بقي معها مما أعطاها
شقيقها .. وبعد الافطار نظر إليهم مبتسما وقال أختي
الحبيبة وأولادك الاحباب كما يعلم الله أنه يشق عليه
ما أنتم فيه وأقدر أجعلكم تعيشون في أعز حال وأفضل
مآل ولكن خفت عليكم من عدم الاستفادة مما أعطيكم
أياه لذلك انا قصرت عليكم متعمد حتى تعرفوا الحاجة
وتقوموا بخدمة أنفسكم وبناء حياتكم بشكل صحيح
معتمدين على جهدكم وقوة أبدانكم ومن خلال ذلك
تفكيركم وتصرفاتكم تكون في الاتجاه الصحيح والان
انا حضرت لكم وبأذن الله يتم أعانتكم بما يكفيكم بشكل
دايم ومستمر .. وسكت .. فقالت شقيقته وهي مبتسمة
وكيف يا أخي العزيز .. فقال بسير العمل تسير الحياة
ويكبر الرجال وينموا المال ؟؟ فقالت صحيح ولكن كيف
فقال شوفي أنا لو أعطيتكم الان مال وحلال بدون شرط
أو توجيه اضعتوه في مدة قليله وعادت حاجتكم كمــــا
كانت .. ولكن يا أختي الغاليه لو نضرتي الان ورأيتي
أمامك بلادكم مرزوعة بزراعة كثيره ومثمرة والبئر
الخاص بكم عامر بعتاده وكل ما يحتاجه ورأيتي لك
حلال من مواشي كثيرة حولك وأحد أولادك من التجار
الكبار فما تقولين .. فضحكت وبكت في آن واحد وقالت
هذا المنى ولكن كيف يا أخي العزيز فقال لها بأذن
الله ومساعدتك انتي وأولادك يصير ما ذكرت لك
حقيقه ماثله أمامك .. فقالت الله يحفظك ويستر عليك
ويوفقك لكل خير ويكتب لك الاجر وأعلى الجنان
ان شاء الله تعالى .. فقال وكل ما ذكرت لك ما راح
يجيكم بلاش بل تشترونه أنتم بأموالكم .. فكان بالاخ
الاكبر سعد العجب الكثير وقال يا خال ما عندنا عشاء
الليلة فكيف نشتري ما تقول .. فقال الخال هذا هي
المشكله اذا ما كان عندكم ما تشترون به ما ذكرت لكم
فكيف تستمر حياتكم وتعيشون في حياة رغيدة ويسر
فنظرت الام والاخت التي كانت فرحة مسروره الى
أخيها بعجب ودهشة كبيرة جدا وقالت أوضح أخي
بارك الله فيك ما فهمنا شي الامور التي ذكرتها ان
حصلت فقد يحدث ما لا يصدق ولكن كيف ومنين
نشتري والفقر الى لقمة نسد بها أفواهنا تكاد تكون
غير متوفرة والله المستعان .. فقال لها فكروا وسأتي
لكم بكره ان شاء الله وأنا الان ماشي والله يوفقنا جميعا
فقالت في حفظ الله تروح وترجع .. وقال عند خروجه
أكدي على أولادك بأن يفكروا كثيرا ولا تخافي انا
عندك والشر ما يجيك ان شاء الله ولكن اللقمة السهلة
تعلم الكسل والخمول وأنا بغيت أن أحدهم على المر
حتى تتحرك أذهانهم ويخرج من عقولهم ما يستفيدون
منه في حياتهم المستقبلية ان شاء الله تعالى ...
فعادت الابتسامة لهذه الام المجهدة والخايفة والفقيرة
جدا والتي لا تجد لها ولأولادها ما يسدون به رمــــق
الجوع أحيانا كثيرة .. وبعد أن ذهب الخال قال سعد
الحكاية غير واضحه وخالي كأنه يقص علينا أحاجي
ما فهمنا منها شي .. وقال سعيد الله ما يخلينا ان شاء
الله يكتب لنا الرزق .. ولكن وحنا قاعدين بلا عمل
هذا قد يكون مستحيل .. فقال سامح وهو الابن الثالث
يا جماعة خالي عنده شي وده نكتشفه نحن بتفكيرنا
قال سيدهم وهو الاصغر انا اقول لكم قصد خالي
فقالت الام قل يا سيدهم الله يحفظكم وش يقصد
خالك .. فقال يا أمي الحبيبه ويا أخواني الاحباء
خال يبي يعطينا ولكن يخاف ان نبقى كما نحن
وينتهى ما أعطانا ولا نستفيد منه وعلى ما أظن
انه يرغب في اعطاءنا متاع نستفيد منه أو يعمل لنا
شي يكون بذرة لخير كثير .. فقالت الام وهذا ما أظن
وان شاء الله يصير خير.. خالكم يقول يرجع بكره والله
ينفع به ويرزقنا من فضله..أعجبت الام سعدى وأسعدها
ما سمعت من الاودها وتحرك قولهم وتفكيرهم وقولهم
وأحست أن ما قالوا دليل على وعيهم وبداية لنجاح ما
يريد خالهم وأنه أراد أن تتحرك عقولهم ويمتحن
تفكيرهم ويشدهم للمثابرة والتقدم بقوة يبدأؤن بها
شديدة لا تكسرها الرياح العاتية ولا يتوقفوا أبدا لما
يواجههم من مصاعب .. واسعد الام سعدى هذا الامر
جدا وبقيت تنتظر الغد القريب بشوق كبير جدا ..
ذهب الخال وهو مستعد لمفاجأة الاخت الحبيبة
وأولادها بما لم يحلموا به أبدا وكان طيلة أيام
فقرهم وتعبهم وحاجتهم يفكر ويعد العدة ليجعل
أولئك الاسرة المنكوبة أسرة تعمل بجد وجهد دون
توقف .. وفي صباح اليوم التالي قدمت الام لأولادها
فتات ما بقي ما عشاء ليلة البارحة لا يكفي ولكن يسد
رمق الجوع .. وقريبا من منتصف النهار رأوا الخال
قادما على بعير يركبه محمل وظنوا خير في ذلك الحمل
وعند وصوله قال لأخته وأولادها أنزلوا الحمل عن
الجمل فهو لكم وأعدوا لنا ما نتغدى به وتعالوا ألي
لأقول لكم ما قررت ...

كونوا معي في الجزء القادم ..

__________________


التعديل الأخير تم بواسطة سهم المحبه ; 09-24-2016 الساعة 11:29 PM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158