عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2017, 01:49 AM   #6
سهم المحبه
العضوية الماسيه
 
الصورة الرمزية سهم المحبه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 7,769
سهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond reputeسهم المحبه has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني ....

فمن هو في مثل وضعه وسنه تصل به الاحوال الى
أسواء من ذلك ... المهم بقي سعييد يتقلب من سيئا الى
أسوى وبعد سنه لم يبقى معه من المبلغ الذي باع به
الثلاث نعجات شي وهو قليل لم يدم معه طويلا ..
واصبح في حالة صعبة جدا .. واصبحت ملابسه رثه
وبالية ولم يهتم به عمه فأن حضر وقت وجبه أكل مع
أسرة عمه وأن لم يحضر لا يسأل عنه .. فأتى سعييد
الى عمه في أحدى الليالي وقال له يا عم أعتقد أن
لوالدي حصه من البلاد التي وخرها جدي يرحمهم الله
جميعا فهل تسمح توريني إياها لعلي أستطيع القيام
بزرعها والاستفادة من إنتاجها .. فنظر إليه عمه نظرة
فيها من الكره الشي الكثير فلم يجبه .. فأعاد عليه ما
قال .. فنظر إليه مرة أخرى نظرة أقوى وأكبر من
الاولى وقال ليه أمك محسنه ما قالت لك شي عن هذا
الموضوع .. فقال وش تقصد يا عم الله يحفظك ويرعاك
وش دخل أمي محسنه .. فقال أمك محسنه تدري عن
كل شي..فقال سعييد لا لم تقولي شي ولا عمرها ذكرت
شي عن هذا الموضوع .. فقال بإختصار شديد ابوك
باع حصته مني قبل وفاته وفيه على ذلك شهود ولا عاد
اسمعك تذكر لي هذا الموضوع وقم أنقلع من وجهي
ترى ماهو عاجبني كلامك ..فقال ياعمي العزيز ما فيها
شي اطلب حق والدي .. فقال قلت لك والدك باع حقه
مني واستلم القيمة وخلاص يالله قم انقلع ولا عاد اشوفك
هنا تفهم .. فقال وين اروح وأنت عمي وفي مقام والدي
فقال في مقام والدك وانت تطالبني بشي راح وانتهى
ابوك باع حصته وعليها اثبات تبيني اوريك الشهود
وتسمع منهم بكره وخير .. في اليوم الثاني أتى بالرجال
الذي اتى بهم لمحسنه وأقنعها بالبيع وزهم على سعييد
وقال للشهود وش تعرفون عن حصة والد سعييد ..
فقالوا باعها منك واستلم القيمة بالطبع ربما هذا شي
متفق عليه والله أعلم ولكن الحقيقة غائبه الله يعلمها
المهم سعييد شاف وهذا الامر هكذا لن يستطيع المطالبة
بماهو لوالده فالامر عليه شهود فترك الكلام في هذا
الموضوع وقال الله يعلم بكل شي وهو العدل وصاحب
العدل سبحانه .. وصرف نظر عن حكاية البلاد وحق
والده وبقي وحيدا مهموما تأخذه الافكار وتأتي به
ويصمت احيانا كثيرة لا يعلم ماذا يقول أو ماذا يريد
الى أن أتى ذلك اليوم فقرر أن يذهب الى أحد الاسواق
التي قريبا من قريته ولم يكن يعلم لماذا ذهب أو ماذا
يريد من ذهابه .. وعندما وصل السوق وكانت الاسواق
شعبية متنقله كما ذكرنا .. مشى في السوق وتنقل من
مكان الى أخر ولم يكن معه شي يشتري به ما يأكله
وكان قد بلغ منه الجوع مبلغا عظيما .. جلس في زاوية
من مكان يرتاده البعض للأكل وشرب القهوة والشاي
والراحة بعض الوقت .. فأتى رجل له هيبه ووقار
وجلس فأتاه صاحب ذلك المكان فقال له كلام لم يسمعه
سعييد وكان ينظر ذلك الرجل الى سعييد وسعييد ينظر
إليه أحيانا .. وبعد لحظات أتى عدة رجال وجلسوا الى
ذلك الرجل وأتى صاحب المكان بقهوة وتمر ووضعه
أمام الجميع وبدأوا يتناولون القهوة والتمر وسعييد ينظر
إليهم ولكن بدون أن يلاحظون نظرته وبه من الجوع
والحاجة الى تميرات يسد بها رمق الجوع الشي الكثير
وبالطبع ذلك الرجل الذي أتى اول مره كان ينظر إليه
والى حالته وملابسه بإهتمام ولم يتكلم بأي شي فقط
ينظر إليه وكان يطرق الى الارض بعد كل نظره
المهم بعد تناول القهوة والتمر من الجميع .. وبعد
وقت يقارب الساعه او اكثر قليلا .. أتى صاحب
المكان بقرصان من البر كثيرة وبعض ما يتأدم به
ووضعه امام الجميع ؟ .. تعدل الجميع استعدادا
للأكل إلا ذلك الرجل بقي على حاله ولكنه نظر الى
سعييد نظره طويله حتى رفع سعييد نظره إليه فقال له
تعال يا ولد فقال سعييد أنا فقال الرجل نعم انت تعال
فقال سعييد ليش وش تريد مني فقال تعال يا ولدي ولا
تخاف الله يهديك فأتى سعييد قريبا من الرجل وكان
عفيفا فلم ينظر الى الطعام فقال له الرجل اجلس جانبي
وكل معنا .. فقال سعييد لا شكرا يا عمي انا ما أبي
أكلت قبل شوي فكرر عليه الرجل أجلس الله يهديك
بجانبي وكل معنا فرفض سعييد فقال الرجل أن لم تأكل
معي فلن أكل وحلف .. فجلس سعييد بجانبه وبطنه
يتقطع من الجوع وله اصوات .. فأمسك الرجل بقرص
كامل ووضعه امام سعييد وقال هذا لك وحدك ولازم
تأكله وحدك وانا لي قرص غيره والقرصان كثيره
فبدأ سعييد يأكل ونسي مع من هو من شدة الجوع
فأرتاح الرجل وبدأ يأكل ولكنه مهتم بسعييد ويريده
أن يأكل ويشبع .. وبالفعل سعييد طاح في القرص
وكان كبيرا حتى خلص عليه ولم يبقى منه إلا شيئا
يسيرا وقد شبع فعلا .. فمسح فمه وقال شكرا يا عم
أنا شبعت والحمد لله جزاك الله خير .. فقال له الرجل لا
تروح ابي اقول لك كلام وافهم منك شي الله يحفظك
يا ولدي .. فقال سعييد طيب ابي اروح وارجع فقال له
الرجل لا تأخر .. ذهب سعييد وكانه ملك شيئا عظيما أذ
أكل وشبع .. عاد سعييد بعد وقت يسير وبقي واقفا أمام
ذلك الرجل الطيب وقال هااه يا عم ماذا تريد ان تقول
وتسألني عنه أنا حاضر .. فقال وش اسمك فسكت
سعييد .. فأعاد عليه لا تخاف قلي وش اسمك انا مثل
والدك وان شاء الله ما تشوف مني إلا خير .. فقال له
اسمي سعييد فقال له الرجل وش اسم والدك ومن أي
قريه أنت فلم يجبه ونكس رأسه ونزلت دموعه على
خديه وكادت العبره ان تقصف أضلاعه عندما ذكر
له والده فتذكر والده الذي لا يتذكر ملامحه جيدا وتذكر
والدته الحبيبه فحصل له ما حصل فقام الرجل ومسح
دموعه وذهب به الى داخل ذلك المكان وغسل له وجهه
وعاد به واجلسه قريبا منه وطلب منه ان يقول له
حكايته وما اسم والده ومن أي القرى هو ..
فقال له أنا اسمي سعييد واسم والدي كذا وكذا وانا من
القرية الفلانية وقص عليه كل ما يعرفه عن نفسه وعما
حصل له ووفاة امه وما قال له عمه وما عامله به بعد
وفاة أمه وحكى له كل شي وكان تقطر قطرات من
الدمع من عيون سعييد وهو يقص على ذلك الرجل
قصته .. فقال ذلك الرجل وكان اسمه ( اسحاق ) اسمع
يا ولدي لو حصلت شغله تشتغلها تأكل منها وتستر
على نفسك حتى تكبر وتعرف كيف تعيش حياتك
تقبل .. فقال سعييد أيه أقبل يا عمي ولكن كيف آمن
على نفسي وأنا ما أعرف أحد .. فقال انا عندي زوجة
وبنتين فقط كلهم أصغر منك وعند حلال أرعاه انا
أحيانا واحيانا ترعاه زوجتي واحيانا أبنتاي وودي
احصل على احد يرعاه واعطيه أجر ذلك واذا تحب
يا ولدي حياك الله عندي مثل ولدي وانا ما عندي اولاد
أعاملك مثل ما أعامل بناتي من الحب والرعاية ولا
يجيك ضير أو مخافة والله على ما اقول شهيد ..
فقال سعييد خلاص يا عم اسحاق انا اروح معك واعيش
معك مثل ولدك ولا أبي منك شي .. فقال اسحاق لا
يا ولدي ما كان شرط كان حق عليه ما ابيك ترعى
حلالي إلا بأجره ولو بعد حين .. فقال سعييد اللي تشوفه
يا عم اسحاق .. فقال هيا تعال خير البر عاجله وذهب
به الى السوق واشترى له ثوب جديد وعمامه وحذاء
وكل ما يحتاجه من الملابس واشترى لبيته وبناته وامهم
ما يحتاجون وعاد الى بيته .. وعند وصوله قالت له
زوجته من هذا الولد فقال لها هذا ولدي فقالت مازحه
اشتريته من السوق فغضب اسحاق وضحك سعييد
فقالت أمزح واشارة الى سعييد وقالت له تعال مادام
اسحاق والدك فانا أمك ان شاء الله تعال أجلس ولا
تخاف تراني أمزح لا تزعل مني وكان أسمها مريم ..
وأسم أبنتها الكبيرة جميله وأبنتها الصغيرة ثريا والكل
شاف سعييد أما اسحاق فكان فرحان لكون سعييد وافق
أن يكون لديه وأعجب به وأحبه .. وأما مريم زوجة
اسحاق فكانت مستغربة غرابة شديدة وطبعا باقي ما
عرفت أي معلومات عن سعييد ولكنها تعرف زوجها
رجل رحيم وحكيم وذا رجاحة عقل ومحب للخير
بشكل كبير جدا ودايم .. وأما البنات فكانت غرابتهم
أشد لقول والدهما أن هذا ولده ولم يفهموا شي عن
وجود هذا الانسان وبشكل مفاجئ .. ولكن اسحاق بدد
هذه الدهشة والاستغراب من زوجته وبناته بعد أن جلس
واستراح وجلس سعييد قريبا منه أتت زوجته بالقهوة
وبعض ما أتى به من السوق مثل التمر وما شابه ويقدم
مع القهوة وأعطت بناتها مما أحضر والدهما وكذلك
سعييد ولكنه رفض محتجا انه لا يريد ولكنها قالت له
اسحاق والدك كما قال فمن أكون أنا ومن يكن بناتي
ألست والده لك وبناتي أخواتك وكلنا أهل هذا البيت فقال
سعييد بحياء شديد صحيح فقالت خذ ما أعطيتك مثلك
مثل أخواتك ولا تردني الله يحفظك فشكرها وأخذ ما
أعطته .. فقال اسحاق أن سعييد من أهل الديرة الفلانية
وهو وحيد توفيت أسرته وليس له أخوان ولا أخوات
وقد تعرفت عليه في السوق وأبديت له أني أحتاج لمن
يرعى لي حلالي وعرضت عليه ذلك على أن يعيش
معنا كواحد منا وبأجر شهري يدفع له متى ما أحب
فوافق وحضر معي وهذه هي القصة ولهذا السبب كان
حضوره .. ولكن اسحاق أردف قائلا أن سعييد أمانه لديه
ولا يحب أن يزعله أحد أو يؤذيه بأي شكل من الاشكال
وأنه سيغضب غضبا شديد لو حدث ذلك فأنتي يا أم
بناتي يكون سعييد مثل ولدك بالضبط وتعامليه كبناتك
وأنتن يا بنات سعييد أخوكم فلا تزعلوه وأحبوه كما
تحبون بعضكن .. وأفهم فيما بعد زوجته كيف يكون
التعامل مع سعييد والحدود المسموح بها والغير مسموح
بها .. الخ .. ففهمت وقالت أن شاء الله ما يشوف إلا
خير .. وأفهم سعييد ايضا بكل ما يتوجب عليه تحديدا
أن يسرح بأغنامه من الضأن والماعز ويرعاها وقال له
عن الاماكن التي يذهب اليها للرعي وقال له أيضا أن
لا يكون له مع أحد سواء ممن يرعون أو غيرهم أي
مشاكل واذا حدث لا سمح الله مشكله عليه العودة اليه
وكان قصد اسحاق ضمان حياة وبقاء سعييد معه وفي
جواره بشكل دائم لما لسعييد من ظروف إحسانا إليه
وحبا في تقديم الحسنى له .. فهمت زوجة اسحاق تماما
ما أراد زوجها وفهمن البنات ايضا كلما قال لهم والدهم
وتقريبا فهم الجميع بالضبط الاحوال التي سيكون عليها
سعييد وعمله وحدوده وما هو مسموح به وما هو غير
مسموح به وكان قصد اسحاق ان يكون الجميع على
بينة حتى يتم له ما أراد .. طالة الجلسة تقريبا من
العصر الى قريبا من المغرب .. وبدأت المواشي في
الاقتراب من البيت .. فقال اسحاق قم يا سعييد انت
واخواتك وشوف الحلال وتفقدوه وأوصى البنات أن
يعرفوا سعييد على مكان المواشي ومراحها وطريقة
التعامل معها وكان سعييد يعرف ذلك ولكن قصد اسحاق
ان يمكن سعييد مما يريده ويمكن بناته من التعامل مع
سعييد ولا يكون بينهم رهبه وخوف وما شابه ذلك ..
فقام سعييد بتثاقل حياء وخجلا فلم يكن له إلا حوالي
ساعتين منذو وصوله الى هذه الاسرة التي أستقبلته
بشكل جميل ورائع وسبقنه البنات يتسابقن وعندما لحق
بهما سعييد سألنه البنات وش اسم ابوك واش اسم أمك
وش اسم ديرتك وش كنت تسوي في دياركم وكثروا
عليه من هذه الاسئلة ولكنه اجابهم عن كلما سألوا عنه
وقد غدرته عبرة أطلت من عينيه غصبا عنه لما تذكر
ديرته ووالده ووالدته وايضا عندما شاف جميله وثريا
وهن يتسابقن فرحات سعيدات بوجودهما بين أبويهما
وفي منزلهما وديرتهما وهن يتضاحكن .. حاول سعييد
أخفا تلك العبرة وأستدار للخلف ؟؟ ولكن جميله كانت
حاذقه وذكيه وعلمت ما به ولما حصل له ذلك فأتت من
أمامه ومدت يدها ومسحت عبرته وقالت له أسفين اننا
ذكرناك بأهلك وديرتك .. فقال سعييد ما في شي خلاص
وأيدت ثرثا كلام أختها جميله قائله ما يعجبك أن يكون
لك أبو مثل ابي اسحاق وأم مثل أمي مريم وأختين مثلنا
فقال إلا يعجبني كثيرا الله يحفظكما ويحفظ الوالد والوالده
فقالت جميله لسعييد تعال نوريك مراح حلالنا ومراح
البهم وقالت لشقيقتها ثرثا روحي جيبي القدر الكبير
والطاسة اللي نحلب فيها خلينا نحلب حلالنا قبل ما
يمصوا البهم كل الحليب ولا نلقى شي فقال أبشري
وراحت تجري .. فقالت جميله لسعييد ....

الى الجزء القادم لنا لقاء ...

__________________

غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158