عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2011, 05:46 PM   #1
الشفق
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 26,851
الشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond reputeالشفق has a reputation beyond repute
افتراضي الروتين والتغيير
انشر علي twitter



الروتين و التغيير
آلاء عمر المعيقل


أكثر الأشياءِ من حولنا باتت اعتيادية , وأكثر من المعتاد أيضًا !
أفعالنَا التي نؤديها كَنوعٍ من الواجبات أو من قبيل الاختيار باتت بلا مشاعر , كقطعة ثلجٍ إذا سكبت على جلودنا فقدنا الإحساس بها . و النّاسُ من حولنا ماذا قدّمنا لهم سوى السَّلام الروتيني و الابتسامة المُعتادة فقط ! , وأصبحنا نُحيل أنفسنا لجمادٍ بأرواحٍ باردة حينما نُمسك بالجمادات , لا يُمكننا أن نتمسّك بمشاعرنا الإنسانية حيالها .
المعتاد و الاعتياد و العادة وكل التصريفات الروتينية , إن امتلأنا بها , قتلتنا !
فماذا نفعل حيَال طقوسنا التي ننسى أن نُخلص نوايانا فيها , لِنستشعرها ؟
و أخلاقنا مع البَشر ما عُدنا نُصنِّفها من أولويات العادات اليومية , قد وضعناها في الدرك الأسفل , وفي أحسنِ الأحوال الأوسط !
ورؤيتُنا تجاه الحديث التي نمرّ بها بنظرةٍ قديمة خالية من التفاؤل و الإيجابية .
وتحليلنا للمواقف و التجارب فاضت بالسلبية المعتادة .
تمرُّ الأيّام المتشابهة لا نشعرُ بها , و نحنُ نغرقُ في الرّوتين , و تكبر أعمارُنا وما زلنا بنفسِ ثقافتِنا و نفسِ أسلوبِ حياتنا و نفسِ طقوسنا .
***
ماذا لو تغيّرت نظرتُنا تجاه كل تلكَ الأفعال و الأفكار و الجمادات !
ما ذا لو نجرب أن نغيّرها ؟
أن نفعل شيئًا مُختلفًا !
أن نقشر البرتقال بالملعقةِ بدلًا من السكين !
و نسبح في الهواءِ بدلَ البحر !
***
لِنطلقَ على كلمة الصلاة " حيَاة " , سنحيَا حياةً مُنعشةً في الفجر , و نستأنس بالحيَاةِ في الظهر و العصْر , و نحيا النهضة في المغربِ و العشاء , ونعيشُ حياة الطمأنينة في الليل , أليسَ في الصّلاة حيَاةٌ ؟ حياةٌ من الجنّة , من السلام الداخلي , هل سنُصلي الصلاة كالمُعتاد ؟ أم أننا سنشتاق أن نحيَا و ننهض و نرتقي في اليومِ خمسَ مرات على الأقل !
و القرآن , لنعتبرَه كتاب " النهضة و العلم " , و للاستزادة من السعادة , و إحيَاء الأموات , بدلًا من جعلهِ للبكاء على الأموات و إماتة الأحيَاء , أما نهضت به قريش بعد أن كانت في كهوفٍ مظلمة , ألا يجبُ علينا أن ننهض به , بدلًا من قراءتِه عند الأحزان فقط !
أما الكتاب , فلنجعله كطائرةٍ تُحلّق بنا في عوالمَ مختلفة , و عقولٍ أخرى , فالقراءَة كرحلة سفرٍ بلا تذاكر ولا حجوزات , فتارةً نبحر في العقول المُفكرة العميقة , و تارةً نحلّق مع الأفكارِ الإبداعية , أو نزدادُ حيرةً مع الفلاسفة , أو نسافرُ للسيَاحة في الأندلس , المهم أننا عقولنا لن تظل في مكاننا , ستسافرُ لأماكنَ باختياراتنا .
وأخلاقنا مع كلِّ أصناف البشر , هي أخلاقٌ مع أنفسِنا أولًا , فاعتدنا منذُ الصغر أن نلومَ الآخرين عند إساءتهم لنا بقولنا : احترم نفسك ! , لكننا ما فهمْنا أن احترام الذات ليست لتجنب الإساءة للآخرين , الهدوءُ في حضرة من هم أكبرُ منا , أو في أماكنَ عامة هي احترام الذات , و أمانتنا , و صدقنا هي احترام الذات أيضًا , و الابتسامَة و السلام و الكلمة الطيبة , أخلاقٌ حميدة تنبع من أخلاقنا مع ذواتنا قبل الناس , فالأخلاق كلها ( لنا ) قبل الناس .
لو استبدلنا الوضع ( الصامت ) على أجهزة الجوال بكلمة ( احترام ) , فعندما نشعرُ بأننا سنسبب الضجيج بأجهزتنا في مكانٍ ما , وضعنا الجوال على ( الاحترام ) , و الجدال اعتبرناه ( حوار ) نستفيدُ من أفكارِ من نناقشهم و نأخذُ بنظرياتهم , ووضعنا في أعيننا أننا بشرٌ نصيب و نخطئ , و النصيحة نحيلها إلى ( عتاب أحبة ) لنفكر بها أكثر , و نعي أنها من قلوب الأحبّة , ليست من عقولِ حاسدين .
الوعي بأن التعامل مع إنسانٍ ما , ما هو إلا مرآةُ لتعاملنا مع أنفسِنا.
لأننا اعتدنا أن نطلق على البيئة التعليمية , ( البيت الثاني ) , ما عدنا نكترثُ له , ولا نهتم و نعتني بأخلاقياتنا مع منزلنا الثاني , فلو نستبدله بـِاسم ( مؤسسة التطوير و النهضة ) أو ( منشأة العلمِ و الحضارة ) و الطلاب هم صنّاعها وروّادها , ألَن يَكون ذلك أفضل لِرقي المتعلمين و المُعلّمين , و استشعارهم بتلك الرسالة العظيمة .
و لو عشنا يومًا بلا جهازِ تقني , سنفعلُ كل ما هو مختلف , بعيدًا عن جهاز الجوال بأنواعه و تقنياته الذكية , و التلفاز , و أجهزة الحواسيب , سنقضي على روتيننا ليومٍ واحد , يومٌ من فراغٍ سيمتلئ بكلّ ما لم نعتد عليه .
لنخرج عن كل ما هوَ مألوف , و نلج في المُختلف . لتجديد طقُوسنا , و أعمالنا , و تطويرِ أفكارنا , و القضاء على روتينٍ يقتل ذواتنا قبل أيّامنا , حتى في نظرتنا تجاه المواقف , الأحداث لا نقرأها من جهةٍ واحدَة , ولا نركز على الجانب الفارغ من الكوب , فقد قال الرسول "إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم" رواه مسلم , قليلٌ من التغيير و شيءٌ من فعل ما نعتاد عليهِ بشكلٍ مُختلف , كفيلٌ بجعلِ حياتنا أكثر سعادة

منقول من
الركن الوارف
بمجلة أجيال
وعقبال مجلة شفقكم


التعديل الأخير تم بواسطة الشفق ; 12-20-2011 الساعة 08:01 PM
غير متواجد
 
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158