حينما يضع الانسان الفذّ
في حسابتهِ كبح جماح النفس
ويوثقها بوثاق العدل والإنصاف
يصعب على الاخرين من ذوي التملق والنفاق
التسلل اليها رجالاً أو ركبانا
وقد احتاط لنفسهِ ما احتاط وسيّجها
بسياج الفهم والمنطق والثقة بالذات
ـ حدّثتنا كُتب السّير إن الخليفة العباسي
ابا جعفر المنصور اجتمع في مجلسهِ ذات يوم
الأمير والوزير والأديب والطبيب
وكُلاً تشغلهُ الى التقرب نفسهِ
وكيف لذلك سبيلاً إذا كان الأدبار انفع من الأقبال
فـ ليس في نطاق المنصور الإ الإنصاف
من نفسهِ فضلاً عن الأخرين
وربما اراد الخليفة أن يرى من نفسهِ
مكاناً يسرهُ ويغيض المتملقين
أيّما عدلٍ يرفعهُ مقاماً ويضعهم مكانا .
فـ طرح سؤالاً على الجلّاس
من هو صقر قريش ؟!
فوثب النفاق واهلهِ فقالوا :
وهل ذاك سواك يا أمير المؤمنين ؟
فقال : كذبتم.
فكانت الضربة قاسية
اجلستهم دونما يأملون
فـ تحاملوا على انفسهم برقة الضعيف المنكسر
ثم قالوا : كذلك الأمر والأمير اعلم بذاك منّا .
عجيب أمر هولاء الهامشيين
وإن جلسوا على ارائك الخلفاء .
فقد كانت المفاجئة
هي إنصاف الخليفة لخصمهِ
حينما قال لهم
انهُ عبدالرحمن الداخل
سلطان الأندلس خرج بمفردهِ
ودخل الأندلس
أميراً مطاع وجيشهُ منطقهِ وعقلهِ
وكأني بهم اولئك الأشقياء وسيماهم
على وجيههم ويجرّون على آثارهم
أذيال الخيبة ويسوقون أمامهم قبح النفاق .
ومن لي بالمتنبي يسلقهم
بشعرهِ سوط عذاب .
نتواءت قلم
بقلم : سالم العامري