الكرة السعودية تحتاج إلى كثير من العمل لإعادتها إلى سابق عهدها الجميل وليس كما يعتقد البعض من أن ضم أسماء أو إبعاد أسماء أخرى قد تكون هي سبب الإخفاق ، فمن وجهة نظري بأن هناك تراكمات وأسباب كثيرة تكمن وراء ما أصاب الكرة السعودية من غياب عن منصات التتويج وعن التصنيفات الدولية بعد أن كانت في مراتب متقدمة ألخصها في التالي :
أولا : المراحل السنية
قل الاهتمام بها من قبل كثير من الأندية فلم نعد نشاهد مدربين عالميين على غرار (كوبالا وبروشتش) مما أحدث ندرة للمواهب بالأندية ، فالموهبة لا تأتي فيجب البحث عنها والحرص على تسجيلها بالأكاديميات والمدارس الخاصة بالأندية لأنه كان في السابق المدربين اللذين ذكرتهما أعلاه بالإضافة للكشافين الموجودين في ذلك الوقت كانوا يقومون بزيارات للمدارس والتوصية بتسجيل أي موهبة يتم اكتشافها.
ثانيا : دور الإعلام الرياضي في الإخفاق
تشارك بعض وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة في المسئولية عن الإخفاق الذي تعاني منه الكرة السعودية نظراً لأنها بمثابة إعلام للأندية يسعى للتعصب والإثارة والمكسب المادي فقط دون النظر بشكل اشمل لما تقتضيه المصلحة العامة.
ثالثا : الانضباطية
يعتبر عدم انضباط الكثير من اللاعبين خارج النادي أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انخفاض مستوى الكثير منهم ، فاللاعب النجم لا يستمر لأكثر من ثلاث مواسم وسرعان ما يتوارى نجمه بعكس ما كان يحدث في السابق للاعبين كبار أمثال النعيمة وماجد وعبدالجواد والخليفة وغيرهم من استمرارهم على مستوى ثابت حتى اعتزالهم.
رابعا : غياب الدافعية
حصول اللاعبين على الشهرة وكذلك استلامهم لقيمة العقود مقدماً ساهم في غياب الدافع لديهم لتقديم أفضل قدراتهم على عكس ما حصل أثناء مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كاس آسيا عام 2007م عندما تم إبعاد الكثير من الأسماء البارزة في ذلك الوقت والاستعانة بالشباب الذين يتوفر لديهم الدافع القوي من أجل إثبات الوجود والحصول على الشهرة ، وما تم بعد ذلك من توقيعهم مع الأندية بعقود عالية سرعان ما انخفضت مستوياتهم بعد ذلك.
ومن هذا المنطلق اقترح من وجهه نظري أن تقسم قيمة العقد على رواتب شهريه بحيث أنه عند انخفاض مستوى اللاعب يتم الحسم منها مباشرة فعندها سوف نجد اللاعب أكثر انضباطية كما يفضل إن يكون هناك تقييم شامل وعادل لكافة اللاعبين دون وجود محسوبيات أو استثناء للاعب جماهيري.
وألا يكون هناك إغراءات للاعبي الأندية الغير منضبطين وخصوصاً اللاعب الجماهيري ذو المستوى المتدني من قبل أنديه أخرى نكاية بالأخر دون النظر لمستوى اللاعب ومدى إنضباطيته مما انعكس على اللاعب من خلال عدم اكتراثه لهبوط مستواه وعدم انضباطيته. ويستثنى من ذلك اللاعب الجيد المنضبط فالكل سوف يسعى لاستقطابه والظفر به وهو حق مشروع للجميع يكفله نظام الاحتراف.
خامسا : المسابقات
يفضل تقليص المسابقات لدينا على مستوى الفريق الأول والاكتفاء ببطولتي الدوري والكأس ، ويكون هناك روزنامه واضحة للمسابقات المحلية على مدى 5 سنوات ، واقترح عدم مشاركة المنتخب الأول في البطولات الخليجية أو غيرها من بطولات إقليمية في العام الذي يوجد فيه مشاركه للمنتخب الأول قارياً وعالمياً مما يساهم بعدم إرهاق اللاعبين والتقليل من توقفات الدوري.
سادسا : الملاعب
الملاعب لدينا قديمة وأرضيتها سيئة لا تساعد اللاعبين على تقديم كل ما لديهم من إمكانيات وكذلك المنشئات لا توجد بها أي وسيلة من وسائل الخدمات الجاذبة للجمهور ولك إن تتخيل أخر منشأة رياضية تم إنشائها إستاد الملك فهد عام 1408هـ ، فأتمنى أن أرى منشآت تضاهي ما هو موجود في قطر وأفضل لرقي ورفعة الكرة السعودية. لذا من المتوقع بعد خصخصة الأندية أن تعود الكره السعودية أن شاء الله إلى أمجادها وتتحسن الكثير من الأمور.فهذه النقاط المشار إليها في المقال تعبر من وجهة نظري عن الأسباب التي أدت لهبوط مستوى الكرة السعودية وكذلك المقترحات والحلول.